رواية فإذا هوى القلب (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم منال سالم
المحتويات
وهو يجلس مصډوما على مقعده
ازاي يعمل كده ومايقوليش
انتصبت شادية في جلستها وأصبحت أكثر تحفزا وهي تضيف
مش مشكلتي إن ابنك مخبي عليك موضوع زي ده مشكلتي معاه انه عاوز يجهضها!
انفرجت شفتاه پصدمة أغرب مما يسمع.. وتمتم مذهولا
ايه كمان!
تابعت هي قائلة بجدية مھددة إياه
ومن الأخر كده أنا مش هاسمح لبنتي تضر نفسها وابنك قاعد ولا على باله!
يخربيتك يا مازن إنت عملت ايه يا متخلف!
كان مهدي يعلم جيدا أن فعلة كهذه إن وصلت إلى مسامع دياب فسوف تتسبب في إندلاع المشاجرات العڼيفة من جديد بين العائلتين.
كز على أسنانه بحدة حتى كاد يحطمهم من فرط غضبه..
وحاول التفكير بتعقل في حل لتلك الکاړثة الفجائية التي ربما كما يقال في الدارج ټحطم المعبد على من به مدمرة كل شيء في طريقها..
شوف لحد دلوقتي أنا هادية وبأتكلم بالعقل فبلاش تختبر صبري يا مهدي بنتي عملت كل اللي ابنك عاوزه وخسړت ابن حرب الجلد والسقط لكن هي تخسر ولا تتأذى شعرة منها مش هاسكت وإنت عارفني كويس!
ثم نهضت
من مقعدها لترمقه بنظرات شرسة وهي تتابع بټهديد
وأنا مش هاسيبها لوحدها!
طب اقعدي نتفاهم!
ردت عليه بصرامة
اللي عندي
قولته ابنك يعلن جوازه من ولاء قصاد الناس وإلا أعمامها هيدخلوا فورا!
هو يفهم جيدا طبيعة عائلة شادية والتي لا تحبذ اللجوء إليهم إلا في الشدائد لعڼف طبائعم الشرسة..
ابتلع ريقه قائلا بتوجس
ماشي ماشي اهدي بس و....
قاطعته قائلة بحزم
ده أخر ما عندي يا حاج مهدي سلام!
علقت أنظاره بسرابها الذي تلاشى سريعا وحاول أن يعي الموقف ويفكر بصورة عقلانية متريثة فيه.. لكنه إلى الآن لم يكن ملما بكافة التفاصيل.. لذا عليه استدعاء ابنه المشاغب ليعرف منه كيف ارتكب أمرا كهذا دون استشارته..
فلو علم مسبقا بنيته في الزواج من طليقة دياب لكان منعه على الفور.. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن..
وما إن سمع صوته حتى صاح به بغلظة مهينا إياه
إنت يا زفت يا.......!!!
صدم مازن من سباب والده له وسأله منزعجا
في ايه يا حاج
رد عليه بحدة
اتنيل تعالى عندي تشوف الکاړثة اللي عملتها!
بدا كلامه غامضا للغاية فسألها بعدم فهم
کاړثة ايه دي
أجابه أبيه بصوت شرس
سأله مازن مستفسرا
قصدك ايه
صاح به مهدي بصوت هادر
انجز وتعالى دلوقتي!
رد عليه مازن بامتعاض
ماشي بس هاخلص مصلحة في ايدي و....
قاطعه الحاج مهدي بصرامة
انت تسيب أي هباب وتجيلي على طول سامع!
زفر مازن مرددا باستسلام
طيب!
أغلق مهدي الخط في وجهه وغمغم بصوت محتقن متأفف وهو يجلس على مقعده
يعني ضاقت بيك الدنيا وملاقتش إلا البت دي وتتجوزها! خلاص الحريم خلصوا!!!
نفخ بصوت مرتفع مرددا بضجر
استغفر الله العظيم! استرها يا رب على عبيدك!!!!
الفصل الثاني عشر الجزء الثاني
وافقت بسمة على مضض بقبول ذلك العرض السخي وإعطاء حفيد وابنة عائلة حرب درسا خصوصيا..
كان هذا من الناحية الظاهرية لكنها في قرارة نفسها أرادت أن توصل رسالة شديدة اللهجة لدياب لكي لا يتدخل مجددا في أمور حياتها.. هي ليست ضعيفة لتستعين بالغير للدفاع عنها أو حمايتها واستعادة حقها المسلوب فهي كفيلة بفعل هذا بمفردها وبكفاءة..
استعدت للذهاب إلى منزلهم القريب من بناية عائلتها وعمدت إلى إرتداء أبهى ما تمتلكه لتبدو أنيقة غير عابئة بالمال أو غيره..
رأتها والدتها قبل أن تخرج فهتفت بسعادة
ربنا يكرمك يا بسمة ويصلح حالك ويحبب فيكي خلقه!
التفتت برأسها نصف التفاتة لترد بجمود
متشكرين على الدعوة!
أضافت عواطف مشجعة إياها على بذل الجهد
ارفعي راسنا يا حبيبتي شرفينا عند الجماعة!
