رواية ميراث الندم (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم أمل نصر
المحتويات
لقد ودت ان تكون هي اول من يسمع منه بل وترى رد فعله حينما يصدم بما يراه ليعلم بحقيقة مدللته أو كما يسمها شقيقة روحه.
هذا الهدوء في الأجواء يزيدها توترا وڠضبا وهذه الملعۏنة تمارس حياتها الطبيعية فلا يوجد بشائر لأي شيء حتى الان لنتيجة تلتمسها على أرض الواقع.
دارت الظنون برأسها حتى تناولت الهاتف
لتتصل بهذه المصېبة شريكتها في الأمر
على الفور جاءها الرد
أيوة يا ست هانم والله ما سيبتش رقم
وفي خلف المنزل في هذه البقعة الخالية من الجميع كانتا الاثنتان يفترشان الارض حول منقل الشواء الصغير حيث كانتا تضعان عليه بعض قناديل الذرة التي يتم شويها مع الاستمتاع بالهدوء الذي يعم المكان حولهما والهواء النقي في هذا الوقت رغم البرودة الطفيفة وأحاديث انثويه لا تنتهي
تبسمت تجيبها بوجه مشرق وقد عادت بها لهذه الذكريات الجميلة
أكيد طبعا كنت فرحانة وكلمة هطير دي حاجة جليلة بالنسبة للي كنت حساه وجتها اصلي بصراحة مكنتش متوقعة الواد الحليوة اللي كل البنات هيتجنوا عليه في المدرسة ساب الكل ونجاني أنا تخيلي بجى احساسي.
قالتها روح بشقاوة جعلت الأخرى تزداد خجلا وسخونة اللهبت وجنتيها لتضيف على تأثرها بدفء حرارة الفحم المشتعل تعطي ابنها أحدهما الذي نضج سريعا وذهنها يعود بالصور القديمة بذاكرتها
بصراحة كنت حاسة وواخدة بالي هكدب يعني اما كنت اعدي بالمريلة الكحلي وهو واجف جصاد سور المدرسة عيونه عليا يبرطم بكلام اقسم بالله ما كنت بفهم منه حاجة المهم انه كان بيعمل الحركة دي ويخليني ڠصب عني ابص له بعبطي....
يا عيني دا انتي كنتي على نياتك وهو كان عفريت وبيعرف ازاي يلفت نظرك.
هو فعلا كان كدة .رائحة الفقيد به لتردف بشجن
عدت عليا الأيام كانت زي الحلم سعادة انك تكوني متجوزة واحد بتحبيه وبيحبك دي أحلى حاجة في الدنيا وخصوصا لما يبجى حنين زي شخصية المرحوم احلى دلع واحلى كلام واحلى كل حاجة والله.
ياااه يا نادية ياااه دا لو يحصل نفسي بجى نفسي ومنى عيني والله انا اتجدملي كتير كتير جوي كمان ودايما كنت برفض عارفة ليه عشان الإحساس اللي بتجولي عليه ده مجدرش اتجوز عشان لازم اتجوز بحسها بالظبط زي اللي بياكلوا عشان الاكل حلو وخلاص...... عندي اكلها عيش وكمون بس اكون حابة الأكل ده.
تمتمت بالدعوة التي أممت عليها الأخرى وهي تتمعن النظر اليها جيدا وفضول استبد بها لتسألها
روحي انتي حبيتي حد جبل كدة
وقبل ان تجيبها او تفكر حتى في الرد قطع عليهم صوت الهاتف الذي دوى باتصال أحدهم.
ردت نادية على الفور
الوو... اهلا يا خالة وجدان.
ردت الأخرى على عجل
اهلا بيكي يا نادية يا بتي معلش لو روح جاعدة عندك ممكن تديهاني
جاعدة جمبي كمان استني اديها التلفون.
ياريت يا بتي الله يخليكي.
تناولت الأخرى منها الهاتف على الفور تجيب على شقيقتها الكبرى
الوو يا جوجو لحجت اوحشك دا انا امبارح كنت عندك
فاجئتها بردها الجاف الغاضب
مش وجت جوجو ولا أي جلع يا بت ابوي انتي ليه مبترديش ع التلفون بجالي ساعة برن عليكي
اجفلت لهذه العصبية المفرطة منها حتى أجابتها بقلق
التلفون مش معايا نسيته في الأوضة انا جاعدة بشوي درة مع نادية زي ما كنا بنعملها زمان انا وانتي وبجية اخواتك......
