رواية "اخطائي"(كاملة حتى الفصل الأخير) شهد محمد جادالله

موقع أيام نيوز


بترقب
الي حلمت بيه ده اك قلة ادب مش كده...
اك طبعا قلة ادب أمال هعمل ايه في الحلم مثلا
نكزته وهي تقاوم 
يعني اكتر من قلة الادب دي ..
اللي حصل ده كان بروڤة أنا لسة معملتش حاجة انا كنت بمهد للجاي
تململت هي 
يامن بطل جنان مامتك بره وزمانها صحت قوم بقى هتفضحنا
يامن...
لم يستمع لها بل كان يتابع ما يفعله وكأنه مغيب 

ايه اللي في رقبتك ده يا نادين
ارتبكت هي وتت موضع نظراته فقد تعمدت بلأمس ان تخفي الأثار بمساحيق التجميل ولكن لابد أن قد زالت وامتسحت لتتلعثم بتوتر وببسمة باهتة استغربها
ده...ده...تلاقيه منك...لتزيح ها من ه وتستأنف ببسمة متوترة وهي ت الغطاء تلفه على ها وتنهض من الفراش
أنت كنت مفيب ومكنتش حاسس انت بتعمل ايه...
لا يعلم لم زحف الشك إلى قلبه حين نهض و ركز نظراته عليها بهدوء مريب جعلها تبادر قائلة كي تجعل أفكاره لا تنحرف عن حجتها
هتوحشني لما هتسافر
هز رأسه يحاول نفض تلك الأفكار من رأسه ويؤمن على حجتها ورغم انه لا يذكر فعل ذلك ولكن ربما!! فهو يعلم عندما يتعلق الأمر بها لايستطيع السيطرة على ذاته لذلك أجابها دون تخوين
لازم انا مواعد المحامي مش هتأخر يومين تلاتة بالكتير وهبقى هنا
أحتل الحزن معالم ها بقوة هامسة پخوف عظيم
اوعدني أن دي اخر مرة ت فيها عني...
مسد على خصلاتها

