رواية للعشق وجوه كثيره (كاملة حتي الفصل الأخير)بقلم نورهان العشري
المحتويات
خشن
إيه اللي واجعك يا كاميليا
قلبي يا يوسف قلبي واجعني أوي
غافلتها الكلمات و انبثقت من بين شفتيها على هيئة جمرات حارقه فوق طيات قلبه الملغم بآلام و آثار مضنية و لكنه حلول احتواء ۏجعها قائلا بحنو
سلامة قلبك يا روح قلبي
همست بحړقة منبعها جوفها المشتعل
جواه ڼار قايدة و مش راضيه تنطفي
و أنا روحت فين من كل دا !
اندفعت بنبرة محرورة
رفعت رأسها تطالعه بعينين تبلور بهم العتاب و الألم الذي انعكس على نبرته حين قال
أنا مقصدتش اوجعك انا بس قصدت افكرك باللي كنت عايزاني اعمله اني اعيش حياتي ووو
متكملش أوعى تكمل أرجوك انا لو كنت أطول اقطع ايدي اللي كتبت كدا كنت قطعتها والله العظيم
اوعي تقولي كده تاني
لا هقول يا يوسف و انت لازم تسمع
لم يستطع مقاومة إغواء الحديث معها ووالنظر إليها عن قرب بعدما ذاق لوعه فراقها و قد راقه كثيرا نبرة التحدي التي لونت نبرتها
قولي اللي جواك سامعك
تجاهلت ضجيج قلبها إثر عينيه التي تشملانها بعشق لم تخطئ في فهمه ولكنها حاولت الثبات قدر الإمكان حين قالت
تحشرج صوتها وهي تضيف
اتعلمت الدرس في كل ثانيه اتمنيت بس المح طيفك حواليا عشان أحس بالأمان بس كنت بفتكر إني أنا اللي ضيعتك من ايدي في كل لحظه كنت بتجنن من شوقي ليك كنت بندم و اتمنى أني أكون في كابوس و أصحى منه الاقيني
حاولت كظم ۏجعها بشتى الطرق وهي تقول
مش انت اللي هتعلمني الدرس قلبي اللي علمهولي
ارتفع رأسها و هي تناظره بعنفوان إمرأة صنعت من رماد حطامها جدار تتكئ عليه
لكن لو فاكر إن كاميليا الحسيني هتقدر تكسرها بواحده تانيه و خصوصا لو كانت الواحده دي نيفين فأنت غلطان و غلطان اوي كمان عشان قلبي اللى جابني لحد عندك دلوقتي يشتكيلك
لم تفلح في إخماد لوعتها وهي تقول
اغضب زعق كسر اضرب حتى لو دا هيريحك و يخليك تتأكد إني فعلا اتعلمت من غلطي بس اوعى توجع قلبي كدا تاني
أنهت كلماتها لاهثه فهي تعلم أنها قد تمادت كثيرا معه و
لكنها حتما لن تحتمل تلك النيران و آثارها على قلبها الذي اسودت معالمه جراء هذا الچحيم الذي تحياه
كعادته يفاجئها حين قال بجفاء
الإيد اللي تتمد عليك هقطعها يا كاميليا حتى لو كانت إيدي
لن تنكر أن كلماته لها وقع الغيث على قلبها الذي اهتزت اوصاله من فرط المشاعر التي أثارها به و لكنها لن تتراجع حتى تضمن أن طريقهم لم يكن به طرف ثالث لذا قالت بلهجة جاف
يعني إيه مفهمتش بردو إيه ردك على كلامي
زفر وجعه و حيرته في آن واحد وهو يقول بغلظة
معنديش رد يا كاميليا بس في نفس الوقت جوايا ڠضب كبير مش هيهدى غير بيك لكن
قطعت الخطوات الفاصلة بينهم بلهفة تناثرت من عينيها و لهجتها حين قالت
من غير لكن زي ما غلطت هصلح غلطتي و هكون قد ثقتك فيا المرادي والله مش هسمح لحاجه و لا حد أنه يخوفني بس ارجوك سيبني اداوي الچرح اللي اتسببت فيه
ضاع تخبطه أمام لوعتها و رجائها
سيب نفسك ليا و أنا هضيع الڠضب دا كله الله يخليك ادي قلوبنا فرصه تانيه
رفع إحدى حاجبيه و قال مستنكرا
تانيه !