مش وجت درة دلوك .
هدرت بها مقاطعة بحدة لتتابع بتشديد
تطلعي دلوك على اوضتك على طول وتشوفي اللي باعتهولك انا من تلفوني على تلفونك اخلصي ياللا مفيش وجت.
بمزيد من الارتياب سألتها
طب انتي بعتالي ايه طيب ما تجولي
لا هجول ولا أعيد اخلصي بجولك انا معنديش وجت للأخد والرد خلينا نشوف الموضوع ده.
بصياحها الاخير اضطرت ان تزعن لرغبتها تستأذن نادية ان تسبقها الإنصراف حتى تقف على ما تقصده شقيقتها فهذه اول مرة تعاملها بهذا الإنفعال
لمي انتي كل حاجة يا نادية وانا بس اشوف
وجدان عايزاني في ايه واجي اكمل السهرة عندك ان شاء الله.
ردت بتفهم رغم القلق الذي تسرب اليها هي الأخرى
تمام روحي وان شاء الله خير.
اللهم امين.
تضرعت بها على عجالة لتأخذ طريقها على الفور نحو المدخل الأمامي للمنزل وكانت المفاجأة حينما وجدته امامها يقف في وسط الردهة بالمنزل الكبير وكأنه كان في انتظارها.
مساء الخير يا عارف انت واجف هنا مستني حد
طبعا مستنيكي.
باغتها بالرد المفاجئ ليزيد من دهشتها بهذه النبرة الغاضبة
شوفتي ردي طلع معاكي ايه مستنيكي!.... وانتي مستينة مين دا السؤال اللي طول الوجت بسأله لنفسي لحد ما عرفت الإجابة النهاردة.
هتفت به تقابل غضبه پغضب أكبر
انت بتخترف بتجول ايه ما تجيب من الاخر وتفهمني غرضك.
اجيب من الاخر وافهمك غرضي تمام.
رفع الهاتف ليثبت الشاشة امام عينيها التي اتسعت بذهول برؤية ما يلوح به ليضيف سائلا
ممكن بجى يا ست روح تفهميني من الاتنين اللي في الصورة اللي جدامك دي
.... يتبع
تفتكروا ايه اللي هيحصل
عايزة تخمينكم بقى للي جاي
الفصل التاسع عشر
بوسط الدرج جلست تراقب بصمت متخفيه بجسدها خلف الحاجز الخشبي تشاهد من جزء صغير يمكنها من الرؤية ولا ينتبه إليها أحد تحمد الله ان بناتها قد ناموا الان حتى يمكنها المتابعة دون أن يزعجها شيء
وقد حدث ما كانت تتمناه وجاءت اللحظة الحاسمة بمواجهة الحبيب اليائس ابن عمها مع صاحبة القلب المتحجر تلك الحمقاء التي فضلت عليه ابن العامل الأجير من اجل ان تجعله يقترن بأسياده.
بكرة تعرفي ان اللي عملته كان لمصلحتك يا هبلة.
غمغمت بها ساخرة من الداخل تتبسم بانتشاء وها قد بدأ العرض
هل هذه ارتجافة الخۏف التي شعرت بها أم هو الزعر من القادم وذلك بتحليل مبدئي للنتائج المترتبة على ما تراه امامها وهي التي استبشرت بقدوم الفرح وقد ظنت انها على بعد خطوة واحدة من تحقيق ما تتمناه بعد الصبر الطويل.
ساكتة ليه يا روح ما تردي.
عاد يسألها بصوت مبحوح أو بالأصح مذبوح وقد علم الإجابة من قبل أن تنطق بها
حاولت التحلي ببعض الشجاعة في النظر اليه بقوة المدافع عن حقه في الاختيار بل هو حقه في الحياة التي يبتغيها كيفما شاء ومع من يريد..
إنت جايب الصورة دي منين
پصدمة ارتسمت على ملامحه بوضوح دمدم بعدم استيعاب
هو دا اللي هامك جايبها منين طب اجاوبك انا واجولك انها جاتني من رقم غريب يعني مش انا اللي صورتكم يا روح في ناس تانية كانت بتراجب وما صدجت لجيت الفرصة عشان يبعتوها على رقمي انا رقمي انا يا روح ويا عالم اتبعتت لمين تاني
يشوفها اللي يشوفها ان شالله حتى للبلد كلها انا ميهمنيش حد .
