رواية نسائم الروح (كاملة حتى الفصل الأخير) للكاتبة أمل نصر

موقع أيام نيوز

بحديثها ولا بأي شيء فقد كان عقله شاردا بها تلك التي زارها بالامس في منزل عائلتها ليتلقى منهم ترحيب بحفاوة غير عادية وكأنهم على علاقة به منذ نشأته.
اما هي فقد كانت كلماتها كنسمات الربيع تلطف على القلب لا يمل منها ولا يشبع حتى حينما عرضت عليه ليتشارك معها الطعام وهم ان يرفض غلبته بردها
وحياة اغلى حاجة عندك ما تكسفني انا نفسي يبقى في ما بينا عيش وملح. 
ارتبك بحيرة ما بين الرفض كعادته مع اي دعوة يتقاها من أشخاص اغراب وما بين ارضاءها والموافقة لتضيف والدتها بمكر
ليكون لسة مستغربنا يا مشمش ولا مبيحبش اكلنا حكم دي نفوس يا بنتي.
على الفور كان رد للمرأة مصححا
لا يا خالة ازاي بس طب وربنا حاسس بألفة ما بينكم د وكأني اعرفكم بجالي سنين مش اول مرة ادخله فيها.
تبسمت مشيرة بابتهاج لقوله
خلاص يبقى معندكش حجة بقى ولا ناوي ترفض
بالطبع بعد كلماتها لم يقوى على الرفض ليتقبل ويشاركهم الطعام المتواضع بشهية وكأنه هو الاخر استطعمه قبل ذلك غريب امر هذه العائلة وامر هذه الفتاة التي شغلت قلبه وعقله بالتفكير بها.
الجرس بيرن يوسف وصل. 
هتفت بها شقيقته تجفله من شروده قبل ان تنتفض من محلها وتسرع لتفتح باب الشقة لهذا السمج ليدلف على الفور مرددا
صباح الورد ع الورد جهزتي الفطار ولا لسة
جاهز تعالي كل على ما انا جهزت نفسي
تمتمت بها كرد له لتسبقه مهرولة نحو غرفتها وتقدم هو نحو المائدة يسحب الكرسي ليجلس مقابله يضع في فمه الطعام قبل ان يلقي نحوه التحية دون اهتمام
صباحك فل يا بوس عامل ايه النهاردة بقى
تجمد بسيوني يطالعه بغيظ شديد وهو يتعامل معه بتباسط وعدم تكلف وكأنه من اهل المنزل هذا الشاب ينوي ان يجلطه بأفعاله.
ساكت ليه يا قلبي ما ترد .
زفر بسيوني يطرق بكف يده ليجيبه بنزق
وانت مالك بالكلام يا يوسف خليك في الأكل مش انت برضو جاي على لحم بطنك وملجيتش وجت تشوج فيه ريجك زي كل يوم ثم تعالي هنا انا مش كذا مرة انبه عليك بلاها من اسم الجلع الماسخ ده.
قابل يوسف حنقه ببساطة قائلا
يا باشا ما انا كل مرة بحاول اخد بالي بس برجع تاني اندهك بيه من غير ما احس ما هو دا من معزتي ليك برضو كمان لو معايا مراتي مش هتلاقيني بزعجك كل يوم ما هو الطبيعي يعني هصحى من نومي الاقيها حضرتلي الاكل والحمام ههحتاج لإيه تاني بقى
سمع منه ليقلب عينيه بسأم وضجر متجنبا الرد عليه حتى لا يزيد عليه بجداله اما يوسف والذي كان ياكل بنهم وشهية غير ابها بشيء فلم يتوقف سوى بعد ان خرجت إليه بلهفتها تخبره
انا خلصت خلاص وجاهزة عشان امشي معاك ع الكلية.
تمتم لها بانبهار وعينيه تطوف على ما ترتديه من طقم خروج جديد
حلوو اوي يا ورد يجنن كان قلبي حاسس انه هيليق عليكي وكأنه متفصل عشانك مخصوص.
ردت بابتسامة فرحة بالجديد
هو فعلا جميل انا كمان اتفاجأت بيه لما لبسته مظبوط وتمام التمام.
عشان تعرفي اني مغلطش ابدا في مقاسك. 
قالها بمكر اخجلها لتطرق رأسها بحياء عنه فجاء الرد من شقيقها
المتفاجئ
هو انتوا بتتكلموا عن ايه بالظبط لهو الطجم دا جديد يا بت امتى جابه
خبئت ابتسامتها تجيبه بحرج 
جابهولي امبارح.
هم ان يصب غضبه به ولكن الاخر لم يعطيه الفرصة حينما نهض بغتة من جوراه ليخاطبه بحزم لا يخلوا من لطف يؤكد له بتملك
هي دي حاجة عيب يا ابو نسب ولا انت ناسي انها مراتي....
تم نسخ الرابط