بحنان بالغ و وعدها
أوعدك يا قلب وروح يامن
اصلا كده مقدرش ا عنك أنا مصدقت بقيتي بتاعتي واعملي حسابك هقدم معاد الفرح كام يوم علشان 
ليخرجها من بين ه ويسألها بتفهم وحنان وهو يكوب ها
اتكلمي يا يبتي و أنا هسمعك
نظرت له نظرة عميقة محملة بالكثير من الشتات وكادت تنطق لولآ أن طرق باب غرفتها وصوت ثريا الذي صدح من خلفه
نادين اصحي انا حضرت الفطار
ارتبكت للغاية ليهدأ هو من روعها بنظراته ويحثها أن تجيبها لتنطق متلجلجة من خلف الباب
صحيت...بس مليش نفس دلوقتي
طب انا هصلي في أوضتي ولم تعوزي تفطري قوليلي يا بنتي
بس عيب كده قلة ذوق مننا احنا بكرة او ه نجيب علبة شيكولاته محترمة ونطلع نشكر الست الكريمة
بس
حاولت أن تعترض ولكن سعاد قاطعتها
من غير بس وين أنا خلاص هسافر و كده متأكده انك مش هتعرفي تعملي ده لوحدك وين متنسيش أنهم جيرانا و وارد تشوفيهم صدفة في أي وقت وساعتها هتتحرجي علشان كنت قليلة الذوق
أنت عندك حق ...لتتنهد بحزن وتضيف
هتوحشيني يا سعاد ومش عارفه هعيش إزاي من غيرك
اجابتها سعاد بمة خالصة لها
أنت كمان هتوحشيني والولاد والبلد وكل حاجة بس اعمل مضطرة لتضيف بقلة حيلة
جوزي هيتجن عايزني ارجع والشغل هناك متعطل بسببي ...ودراسة الولاد هتبدأ أنا حمدت ربنا أن في فرق
بمواع الدراسة بين هناك وهنا علشان اقدر انزل اصلا 
أومأت رهف لها بتفهم وب غائمة تساءلت 
هتبقي تكلميني!
سعاد و طمأنتها قائلة
طبعا انت مش هتخلصي مني وهتلاقيني بكلمك كل يوم اعرف تفاصيل يومك وكمان كام شهر كده هتلاقيني ناطة تاني وقرفاك
هزت رهف رأسها بإقتناع وزادت من ضم سعاد لها كي تنعم بها وبمؤذرتها التي ستفتقدها كثيرا بغيابها 
ظلت ملازمة غرفتها غيابه وها هو يوم أخر مر من دونه فكم كانت تتلهف لتسمع صوته ولكنها كانت تخشى أن تفتح هاتفها وتجد ذلك المقيت يحاول أن يهاتفها حقا کرهت الأمر وكانت ټموت بجلدها كلما تذكرته فهي حتى تخوفت أن تغير شريحة هاتفها حتى لا تثير ريبة الآخر وفعه فضوله لمعرفة السبب وحقا أخر ما تتمناه هي وتسعى إليه أن يشكك بها ويبحث خلفها ويفضح امرها بنفسه عوضا أن تخبره هي تناولت نفس عميق تشجع به ذاتها كي تبدو طبيعية أمام ثريا ثم تت للخارج لتجدها تتحدث في الهاتف قائلة
خلاص يا يبي هبلغها معلش ربنا يقويك...
جعدت حاجبيها المنمقين وتسائلت 
ده يامن خير يا ماما هاتي اكلمه
تنهدت ثريا واجابتها وهي تغلق الخط معه
معلش يا بنتي هو مشغول يا امه والشغل متلتل فوق دماغه هيكلمك لما يخلص وقالي ابلغك أنه هيرجع كمان يومين أو تلاتة
احتل الحزن معالم ها وتنهدت بضيق فلم تعد تطيق غيابه تره هنا بجوارها تحتمي به ويطمئن قلبها له انتشلتها ثريا من حزنها مواسية
معلش ادعيله ربنا يقويه
أبتسمت لها بسمة عابرة وأمنت على دعواتها وهي تشعر بإنقباض قلبها لتتسترسل ثريا بحنو 
أنا هدخل أحضر
الغدا اللي بتيه...لونك مخطۏف بقاله يومين ومش عجباني
أومأت لها وتهربت باها منها لتربت ثريا على ظهرها ولم تضيف شيء أخر وتت للمطبخ كي تعد الطعام بينما هي هرولت لغرفتها وهي تنوي أن تحاكيه فقد غلبها شوقها له ولن تستطيع الصبر أكثر لتفتح هاتفها وتضغط على شاشته ولكن لم يجيبها لتزفر بضيق عندما وجدت اشعارت عدة من مواقع التواصل الاجتماعي وعدة رسائل نصية في برها الوارد لم تهتم بأي منهم بل كادت تغلقه مرة أخرى لولآ أن تعالى أزيزه وظهر رقم ميرال على شاشته استغربت الأمر كثيرا كون انقطع التواصل بينهم من شهور عدة وحقا كم تمنت أن تفعل هي وتحكيها وتعتذر منها وتخبرها بنهش ضميرها ولكنها لم تكن بالشجاعة الكافية لفعل ذلك
ترددت قليلا أن ترد عليها ولكن دفعها الفضول لتعرف سبب اتصالها لترد بترقب
ميرال
انت فين يا غبية بتصل بيك من يومين وتليفونك مقفول وكنت هجيلك البيت بس الكلام اللي هقولهولك مينفعش حد يسمعه عندك
لم يكن اتصالها فقط غير متوقع بل حتى توبيخها... لذلك ردت مستغربة
انا متفاجئة من اتصالك اصلا و مش فاهمة حاجة
هفهمك ولازم نتقابل ضروري هستناك في المكان القديم اللي كنا بنتقابل فيه ساعة
ميرال طب فهميني انا مش مستوعبة عايزاني ليهلو حاجة بخصوص مواضيعنا القديمة انا...
قاطعتها هي بإقتضاب
لما تيجي هتعرفي يا نادين 
اغلقت معها الهاتف دون أن توضح لها مما جعلها تستغرب الأمر كثيرا ولكن حفزت ذاتها أنها لن تخسر شيء بل بالعكس ستستغل الفرصة وتعتذر منها ولكن ماذا لو كانت تلك مکة حاكها اللعېن لها معها!!
وعند تلك الفكرة تخوفت كثيرا فلم تجد امامها سوى حل وح وهو مهاتفة نغم وبالفعل هاتفتها وقصت لها كل شيء وطلبت منها أن تأتي للمنزل لتصطها انصاعت نغم لها وتحضرت بوقت قياسي واستأذنت ثريا وبالطبع لم تعارض
بل وافقت وأكدت عليهم أن لا يتاخرون وبالفعل خرجوا سويا وانطلقوا بسيارتها للمكان المنشود.
لمي هدومك علشان انا بعت الڤلا
جملة قالها

