رواية للعشق وجوه كثيره (كاملة حتي الفصل الأخير)بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

 


آخيرا و قالت بلهفه
_ عيب عليك يا نيفو . قبل كدا هكون عندك .
هكذا تحدثت سميرة و لكنها تذكرت شي آخر فقالت بغيظ
_ طب و صفيه دي مبتخبيش عن جدك دبه النمله 
_ لا دي متقلقيش منها خالص سبيها عليا يالا انا هقوم اروح لجدي و انت بقي جهزي نفسك و متتأخريش . اه و متنسيش تتوصي بمراد بيه الحسيني عايزينه ينسي اسمه .

اتبعت نيفين حديثها بغمزة جعلت سميرة تبتسم بخبث على سذاجتها ثم بعد أن تأكدت من خروجها قامت بإجراء مكالمه هاتفيه 
_ ايوا يا حبيبي استناني في الشقه اللي بنتقابل فيها جيالك .
وصلت السيارات أمام ذلك القصر الكبير و ماهي ثوان حتي ترجلوا جميعهم الى الخارج كلا يكتنفه شعور مختلف عن الآخر و لكنهم جميعهم اجمعوا على الشعور بالخۏف من المستقبل كانت الفتاتين تشعران بالغربه و أخذتا تنظران حولهما ثم تحولت نظراتهما الى علي الذي كان هو الآخر لا يختلف شعوره عنهما و لكنه ابتسم تجاههم ابتسامه طمئنه و سرعان ما وجدوا الخدم تفتح باب القصر و ذلك العجوز الذي يمشي مستندا على عصاه قادما في لهفه تجاههم يحاوطه الخدم من كل جهه خشيه عليه من ان يسقط من فرط لهفته ل استقبالهما فهاهي أمنيته الوحيدة في تلك الحياه تتحقق بجمع شمل أحفاده من حوله 
اقترب منهم هاشم الرفاعي و هو يهلل في فرح
_ أهلا اهلا يا ولاد الغالي . نورتوا بيتكوا .
تقدم علي منه تلاه شقيقتاه بعد أن تلقوا إيماءة من والدتهم بمعنى اقتربوا ليحاوطوه و هو يسلم عليهم في ترحاب شديد و قد لمسوا مدى حبه لهم و فرحته بمجيئهم و لم يفت عليه تحيه علي المتحفظه معه ليبادر هو بعناقه فاستجاب له علي ليشاطره اختيه العناق المحموم بأنواع شتى من المشاعر المتضاربة منها الندم و الشوق و المحبه و الحزن ليقطع الحديث آخيرا المساعد الخاص بهاشم قائلا باحترام
_ هاشم بيه . انا مقدر الحاله اللي حضرتك فيها بس الانفعال الزايد دا غلط على صحتك .
أجابه هاشم بصوت متحشرج
_ مش فارق المهم اني عشت و شفت ولاد الغالي في حضڼي مش مهم اي حاجه بعد كدا . انا مستعد اموت دلوقتي و مش هيهمني .
نطق جميعهم في آن واحد 
_ بعد الشړ عنك يا جدو . متقولش كداا يا جدو . ربنا يطولنا في عمرك .
هاشم بتأثر 
_ ربنا ما يحرمني منكوا يا حبايب جدو .
كان مازن يقف من بعيد يراقب ما يحدث في تأثر دون أن يحاول الاقتراب احتراما لخصوصية ذلك اللقاء الحار و نظر إلى فاطمة المتأثرة ثم اقترب منها قائلا بلهجه حانيه
_ اكتر حاجه صح عملتيها هي انك وافقتي أنهم ييجوا يعيشوا معاه . صدقيني انك تفرحيه الفرحه دي كلها و هو في حالته دي ثوابها عند ربنا كبير . دا غير أن عمي سالم الله يرحمه لو كان عايش كان زمانه طاير من الفرحه دلوقتي .
نظرت إليه فاطمه بحنان و قد سقطت دموعها تأثرا بما يحدث دون التفوه بحرف حتى تحدث هاشم قائلا بصوته الواهن 
_ اتفضلي يا ست ام على . نورتي بيتك و بيت ولادك .
نظر الاخوات الثلاثه الى بعضهم في ترقب و اندهاش من لهجه جدهم الحانيه و التي يرتسم بها الاحترام مع والدتهم التي اقتربت بعد أن أمسك مازن بيدها ليتقدموا الى مكانهم فمد هاشم يده إليها و في عينيه نظرات خاصه لم يستطع ايا من المتواجدين تفسيرها لتظل فاطمه لثوان تبادله النظرات هي الأخري ثم مدت
