رواية للعشق وجوه كثيره (كاملة حتي الفصل الأخير)بقلم نورهان العشري
المحتويات
عليها و اعرف اذا كانت مرتاحه هنا و لا لأ و لو لقيتها مرتاحه و عايزه تفضل اكيد مش هضغط عليها
اما لو لقيتها مجبورة تقعد هنا فأنا هقف معاها و مش هسيبها تقعد ڠصب عنها
صفيه برزانة
شجاعتك عجباني يا علي بس تفتكر انك ممكن تقف ادام يوسف الحسيني و تاخد مراته منه
فاجئها بدهائه
و هو يوسف الحسيني هيقبل علي نفسه يجبر مراته تفضل معاه ڠصب عنها
و انت ايه اللي منعك تدخل لكاميليا حتى لو يوسف جوا
على بتعقل
انا جاي ومش عايز اضايق حد و لا اعمل مشاكل
استفهمت بإعجاب من كلماته
يعني مش خاېف من يوسف او جدها
علي بثقة أعجبتها
انا مابخفش من حد و إن كنت قاعد مع حضرتك دلوقتي بتكلم معاك فلإني لمست حضرتك بتحبي كاميليا قد ايه و پتخافي عليها و لإني كمان بعرف الأصول فحبيت أطلب من حضرتك تخليني اشوفها واطمن عليها
أحيانا أتمنى لو انني لم التقي بك ليس كرها أبدا بل من فرط حبي لك أخشي فراقك
نورهان العشري
كانت كارما تحتضن وسادتها و هي تبكي بصمت فهذا هو حالها منذ ان استمعت لكلمات والدتها التي كان لها تأثير مدمر على قلبها الذي أخذ يلومها تارة على تهورها و تارة على غبائها فلم تعد تدري أتبكي على حالها معه أم تبكي علي جرحه منها الذي كان هو المتسبب الرئيسي به
تتقاذفها جاعلة منها غير مستقرة على قرار فهي منذ بضعة ساعات كانت قد قررت باقتلاعه من قلبها و البدأ من جديد لتتفاجأ به في منزلها يعطيها تلك النظرات العاشقه الممزوجه بالرجاء فتجعل جسدها يشتعل إشتياقا له و قلبها ينتفض يود لو يخرج من بين ضلوعها ليرتمي بين جنبات صدره
كم تفتقده و لم يمضي على لقائنا سوى ساعات قليله و لكنها تشعر بأنها دهرا لقد شعرت بروحها تنشق منها و تذهب معه مطالبة إياه بعدم الالتفات لتلك الترهات التي خرجت منها إثر ذلك الچرح الغائر بمنتصف قلبها ممتدا إلي كبريائها الذي أجبرني على التفوه بتلك الحماقات
ينتابها الجنون عندما تتخيل ان هناك أنثى آخرى قد تستوطن قلبه تستمتع بقربه و يعطيها تلك النظرات العاشقة التي تجعل قلبها يطير من فرط السعاده
لا لن تحتمل حقا التفكير في حدوث هذا الشئ فهو لها وحدها تمتلكه مثلما يمتلك كل ذره في كياني و لن تسمح بأن تمتلكه أنثي غيرها
عند هذا الحد انتفضت من فوق مخدعها و التقطت هاتفها و قامت بإجراء إتصال هاتفي
آلوو احنا محتاجين نتكلم سوا
عزمت على تنفيذ خطتها التي حاكها قلبها المشتعل حبا و شوقا له و قامت بإرسال رسالة نصية لشخص ما و همت بالدخول إلى الحمام الخاص بها لتتجهز للخروج فهي قد أعلنت حربا و حسمت نتيجتها لصالحها مسبقا
من كل قلبي اريد ان ينتهي كل هذا العبث
حقا أتمنى أن أجد وجهتي التي أشعر فيها بأني آمنة من بشاعة ما يحدث حولي فلم يعد لي طاقة ل تحمل هذا الثقل الرهيب الذي يرسو فوق قلبي مانعا عنه التنفس فأنا اشعر بأني مكبله بتلك الأصفاد الحديدية الساخنة التي ټحرق سخونتها قلبي و تكتوي بنارها روحي و لا استطيع سوى ان اتحمل كل ما يعتمل بداخلي في صمت تام