هتفت بحدة
عاشرة يا يوسف ايه منستحقش !
لم تجد منه إجابه لتتابع قائله بلوعة قد أحرقت قلبه
أرجوك طمني أنا طول الوقت خاېفه و مړعوبه من فكرة إنك تعاقبني و تبعد عني طول الوقت عايزة اترمي بين حدود قلبك عشان عارفه ان دا الوقت الوحيد اللي قلبي هيأمن فيه من عقابك
ذرفت لوعتها في تلك الكلمات الملتاعه
طول الوقت بدعي قلبك و قلبي يشفعولي عندك لكن أنا بجد خاېفة و خۏفي منك اكبر من اي خوف في الدنيا انا عارفه انك عمرك ما بتسامح و مش سهل أبدا تنسي بس أنا إستثناء
همست بالوعة
صح صح يا يوسف
قالت جملتها الأخيرة بنبرة أشبه بالتوسل و كانت نظرات عينيها يائسه و كأن حياتها بأكملها متوقفه على إجابته لسؤالها و ظلت للحظات أسيرة نظراته الغامضة التي استطاعت و ببراعة إخفاء ذلك الصراع الدائر بداخله بين قلبه العاشق لها و عقله الرافض لوجودها و كلاهما يملكان الحق و هو ممزق بينهما يعلم أنه تنازل كثيرا لأجلها ودائما ما تغلبه نوبات اشتياقه لها فيتجاهل تحذيرات عقله و يضرب بعرض الحائط كل القرارات التي يأخذها في غيابها و متى تشرق شمسها على قلبه يصبح كالمسحور أمامها فيتحول صدره إلى بركان مشتعل من شدة لهفته إلى قربها
هم بإنهاء ذلك الصراع المرير على طريقته عله يستطيع أن يمحو تلك النظرات الحزينة من عينيها ليتفاجئ من إقتحام نيفين لغرفته و التي اصطدمت بوجود كاميليا داخلها و التي لم تكن أقل صدمة منها لتتفاجئ بدخولها هكذا بدون أي إستئذان لغرفته و هو الشئ الذي كان من رابع المستحيلات سابقا فتمزقت اوتار قلبها الذي بدا و كأن قبضة قوية اعتصرته و خاصة عندما لم يصلها أي رد منه لتشعر بوجوب انسحابها و إذ بنيفين تباغتها بذلك الاستفهام الأهوج الذي أشعرها و لأول مرة بأنها دخيله علي حياته
ممكن أعرف حضرتك بتعملي إيه هنا
لملمت شتات نفسها بصعوبه و قالت بصوت حاولت أن يبدو واثقا رافعه رأسها بكبرياء بعد أن طالعتها بنظرة قاسېة
اللي بعمله هنا ميخصكيش يا نيفين و عموما أنا خلصت اللي كنت جايه عشانه و كنت هخرج
ما أن همت بالتحرك لتتفاجئ بقبضه قويه اوقفتها جاذبه إياها لتصبح على مقربة كبيرة منه و لم يكتفي بذلك بل التف قيد عشقه حولها لتستشعر دفء حناياه يغمرها وكأنه بتلك الفعله محى من قلبها كل تلك الچروح التي أوشكت في أن ټقتلها ألما
فقد كانت غافلة عن أن حزنها هو أكثر ما ېقتله أنه لم يسمح لأحد قط بالتجرا عليها و بأن مكانتها بينهم كونها زوجته لن يتم التعدي عليها أبدا و أخيرا جاءت لهجته قاسېة باردة كالصقيع
في حاجه يا نيفين
كانت تغلي في مراجل من رؤيه غريمتها بجانبه بتلك الطريقة
و قد أعمتها الغيرة فبعد كل ما فعلته لإزاحتها من طريقها تأتي
مرة أخرى وكأن شيئا لم يكن !
فصاحت مغلولة
عايزة اعرف هي بتعمل ايه في أوضتك يا يوسف
رفع يوسف إحدى حاجبيه و قال بلهجه ساخره
مش ملاحظه إن سؤالك غريب شوية ! يعني في حد يسأل واحده بتعمل إيه في
أوضة جوزها
إن كانت قبل للحظات غاضبه فبعد إجابته هذه أصبحت مشټعلة كالچحيم لتزداد ثورتها و علو صوتها وهي تقول باستنكار
بعد كل اللي حصل يا يوسف و بتقول مراتك !
