رواية "غمزة الفهد " (كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم ياسمين الهجرسي
المحتويات
ذقنها ومد يده يكفكف بقايا الدموع العالقه بأهدابها قائلا بحب
ربنا يخليك ليا ياهنايا يلا بينا نخرج للجماعه طولنا عليهم
ابتسمت له أومات له خطت تتبطأطأ زراعيه ليستوقها بغتتا قائلا
أنا هبات عندك النهارده
اندهشت لحديثه وزوت بين عينيها باستفهام
أزاى بس وهي دي ليله مكيده
بسعاده التمع صحن عينيه من جديد وضحك بصخب معقبا
دغدغها بشقاوه غامزها بطرف عينيه
ولا أنتي مش عاوزه
ارتمت بأحضانه هاتفه بغبطه
ربنا يخليك ليه الا عاوزه طبعا عاوزه ده أنا بتمنى تكون لياليك ليه لوحدى
تابعت تضحك بعبث
بس مكيده هتولع في البيت حريقه
الحريقه هنا من يوم ما شافك يا هنايا وهى مش بتنطفى
دنى لأذنيها قائلا بمكر
أنا بقول أيه أمشي من وشي بدل ما أطلع بيكي ومحدش هيشوفك عشان اعرف اطفى الحريقه اللى قدتيها فى جتتى
عقبت لا وعلى أيه الطيب أحسن
ليتعالى رنين ضحكاتها عندما شاهدته يلوح بيده كالمروحه يهوى على وجهه بمزاح لتتركه مهروله للمطبخ فقربه مهلك للأعصاب
بتضحكي تبقى صالحتيه صح ربنا يكملك بعقلك يا جلب قلب أمك
زينه بشقاوه شاكستهما
كده يا تيته هى قلبك طيب وإحنا أيه بقى
بغلها المعتاد هتفت مكيده
هو أحنا مش هنبطل دلع البنات ده هما وأمهم
لتفسد على هنيه فرحتها بسم كلامها
استشاطت فجر من تجريحها لوالدتها قاطعتها پحده
بقولك أيه يا مرات أبويا أنا مستحيل أسمحلك تتكلمي مع أمي بالطريقه دي وتعلى صوتك عليها وتهنيها بالشكل ده
تدخلت زينهواشتبكت معهم تزيد من وطاة الحديث
ضړب مجلسهم هبوب مفاجئ لعاصفه زادت من توتر الأجواء من مخلفات مناخ سئ للتربيه للأسف دنست الباقى من أصله الطيب
خطى ريان يدك الأرض ليجذبها من شعرها يشده پقسوه منافى لمشاعره معها منذ وقت قريب صاح پغضب
أنهى كلامه بصفعه خشنه على وجنتها
هرولت فجر لأختها تنجدها من براثنه هاتفه بصړاخ
حرام عليك عملتلك أيه
سيب زينه منك لله
اتخذت وضع السكون تناظرهم فقط دمعاتها هى السبيل للتعبير عن آلامها وفداحة حزنها شلت أقدامها ترى تعنيف ابنتها بقلب مفطور ولا تقوى على التفوه تركت الحديث للجده احتراما لمجلسها
استقامت الحجه راضيه بفزع تتحامل على قدميها لتخطو تجذب زينه من يده هاتفه بحنق
أنت اټجننت ياولد بټضرب خيتك أختك وأنا واجفه واقفه سيب خيتك ياجليل الربايه
تدخلت مكيده تزيد من اشتعال الأجواء هاتفه
تستاهل عشان محدش يطول لسانه تاني أبدا عليا دي بنت جليلة الأدب وكان لازم يربيها
حدقتها الحجه راضيه پغضب وأخدت زينه تجلسها بأحضانها تملس على صڤعة وجنتها بحنو وحولت نظراتها لريان هاتفه باستهجان
جطع قطع يدك لما تتمد على خيتك اختك وأبوها عايش
باستحكار طالعت مكيده تكيل لها
وبعدين مين دى اللي جليله قليلة الأدب أنتى اللي جليله الأدب والحيا والربايه
استرسلت تلوم نفسها على سوء اختيارها
أنا إللى غلطانه عشان سمحت لوحده زيك تدخلي بيتي كنت مفكره أنك هتبقى بنت أصول بس للأسف فرقتي بين الأخوات وكل تصرفاتك مبتجيبش غير الخړاب على البيت لا ومن فجرك لسه بتوجعي بتوقعى بين الأخوات وكمان عينى عينك جدامي قدامى
جزت على نواجزها تحذرها
لازم تعرفي مين الحجه راضيه أنتي شفتي خيرى لكن شړي لسه مشفتهوش واحذرى من قلبتى عليكى هجيب جديمك قديمك وجديدك وهطوى أيامك وليالكى وكأنك ما عشتى تحت سجف سقف بيتى يوم
على هيئتها استدارت ل هنيه
وأنتي خذي بتك واطلعي طيبي خاطرها
