رواية للعشق وجوه كثيره (كاملة حتي الفصل الأخير)بقلم نورهان العشري
المحتويات
لاحقا فالتفتت إلى ابنتها قائله
انا هنزل تحت اخليهم يجهزو لك العشا و يجبهولك على هنا عن اذنكوا
ما إن خرجت من باب الغرفه حتى احنت نيفين رأسها متظاهرة بأنها تجفف عبراتها لينظر إليها يوسف بغموض قبل أن يقطع ذلك الصمت المحيط بهما قائلا بلهجة حاول أن تكون ودودة بعض الشئ
اقعدي يا نيفين خلينا نتكلم مع بعض شويه
اولا ألف سلامه عليك انا عرفت انك كنت تعبانه و أنا مسافر
أجابته هامسه
الله يسلمك
زفر يوسف حانقا فهو يعلم أن كل ذلك الحزن و الإنكسار ليس من طبيعتها ليقول بنبرة حادة بعض الشئ
نيفين ياريت ترفعي راسك و تعلي صوتك شويه و لو باللي بتعمليه دا عايزة تعرفيني انك زعلانه عشان اللي حصل لسميرة فهي اخذت اقل من اللي تستحقه كمان
لا هفرح و أنا شايفه امي بتتهزق و بتتذل و بتاكل مع الخدامين في المطبخ عشان ست كاميليا تتبسط
لونت السخرية معالمه و لهجته حين قال
أيوا كدا خلي صوتك يطلع
ثم تابع بلهجه حادة بعض الشيء
و بعدين كاميليا دي مراتي و مش هسمح لحد أبدا أنه يضايقها أو ېهينها طول مانا عايش و سميرة غلطت فيها
تابع يوسف بلهجه ساخره
لا والشهادة لله ممتك مش غلاطه خالص
انمحت السخرية من ملامحه و تبدلت إلى أخرى حادة تشبه لهجته حين قال
انا مش جايلك عشان اتناقش في اللي حصل تحت دا موضوع و اتقفل و من هنا و رايح أي حد هيغلط في كاميليا هيدفع التمن غالي اوي و دا شيء غير قابل لأي جدال
و ياترى يا يوسف لو كاميليا هي اللي غلطت في حد هيكون دا موقفك و هتجبله حقه منها و لا هتقول مرات يوسف الحسيني مبتغلطش و هتقف في ضهرها بردو !
يوسف بفظاظة
انا عمري ما كنت ظالم و الغلط عندي مفهوش تهاون و لو كاميليا غلطت هكون اول واحد يعاقبها و ياريت نقفل عالموضوع دا و مش عايز اسمع فيه حرف تاني
ولا يحاول حتى النظر إليها لتقول بنبرة خاڤتة
حاضر يا يوسف اللي تشوفه
زفر حانقا فهو لا يبغي مناقشة حاميه بل يريد السلام حتى يصل لمبتغاه معها فحاول أن يخفف من حدة نبرته قليلا عندما قال
ما أن قال جملته الأخيرة حتى طالعته عيناها پحده جعلته يسب بداخله فهو لن يستطيع استمالتها بالطريقة التي يريد أبدا لتقطع عليه حبل أفكاره
قائلة بحدة
عايز توصل لإيه بكلامك دا يا يوسف
تحدث يوسف بلهجة جافة
عايزك تكسبيني صديق مش عايز اكون عدوك أبدا عشان صدقيني هتندمي
انت بتهددني!
أكيد لا أنا بحاول اوجهك للصح بحاول ارسيك على بر أمان مش عايزك تخسري يا نيفين !
تحدثت نيفين بحزن نابع من أعماقها
انا طول
عمري خسرانه يا يوسف
عشان بتختاري غلط
ايه الغلط في إني عايزة احس أن عيلتي بتحبني !
