رواية "ميراث الندم" ( كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم امل نصر
المحتويات
قائلة
رغم انه بيتي واعمل فيه اللي يلد عليا لكن اطمن محدش من الشغالين جاعد الساعة دي عشان يشوفني ولو ع البنتة فهما نايمين يعني مفيش غيرك بس اللي شافني بالجميص الجديد ايه رأيك حلو
القى بنظرة شاملة طافت عليها من رأسها حتى قدميها في الأسفل ثم زفر بدون أدنى تعليق ليجلس على طرف التخت بوجه متجهم لا يبدوا عليه أي تأثير
إيه يا غازي لسة جلبك محنش علي كل دا عشان غلطة خربط بيها لساني من غير ما اقصد.
التف إليها رافعا حاجبه بشړ فقابلت فعله بتبرير على الفور
ظل يتمعن النظر بها بوجه مغلف وكأنه يسشف صدق حديثها أم الكذب ورغم علمه بالحقيقة إلا أنه فضل التريث معها
بجد يا فتنة يعني هماكي جوي بت عمك ولا شايفها كاتمة على نفسك بجعدتها من غير جواز لحد دلوك
يا مري كيف هتجول الكلام ده دي بت عمي يعني لو مشالتهاش الأرض أشيلها فوج راسي دا بيتها زي ما هو بيتي .
ردد خلفها بقصد
ما هو بيتها فعلا .
تلفظت بارتباك
أيوة امال ايه دي روح دي اختي الكبيرة وغلاوتها من غلاوة عيالي
كاااذبة يعلم جيدا أنها تكذب ولكن ليس بيديه حيلة الحكمة تقضي أن يدعي التصديق حتى لا يزيد الأمر سوءا بين الاثنتان .
ها يا غازي مش ناوي تنور فرشتك دا الأوضة مضلمة من غيرك.
زفر يخرج دفعة كثيفة من الهواء المثقل بصدره قبل أن يبدي تجاوبه متقبلا الصلح معها قائلا
ماشي يا
فتنة روحي وانا جاي وراكي هتسبح بس واحصلك
هللت بابتهاج الوصول لغايتها لتنهض وتباغته بوضع على وجنته مرددة
اومأ لها بهز رأسه فخرجت سريعا تسبقه أما هو فقد ظل لدقائق ينظر لأثرها بشرود.
لا يعلم إلى متى يستمر هذا الوضع معها هل بزواج شقيقته سوف ينصلح الحال وتعتدل لا يظن.
وذلك لمعرفته الجيدة بعيوب شخصيتها صعبة التغير هي اليوم قد جاءت بناء على نصائح والديها يخمن هذا بدون شك لكن ماذا بعد
لايوجد أي أشياء أخرى كالمشاعر وهذه الاحاسيس التي يسمع عنها وقد كان السبب هو اصطدامه الدائم بغرورها المستفز أم هي الخشونة المتأصلة به والتي تمنعه من التكيف مع واحدة مثلها
لماذا يستحضره الان مشهد طفلة جميلة كحيلة العينين ذات بشړة بيضاء تناقض لون البحر الأسود بها بضفيرة واحدة طويلة ضمت شعرها من الخلف لتظهر جمال وجهها الدائري وطول عنقها الغض.
وقد ذلك في اليوم الذي يخصصه جده لتجمع أفراد العائلة بمأدبة كبيرة كل عام النساء والأطفال في باحة المنزل الكبير والرجال في الساحة الخلفية في الخارج بفراشة ضخمة كي تضم الجميع من أصغر شاب حتى الكهل العجوز.
وقد كان في هذا اليوم متأثرا لأول غياب لوالده به وذلك بسبب ۏفاته من شهور قريبة حتى ضاق صدره وخرج عن صحبة الشباب يبحث عن مكان منعزل يجد به السلوى فذهب كي يمتطي حصانه ويخرج به كالعادة ليركض محلقا في فضاء الأرض الشاسعة.
ولكنه تفاجأ هذه المرة بهذه الصغيرة تقف أمام
السور الخشبي الحاجز وتطعمه بيداها فلم تنتبه الا حينما أجفلها بهتافه
بتعملي ايه عندك يا بت
انتفضت بخضة في البداية حتى سقطت منها حزمة البرسيم الصغيرة ثم سرعان ما تمالكت لترفع رأسها اليه وتحدجه بنظرة غاضبة فلم تكلف نفسها عناء الرد عليه وقد استفزها جلافته دنت تعود تتناول ما سقط على الأرض ثم امتدت بذراعها لأعلى الحاجز الخشبي الصغير لتتابع اطعام الثلاثة الحصان الكبير والمهرتين.
اقترب منها بعصبية ينكزها بطرف اصبعه وقد استفزه تجاهلها له
لكن مش بكلمك انا .
الټفت برأسها إليه تنهره پعنف
وانا مش عايزة ارد عليك انت مين انت عشان تسألني
أنا مين
تمتم بها ليتكتف بذاعيه يطالعها بذهول هذه الغريبة والتي يبدوا أن عمرها لا يزيد عن الثانية عشر لا تعرف من هو غازي الدهشان! تطعم الحصان ولا تعلم صاحبه بها لمحة ما تخبره أنها من
متابعة القراءة