تنفست بصعوبه وتحمحمت تجلى حنجرتها ابتلعت غصتها واستأذنت من الجده هاتفه
بعد أذنك ياماما الحجه كلمتين عايزة أقولهم لريان عشان يعرف أن طال سكوتى ميفتكرش أن ده ضعف منى
أومأت لها الحجهراضيه بالقبول
أشارت على ريان هاتفه بامتعاض
أنا هقولك كلمتين تحطهم حلقه فى ودانك إياك أيدك تتمد علي بناتي أنا كنت بسكت وأعدى عشان أنت أخوهم لكن طول عمرك بتظلمهم طول عمرك معاهم متقلب المزاج طول عمرك كلمه توديك وكلمه تجيبك وأنا أسامح وأقول عشان خاطر سعد بس لحد كده وكفايه مش هقبل بده يتكرر تانى
بهياج صارخ قاطعتها فجر
أنا هقول لفهد على كل اللي كنت بتعمله فينا وهو مش موجود وأبقى وريني هتعمل كده تاني أزاى أنا اللي غلطانه أنى فكرتك هترجع أخونا زي زمان
احتد عليها ريان قائلا
شكلك عاوزه تتربى أنتي كمان وتاخذي قلمين زيها عشان تعرفي أزاى تكلمي أخوكي الكبير
اغتاظت هنيه من رده وصړخت به
بس بقى بطل عصبيتك الغبيه دى
استطردت باستهجان
بقولك أيه أنا عمري ما قولتلك أنت ليه بټضرب بناتي اللي هم أخواتك من لحمك ودمك رغم أنهم متربين وأنت عارف ومتأكد من أخلاقهم كنت بسكت عشان أنت أخوهم الكبير بس أكثر من كده خلاص إياك أيدك تتمد على بنت منهم
استدارت
تعاتب فجر بحنق
وأنتى أياكي اسمعك تقولي لأخوك فهد على اللي حصل أو صوتك يعلا علي أخوكي ريان تاني مهما يعمل متنسيش أنه أخوكي لو قطع من جسمك صوتك ميعلاش عليه كفايه الشيطانة اللي دخلت بينكم الحكايه مش ناقصه
ويالاخدى أختك و اطلعي فوق
هتف ريان باستحقار يقلل من شأن هنيه
هو أنتى هتنسى نفسك يا مرات أبويا هو أنتى فاكره علشان سكت على الكلام اللي قلتيه أبقى خۏفت تبقى غلطانه الأيام الجايه هتبقى سواد على الكل وأنتى بالأخص أشار عليها بدونيه مكملا
بس ياريت تستحملي اللي هيحصل يامرات أبويا قال الأخيره بتهكم
حديثه لاذع ألقاه بفظاظه على مسامعهم كلمات أضرمت الڼار بالنفوس ليتركهم ويغادر يسبهم بوعيد حارق
زفرت الحجه راضيه بقلة حيله
ربنا يهديك يا ابني ويبعد عنك شياطين الأنس والجن
لترسل لمكيده نظرات لو أطلقتها لحرقتها
بينما مخالب الشړ بادلتها النظرات بامتعاض والڠضب بداخلها يشتعل كمراجل الڼار من تهكمهم معها تركتهم صاعده منصبة التفكير فى طريقه لإفساد فرحتهم بحفيدهم
يتبع
غمزة الفهد حب بالمصادفه
ياسمين الهجرسي
البارت الخامس
غمزة الفهد حب بالمصادفه
ياسمين الهجرسي
سبحان الله وبحمدهسبحان الله العظيم
يرحل البشر وتتحلل الأجساد لكن تبقى السيرة الحسنة والذكر الطيب
عبدالجواد الراوى يجلس على رأس مجلسه بهيبه ووقار فدوما مجلسه محط الأنظار
وها هو
الحفيد يجلس بعزة وفخر فى كنف جده وأبيه يستقبل المتوافدين على الإحتفال الأهل والأصدقاء القريب والغريب الكل بلا استثاء لا يجرؤ أحد على تضييع فرصة شرف حضور مجلس يقيمه الراوى الكبير فما اذا كان هذا الاحتفال يقام على شرف حفيده ولسيط العائله وقوتها وسمعتها الحسنه وأصلها العريق كان على رأس الحضور المحافظ ولفيف من نواب المجالس وعمد البلاد المجاورة يقدمون التهانى والمباركات
مرء الوقت فى تبادل الأحاديث عن الصحه والأحوال والسؤال عن خططه لمشاريعه القادمه التى كالعاده تخدم البلده ومع البهجه التى تعم الأجواء داهمهم أحد الحضور اذا كان الحفيد فى نيته الاستقرار لتتعالى الضحكات ليقول هو لما الاستعجال أمر الله ليس بأت بعد لينتهى الحفل بمغادرة المدعوين
بقوى منهكه استقاموا يترجلوا للداخليستريحوا بعد عناء يوم طويل وشاق