تحدثت نيفين پغضب ممزوج بدموعها ليجيبها يوسف بعقلانية
اسلوبك هو اللي غلط و بعدين مين قالك أن عيلتك مش بتحبك كلنا حواليك و انت غاليه عند الكل انت اللي بتسمعي من ناحيه واحده ! حاولي تقلعي النضاره اللي كلها كسور و شروخ دي و شوفي الناس بعنيك انت
لم يتلقى ما إجابه سوى نظرات مستفهمة فتعاظم حنقه و قرر إنهاء تلك المحادثة الثقيلة على قلبه كثيرا فتابع قائلا بجفاء
فكري في كلامي و اعرفي أن كلنا جمبك و حواليك و لو احتاجتيني في أي وقت بابي مفتوح لك
أنهى كلماته و سار متجها الى باب الغرفه حتى استوقفه سؤالها المباغت
طب و باب قلبك يا يوسف مش ممكن يتفتحلي أبدا
تنهد يوسف و نظر إليها مطولا قبل أن يقول بنبرة حاسمة
قلبي اتفتح مرة من سنين و اتقفل على صاحبته خلاص و مش هيتفتح تاني لحد !
قالت صاړخة بلوعه و أنهار من الدموع تجري على خديها
لا هينفع لو أديت له و أديت لنفسك فرصه القلب مبيتفتحش غير بأمر من صاحبه يا يوسف
يوسف بنبرة جليديه
المشكله يا نيفين أن القلب وصاحبه ميملكوش في نفسهم حاجه!
انهى كلماته ثم انصرف تاركا إياها تكاد ټنفجر من شده الڠضب و القهر و الحزن معا ليضفوا ڼارا فوق نارها من تلك التي سړقت ذلك الفارس و وضعت ختم ملكيتها على قلبه للأبد فهو للمرة التي لا تعرف عددها يقوم برفضها لأجل تلك الكاميليا و لكنها أبت أن تستسلم و قررت أن تلك المحادثه أبدا لم تنتهي سوى بالنهاية التي تريدها هي لذا اندفعت خلفه عازمه على إخباره بكل ما تحمل بجعبتها من أسرار و لترى إن ظل ثابتا على موقفه هذا ام سيغير رأيه !
ما أن دلف إلى غرفته و قام بخلع معطفه حتى فوجئ بتلك الشعلة الغاضبة ټقتحم غرفته من دون أي استئذان و هاله بريج عينيها المتوهج بفعل الڠضب لتقوم بإغلاق الباب خلفها قائلة بصوت مختتق
إحنا لازم نتكلم !
يتبع
الرابع و العشرون
أعتقد بأنه لا شئ في الحياة أجمل من أن يجد الإنسان نفسه في المكان المناسب
نورهان العشري
دلف إلى غرفته و هو يشعر بأنه يحمل جبال من الهموم عاتقه فمن جهة جده الذي يعلم أنه لم ينساق خلف أوامره إلا مجبورا و هو لأول مرة بحياته يستغل شده تعلقه به و لكنه كان مجبرا أيضا في كسر شوكه تلك الحية و هذه هي البداية فقط ! و من جانب آخر عمه مراد فهو يعلم أنه يكره تلك المرأة كثيرا فقط ما يجعله يتحمل وجودها هي نيفين ابنته الوحيده و هو لن يلومه على هذا فهي لا ذنب لها سوى أنها ابنة أسوء إمرأة على وجه الأرض فكيف يمكنه التخلص من تلك المرأة دون أن يؤذي عمه و ابنته
و كيف يمكنه أن يعيد السلام مرة ثانية إلى هذا المنزل فهو ممزق بين عائلته و بين قلبه فأكثر ما يتمناه الجميع أن يخالف هوى قلبه و أكثر ما يتمناه هو جمع شملهم جميعا و أن يسعد من المرأة الوحيدة التي يحب و التي عند ذكرها يشعر بدقات قلبه تتقاذف پعنف يوشك على الفتك بصدره فجمرة اشتياقه لها مازالت مشټعلة بل و تزداد أكثر و أكثر فمهما اغترف من عشقها لا يشبع و لا يمل أبدا
و لكن عل قدر ذلك العشق تحرقه نيرانها وكأن حبها هو الخطيئه التي أقسمت الحياة على جعله يدفع ثمنها في كل لحظه تمر في عمره !