قاطعها بصرامة و
نظرات قاسېة
نيفين الزمي حدودك و اوعي تتخطيها اللي بيني وبينها محدش له فيه
ازدادت قتامة نظراته و شابهتها لهجته حين قال
و متقلقيش قريب اوي هكشف كل اللي حصل أيه أسبابه ادام الناس كلها فمتستعجليش اوي
أصابتها كلماته في الصميم فهل كان يهددها الآن هل أخبرته كاميليا بما فعلته والدتها
نفى عقلها تماما تلك التساؤلات فإن كان علم شئ لن يصمت ولو ثانيه فكان سيقيم القيامه فوق رؤوسهم
إذن فتلك الحية قد استخدمت سحرها عليه مرة أخرى
قاطع سير أفكارها سؤاله لها و خاصة عندما تحدث بتلك النبرة و كأنه صبره عليها قد نفذ و لم يعد يحتمل وجودها كحاجز بينه وبين غريمتها
مش هتقولي كنت عايزة ايه بردو ولا هنقعد طول الليل نبص لبعض هنا !
أبدا يا يوسف كنت جايه عشان نكمل كلامنا !
استنكر بجفاء
كلامنا ! احنا كلامنا خلص خلاص و أنا قلتلك اللي عندي و أظن انك دلوقتي اتأكدت أن كلامنا خلص
لم تؤلمها كلماته و لا نظراته و لا تشبثه بغريمتها بتلك الطريقة و إنما أكثر ما آلمها تلك النظرة المنتصرة في عينيها و التي جعلتها تقسم داخليا أنها لن تجعلها تستمر طويلا فكل ما استطاعت أن تفعله هي إيماءة بسيطة من رأسها متبوعه بكلمات واهيه ثم اندفعت خارج الغرفه كالبرق
وما أن خرجت نيفين من الغرفه حتي فوجئ يوسف بتلك الشعلة الڼارية تمسك به من مقدمة قميصه وهي في حالة ڠضب چنوني قائله
بص أنا هاديه و عاقله اهوة عايزاك بقي انت كمان تبقى عاقل كدا وتقول بالحرف الواحد ايه الكلام اللي حصل بينك و بين البت دي عشان مولعش في البيت دا حريقة
لو لم يكن يدرك علميا بأنه خطأ لظن بأن قلبه قد انسل من بين ضلوعه محلقا في السماء من فرط السعادة بتلك الغيرة الچنونية التي تملكتها و لكنه قاوم بشق الأنفس فكرة أن يريها الآن مدى عشقه لها خوفا من عدم قدرته على التحكم بمشاعره ليقوم باحتوائها حتى لم تعد قدماها تلامس الأرض ليتقدم إلى باب الغرفه و قام بفتحه ثم وضعها خارجه بعد أن قام بغرس زهر عشقه على جانب وجهها الايمن ليقول بفظاظة تنافي روعة ما تحمله كلماته
مش لازم كل حاجه تعرفيها و يالا قدامك عشر دقائق بالكتير عشان تجهزي في ميعاد عشا عايز انزل الاقيك تحت و إياك تتأخري
لم تستوعب ما يحدث و حين أوشكت على الحديث فجر بارود عشقه في تلك الجمله البسيطة
يا أحلى إستثناء في حياتي
انهي كلماته ثم قام بإغلاق الباب خلفها و دقات قلبه تقرع كالطبول فتلك المجنونه التي امتلكت قلبه قادرة على التسبب في احتراقه كليا بهذه المشاعر
القوية التي تثيرها به و المقاومة مهلكة حتى الألم فلا يعد يعلم أي سلطة تمتلكها تلك المرأة على قلبه لتجعله أمامها مغيبا لا يشعر بشئ سوى بأنها منه و تنتمي إليه
لقاء واحد عابر قد يقلب حياتك رأسا على عقب قد يجعلك تشعر بأن ما مضى من عمرك لم يكن حياه
نورهان العشري
بعد مرور عدة أيام كانت تدور في غرفتها كالفراشة الحائرة لا تدري ماذا عليها أن تفعل حتي تهدئ قليلا من ذلك الشوق الذي يحرقها منذ آخر لقاء بينهم
فلازالت تذكر
متابعة القراءة