رواية "ميراث الندم" ( كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز


سند واد عمتي هويدا في مجام اخويا ولا انتي ناسية محبته للغالي راجل محترم هو عيسى متخيروش عن بعض.
التوى ثغر جليلة ترمقها بامتعاض تقول ساخرة
طيب يا محروسة متزعليش نفسك جوي كدة ربنا يخليلك خواتك اما نشوف بس الايام اللي جاية هتودينا على فين.
غمغمت بالاخيرة بصوت خفيض ولكنها وصلت لابنتها لتنتفض ناهضة عن مقعدها بجوارها تاركة الطعام پغضب مدمدة بالحمد لتعود لصغيرها على الفراش وتندس بجواره

رددت خلفها جليلة سائلة
مش هتكملي وكلك 
ردت بحدة دون أن تلتف لها
أنا جولت الحمد لله يعني شبعت.
راجعت نفسها جليلة بندم وقد اكتنفها شعور بالإشفاق على أصغر أبنائها لتنهض من خلفها وتخطو حتى جلست بجوارها على طرف الفراش تمسد بكفها على كتفها وذراعها تخاطبها بحنو
انا مش جصدي حاجة عفشة يا بتي متزعليش مني لو زودت معاكي في الكلام بس انتي عارفة انك أغلى خواتك وانا خاېفة عليكي يا نور عيني.
ظلت معطية لها ظهرها ولم تستجيب لها فواصلت جليلة من أجل ترضيتها لتميل عليها هامسة بجوار أذنها
طب جوليلي ع الحلم اللي خلاكي جومتي رايجة ومفرفشة.
اعتدلت على الفور بحماس تجيبها
جصدك على حلمي بحجازي
اومأت لها بابتسامة تخفي داخلها الألم لتتابع لها الأخرى بلهفة تخللت صوتها
شوفته وهو بيضحك ياما كان جاعد معايا في جنينية كلها ورد من كل الأشكال بوشه اللي زي الجمر انا كنت حاسة انه عايش معايا ومامتش حجازي هيفضل طول عمري في جلبي ياما عمري ما شوفت من رجال ولا هشوف غيره أبدا.
رق قلب جليلة لتميل عليها وټحتضنها بصمت غير قادرة حتى على اخبارها انه لم يعد موجودا كي تربط نفسها به ولتترك جرحها للأيام هي خير مداوي
بعد مرور أكثر من شهر
كان اللقاء حول القپر حيث التف معظم افراد العائلة في ذكرى مرور أربعين يوم على الۏفاة والذي تحييه العائلات بزيارة
المدافن وعمل مأدبة طعام في سهرة لتلاوة القرأن الكريم على روح الفقيد بعد السهرة الأولى والتي تتم بعد أسبوعين حتى تقام الثالثة بمرور السنة في تقليد تتعاقب على تنفيذه الأجيال.
كالعادة كانت مڼهارة رغم إمساكها بالكتاب الكريم بجوارها روح الدهشان تهون عليها بالاضافة لشقيقتها وبعض من أفراد عائلة زوجها ووالدته المتماسكة دائما وصغيرها يتنقل من ذراع الى أخرى برعاية وحرص.
وقد كان هو من جهة بعيدة إلى حد ما يراقب من داخل سيارته بأعين كالصقر لها ولكل شاردة أو واردة حولها لقد استغل اليوم رغبة شقيقته في مرافقتها في هذا الوقت العصيب ليتخذها فرصة لرؤيتها واستطلاع الاحوال.
فمن وقت لقاءه القصير بها داخل منزلها وهو لم يترك فرصة خرجت فيها الا وقد كانت تحت أنظاره يفرض عليها حمائية لا تشعر بها ينتظر ويتابع ليرى ما يستجد معها لو كان يملك الحق بزيارتها يوميا ليطمئن لفعلها فهو الكبير ويعلم قدر نفسه لا يستطيع ان يفعل كصهره ناجي والذي لا يترك شقيقها منذ الحاډث وهو الان يقف بالقرب منهم بسيارته هو الاخر من أجل التكفل بأن يقلها إلى منزلها ليته يمتلك نصف بجاحته.
او زوج الثيران الاخران أقرباء الفقيد واحد منهم يحمل طفلها الان كذريعة للتقرب والاخر اتخذ موضعه بجواره من أجل التهوين عليها وعيناه تلتهمها رغم كل الأدب الذي يدعيه.
أوغاد 
غمغم بها يضرب بقبضته على عجلة القيادة پغضب حارق يكوي جلده قبل قلبه فهو الوحيد العاجز من الوصول إليها منهم ينتظروا الفرصة يتحينون الوقت المناسب من أجل الفوز بها وهي الحمقاء لم تستفق بعد لما ينتظرها.
زفر هواء ساخن بدفعه كثيفة يطردها من صدره ليردد بصوت واضح لنفسه ويده ټضرب على مقود السيارة پغضب
اصبر يا غازي اصبرر لما نشوف ايه آخرتها.
خلاص يا نادية كفاياكي بكا القران احسن حاجة تجدميها للمرحوم. 
تفوه بالكلمات عيسى لتضيف على قوله والدته
اسمعي الكلام يا بتي متعذبهوش في جبره كلام ربنا شفا ورحمة للحي وللمېت.
عندها حج والله ياخالة نعيمة ربنا يبرد جلبها ويدخل في جلبها الصبر.
قالتها روح في تدخل منها لتعقب على قولها هويدا
ان شاء الله يا بتي هي كل حاجة بس بتاخد وجتها والزمن كفيل انه يطفي الڼار ويعوض.
ضاقت عيني روح بشيء من شك لعبارتها الأخيرة تغاضت عنه سريعا لتجيب بصفاء نية
ان شاء الله يا خالة ان شاء الله
وجاء رد سليمة بأن ضمتها لصدرها تهون عليها ببأس اختلط بحنانها
دي بتي ام جلب رهيف هي كدة لازم تدليهم من عنيها عشان
تستريح.
استسملت نادية تستكين داخل أحضان المرأة وبجوارها روح تناظر حالتهما بإعجاب رغم هالة الحزن التي تحاوطهما لا تستعجب وصف المرأة بأنها ابنتها فهي بالفعل استلمتها ابنة السادسة عشر منذ زواجها بحجازي وحيدها لتكبر أمام عيناها في علاقة ودية لم تشهد لروعتها على أرض الواقع إلا معهما لا عجب إذن أن ينتهي هذا الحلم سريعا كأي شيء جميل لا يصمد أمام قسۏة الزمن.
وفي منزل فايز 
حيث كانت زوجته تزفر وتنفخ كل دقيقة تلتف حوله بعصبية وحركات انفعالية بغرض لفت نظره لها حتى ضج منها ومن أفعالها
 

تم نسخ الرابط