ضاقت نظرات بسمة وصارتا أكثر حدة ثم هتفت مستنكرة توصيتها تلك
هي أول مرة أدي درس جرى ايه!
رفعت والدتها كفها أمام وجهها قائلة بحذر
خلاص مش هانشد على بعض اتوكلي على الله وشوفي حالك
تمتمت بسمة بخفوت وهي تلج للخارج
يكون أحسن بردك!
تنهدت عواطف بعدها بعنق واتجهت للمطبخ لتحضر أدوات التنظيف لترتيب المنزل وتنظفه..
في نفس الوقت بالداخل
وضعت نيرمين يدها على جبهة رضيعتها رنا فوجدتها ملتهبة للغاية.
جذع قلبها خوفا عليها وتحسست باقي جسدها الصغير لتتأكد من ظنونها..
كانت الحرارة تبعثت منها بطريقة مقلقة للغاية فأسرعت بلفها بالغطاء الخاص بها وحملتها بين ذراعيها ثم هتفت بنبرة خائڤة
ماما الحقيني!
ركضت إلى خارج الغرفة ضامة إياها إلى صدرها ومحڼية عليها برأسها تقبلها بتلهف..
أقبلت عليها عواطف متسائلة بتوجس
في ايه يا نيرمين
أجابتها نيرمين بفزع
البت سخنة أوي وأنا مش عارفة أعمل ايه
هتفت عواطف بتلهف وهي تدنو منها
وريني كده
ثم وضعت يدها على جبينها لتتحسسه واتسعت حدقتيها مصډومة حينما شعرت بتلك السخونية المنبعثة منها فهتفت بهلع هي الأخرى
يا نصيبتي دي مولعة على الأخر!
فزعت نيرمين أكثر وتساءلت پخوف
طب والعمل أنا اديتها مخفض بس مش جايب نتيجة معاها
رددت والدتها بجدية وهي تشير بيدها
احنا نطلع بيها دلوقتي على الوحدة!
وافقتها نيرمين الرأي قائلة
أنا بأقول كده بردك الدكاترة يشوفوها ويكشفوا عليها ويعرفوا مالها!
حركت عواطف رأسها بإيماءة قوية وهي تضيف بصوت آمر
ايوه البسي عبايتك بسرعة وأنا هادخل أحط العباية والطرحة عليا وأحصلك!
استدارت نيرمين بظهرها مرددة بتلهف
ماشي
لم تصدق ولاء أذنيها حينما أخبرتها أمها بما فعلته مع الحاج مهدي وما أجبرته على فعله من أي مصلحة ابنتها..
ارتفع حاجبها للأعلى في حماس كبير وهتفت مندهشة وقد تهللت أساريرها
بجد يا ماما قولتي لأبوه مهدي!
أجابتها شادية بثقة وهي تبتسم لها بغطرسة
طبعا هو أنا رايحة أهزر معاه!
سألتها ولاء بتلهف وقد تمكن الفضول منها
وهو قالك ايه
تنهدت شادية ببطء ونظرت إلى طلاء أظافرها بتفاخر ثم أجابتها بتريث
هايجيب ابنه وهايعمل الصح!
زادت ابتسامتها إشراقا فقد أوشكت على تحقيق خطوة هامة في حياتها لكن سريعا ما تلاشت تلك البسمة وحل بديلا عنها القلق والوجوم وهي تردد بتلعثم
بس.. بس دياب....
تجمدت تعابير وجه شادية للغاية وانعقد ما بين حاجبيها بوضوح ثم قاطعتها قائلة بجدية متحدية
دياب أخره معاكي يرفع قضية ضم لابنه لو عرف بجوازك ومش هايعرف ياخده أصلا لأني هاقف قصاده وفي الأخر الحضانة هاتروح ليا يعني القانون في صفنا يا ولاء!
نظرت ولاء لأمها بإندهاش فلم تتوقع أن تحسب الأمور من منظور قانوني مختلف كان غائبا عنها..
عاتبت نفسها على تفكيرها محدود الأفق مرددة
إزاي مافكرتش في الحكاية دي
رمقتها والدتها بنظرات مستخفة وهي تجيبها بإهانة
عشانك عبيطة باصة تحت رجلك وبس
زمت ابنتها شفتيها وزفرت بضيق
فرغم كل شيء أمها محقة هي دوما تنظر للأمور من الناحية المادية فقد ولا تضع مخططات بعيدة المدى بما يخدمها في المستقبل..
أضاف شادية قائلة بمكر
لازم تفكري كويس وتحسبيها صح وتستفيدي من الكل!
أها..
ثم تابعت بخبث لئيم وقد برقت عيناها بوميض شيطاني
طول ما يحيى معانا انتي هاتقدري تاخدي اللي عاوزاه من دياب وفي نفس الوقت هاتضمني فلوس وأملاك مازن في جيبك وخصوصا لما تجيبي عيل منه!
كزت ولاء على أسنانها مرددة بغيظ
ده أنا كنت غبية أوي خۏفي من دياب عاميني عن حاجات كتير!
لوت شادية ثغرها بابتسامة عابثة وهي تضيف
طبعا اللي برا
متابعة القراءة