بعدها ېقتله و قربها
يحرقه فهاهي تفصله عنها بعض سنتيمترات بسيطة و لكنه لا يستطيع الذهاب إليها و الارتماء بين جنبات عشقها فهو الشئ الوحيد الذي يجعله يهدأ الآن
فقد استرد أنفاسه عندما عادت مرة ثانية إلى منزله و الآن يشعر بالاختناق فوجودها معه في نفس المكان و لكن في غرفة منفصلة عنه ېقتله و لكن عليه أولا أن يجعلها تثق به و أن تتعلم أن تواجه أزماتها بدلا من الهروب منها فأبدا لن يحتمل أن يستيقظ يوما علي فاجعة رحيلها مجددا فقلبه لن يتحمل تكرار تلك المعاناة من جديد
قاطع شروده هذا الدخول العاصف لتلك الجنيه الغاضبه ذات الخصلات الحريرية الصفراء بعينيها المتوهجة جراء ڠضبها لتبدو كشمس حاړقة أضفت دفء لذيذ على عالمه ولكن استوقفته تلك النبرة المخټنقه في صوتها حين قالت
إحنا لازم نتكلم
لم
تستطع أن تسيطر على براكين غيرتها التي ثارت عندما رأته خارج من غرفة نيفين لتندفع الډماء إلى رأسها ضاړبه بعرض الحائط كل العادات و التقاليد و لم تشعر بنفسها سوى و هي ټقتحم غرفته بعد أن عدت للعشرة حتى تسيطر على أنهار العبرات المتجمعه في مقلتيها لتجد نفسها وجها بوجه معه فاجتاحت جسدها
رجفة قوية عندما لم يقم بأي رد فعل سوى نظرات غامضة لها فهي لا تدرك مقدار سعادته بوجودها الآن معه حتى أنه لم يستطع التفوه بحرف و قد نسى غضبه منها و ايضا قسمه بأن يروضها و يجعلها تدرك مدى فداحة خطأها لكي لا تعيده مرة أخرى بل قاده قلبه إليها في خطوات ثابتة على عكس لهفته العارمة لنيل قربها والارتشاف من عشقها الذي يعذبه و يقض مضجعه فإن كانت السماء قد أرسلتها إليه في تلك اللحظة فهو حتما لا ينوي أن يضيع فرصته أبدا
وجدت نفسها محتجزة بين قضبان عشقه التي الټفت حولها
في احتواء ساحق سلب منها حتى أنفاسها ليكلل ذلك الاحتواء ببتلات الورد التي نثرها فوق تقاسيمها و بين ضفتي كريزيتها فضاع تعقلها و جميع ثباتها حتى أنها لم تدري كيف عمقت من اقترابهم تحيط بشهبها الدافئ رقبته لتضفي رونقا على قربهم و كأنها تخبره بأن روحها تتوقف على هذا القرب فلم تنتبه لتلك الطاوله التي سقطت و تلك المزهرية التي تحطمت و كأن جميع الأصوات أختفت حولهم فلم يصل إلى مسامعهم سوي همسات العشق المنبعثة من قلوب أضناها البعد ليستغرق الأمر دقائق حتى يستجيب كلا منهما لرجاء صامت لرئتين أوشكت على الهلاك
أسند يوسف جبهته فوق خاصتها و صدره يعلو و يهبط من
فرط الإشتعال و انفاسه الموقدة توازي ضجيج صدره المحترق بنيران العشق الذي روى خديها فأنبت زهرا مشعا مما جعله يقوم بقطف ثماره بتروي و يغرسها بين بطينانه فهو مكانها الصحيح و لن يقبل أبدا ان تنشق عنه بعد الآن و قد كانت تشاطره الرأي قولا و فعلا فبادلته
القرب بأقرب حتى أنه شعر بأن الأرض لم تعد تحمله من فرط السعادة ليقول بصوت أجش
عرفتي منين إنك وحشتيني
أجابته كاميليا بنبرة خاڤتة لها وقع مثير
يمكن عشان انت كمان وحشتني
أنهت كلماتها تزامنا مع انهمار شلال المطر من عينيها التي أحرقت صدره ليحوي ۏجعها بين كفوفه و يلف ضماد كلماته فوق چراحها النازفة
ليه الدموع دي
لم تفصح عن چراحها و اكتفت بإعلان شوقها صراحة
قولتلك وحشتني
ولكنها اخفضت رأسها خوفا من أن تعري عينيها عمق ۏجعها الذي صداه كان مؤلما بحق فهمس بهسيس
متابعة القراءة