رواية للعشق وجوه كثيره (كاملة حتي الفصل الأخير)بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

 


كانت صدفه زي اللي بتيجي في الأفلام كدا . كنت سايق عربيتي و ماشي في طريقي فجأة لقيت واحده بتعدي الطريق و هوب داخت و اغمي عليها قدام العربيه بتاعتي . طبعا وقفت و نزلت اشوف فيها ايه و أصريت اوديها المستشفى عشان اطمن عليها و من هنا بدأت القصة لقتها بنت جميله و هاديه و بريئه أو دا اللي حسيته وقتها . 

كانت ملامحه تلونها مرارة لهجته حين تابع
_ابتدت علاقتنا تقوى اكتر و نقرب من بعض اكتر و لأنها ممثله شاطرة قدرت تخدعني صح و توقعني في حبها و كانت بالنسبالي طوق النجاة و الحاجه الوحيده الحقيقيه اللي في حياتي و عشت معاها احلي قصه حب و طبعا حكايه سندريلا البنت الفقيرة اللي وقع في حبها الشاب الغني دي اكيد وصلت لرحيم بيه فحاول أنه يبعدني عنها بحجه أنها طمعانه في فلوسي و في نفوذ عيلتي و انا الحب عامي قلبي بس لما لقاني متمسك بيها اوي قالي يبقي ملكش أهل و لا عيله و قرر أنه يطردني من البيت و يحرمني من الميراث .
تبدلت ملامحه إلى السخرية حين تابع
_ يوسف و ماما حاولوا يقفوا جمبي وقتها بالرغم من أنهم مكنوش مقتنعين بيها و يوسف نفسه حذرني منها و مرتحلهاش بس اللي مكنوش يعرفوه أن انا كنت مستني اللحظه دي اني اتحرر من البيت و العيله دي للابد هتصدقي لو قولتلك اني كنت مستنيه يقولي كدا 
كانت تتابع انفعالاته بلهفة و خاصة حين تابع بمرارة 
_ و حكتلها و قولتلها اني هبدأ من الصفر معاها و أن معايا اللي هيسندني . بس طبعا ملايين الحسيني مش هتبقى موجودة و انت اكيد سمعتي عن البوقين اللي بيتقالوا في الظروف دي انا جمبك ومعاك و مش هسيبك أبدا و الحقيقه ان اللي حصل عكس كدا خالص . بقت تتهرب مني و كل ما اجي اطلبها للجواز تتحجج لحد ما في يوم اختفت خالص و كنت وقتها عامل زي المچنون مش عارف اروح فين أو اروح لمين لحد ما في يوم جتلي رساله أنها موجودة في مكان معين و روحت المكان دا لقيتها بيتكتب كتابها !
لم يكن الألم باديا على ملامحه إنما الإشمئزاز و قد صدمها هذا كثيرا
_ الدنيا كلها بالنسبالي وقفت عند النقطه دي و طبعا العريس كان أغنى مني وعنده ملايين كتير بس اللي مستغربتوش بقى أنه كان تقريبا قد أبوها 
ابتسم أدهم ساخرا ثم أكمل 
_ عرفت بعدها أن يوسف هو اللي بعتلي الرسالة دي عشان يفوقني . حتى أنه بعتلي مازن يقف جمبي و مرديش ييجي هو عشان ميكسرنيش قدام نفسي و أنهم طلعوا صح و أنا اللي كنت غلط و بعدها اتحولت لأدهم اللي انت شفتيه .
أصاب ملامحه الجمود و كذلك لهجته حين
قال
_ انا حتي مدتش لنفسي وقت اني احزن أو استوعب اللي حصل . كتمت كل حاجه في قلبي و روحت تاني يوم الشركه قعدت في مكاني و كملت من مكان ما وقفت . محدش قدر يتكلم و لا يسأل حتى . بما فيهم جدي و دا بأمر من يوسف و كملت حياتي و أنا مقتنع أن الستات دول ارخص حاجة في الدنيا نستمتع بيهم و نرميهم و الحقيقة اني كل اللي قابلتهم بعد كدا اكدولي الموضوع دا . لحد ما قابلتك .