نورهان العشري
كانت كاميليا مستلقية تنظر إلى سقف الغرفه وهي تفكر في حياتها التي تغيرت بلحظات من حال الى حال
من أقصى درجات السعادة إلى أقصى درجات الحزن
الجميع يطالبها بالبوح بأسبابها للهروب بملئ إرادتها من جنتها التي طالما حلمت بها و تمنتها دون أن يشفق أحد على حالها و تلك العبرات الحاړقة التي تسيل على خديها فېحترق
على إثرها قلبها قلبها الذي لا يعرف من الحياة سوى عشق رجل بات النظر إلي عيناه محرما عليها
كانت تملكه و يأسره عشقها للحد الذي يجعله يهديها الشمس و القمر إن أرادت رجل لم يأبه لشيء في العالم سواها لم يحظ أحد بالقرب منه و التنعم بجنه عشقه أحد غيرها و لكن ماذا حدث
انتزعته منها الحياة عنوة بعد ان كبلتها بأصفاد الماضي التي حاصرتها من جميع الجهات و أجبرتها على الإستسلام لفراقه الذي لو يعلم أنه يمثل مۏتها وهي على قيد الحياه و لكنها لا تقدر سوي ان تظل علي صمتها الذي تعلم انه ېقتله و يقوده للجنون و لكنها للأسف لا تملك سوى أن تظهر كمخادعه على أن تظهر ك
صدمت كاميليا عندما رأت ذلك الشخص القادم من الخارج خلف صفيه و لكن سرعان ما تحولت صډمتها إلي فرحه كبيرة و لأول مرة منذ وقت طويل تنزل دموعها بحبور وهي تقول
علي
ايوا علي يا ست كاميليا ياللي ممرمطه الدنيا كلها وراك
تحدث علي بمرح محاولا تلطيف الأجواء فقد هاله مظهرها الحزين و شحوب وجهها و بحور عينيها التي يغزوها ذلك الإحمرار الذي يدل على جفاف أنهارها من فرط البكاء
همت بالنهوض فاوقفتها يداه التي احتوت كفيها و ربتت عليهم بحنان أخوي كبير و قال بلطف
خليك زي مانت متقوميش
مش مصدقه ان انا شيفاك يا علي طمني على خالتو و كارما و غرام وحشوني اوي
بالنسبه لإسمي اللي متذكرش في اللستة دي ايه مش معترف بيا و لا حاجه دانا قولت هلاقي بختي معاكي بدل القردتين اللي عايزين قص لسانهم اللي هناك دول
يا خساره الشيكولاته اللي كنت بجبهالك انتي و هما دانتوا خربتوا بيتي
ضحكت كاميليا على كلماته المرحة التي تعرف انه قالها ليخرجها من حزنها فأردف علي بعد ما وصل لمراده
أيوا كدا يا شيخه اضحكي خلي الشمس تطلع بدل مانت مغمقاها علينا كدا
ابتسمت صفية داخليا فقد صحت ظنونها و استطاع علي ان يخرجها من حالة الحزن المسيطرة عليها حتى لو كان ذلك مؤقتا و لكنها شعرت بذلك اللهيب الذي يندلع من عيني روفان فتأكدت من أن ظنونها تجاههم صحيحة فهي شعرت بأن هناك شيئا ما بينهم حتي و إن كان في بدايته و غير مصرح به و لكنها
إمرأه قد عشقت بشده و علي قدر عشقها كان ألمها لذا فهي تجيد معرفة العشق أينما تراه
تحدثت صفيه أخيرا لتتأكد من ظنونها و تطفئ تلك النيران المندلعة في هاتان العينين البريئتين و تقطع الشك باليقين داخل ذلك القلب الذي تخاف عليه من نسمة الهواء فقالت بنبرة ذات مغزى