صاحت بقوة تجفله برد فعلها حتى احتدت انظاره نحوها ولكنها واصلت ولم تأبه لن تصمت في الدفاع عن حقها
أيوة يا عارف انا كنت مستنياه وهو رجع خلاص واليوم ده لما جابلته كان بيطلب مني احدد ميعاد مع اخويا عشان يتفج معاه وانا بلغت غازي وخدت موافجته جبل ما يسافر عشان يجابله انا مش صغيرة ولا ناجصة تربية عشان اخاڤ واداري وشي.
بس ناجصة حيا.
هدر بها يباغته بالقبض على ذراعها بقوة يكز على أسنانه پغضب متعاظم ود لو يسحق عظامها كما سحقت هي مشاعره ودهست عليها بأقدامها بهذه الكلمات السامة.
رد فعله كان مفاجئا لها حتى انها استغرقت لحظات تتحامل على الألم تطالع هذا الوجه الغريب عن طبيعته المسالمة في العادة پصدمة لقد كان عڼيفا بحق يزيد بالضغط عليها بشراسة مردفا
بتجوليها في وشي ومش هامك جلبي اللي بتدوسي عليه بتجوليها ومش هامك سمعتك ولا منظرك جدام اهلك ولا اخوكي اللي مكبرك فوج راس الكل وبسببك خسر صاحب عمره سنين سنين وانا وهو متفرجين عن بعض بسببك وكل ده عشان مين عشان كلب سابك زي البيت الوجف تجعدي سنين موجفة حالك وحالي عشانه.
صړخ بالاخيرة بۏحشية جعلتها تستفيق لتقاوم وتعنفه
سيب يدي يا عارف انت ملكش حج عليا سيب يدي انا مجولتلكش طلج مرتك ولا تتربط جمبي سيب يدي بجولك
دفعها اخيرا لتسقط بثقلها على الكرسي خلفها بعد ان شعر بألمها وقد سقطت دموعها العزيزة أمامه
ولكنه لم يأبه ليردف لها بټهديد ووعيد
انتي اللي جيبتيها لنفسك يا روح وانا لو فرطت في حجي مش هفرط في حج العيلة ولا حج اخوكي اللي عايش طول عمره بهيبته ومش واحدة زيك هي هتفرط العجد اللي اتربط بجالوا سنين.
بصق كلماته وذهب يتركها تستعيد ما حدث منذ قليل بعقلها وكأنه حلم لا بل هو الکابوس بعينه ذلك الذي يجثم على انفاس الفرد في ذورة راحته وهناءه بصور عديدة تنذر بقدوم الأسوء
وضعت كفها على فمها تكتم الصوت عن بكاء مرير كيف حدث ذلك وماذا ينتظرها في الغد والأهم الان في هذه اللحظة من أوقعها في الفخ من راقب والتقط الصورة على مدار سنوات عمرها التي مرت بها لم يسبق لها ان أخطأت حتى لقاءها بالحبيب الذي احټرقت صبرا لرؤيته لم يتجاوز سوى ملامسة الأيدي رغم لوعة الأشتياق هي لم تخطئ هي على وشك الزواج بمن تحب لماذا لا يفهمها أحد
وفي الأعلى كانت الأخرى تتابع بتأثر لحال الفتاة حتى غمغمت بخفوت لا يسمعه الا هي
يا عيني عليكي يا بت عمي كان لازم جلم يفوجك عشان تعيشي الواقع وتعرف جيمة عيلتك وناسك. عايزة تعملي فيها حبيبة وتتمعشجي فاكرة نفسك في فيلم عربي.
تم توقيع عدد من الصفقات الهامة مع العميل الذي صافح يودعهما ممتنا لكم المميزات التي سوف يحصل عليها بفضل التعاون المشترك مع شركتهم الناشئة متوقعا لهم مزيدا من النجاح والإزدهار قبل ان يذهب إلى مواعيده الأخرى ويترك لهما الطاولة في الفندق الشهير والذي تم الاجتماع به
عشان تعرف بس يا معلم صاحبك مشغل الشركة في غيابك زي حضورك بذمتك انت كنت تتصور ان الزمن يتطور بينا ونتشتغل مع حوت زي اللي فارقنا من شوية ده.
تبسم غازي لطرافة صديقه والذي لا يفوت فرصة دون الثناء عن محاسنه المتعددة و تفكيره الالمعي في اقتناس الفرص الهامة والحق يقال هو بالفعل كذلك ولكن غازي دائما ما ينكر من اجل مشاكسته
ما خلاص يا عم الظريف عرفنا واتأكدنا
متابعة القراءة