اختتم حديثه ناظرا إليها ليجد ملامحها المتألمه من أجله و من أجلها و أيضا لا ننسى الغيرة التي نالت منها خاصة و هو يتحدث عن غريمتها التي لم تكن تعلم حتى بوجودها ليتألم قلبها كثيرا فهناك حب آخر قد ملأ قلبه سابقا و لأجله يتألم الآن نهش الفضول عقلها فتحركت من مكانها متوجهه إليه لتقف قبالته قائله بصوت مهزوز
_ حبيتها 
لاحت ابتسامة خافته على محياه فقد علم المغذى وراء سؤالها و قد لمح الغيرة القاټلة المرتسمه بعينيها و التي تحاول أن تخفيها عنه و لكن تستطيع المرأة أن تخفي ألف شعور بداخلها ما عدا الغيرة أجابها باختصار 
_ قبل ما اعرفك كنت مفكر اني بحبها . بس اللي اكتشفته بعد كدا اني كنت محتاج لها و بس 
قطبت جبينها و قالت بعدم فهم
_ محتاج لها !
_ مش محتاج ليها كشخص بس كنت محتاج لحد يظهر في حياتي في الفترة دي و الصدف خلتها الشخص دا . انا كنت راسم في خيالي صورة للبنت اللي اتمنى اكمل حياتي معاها حتي لو مش هحبها بس كنت عايز فيها صفات معينة و لإنها جتلي في وقت كنت فيه متدمر نفسيا و هي رسمت دورها صح فأنا كمان حاولت احطها في إطار الشخصيه اللي في خيالي و دي اللي انا حبيتها فعلا لكن هي في الحقيقه عكس كده خالص و دي اكبر غلطه ممكن يغلطها الإنسان في حياته .
اراحتها فكرة أنه لم يكن عاشق لتلك المرأة قليلا و لكن هيهات أن تستطيع إخماد تساؤلاتها لذا واصلت الحديث محاولة التوغل إلى أعماقه بأكبر قدر ممكن
_ انت قولت انك قبل ما تعرفني كنت فاكر انك بتحبها اشمعنا بقى يعني اقصد انا ايه علاقتي بالموضوع 
انهت حديثها المتلعثم و قد كانت تنظر في جميع الاتجاهات ماعداه ليقوم بمد إصبعيه تحت ذقنها يديرها إليه قائلا بصدق ترك صداه علامة كبيرة في قلبها 
_ عشان عرفت معاك يعني ايه حب 
أصابت كلماته صميم قلبها الذي ود الهروب منها إلى ذراعيه في تلك اللحظة متجاهلا ڼزيف جراحه التي كان هو المتسبب الرئيسي بها ليرسل العقل إشارات الخطړ . خطړ وجود ذلك الرجل أمامها فهبت كالمذعورة من بين يديه و
أدارت رأسها للجهة الأخرى قائلة بنبرة قوية 
_ بتحكيلي كل دا ليه يا أدهم 
زفر أدهم بعمق و قال بلهجة جادة
عشان ابدأ معاك بدايه صح .
التفتت إليه غرام رافعة إحدى حاجبيها قائله باستنكار 
_ و أيه اللي مخليك متأكد كدا إني هوافق أبدا معاك 
بلغ الڠضب ذروته بداخل أدهم فقد تراكمت عليه جميع الأحداث السابقه لتشكل بركان ثائر بداخله و لكنه آثر الحديث بهدوء فقال 
_ عندي سببين مهمين أوي يخلوني متأكد من كلامي .
_ اولهم 
اقترب منها ناظرا بقوة إلى داخل عينيها ثم قال بلهجة خشنة
_ انك بتحبيني زي ما بحبك و إلا مكنتيش حاولتي تفديني بروحك و مترددتيش لحظه تعملي دا .
ارتبكت كثيرا من حديثه الصحيح و اقترابه منها الى هذا الحد فمرت ثوان حاولت أن تستجمع فيهم شتات نفسها حتي لا تهزم من أول معركة أمامه فحاولت الثبات قدر الإمكان لتقول بدفاع
_ انت انقذتني الأول و كان لازم لما الاقيك في خطړ اني اعمل كده وعلى فكرة أنا كنت هعمل كدا مع اي حد غيرك .
ابتسم أدهم و طالعها بحب قائلا 
_ مكنش و لا هيكون في غيري يا غرام . أقلمي نفسك على كدا . اه و دا السبب التاني .
اغتاظت كثيرا من لهجته الواثقة
