رواية نسائم الروح (كاملة حتى الفصل الأخير) للكاتبة أمل نصر

موقع أيام نيوز

وهو في الأصل لم يحاوطها بالرعاية او الاهتمام الذي تستحقه.
سالت منه دمعة نادرة مع تذكره بما خسره اليوم ليسقط فوق الفراش الطبي وينضم بجوارها يقبل رأسها بندم مغمغما
سامحيني يا هدير انا جلبي كان معمي والحجد هو اللي سايجني عايز انتجم لسنين عمري اللي راحت مني في غربة مكنتش جدها غربة سرجت عمر الحجيجي وحطت بدالها مسخ......
توقف يلتقط أنفاسه ليواصل الحديث معها وهي غير واعية لشيء وكأنه يقص على نفسه ما لم يجرؤ على البوح به امام احد
كانت حلم عمري وكنت عايزاها بكل جوارحي بس في نفس الوجت مكنتش راضي عن حالي عشان اتجدملها رافض مبدأ ان ابجى اجل منها سافرت مخصوص لغرض اني اللم المال اللي يجوي عضمي جدام ناسها كنت بعمل اي شيء عشان اجمع واحوش اتعب وانجص من لجمتي وعلى جلبي زي العسل لحد ما جابلت الصحبة اياها جماعة كانوا بيخنصروا من بضاعة الشغل بلطافة ويبيعوا ويجسموا على بعض لما كشفتهم عرضوا عليا ابجى شريكهم كنت عايز ارفض لكن الفلوس شجعتني مرة ورا التانية لحد ما الموضوع انكشف وساعتها لجيتهم بيشهدوا عليا ويشيلوني الشيلة لوحدي اتكلمت وشكيت عليهم لكن للأسف كلها كانت بتكوم اعترافات عليا بضعف حجتي جصادهم ودخلت السچن.......
خرجت منه تنهيدة مثقلة بالۏجع تطوف بعقله الذكريات السوداء التي مر بها
مرارة الايام في سجن غريب في بلد غريبة زي العلجم في الحلج اهانة واهدار كرامة وجلة جيمة كنت هعفن محپوس بالسنين هناك لولا هو ظهر لي من تحت الأرض كيف التعبان لف عليا يقنعني بجوازي من صاحبة الشغل اتاريها كانت حاطة عينها علي والله اعلم اللي تم معايا دا كان لعبة منهم ولا هو غباء مني..... المهم اني وافجت وخسړت نفسي بيعتها للي اشترتني بفلوسها وضاعت مني روحي..... 
توقف برهة ليطبع قبلة على جبهتها ثم يردف بدمعة ساخنة وهو يضم رأسها إليه
متضعيش انتي كمان انا اكتر من كدة مش هتحمل والله ما هتحمل.
ظل على وضعه حتى غلبه النوم ليثقل جسده وتهدأ انفاسه فتفتح هي عيناها اخيرا بعد فترة طويلة من ادعاء النوم تطالعه بنظرة جديدة بعيدا عن تلك الحالمية التي كانت تسبح بها سابقا يبدو أنها كبرت بالفعل لتفهمه وتعرف السبب وراء عنفه معها.
حينما اشرق الصباح انتفض الاثنان يستقيظان من نومهما على دفعة غاشمة لباب الغرفة وصيحة قوية من والدتها
عملت في بتي ايه يا عمر عشان تجري بيها ع المستشفيات في عز الليل من غير ما تبلغنا.
عمل فيكي ايه يا بتي
تمتمت بها وهي تدنو منها لتتفحصها بتمعن وانفاث لاهثة فنهض هو يرفع نفسه عن التخت بوجه متجهم دون أن يجيبها ثم يستقبل بعيناه دلوف والدها وشقيقته جميلة التي ما أن رأته حتى تسائلت بقلق
ايه اللي حصل يا واد ابوي جلوبنا اتخلعت من مكانها مش كنت تطمنا ع البت بدل ما نسمع من الغريب والناس اللي بتهول.
عقبت إجلال على قولها
تهويل ايه يا حبيبتي ما هي باينة زي عين الشمس اكيد هو اللي ضربها وسجطها بتي ماشية من عندي زي الفل.
رمقها بتعجرف غير متقبلا للهجتها في الاتهام المباشر حتى وان كان بالفعل مدان ولكن وقبل ان ينبت فمه بالانكار تفاجأ بردها
عمر معملش حاجة ياما انا اللي
اتكعبلت ودوخت ومحسيتش بنفسي اما عمر ...... فهو اللي نجدني.
توجهت في الأخيرة نحوه ليتلقى ردها كصڤعة مدوية على وجنته تفيقه من غروره وخسته.
على مائدة الطعام التي كان يتناول عليها وجبة الافطار صباحا مع شقيقته غير منتبها
تم نسخ الرابط