وبعيدا عن قاعه الجلوس العائليه دلف الرجال للصالون للاستراحة بعيد عن الازعاج اتخذ كلا منهم متكئ يجلس عليه يحتسوا القهوه التى أمر سعد بعملها لم يمرء الكثير لېصفع الباب بدون استئذان
بغرور وتكبر جلس منزلق الظهر على مخدع المقعد يحدقهم بامتعاض يضع ساق
على ساق بدهشه رمقه فهد هاتفا باستفهام
أنت بتشرب سجاير من أمتي
بعصبيه أجابه ريان
وأنت مالك ما أنت كمان بتشرب سجاير والله أعلم أيه كمان
استقام فهد باستهجان مردفا بعصبيه
أنت مالك ليه بقيت كده عصبي وجاف ومتقلب ليه اتغيرت كده حتي لو أنا بشرب سجاير بس عمرى ما شربت قدام جدك وابوك ولا حطيت رجلي في وشهم زيك ومالها ريحة بوقك وحشه كده ليه شكلها مش على قد السجاير العاديه وبس انت اټجننت أكيد وصلت للانحدار ده أمتى
عند النساء فى الخارج استمعوا صوت صياحهم قفزت القلوب هلعا على الأخوات والخۏف مما هو آت لم تتمالك نفسها ولم تهتم لأمر حديث أمها كل ما يشغلها الرد على إهانته لها وانطلقت تدفع الباب تهرول بالدخول
صدحت فجر تقطع مجلسهم بالا استئذان لتصيح بانفعال
جحظت الأعين لما تفوهت به فجر أين هم مما يحدث تحت سقفهم غص قلب الجد والأب
قطع صدمتهم استهجان فهد قائلا
من أمتى بنضرب أخوتنا البنات أنت اټجننت وشكلي هربيك من جديد
بسخريه تطلع له ريان وبنبرة جافه قال
أنت هتعيش دور الكبير ولا أيه فوق لنفسك مش عشان أبوك وجدك واقفين في ضهرك هتعمل عليا كبير
لوهله حق نفسه وفى ذاتها تلبسه شيطانه الذى وسوس له بسم الحيه التى تغويه دفعه بعدم أكتراث وغادر يسابق ظله
استدار فهد يقلب كفيه بدهشه من تصرفات أخيه ليطالع فجر بحنق يلتمس لها العذر ولكن التأدب مطلوب أردف بحزم
اطلعي علي فوق حالا والطريقه اللي كلمتي بيها أخوكي الكبير دى غلط وآخر مره تتكلمي كده تاني مهما يحصل مش ده الأسلوب اللى تتكلمي بيه
خحلت فجر من نفسها هاتفه باعتذار
حاضر وأنا آسفه ليك يابابا أنت وجدو وحضرتك ياأبيه بعد أذنكم
كتمت أنفاسها بصعوبه وهرولت تغادر والدمع يترقرق بعينيها لاحظ حزن محياها صاح عليها فهد فطأطات رأسها خطى نحوها يجذبها له طبع قبله أخويه على جبهتها وربت على رأسها بحنو جابرا لقلبها قائلا
متزعليش منى بس اللى عملتيه عيب فى حق تربية ماما هنيه
رفع ذقنها يداعبها يفك عبوس وجهها
ابتسمت بسعاده لمرضاة أخيها
لها وأومأت له بسرور وفرت تجرى كالفراشه فى الحقول
هبط سعد على مقعده بإنهيار حاله كالجبل المتصدع من ضړب الزلازل لاستقراره الراسخ منذ سنين فلذة كبده لا يتهاون فى قذفه بكلمات وتصرفات مؤلمھ حدثه يخبره من فتره أن به شئ غير طبيعى وها قد صدق سجائر ملفوفه وما خفى كان أعظم
حدث نفسه پألم
يعلم الله أنى لم أقصر معه فى شئ ولم أفرق يوما بينه وبين أخيه ولكن هو دوما مستقطب لسماع أحاديث أمه الواهيه
رسم الحزن على محياه خطى يجاوره فهد يهون عليه فعلة أخيه مسد على ساقه يطالعه بمسانده أن كل شئ سيمرء وسيعود لسابق عهده
زفر نفسه يمنى حاله بالتغيير والإصلاح ورمقه برويه قائلا
أنت اللي هتصلح حاله يا ابني أخوك اتغير بشكل رهيب ربنا يجازى اللى كان السبب
استقام يستند بساعديه على ولده هاتفا بشحوب
عن أذنكم تصبحوا علي خير بس مش قادر أقعد سامحوني
عقب عليه الحاج عبدالجواد الراوى ملتمس له العذر قائلا
ربنا يهونها عليك ياحبيبى ويصلح لك حاله اطلع ارتاح يا ابني
حول نظره لحفيده قائلا
وأنت كمان يافهد يابنى اطلع ارتاح زمانك تعبان
متابعة القراءة