رواية للعشق وجوه كثيره (كاملة حتي الفصل الأخير)بقلم نورهان العشري
المحتويات
مش هقدر
انهت كلماتها ثم فرت هاربة تبكي حبها المحكوم عليه بالمۏت و قد حسمت أمرها بأنها ستفعل اي شئ مقابل حماية عائلتها حتى لو كانت ستعيش بلا قلب فهي تركته معه
والله يا رائد بيه دا اللي حصل بالظبط انا معرفش مين الشخص اللي جه سأل عنك هنا هو جه سال الأمن و مشي على طول بس الكاميرات جابته من ضهره و تقريبا كان واخد حذره عشان ميتصورش
لم يسعفه عقله باجابه و خاصة عندما ظهرت تلك الممرضة التي كانت تهرول تجاههم قائله پذعر
متقلقيش يا آنسه سهى احنا كلنا حواليك و مأمنينك كويس
كانت هذه كلمات يوسف المطمئنه و هو ينظر في المرأة لسهى التي تجلس في المقعد الخلفي للسيارة و تلك التي كانت تستشيط ڠضبا من تلك الفتاة التي لا تخفي إعجابها الشديد بيوسف و مما زاد من حنقها تلك الكلمات التي أجابته بها و تلك النبرة الرقيقه المفتعلة كما وصفتها كاميليا
تنفست كاميليا بصوت مسموع و هي تطرق بأصابعها فوق تابلوه السيارة فتلك كانت وسيلتها للتنفيس عن ڠضبها لتعدل سهى من حديثها قائله بتوتر
اقصد واثقه فيكوا كلكوا و بعدين كارما و غرام دول أصحابي من و احنا لسه صغيرين و زي اخواتي و ممكن اعمل عشانهم اي حاجه
لم بجيبها يوسف خوفا عليها من تلك النمرة المتوحشه التي تكاد تفتك بها و إنما صوب كل انتباهه إلى مدخل بيت ذلك المعيد و ما أن لمحه يستعد للخروج من باب البناية حتى تحدث مع سهى بنبرة جافة
اړتعبت سهى من لهجته و لكنها أجابت بنبرة ثابتة نوعا ما
جاهزة
مش محتاج افكرك لازم تاخدي بالك كويس اوى و تمثلي دورك بالحرف الغلطه هنا بفورة
لم ينتظر إجابتها إنما أمرها بالنزول فورا لتطيعه دون جدال و ما أن اقتربت من ماجد الذي كان على وشك الصعود إلى سيارته حتى نادت عليه
الټفت ماجد الى ذلك الصوت ليتفاجأ بسهى تقف على بعد سنتيمترات منه فقطب جبينه باستغراب قائلا
سهى ! انت ايه اللي جابك هنا
توترت سهى بعض الشئ و لكنها استجمعت شجاعتها و قالت بصوت أنثوي رقيق
بصراحه كنت عايزة اتكلم مع حضرتك في موضوع
و الموضوع دا مكنش ينفع تأجليه لما نتقابل بكرة في الجامعه
لا الموضوع دا مينفعش يتقال في الجامعه و مينفعش يتأجل أكتر من كدا !
ذم ماجد شفتيه فهو لا يريد التأخر علي لقاء حبيبته فأجابها بملل
خير يا سهى موضوع اي اللي مينفعش يتأجل دا و
لا يتقال في الجامعه !
تقدمت سهى منه و نظرت بداخل عينيه و هي تقول بخفوت
دكتور ماجد أنا
انت ايه يا سهى
هكذا أجابها ماجد بنفاذ صبر
انا معجبه بيك من زمان اوي و كنت عايزة اصارحك بس مكنتش بتيجي فرصه مناسبه
قطب ماجد جبينه بإندهاش قائلا
ايه معجبه بيا انا !