كفها إليه تبادله السلام مع إيماءة بسيطه من رأسها ليدعوهم هاشم الى الداخل بعد أن أمر الخدم بحمل أمتعتهم و وضعها في غرفهم التي تجهزت خصيصا من أجلهم ..
في الداخل ما أن جلسوا جميعهم في غرفه الصالون حتي سمعوا صوت الباب يفتح و صار قلب أحدهم يدق كالطبول عندما سمع صوت محبوبته الذي غرد كالعصفور و هي تقول بشقاوة 
_ جدو هاشم . يا جدو .
_ اهلا بحبيبه جدو . انا هنا في الصالون تعالي .
نظر جميعم الى مصدر الصوت في دهشه و ترقب لرؤيه تلك الفتاة التي تنادي على جدهم بكل تلك الحميميه ما عداه فقد كان يتطلع بلهفه و إشتياق و تسارعت أنفاسه خاصة عندما دخلت الى الغرفه بهييتها الملائكيه الساحرة و شقاوتها المعهودة فقد كان ينوي أن أول ما سيفعله عندما يصل هو رؤيتها فقد اشتاقها كثيرا لتفاجئه هي تلك المفاجئه الاكثر من رائعه و تأتي لإستقباله 
تقدمت روفان الى الداخل و كانت كل خليه بها ترتجف شوقا و خجلا فها هي سوف تراه آخيرا بعد عنائها مع ذلك الشوق الذي كان يرهقها في غيابه فلم تستطع المشي بهدوء بل اندفعت مهروله الى الداخل خلفها كاميليا التي أمسكت بمعصمها و هي تقول بخفوت 
_ اهدي يخربيتك أدهم جاي ورانا لو حس بحاجه هينفخك .
روفان پذعر 
_ بالهوي دانا نسيت أدهم خالص .
_ لا افتكري ياختي عشان منتعلقش بسببك .
تقدمت كاميليا خلفها روفان التي كانت تنظم أنفاسها بصعوبه فما أن رأت الفتيات كاميليا حتى اندفعن نحوها بالعناقات و السلامات و كانت روفان تقف خلفهما لتجده ينظر إليها بنظرات اخجلتها كثيرا فقد كان الشوق يملؤها لتعلم وقتها بأن إشتياقه لها قد اضناه هو الآخر فنظرت تجاه هاشم الذي لاحظ تلك النظرات الخفيه بين حفيده و بينها فانشرح قلبه كثيرا و ناداها ببهجه كبيرة قائلا 
_ روفان حبيبة جدو . ايه المفاجأة الجميله دي 
اقتربت
منه روفان بخجل و هي تعانقه قائله بخفوت
اهلا يا جدو . حضرتك عامل ايه دلوقتي .
_ بقيت احسن لما شوفت احفادي حبايبي و كملت فرحتي لما انتي جيتي دلوقتي .
_ حبيبي يا جدو ربنا يخليك لينا .
كانت الفتيات يعانقن بعض بحب شديد و لم يخلو سلامهم من مشاكسات غرام التي دفعت كارما من بين ذراعي كاميليا قائلا بمزاح 
_ يا بنتي اوعي سبيني أحضنها شويه وحشتني .
و ما أن احتضنت كاميليا حتي تسارعت أنفاسها و رقص قلبها بين ضلوعها من الصدمه و التي سرعان ما تحولت إلى لا مبالاه و هي تنظر إليه يقف قبل باب الغرفه بخطوتين واضعا يداه في جيوب بنطاله راسما ابتسامه جميله على شفتيه و يطالعها بنظرات جعلت عظامها تذوب من فرط العشق و لكنها سرعان ما سيطرت على انفعالاتها و ارتدت ثوب اللامبالاة و طالعته من أسفل لأعلى بطريقه مستفزة مازادته سوي ابتسام اتبعه بغمرة وقحه جعلتها تغضب فتركت كاميليا إثر نداء جدها 
_ تعالوا يا بنات أما اعرفكوا على حبيبتي اللي كانت بتصبرني علي غيابكوا .
التفتت الفتيات نحو هاشم الذي القي التحيه على كاميليا ثم قال يعرف الفتيات على بعضهن 
_ دي روفان حفيدة رحيم الحسيني صاحب عمري و دول بقى يا روفان كارما و غرام احفادي .
