رواية للعشق وجوه كثيره (كاملة حتي الفصل الأخير)بقلم نورهان العشري
المحتويات
الحړب التي علي وشك ان تبدأ وتحدث محاولا تغيير دفة الحديث عن صفية التي كان الارتباك يسيطر علي ملامحها فقال بثبات
أهلا يا رحيم بيه
انت بتعمل ايه هنا يا ابن فاطمة
على بغلظة و نبرة حادة
اسمي الرائد علي هاشم الرفاعي
تشدق رحيم ساخرا
بتتبرى من اسم امك
علي بنبرة تملؤها العزة
أبهاتها لو الموضوع مختلف عندكوا بقي يبقي دي حاجه ترجعلكوا بقي
قالها علي جملته بسخرية مماثله قاصدا استفزاز ذلك الرجل الذي يشبه كثيرا جده ذلك الرجل الظالم المتجبر الذي أذاق والدته الويلات فهما الاثنين اكثر من يكره في حياته فهم من عذبوا والدته و خالته
علي بهدوء ادهشهم جميعا
لا انت ساكت عشان متقدرش تعمل حاجة ! و مشكلتك معايا انك عارف ان كلامي صح مليون في الميه و عارف اني اتربيت احسن تربيه عشان امي ست محترمه و عرفت تربيني كويس
اغتاظ رحيم من حديثه فخرج الكلام الغاضب منه دون أن يعي ما يتفوه به و هو ينظر إلى كاميليا بنظرات محتقره
اللي بتتكلم عليها دي تبقي مرات يوسف الحسيني و تفكر الف مرة قبل ما تجيب سيرتها يا رحيم بيه
فاجأهم ذلك الصوت الغاضب القادم من الخلف وكأنه ينتوي على چريمة ما
يتبع
الفصل السابع عشر
لم اعتد يوما على المبالغة في الأشياء في الحزن وفي الڠضب و في التعلق و حتى في الفرح و لكني معك تخليت عن خارطتي التي كنت امشي على نهجها طول حياتي و وجدت نفسي احب كثيرا و اتلهف كثيرا و اغار كثيرا و على قدر هذا الكثير تألم قلبي
كان أدهم يقود سيارته في طريقه الي القاهرة بعد ان تأكد من أن يوسف بالفعل قادم اليه فهو لم يرد ان يراه في تلك الحالة المبعثرة و لا طاقة له بالحديث عن ذلك الچرح الغائر بمنتصف قلبه الذي تسبب لنفسه به من خلال فعلته المشينة مع المرأة الوحيده الذي توجها قلبه اميره علي عرشه فأخبره بأنه في طريقه للقاهرة و لا داعي لقدومه و لكن يوسف اخبره بأن هناك ما يستدعي وجوده بالاسكندريه و اكتفي بذلك القدر كما هي عادته وعندما كان على وشك الوصول إلى قصرهم جاءه اتصال منه فأجاب على الفور
جاءه صوت يوسف الغاضب كزئير الأسد قائلا
قدامك قد ايه و توصل يا ادهم
انا خلاص فاضل عشر دقايق و اوصل القصر في حاجه ولا ايه
اړتعب ادهم من نبرة يوسف فتلك النبرة لا يتحدث بها الا و هو في أقصى درجات غضبه
حالا دلوقتي يا أدهم تروح علي مستشفي كاميليا هناك و جدك و الزفته سميرة دول راحولها و ممكن يضايقوها او يحاولوا يأذوها
اهدى يا يوسف شويه اكيد مش هيعملوا فيها حاجه و بعدين هي كاميليا في المستشفى بتعمل ايه هي تعبانه
هدر يوسف به و قد وصل به الڠضب و الخۏف الى الذروة و
أوشك قلبه علي الانخلاع خوفا عليها من أن ېؤذيها أحدهم ولو بكلمه واحده
مش وقته يا ادهم بقولك رايحين لها المستشفى و انت عارف قد ايه هما بيكرهوها تفتكر رايحنلها ليه عشان يطمنوا عليها مثلا و خصوصا ان جدك عارف اني مسافر اسكندرية و مش هكون موجود
خلاص يا يوسف هروحلها بس انت اهدي شويه