تقدمت سهى منه خطوة آخرى و قد أتقنت لعبتها جيدا و تفننت في اللعب على أوتار كبرياؤه المشروخ قائلة
و مالك مستغرب اوي كدا ليه انت الف واحده تتمناك بس انت اللي كنت مغمض عنيك و مش شايف غير واحده بس
أجابها ماجد بسخريه
و بما إن الواحده دي مخطوفه أو مش موجودة حاليا فقلت استغل الفرصه
اجابته سهى بلهفه و قد اغرورقت عينيها بالدموع
لا والله انا مش كدا و اوعي تفكر اني فرحانه في خطڤ صاحبتي أبدا بس ڠصب عني لما لاقيتك مش مهتم بغيابها و حتى مش باين عليك انك متأثر قولت يبقي الطريق لقلبك بقي مفتوح انا أسفه لو كنت ضايقتك بكلامي بس انت اكتر حد عارف احنا ملناش سلطه على قلوبنا
نجحت سهى في استفزاز رجولته خاصة عندما هطلت دموعها و ذلك الضعف الذي ظهر في صوتها فأخذ ماجد ينظر إليها لا يدري ماذا يقول لتبادره هي قائله
يظهر اني غلطت لما جيتلك
و صرحتلك بمشاعري انا اسفه
أنهت كلماتها تزامنا من دوخه بسيطه اعترتها فكانت على وشك السقوط حتى امتدت يد ماجد لتلتقطها فاقتربت منه للحد المرغوب لها و لتنفيذ خطتها ليقول ماجد بلهفه
سهى انت كويسه اوديكي المستشفى
انهت سهى ما جاءت لأجله فقالت بقوة حاولت رسمها
انا كويسه متقلقش عليا انا محتاجه امشي و ياريت تنسي كل اللي قولتهولك
انهت كلماتها وهي تعتدل في وقفتها محاولة إظهار كونها انثى جرحت بشدة و تحاول لملمه شتاتها فقالت بكبرياء
انا مش هعطلك عن مشوارك اكتر من كدا واضح انك كنت مستعجل انا بس جتلي لحظة شجاعة محبتش اضيعها بس الظاهر أني كنت غلطانه اتفضل امشي
توتر ماجد بصورة ملحوظة عندما رن هاتفه وقال محاولا التخفيف عنها
بصي يا سهى انا مستعجل دلوقتي لكن اوعدك أننا هنقعد مع بعض و نتكلم كتير بس انا مضطر امشي دلوقتي عن إذنك
كان كل هذا يحدث أمام أنظار يوسف و كاميليا التي كان الڠضب و الغيرة يأكلانها بدون رحمه و لم يخفى هذا على يوسف الذي كان أكثر من مستمتع بغيرتها تلك فبادرته كاميليا بالحديث قائلا
جدعة اوي سهى !
اجابها يوسف بتأكيد
اه بنت ممتازة
زاد ڠضبها أضعاف من حديثه عنها لتحاول التحكم في نفسها قدر الإمكان قائله
و أمورة كمان !
فأجابها يوسف بتأكيد
اه فعلا
أخذت درجة حرارتها تزداد شيئا فشيئا فقالت بسخرية
ايه رأيك نشوفلها عريس يعني بنت جدعه و ممتازة و كمان أمورة منضيعهاش من إيدينا
كان يوسف يسايرها في الحديث و وهو يكتم ضحكاته بصعوبه فأجابهم بنبرة لا مباليه
هي فعلا خسارة تضيع من أيدينا بس انا مش خاطبه يا روحي
علت نبرة كاميليا بعض الشئ و هي تقول پغضب
امممم و لا ندور لها على عريس ليه ما العريس موجود اهوه و عجباه كمان لا و في نظرات و ابتسامات
أخذت تقلد لهجتها بسخرية
واثقه فيك يا يوسف و معرفش ايه يا يوسف و أنا أباجورة قاعدة جمبك !
أجابها يوسف بلهجه محذرة
كاميليا صوتك ميعلاش و
متنسيش أننا لولاها مكنتش عرفنا نوصل للي خطڤ بنات خالتك فبطلي جنان ط
اغضبتها لهجته و عرفانه بجميلها فهذا الرجل يثير چنونها فتارة يكون حنون للدرجة التي تجعلها تذوب بين يديه و تارة يكون بارد غير مبالي بوجودها و تارة يكون قاسې في تحذيرها فكيف يمكنها التعامل معه
تصدق عندك
حق انا مجنونه فعلا ! بس مش عاميه و شايفه نظراتها ليك عامله ازاي
اديكي قولتي نظراتها و أنا مش مسئول عن نظرات الناس ليا و ياريت تقفلي الموضوع بقى
احزنتها كلماته و لكنها الحقيقه فهو غير مسئول عن ردود أفعال الفتيات تجاهه و لكنها نوبات الغيرة الملعۏنة التي تصاحبها عندما يتعلق الأمر به لا تدري ماذا تفعل فآثرت الصمت و وجهت انظارها لتلك الفتاه محاولة كبت دموعها التي تهدد بالانفجار و لأنها جزء لا يتجزأ منه ألمها يؤلمه فقد شعر بمدي حزنها و لكن ليس هذا الزمان ولا المكان ليرضي چنونها
رأي يوسف ماجد يهم بالانصراف فقام بالنظر اليها و إدارة وجهها إليه ناثرا اعتذاره فوق جبهتها و آخر بجانب فمها و قال بصوت خفيض خرج من قلبه الى قلبها مباشرة
انا مبشوفش غيرك مفيش واحده ست في العالم ممكن تهز فيا شعرة في غيابك مابال في وجودك بقى !