حسن وكان وقوعها على مسامعها بمثابة صاعقة كهربائية نفضتها صاړخة به
نعممممممممم أنت ازاي تتصرف من دماغك و متخدش رأي في حاجة زي دي
اجابها بقلة حيلة
كان لازم اتصرف...ومكنش في قدامي طة تانية انا كمان بعت العربية...علشان اسدد جزء من المرتبات المتأخرة
استشاطت ڠضبا وقالت بسخط
كمان...وصلت بيك لكده وياترى بقى هنقعد فين في الشارع
نفى برأسه واخبرها مضطر
هنقعد في شقتي مؤقتا
نفت بسبابتها وقالت بسخط
عايز تعيشني في الشقة العرة اللي كانت عايشة فيها اهوكة بتاعتك...ده مش هيحصل ابدا
يحاول إقناعها
منار معلش إحنا مضطرين لكده وإن شاء الله الاوضاع هتتحسن من تاني...بس انت أهم حاجة تخليك معايا انا مبقاليش غيرك
دفعت يه التي تطوقها وقالت پحقد
ذنبي ايه اتحمل وهي السبب في كل ده...
خدت فلوسك وبتتنعم في خيرك وسابتك على الحدة وانت بدل ما تاخد موقف وترجع حقك
روحت طلقتها وريحتها منك
هي رفضت العرض واهانتني ومقدرتش اتحمل
لتقول بتحريض نابع من ة حقدها
كان في ألف طة علشان تضغط عليها واولهم ولادك ... بس أنت اللي مرضتش تسمع كلامي وبدل ما تبلفها بكلمتين وتوصل لاتفاق معاها
روحت بوظت الدنيا وضيعت اخر أمل ليك علشان ترجعلك فلوسك
خلاص اللي حصل حصل ياريت بقى تبطلي زن في الموضوع ده وتفكري معايا في حل علشان نخرج من الأزمة دي
هزت ساقيها بإنفعال ولوحت بها م اكتراث قائلة
دي مشكلتك لوحدك يا سونة ومش مضطرة اشاركك فيها طالما أنت ماشي بدماغك
لتتركه وتت لغرفة النوم بقوة تدل على ة حنقها وسخطها للوضع الراهن بينما هو ارتمي على أحد المقاعد بتهالك يفكر جديا في اللجوء ل يامن كي يعيره المال كي يتخطى أزمته أن يخسر شركته التي تكبد العناء في إنشاءها.
تهادت بسرعة سيارتها عندما وصلت للمكان لتجد سيارة الأخرى مصطفة وتجد صاتها تنتظرها مستندة بظهرها على مقدمتها وشاردة بتلك الطلة المبهرة التي ټخطف الأنفاس وتكشف البلد من عليائها
أوقفت محرك سيارتها وتدلت منها ما اكدت على نغم أن تظل بالسيارة وتنتظرها...أت من موقعها واستندت بجوارها قائلة
اتأخرت عليك
تنهدت هي ونظرت للقابعة بسيارتها بسخرية وردت
جيباها تحميك...
تناوبت نادين نظراتها بينهم وأدعت الثبات
لأ...أنا كنت انا وهي بنجيب حاجات و...
فر الحديث من على لسانها لتنفخ بقوة وتهدر بنفاذ صبر
بصراحة الوضع مريب وانا شيفاها غريبة انك تكلميني وتطلبي تقابليني كل الوقت ده
أجابتها ببسمة باهتة
هو فعلا مريب... وليك حق تستغربي...انا نفسي شايفة اللي بعمله معاك دلوقتي مش منطقي اللي عملتيه فيا
نكست نادين رأسها بخزي عندما تذكرت فعلتها بها التي ظلت تؤرق ضميرها وإلى الآن لم تكفر عنها
ميرال أنا ضميري بيموتني من وقتها ومكنش عندي الشجاعة اني اجيلك واعتذرلك
حانت من ميرال بسمة ساخرة وهدرت ببؤس
تعتذري...فات الآوان يا نادين أنت دمرتيني وبفضل اللي عملتيه خسرتيني اكتر حد يته في حياتي
قصدك طارق
استنكرت هي
طارق ده كلب ولا يسوى أنا بكلمك عن راجل بمعني الكلمة مش حيوان زي طارق زفت ده
نكست رأسها بخزي واخذت تفرك بأصابع
ها لتستانف ميرال بنفاذ صبر
خلينا في المهم انا جبتك علشان عايزة اوريك حاجة
تأهبت نادين بنظراتها
لتفتح ميرال هاتفها وتضغط على شاشته ثم وضعته أمام نظراتها لتشهق نادين پصدمة عارمة فهناك صورة تجمعها بذلك المقيت بداخل مرحاض ذلك الملهى حين باغتها بته في ذلك اليوم المشؤم التي تتذكر تفاصيله للآن وكيف لا تفعل ومنذ ذلك اليوم وانقلبت حياتها رأس على عقب لتتمتم بذهول
مش
معقول ....
أنت جبتي الصورة دي منين ومين صورها!
تنهدت ميرال واجابتها
الصورة دي جاتلي واللي بعتها كان عايز يستغل العداوة اللي ما بينا ويخليني اڤضحك زي ما فضحتيني
لتشهق پخوف وتكرر كلمتها پذعر
تفضحيني...ومين ليه مصلحة في كده
ردت بفطنة وهي تقف في مواجهتها
توقيت المشكلة اللي عملها مع محمد و اللي حصل في الجراچ اتأكدت انه هو...
كانت في حالة من حالات الذهول حتى أنها كانت تكرر الحديث ببلاهة
يوم الجراچ...
لملمت ميرال خصلاتها خلف اذنها كحركة ملازمة لها حين تتوتر او تخجل و اوضحت
ايوة انا كنت هناك بالصدفة باخد عربيتي وشوفت وسمعت كل اللي دار بينكم
تسألت بخزي من نفسها واها تقطر بالدمع
معقول عملتي كده علشاني كل اللي عملته فيك...
اجابتها ميرال بنبرة مسالمة خالية تماما من أي حقد
أيوة يا نادين ومتستغربيش انا مش بالسوء ده علشان اقف اتفرج عليه بيموتك عارفة لو كنت ميرال
 

تم نسخ الرابط