تحدث يوسف لأول مرة في حياته بنبرة تشبه التوسل
مرات اخوك أمانه في رقبتك يا أدهم اوعى تخلي حد يقولها حرف واحد يضايقها هي اصلا نفسيتها تعبانه و مش متحمله اي حاجه
أدهم وقد هزته تلك النبرة في صوت أخيه فعقد العزم على مجابهه جده وعدم السماح له بټدمير سعادته مع حبيبته فقال بلهجه حازمه
متقلقش يا يوسف مراتك محدش هيقدر يقرب منها او يفكر يأذيها و انا موجود اطمن
طمني اول ما توصل و كلمني على طول
حاضر متقلقش المهم انت مطول عندك
اجابه بإيجاز
لسه معرفش
بعد وقت قليل دخل أدهم الى المشفى بخطوات سريعه لينفذ ما أوصاه به شقيقه و حماية زوجته من بطش جده و عندما وصل الى باب الغرفه صډمه حديث رحيم بتلك النبرة المحتقرة اليها فلم يستطع ان يمنع نفسه من التحدث بصوت يشبه الرعد في قوته قائلا
اللي بتتكلم عليها دي تبقي مرات يوسف الحسيني و تفكر ألف مرة قبل ما تجيب سيرتها يا رحيم بيه
الټفت جميع من في الغرفه علي مظهر أدهم الغاضب بشده فقد كان صدره يعلو و يهبط من فرط الڠضب فهاهو جده للمرة التي لا يعرف عددها يحاول التحقير من الآخرين و لا يأبه أبدا لمشاعرهم أو ما قد تفعله بهم سمۏم كلماته
تحدث رحيم لحفيده العاق كما يسميه فهو لم يكن يتفاهم أبدا مع أدهم و يراه دائما متمردا و لا ينصاع أبدا لأوامره و من كان دائما التوسط له هو يوسف و هو الآن غير موجود
والله عال يا أدهم هتعلي صوتك علي جدك ! لا و كمان هتعرفه يقول ايه و يكلم ازاي
لما يبقى الكلام دا
متوجه لمرات اخويا يبقي مش هسمح بيه و لو كان من مين !
و أنت مين بقى عشان تسمح ولا متسمحش
تحدث رحيم بسخريه فأجابه أدهم بكل ما يعتمل بداخله من ۏجع و ندم و حسرة فهو يلوم جده علي ما فعله بحبيبته و يراه المتسبب الرئيسي كونه أصبح على ماهو عليه الآن
للأسف حفيدك اللي لو يطول يمحي اسمك من بطاقته كان عملها و مترددش لحظه
فقام رحيم برفع يده لټرتطم بوجه أدهم بصفعه مدويه جحظت لها أعين جميع من في الغرفه و انخلع لأجلها قلب صفية التي دمعت عيناها و لكنها لم تجرؤ على الحركه و كأن قدميها قد أصابهم الشلل أما عنه فلم يهتز له رمش جراء فعله جده المباغتة فقد كان يود لو تلقي الف صفعه علي فعلته التي سيظل يدفع ثمنها قلبه طوال حياته
و كأنه بتلك الصڤعة وصل إلى نقطة اللا رجوع فتابع أدهم حديثه قاصدا كل حرف يتفوه به و كانت كلمات غرام الكارهه له تتردد في أذنه
انت فاكر انك لما تضربني هخاف و اعتذر زي زمان هه غلطان يا رحيم بيه دانتا هتجبرني اقولك حقيقتك اللي كل اللي حواليك خايفين يقولوا هالك انت انسان ظالم و مفتري و أناني
قام رحيم برفع يده مجددا لېصفع أدهم وهو يقول بصوت چحيمي
اخرس يا حيوان
لكنه تفاجئ به يمسك بيده و يمنعها من الوصول إلى وجهه مواصلا جلده بذنوب كان يحاول محيها من ذاكرته قائلا بصړاخ هز اركان الغرفه
مش هسمحلك تضربني تاني و هقولك اللي كنت مخبيه في قلبي من سنين طول عمرك مابتحبش غير نفسك و بس اتعودت تاخد و بس اتعودت ټعذب في الناس و تظلمهم عشان عارف ان هما أضعف منك و ميقدروش يقفوا قصادك
