رواية "ميراث الندم" ( كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز


وشك عشان تحط غلبك فيه.
هتف فايز وهو يتطلع إلى الشاب بكره لا يعرف سببه حجازي كلما رأه او تقريبا منذ نشأته ووعيه
طبعا مش متحمل عليه كلمة وانا ليه هستعجب ما هو حبيبك وتربية يدك اما ابوه فشيطان ويستحج الرجم مش كدة يا بوي
صړخ عبد المعطي بانفعال خرج عن سيطرته
اطلع برا يا فايز خلاص انا جفلت منك ومعدتش طايح اشوف وشك حتى.

صاح فايز بسخرية وهو يستدير ليغادر من أمام نظراتهما المذهولة غير عابئا بنتائج ثورته ولا بأثر كلماته السامة على الاثنان
ماشي وسايبهالك لا تكون مفكر انك هتطردني من سرايا عابدين.
سقط عبد المعطي بتعب فور خروج ولده فاتجه إليه حجازي مهرولا بقلق ليطمئن
مالك يا جد ايه اللي حصل لتكون مخدتش علاجك النهاردة
أطرق الرجل برأسه يتنهد بعمق قبل أن ترتفع أنظاره نحوه بنظرة غامضة غير مفهومة وكأنه حسم قرار ما بداخله.
خرج فايز بنيرانه المشټعلة وحقده الدائم والازلي لهذا الولد أكبر أبناءه كما يقولون ولكنه لا يعتبره كذلك فشعور الكراهية نحوه تزداد يوما بعد يوم في البداية كان بسبب والدته سليمة ابنة عمه التي تزوج بها صغيرا قبل أن يعي بمباهج الدنيا من النساء الجميلات
محظيتها برعاية والداه وحبهم الشديد لها ولمثاليتها 
المستفزة والتي اورثتها لابنها ليفوز بتقدير أهل البلدة كلها وليس أبويه فقط ويبقى هو في نظر الجميع الفاسد البائس زفر
من عمق صدره بضيق وهو يسب بالكلمات الوقحة حتى وصل بسيارته لمقر سكنه مع زوجته الثانية شربات واولاده منها.
ولج لداخل المنزل بخطواته المسرعة يلقي التحية باقتضاب قبل أن يصل لغرفته وكما توقع أتت خلفه شربات سائلة بدهشة
ايه اللي طلعك بدري من شغلك كدة يا فايز
غمغم بكلمات غير مفهومة وهو يخلع في حذاء قدميه وتابعت هي هاتفة
ما ترد يا راجل وجعت جلبي لتكون اتعركت مع حد هناك من زمايلك ولا رئيسك زي ما عملت المرة فاتت
رمقها بنظرة ممتعضة ثم استدار ليتناول شيئا ما من أعلى علاقة الملابس ليرتديه بعدم اهتمام حتى استفزها لتصرخ به
خبر ايه يا فايز مش راضي تعبرني بكلمة كنت جدامك بهوهو .
صاح بها بنزق يحدجها بغيظ وضجر لإلحاحها المستمر 
مصدع يا جزينة ومعنديش مجدرة للت والعجن كفاية عليا عركة واحدة ع الصبح.
شهقت تردد بلهفة وهي تقترب من الفراش
انت اللي جولت بنفسك وجيبت سيرة العرايك يبجى تريحني ولو بكلمتين صغيرين حتى.
زفر متأفافا يلعن بكلمات شتى متذمرا منها ومن حصارها له حتى استجاب مجبرا للإجابة
اتعركت مع ابويا يا حضرة المفتش كرومبو اتصل بيا بعد ما طلعت من البيت النهاردة وانا رايح على الشغل طلب حضوري ضروري روحت لجيتوا مستنيني بوصل الأمانه اللي اخده عليها صدجي ابو سليم بعد ما دفع جيمته واستلمني بجى يسمم بدني على كل جرش دفعه.
ااه
تفوهت بها بتفهم وهي تجلس بجواره ثم اقتربت تمسح براحتيها على عظام ظهره في الخلف مرردة بنعومة
يعني هو دا اللي عكر دمك يا راجل متبجاش حنبلي وفوت زي ما بيجولوا اهم حاجة دلوك هي انك خلصت من الدين اللي لافف على رجبتك وعدت زي كل المرات اللي فاتوا.
زفر أنفاسه بخشونة ليعقب على قولها بحدة وتهكم
شافاني خرتيت جدامك يا مرة انتي ولا ايه ولا فاكراني عديم الاحساس عشان متأثرش لما ينجص من رجولتي ولا اكن عيل صغير...... الموهبة دي مش عند كل الناس كيف عيلتك.
التوى ثغرها تأثرا بعبارته فقالت ملوكة فكيها
وايه الداعي بجى للمسخرة على عليتي يا فايز باشا كانوا عملولك ايه الناس الغلابة
تبسم ساخرا يزيد عليها باستخفافه
وهو انا جيبت حاجة من عندي ولا انتي نسيتي اللقلب الكريم عليكم عيلة التنج
زفرت متأففه تحدجه بنظراتها الڼارية وهي تهزهز أقدامها جواره بعصبية اثارته حنقه أكثر فهتف غاضبا
متعصبيش أمي بهز رجليكي ده انا على اخري غوري وسيبني انام
قالها وتحرك ليبتعد عنها يخلع عنه معطفه ثم دفعه على الارض بطول ذراعه فازادت هي من قربها متاجهلة سخريته من عائلتها تعود لنعومتها السابقة
ماشي يا فايز انا برضوا مش هزعل منك عشان مجدرة حالتك وزعلك من أبوك عشان انا جلبي ابيض وانت عارف كدة زين.
أومأ لها على مضض لينهض خالعا عنه القميص القماشي ثم ارتمي على تخته قائلا
تشكري يا ستي كملي جميلك
كمان وسيبني اخطڤ ساعة ولا ساعتين نوم اريح فيها جتتي مدام كدة كدة انحسب يوم غياب في المصنع متصحنيش غير على ميعاد الغدا ممكن يا سنيورة
نهضت تهتف بميوعة وتشير بسبابتها على الجهتين من وجهها
من عيوني الاتنين يا سيد الناس أنت أحلى وكل لأحلى فايز 
نظر في أثرها وهي تخرج من أمامه بوجه واجم ثم الټفت ليندس تحت غطاء فرشته يغطس في نوم عميق غير مبالي كعادته.
وعودة إلى المنزل الكبير وبالتحديد في الطابق الثاني منه والذي يسكنه حجازي الحفيد مع والدته وزوجته وطفله الوحيد معتز والذي هرول إليه بمرح بمجرد رؤيته قادما من الخارج عائدا من عمله ليتلقفه بذراعيه بحب وسعادة وهو ليصدر أصوات ضحكاته الصاخبة
 

تم نسخ الرابط