هطلت الدموع من عينيها كالشلال و لم تستطع أن ترد عليه ليحتويها وهو يقول بحب
دموعك دي اغلى من انها تنزل على حاجات تافهة زي دي
انهى يوسف كلماته ثم ترجل من السيارة وذهب الة مكانها و فتح الباب و قام بإخراجها ليحتويها بقوة أمام سهي القادمة تجاههم و التي كانت مصدومه مما رأته و خاصة وهي تراه ينثر عشقه فوق وجهها قبل أن يقول بلهجه حانيه اخترقت مسامع سهى
خلي بالك من نفسك يا قلبي أن شاء الله مش هتاخر عليك
صدمت كاميليا من حديثه فقالت
ايه دا هو انا مش هاجي معاكوا
قال يوسف بصوت خفيض و لكن صارم
مش هينفع يا كاميليا انت طلبتي تيجي معانا و تشوفي بعينك هيحصل ايه و خلاص لحد هنا و مش هقدر اعرضك للخطړ تتفضلي تروحي من غير مناقشه و أن شاء الله مش هنتأخر عليك
الټفت يوسف تجاه سهى قائلا بوقار
شكرا يا آنسه سها لحد هنا دورك انتهى تقدري تتفضلي العربيه هتوصلك
لم ينتظرها أن تجيبه إنما اتجه تجاه دكتور رامي الذي كان أدهم ينظر له و كأنه فريسه و هو الصياد ليقول يوسف بصرامة
دكتور رامي هتروح توصل كاميليا و سهى البيت و ترجعلنا على طول
اغتاظ رامي من طلب يوسف ليقول بحدة
و اشمعنا انا يا
يوسف بيه اللي اروح اظن اللي مخطوفه دى خطيبتي وأنا أولى اكون معاكوا تقدر تبعت اي حد تاني وجوده مالوش لزوم
كانت كلماته قد أشعلت فتيل أدهم الذي كان على وشك الانقضاض عليه لولا نظرات يوسف المرعبة التي جمدته في مكانه و الذي قال بنبرة أحرجت رامي
بصراحه يا دكتور رامي كاميليا حالتها مش مطمئنه و أنا مش هقدر اجازف أنها تتعب في الطريق و لا حاجه و كمان انت الدكتور بتاعها اللي متابع حالتها و اكيد لو تعبت هتقدر تتصرف
بدت حجة مقنعه خاصة حين أضاف
و تقدر تحصلنا بعد ما توصلها كدا كدا الحراسة هتكون وراكوا و هيكونوا على علم بمكاننا عشان هيحصلونا
لم يعطه يوسف الفرصة للإعتراض حيث الټفت لرئيس الحرس خاصته و قال بصرامة
نفذوا اللي قولتلكوا عليه
انصاع رامي لطلب يوسف على مضض و داخله يغلي من الڠضب و خاصة عندما رأى تلك النظرات الشامته من أدهم له فأخذ يسب و يلعن
داخله لذلك الذي كان قد تنفس الصعداء عندما تخلص من هذا الطبيب المزعج حتى أنه لم يستطع أن يخفي ضحكته ليباغته يوسف بلكمه خفيفة على كتفه ايقظته من شروده و قال له بلهجه تحذيرية
بطل تضحك زي الهبل كدا و يالا عشان ورانا حاجات كتير هنعملها و لينا قاعده عشان شكلك عامل بلاوي كتير من ورايا
صعد يوسف إلى سيارة مازن الذي بادره بالحديث
جهاز التتبع اللي حطته سهى في هدومه اشتغل و دلوقتي نقدر نتحرك
تمام يالا وأنا كلمت الناس بتوعي و هيقابلونا ع الصحراوي
و أنا كمان قوات الدعم مستنيه مني الإشارة عشان تتحرك
هكذا قال
متابعة القراءة