تبادلت الفتيات التحيه ثم جلسوا جميعا بعد ما تبادلت كاميليا مع فاطمه العناق و الترحيب بروفان تفاجئوا من دخول أدهم الذي جاءه إتصال هاتفي استغرق بضع دقائق ثم تحمحم و دخل ملقيا التحيه على الجميع ليتفاجئ هاشم من وجوده فقال بدهشه
_ أدهم . ايه المفاجأة دي 
ادهم باحراج 
_ أهلا يا هاشم بيه . ازي صحتك 
_ الحمد لله بخير . انت هنا من امتى 
_ انا كنت جاي اجيب البنات و اسلم على الجماعه .
اختتم أدهم حديثه و قام بالسلام عليهم جميعا حتى توقف عندها و توقفت معه جميع حواسها و عندما امتد كفه إليها ارتعشت مفاصلها و بصعوبه رفعت راسها تطالعه و قد استخدمت كل ذرة إرادة داخلها حتى ترسم تلك النظرة اللامباليه قبل أن تمتد يديها تلبي نداء كفه الممتد و الذي قسى على أناملها يديها بين أصابعه و كأنه يريد أن يفعل ذلك بها و تلك النظرة المصممه المرتسمه في عيناه كأنها تخبرها بأنه لن يتنازل أبدا عنها . لم يطول الأمر فقد كان لثوان معدودة و لكنه كان أشبه بالدهر بالنسبه إليها فلم تكن تشعر بأنها تحبس أنفاسها الا عندما ابتعد فأطلقت تنهيدة طويلة لم تخف على كاميليا التي كانت تجلس بالقرب منها فقالت بصوت خفيض
_ يا عيني عالتنهيدة صحيح الحب بهدله .
كتمت كاميليا ضحكاتها على مظهر غرام الغاضب و لكن لفت انتباههم حديث الجد عندما وجه حديثه لأدهم قائلا 
_ و ياتري بقي عرفت الطريق و انت جاي يا أدهم و لا سألت حد اصلك مجتش هنا من و انت في اعدادي .
نظروا جميعهم الى بعضهم البعض و كان مازن يكتم ضحكاته بصعوبه على مظهر أدهم الذي قال بحرج 
_ معلش بقى يا هاشم بيه انت عارف ضغط الشغل عامل ازاي بس انت على بالي والله و بسأل عليك دايما .
تدخل مازن قائلا بمزاح يشوبه المكر 
_ بصراحه يا هاشم بيه أدهم بېموت فيك و مبيبطلش يجيب في سيرتك و خصوصا اليومين دول . 
تحدث هاشم بخبث و قد شعر بأن هناك أشياء كثيرة قد حدثت أثناء تعبه فذلك الارتباك الذي يغلف ملامح حفيدته غرام ليس من فراغ 
_ يااه للدرجادي يا أدهم ! طب والله كويس دا شئ يسعدني . اتمنى أشوفك كتير الفترة الجايه دي .
_ لا دا احنا راشقينلك الفترة الجايه متقلقش .
هكذا تحدث مازن باندفاع ليقهقه الجميع ماعدا علي الذي كان يتبادل الرسائل النصية مع احدهم فلفت
نظره قهقهاتهم فقال بإستفهام
_ ايه اللي بيضحك اوي كدا 
أجابه هاشم بتخابث
_ ما انت مش مركز معانا يا حضرة الظابط و الا كنت عرفت . اللي واخد عقلك يتهنى بيه .
تحمحم علي قائلا بحرج 
_ لا ابدا يا جدي دا شغل .
نظر له جده نظرة ذات معنى قابلها علي بثبات ليبتسم هاشم على حفيده الذي يشبهه كثيرا ..
تحدث مازن بمزاح 
_ والله القاهرة نورت يا جماعه كان نفسنا بس نسيب علي هناك كان هيبقى النور اكتر بس يالا مش مشكله .
قال على ليشاركه المزاح 
_ على قلبك . بص انا عملك الردي في الدنيا دي .
مازن پقهر 
_ حسبي الله ونعم الوكيل يا شيخ .
ظلت الأحاديث على هذا النحو الهادئ و ظل مازن و علي يتبادلان المشاكسات و احب الفتيات روفان كثيرا و و لكن كانت هناك نظرات مشتعله و آخرى عاشقه متبادله بين أدهم و غرام التي فجأة هبت من مكانها لتستقبل عمرو العائد من عمله عند معرفته بوصولهم لتحتويه بحب و لهفه
_ عمور . وحشتني .
عمرو بمحبه اخويه 
_ ميمو حبيبتي . وحشتيني .
_ ايه المفاجأة الحلوة دي مقولتليش
 

 

تم نسخ الرابط