يااه يا كاميليا يعني ضحكتك منورتش وشك غير لما علي جه ! لو اعرف كده كنت بعت جبته من زمان
انت متعرفيش يا ماما صفية علي دا بالنسبالي ايه دا أخويا اللي ربنا مرزقنيش بيه بعتبره زيه زي أدهم من يوم ما روحت عندهم و هو بيعاملني زي اخواته كارما و غرام و احسن كمان
تحدث علي الذي كان يشعر بما يدور حوله و إلى نظرات روفان المسلطة عليهم و التي تنبعث منها النيران فرقص قلبه فرحا لما يراه فتلك العينين تأسرانه و تأخذه لعالم من السحر لم يتذوقه قلبه مطلقا
والله يا طنط صفيه ربنا يعلم كاميليا دي عندنا كلنا ايه مش عندي انا بس و انها من يوم ما دخلت بيتنا و هي زيها زي غرام و كارما و يمكن اكتر كفايه إنها من ريحه خالتو زهرة اللي طول عمري بسمع عنها و للأسف آخر مرة شفتها كنت لسه طفل صغير و مش فاكر اي حاجه من اللقاء دا
تنهدت صفيه لتذكرها معاناة زهرة مع رحيم الحسيني الذي منعها منعا باتا الإلتقاء بأي فرد من عائلتها فقالت بحزن
كل شئ نصيب
يا ابني و أحيانا كتير مبيبقاش لينا سلطة علي القدر اللي اتفرض علينا
صحح علي حديثها قائلا
قصدك فرضته الناس علينا يا طنط
صفيه بحزن دفين
مش هتفرق يا علي كتير في النهاية هو مقدر و مكتوب حتى لو كان ظلم
لا يا طنط هتفرق عشان ربنا مش ظالم البشر هما اللي ظلمه و بيفتروا دايما على الضعيف
تدخلت روفان في الحديث فهي تعلم أن الحديث يدور حول عائلتها و بالأخص حول جدها و هي لن تسمح أبدا لأحد بإهانته حتى لو كلفها الأمر الكثير فقالت بحدة
البقاء دايما للأقوى هو مش دا قانون الحياه
أجابها علي بفظاظة
لا دا قانون الغابة يا آنسه روفان مش قانون البني آدمين اللي ربنا ميزهم بالعقل عشان يعرفوا الفرق بين الحلال و الحړام الظلم و العدل الغلط و الصح
شدد علي على كلماته الأخيره فقد ڠضب داخليا من انحيازها الواضح في حديثها لظلم جدها لخالته فعلت مدافعة عن رأيها
والله الموضوع نسبي و بيختلف من واحد للتاني
فقط ارادت مجادلته فهي اغتاظت من مناداته لها بهذا اللقب و كأنه اختار ان يبعدها و يضع الحدود بينهم ولكنها لم تحسب أنه خصما ليس سهلا بالمرة
موضوع ايه اللي نسبي الحلال بين والحرام بين و الغلط معروف و الصح معروف بس الإنسان بيحب يقاوح عشان يبرر لنفسه أخطاؤه و أخطاء اللي بيحبهم مع إنه في الحاله دي بيبقي بيظلم نفسه و بيظلمهم إستنادا على قول سيدنا محمد انصر آخاك ظالما أو مظلوما فمظلوما يا رسول الله فكيف ظالما قال بأن ترده عن ظلمه
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
اندفعت روفان متغاظه من سهام حديثه التي
اخترقتها و اشعرتها بغبائها أمامه فقالت بهجوم
مانا ممكن اظلمك أو أأذيك عشان فكرتك ظلمتني او اذيتني او حد وصلي الفكرة دي ياترى كدا بقي ابقي ظالمة ولا مظلومه
فاجأتها أجابته الفظة حين قال
كدا تبقي غبيه
متابعة القراءة