فبدل من أن يداوي چراحها التي كانت بيديه و يطلب منها السماح يرغمها على تقبل وجوده و كأن شيئا لم يكن فاندفعت دماء التمرد تجري في عروقها لتقول بقوة 
_ أبدا يا أدهم . بقى بدل ما تيجي تقولي أسف و تطلب مني اسامحك جاي تقولي كدا 
ابتسامة ساخره لونت ثغرها قبل أن تقول بلهجة 
بلهجه قوية
_ اوعى تفكر ولو للحظه اني ممكن اكون ليك و لا حتى في أحلامك .
ڼصب أدهم عوده قائلا بفظاظه 
_ معنديش وقت احلم يا غرام . انا هنفذ علي طول . الخيار ليك لو مكنش بمزاجك هيبقى ڠصب عنك و ابدا مش هطلب منك تسامحيني انا هجبرك تعملي كدا .
بلغ ڠضبها الذروة من فظاظة و غرور ذلك الرجل لتنتفض من مكانها صاړخة
_ بأي حق ترغمني على وجودك في حياتي 
لم يستطع أدهم السيطرة على جنون غضبه أكثر من ذلك فاندفع تجاهها قابضا على كلا ذراعيها قائلا بقسۏة
_ بحق كل لحظه شفت فيها المۏت و أنا بعيد عنك و كل لحظه اتمنيته فيها و انت مخطوفه و مش عارف اوصلك . و بحق الڼار اللي كانت بتقيد فيا كل ما اتخيل الحيوان دا جمبك .
صمت لثوان يحاول ابتلاع غصة صدئة تشكلت في حلقة ثم قال بعنفوان
_ مش هبعد عنك يا غرام و رحمه أبويا لهتكوني ليا و بكرة تشوفي .
انهى كلماته و توجه إلى باب الغرفة تاركا خلفه كتلة من النيران التي أشعلها هو ليوقفه ندائها 
_ أدهم .
رقص قلبه بين ضلوعه عندما سمع نداءها بتلك الطريقه المغوية فقد ظن أنها قد انصاعت لأوامر قلبها أخيرا ليلتفت ناظرا إليها بأمل فوجدها تقترب منه بتمهل قائلة بلهجة هادئه مٹيرة 
_ هتفضل عمرك كله تحلم بيا و متطولنيش يا أدهم . هتفضل عمرك كله في ڼار اني كنت في حياتك و محافظتش عليا و دا وعد مني .
هل يوجد تناقض أكبر من أن يتفوه الإنسان بحديث و تنفيه عيناه بآخر مناقض له تماما 
هكذا كان حالها فلو أنه القى بال لحديثها لهدم المكان من حولها و لكن ما جعله يهدأ هو تلك النظرات المختبئه بين نظراتها المتمردة فكيف تتحدث بتلك الثقه و عينيها تهتز أمامه بتلك الطريقة شفتاها تخبرانه شئ و عينيها تنفيانه تماما لذا قرر بأنه لن يبالي بما تقوله بل سيكتفي بما يراه و لكن كبرياء الرجل بداخله أبى أن تكون لها الكلمة
الأخيرة فأمتدت يداه تمسكها أسفل رأسها تقربها إليه ليحتوي ضفتي التوت خاصتها بطريقة محمومة فجر بها جميع براكين شوقه و غضبه و لم تستطع هي التمرد و لا المقاومه فقد تغلب القلب على العقل و غيبه تماما ليجرفها تيار في عشقه و يلقي بها في دوامة من المشاعر التي أرهقتها كثيرا حتى أنها أوشكت على الاختناق ليتركها أدهم رأفة بها فقد كان يود لو يطول اقترابهم الى مالا نهاية و لكن لا الزمان و لا المكان يسمحان له بذلك . 
لم يمهلها الوقت للتفكير أو الإعتراض بل اقترب من أذنها قائلا بصوت أجش 
_ المرة الجايه اللي هعمل فيها كدا هتكوني مراتي و دا هيكون قريب اوي أن شاء الله . 
انهى كلماته ثم اختفي كالحلم ليتركها وحيدة تواجه كبريائها الذي حتما سيعاقبها و بشدة على استسلامها المخزي له 
ما أن وصلت كاميليا رسالة مازن حتى هرولت للاسفل لترى ما الأمر فوجدته ينتظرها في الرواق فتوجهت إليه لتسأله بلهفه
_ خير يا مازن في ايه رسالتك قلقتني . 
تحمحم مازن فهو لا يدري مدى معرفتها بالأمر
 

 

تم نسخ الرابط