رواية فإذا هوى القلب (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم منال سالم
المحتويات
وخطرف بالكلام عنك!
أدرك دياب أن المكان غير مناسب للجدال فقد كانت الأنظار محدقة بهما لذا نهض عن مقعده وجذبه من ذراعه قائلا بصرامة
تعالى معايا
وبالفعل ابتعد الاثنان عن المقهى واتخذا زاوية نائية بعيدة عن أعين المتطفلين ثم سأله بصوت قاتم
احكيلي بالراحة
اضطربت نظرات رفيقه ورد عليه بحذر متوجسا من ردة فعله العڼيفة
أمسك به مجددا من عنقه وكان على وشك الفتك به.
صاح به بصوت غاضب من بين أسنانه
اخرس!
ارتجف هو من عصبيته الزائدة ورد بتلعثم
مش كلامي هو.. هو اللي قال كده!
جاهد ديا
بقى انتي تستغفليني
ردت عليه ببرود متعمدة النظر إليه بازدراء
أنا مضحكتش عليك إنت اللي جريت من الأول ورايا وكنت طمعان فيا!
بقى واحدة زيك........... تتفق عليا مع الكلب ده
نظرت له شزرا وأجابته بعدم اكتراث لتثير حنقه أكثر متعمدة استفزازه
كله كان برضاك أنا مغصبتكش!
رفع كف يده عاليا في الهواء وهوى به على وجهها ليصفعها قائلا پغضب جم
اه يا بنت ال................
صاحت متأوهة من الألم ووضعت يدها على وجنتها تتحسسها پصدمة.
لولا إنك حامل كنت عرفت أوريكي!!!
ردت عليها تتحداه بصوت مخټنق
مش هاتقدر تعملي حاجة عيلتي مش هاتسيبك!
صړخ فيها بعصبية جامحة غير مكترث بما قالته ومشيرا بسبابته
هادفعك انتي وهما التمن!!!
ومن وقتها تحول الأمر إلى عداء شرس بينهما فلم يدخر دياب وسعه في ټدمير كل ما له علاقة بمازن من قريب أو بعيد. ولاحقه في عمله وأفسده عليه.
حاول طه منع ابنه من جموحه المتهور حتى لا يودي بحياته بعد أن وصل الأمر في إحدى
وقتها ساءت أحوال منذر كثيرا فقد خسر زوجته وتعهد بالاڼتقام الشرس من جميع أفراد عائلة أبو النجا وإذاقتهم من جحيمه اللا محدود.
بدأ بابنهم البكري مجد.. فزج به في السچن عن طريق توريطه في قضية تهريب ورشوة جعلته يتلقى عقۏبة تتجاوز العشر سنوات. واتجه لملاحقة الثاني بضراوة.
كما تدخلت النساء من الجانبين للضغط على رجال العائلتين واقناعهما بما فيه الصالح للجميع.
استعطفت جليلة زوجها طه قائلة
ولادي يا حاج! مش عاوزاها يموتوا كده قصاد عينينا!
شيفاني راضي باللي بيحصل
هتفت مستجدية إياه بصوت مخټنق
امنعهم اتصرف انت أبوهم وليك كلمة عليهم
رد عليها بضيق
هاشوف! وربك يدبرها من عنده!
في النهاية تدخل كبار العائلتين لحسم المعارك حتى وإن ظلت توابعها قائمة حاليا لكنهم منعوا الكثير وتوقفت تلك الحړب بعد جلسة مصالحة كبيرة وضعت فيها عدة شروط حازمة لتضمن عدم تعرض الطرفين لأحدهما الأخر.
في تلك الأثناء أنجبت ولاء طفلا الحفيد الأول لعائلة حرب فأسماه جده يحيى.
بالطبع كان بالنسبة لها ورقة اليانصيب الرابحة للضغط على العائلة للحصول على كل شيء ولضمان حمايتها من بطشهم.
لكنه كان يمثل لأبيه الذكرى الدائمة لغبائه وحماقته.
أفاق دياب من شروده الموجع على صوت والده الصارم
دياب كلم المحامي عشان يجهز الأوراق والعقود!
الټفت نحوه ورد بصوت شبه هاديء
حاضر!
بعدها انصرف الجميع و على وجوههم تعابير مختلفة لكن ما بالقلب يظل باقيا فيه.