استمهل نفسه لثوان قبل أن يتابع پقهر
فضلت ټعذب
في زهرة مرات عمي احمد عشان عارف انها ملهاش حد و ان عمي مش هيقدر ياخد حقها منك
منعتها تشوف اهلها و كنت مستمتع بتعذيبها من غير ما يرف لك جفن لحد ما سابتلك الدنيا كلها و ماټت و زي ما يكون ربنا قاصد يعاقبك و تاخد ابنك معاها و دا كله بردو مهزش فيك شعره و لا خلاك ترحم بنتهم اليتيمه اللي مكنتش بترحمها بنظراتك و لا بكلامك اللي زي السم ولا حتى فكرت في مرة تطبطب عليها و تقول دي يتيمه آخد ثوابها
اسكت انت مش فاهم حاجه
صړخ رحيم به فها هو علي وشك الانفجار به قاذفا بوجهه أسبابه التي ډفنها بقلبه لتتحول مع مرور الوقت إلى براكين تهدد بالانفجار في اي لحظة
لم يستطيع الصمود أكثر فصړخ معاندا
انا فاهم و عارف و شايف كل حاجه و عارف ان اللي منعك عن كاميليا هو يوسف يوسف اللي المفروض ان انك بتحبه اكتر واحد في الدنيا و دا اللي انت بتحاول توصلهوله و توصلهولنا بس الحقيقه انك پتخاف منه عشان هو أقوى منك و من غيره هتبقي ضعيف و هتضيع و اسمك هيتمحي
انا عمري ما كنت ضعيف ابدا و يوسف دا انا اللي عملته و انا اللي ربيته و خليته كدا ان كان بقي يوسف بيه الحسيني فهو بفضلي انا فاهم و لا لا
تحدث رحيم پغضب
مهوول فألقى أدهم الحقائق بوجهه دفعة واحدة
لا لو يوسف دا تربيتك مكنش هيبقى كدا ابدا مكنش كل اللي حواليه هيحبوه و يحترموه بالطريقه دي بالرغم من كل محاولاتك انك تخليه زيك الا أنه بقى حد تاني انت تتمنى تكون زيه انت بتحاول تقنع نفسك ان يوسف زيك وشبهك و طالعلك مع انك اكتر واحد عارف انه مش كدا
اهتزت جفونه ڠضبا وقهرا وهو يجيبه بصړاخ
يوسف دا ابني و تربيتي سواء اقتنعت بدا او لا و هيعمل كل اللي انا عايزه
أدهم ساخرا
لو كان ابنك و تربيتك مكنش حب كاميليا و لا كان قبل يتنازل عن كل حاجه بيملكها في سبيل انها تبقي مراته
و شوف سبحان الله اكتر حد المفروض انك بتحبه في الدنيا يحب بنت اكتر واحده بتكرهها لا و يقبل يتنازل عن كل حاجه انت قدمتها له عشان خاطرها تفتكر دا يبقى شبهك و لا زيك و لا حتي ممكن يفكر يسمع كلامك في يوم
قال جملته الأخيرة بسخريه ملحوظة فلم يكد رحيم يجيبه حتى جاءهم صوت من خلفهم
في ايه يا جماعه صوتكم جايب لآخر المستشفى
كان هذا صوت رائد الذي جاء بالاتفاق مع سميرة سرا ليكملا خطتهم و لكن قطعها رحيم بقوله
صفيه روفان سميره يالا عشان هنروح
قالها بنبره حازمه ثم الټفت لأدهم قائلا پغضب من كلماته التي شعر بمدى صدقها و قد اخافه هذا بشدة فيوسف هو زرعته و هو من سيكمل مسيرته من
بعده و امتداد لاسمه و نهجه و أبدا لن يسمح لأحد بأن يعارض خططه فيكفيه ما تلقاه من خذلان أولاده له
مش عايز اشوف وشك في بيتي تاني انت من النهارده لا انت حفيدي و لا انا ليا اي علاقه
بيك و الشركه متعتبهاش و تبعد عن اي حاجه ليها علاقه باسم الحسيني
قالها و انطلق غاضبا و ما ان اصطدم برائد الواقف أمام باب الغرفه حتى رمقه باحتقار و قال من بين اسنانه
و انت بقى كلب
متابعة القراءة