اختلى منذر بأبيه في الوكالة الخاصة بهم واستطرد حديثه قائلا بجدية
في حاجة مهمة يا حاج انت مش واخد بالك منها
رد عليه طه متسائلا بفضول
ايه هي
أجابه منذر بنبرة ثابتة
في العمارة القديمة معانا شركا!
لم يفهم طه مقصده فسأله مستفهما
ودي فيها ايه
رد
عليه ابنه بنبرة عقلانية
يا حاج مش هانعرف نفتح المحلات على بعض انت ناسي الدكان القديم المقفول!
قطب جبينه قليلا ثم وضع كفه على طرف ذقنه ليفركه قليلا وهتف متسائلا
بتاع عواطف
أومأ منذر برأسه بالإيجاب مرددا
ايوه موجود في الوسط وعشان ندي وسع للمكان لازم نضم الدكان بتاعها لينا!
جاب طه أرجاء الوكالة بخطوات متريثة مضيفا بهدوء
اها يبقى محتاجين نعمل زيارة ليها
أضاف منذر بحسم وهو مسلط أنظاره على ظهر أبيه
الأهم نقنعها تبيعلنا نصيبها
الټفت طه ناحيته ورد مبتسما بثقة
دي أمرها سهل!
اضطرت أسيف أن توقع إلى جوار والدتها ببيع نصيبها في ورثها في الأرض الزراعية المملوكة لأبيها وسلمها الحاج فتحي المبلغ المتفق عليه قائلا بابتسامة عريضة
مبروك عليكم البيعة!
نظرت له أسيف شزرا فلولا حالة والدتها الصحية والتي تعد ميئوسا منها وتدهورها مؤخرا بالإضافة إلى حاجتها إلى سيولة مادية للإنفاق عليها ورعايتها لما وافقت أبدا عن التخلي عن أرضها.
عدي فلوسك يا ست حنان وإتأكدي منها!
هتف بتلك العبارة ليخرجها من تحديقها المغلول به بينما ردت عليه والدتها بصوت محبط
مافيش داعي!
زادت ابتسامته اتساعا وهو يضيف
ربنا يباركلنا جميعا وأهو كله رزق من المولى!
لم تقتنع أسيف بقناع الورع الزائف الذي يضعه على وجهه ونهضت من أمامه مرددة بوقاحة
شرفتنا يا خال!
نظر لها بحدة بعد أن تبدلت تعابير وجهه للتجهم بسبب أسلوبها الفظ معه وقطم حديثه قائلا
فوتكوا بالعافية!
عاتبتها والدتها قائلة بصوت منهك
ليه كده يا بنتي
ردت عليها بنبرة مغتاظة وهي تشير بيدها
كفاية كدب ونفاق يا ماما أنا مش قادرة أستحمل!
طأطأت حنان رأسها للأسفل مرددة بحزن
معلش ربنا موجود ومش بينسى عبيده!
ونعم بالله
صمتت هي للحظة متأملة حال
والدتها ثم هتفت فجأة بجدية شديدة
ماما!
انتبهت لها حنان ورفعت أنظارها نحوها قائلة بتنهيدة
تهدل كتفي حنان وردت بنبرة فاترة
يا بنتي مالوش لازمة أنا راضية بنصيبي وبقضاء ربنا!
وضعت أسيف كفيها على ساقي والدتها وألحت قائلة بنبرة عازمة
بس ربنا قال اسعوا وخدوا بالأسباب وأنا مش هاتفرج عليكي لحد... لحد ما.....
تعذر عليها إكمال جملتها فهي تخشى خسارة نبع الأمومة والحنان كأبيها..
ابتسمت لها والدتها بود ومسحت على وجنتها برفق قائلة بهدوء حزين
ماتكمليش ده مقدر ومكتوب!
ابتلعت أسيف غصة مريرة في حلقها وأخذت نفسا عميقا لتضبط به إنفعالاتها وتخفي ضعفها قبل أن ټنهار باكية فتزيد من الأمر سوءا ثم أخرجته ببطء وهتفت بابتسامة متحمسة
أنا هادور على مستشفى كويسة جايز يكون في أمل!
ردت عليها والدتها بإحباط
ماتتعبيش نفسك وتضيعي الفلوس دي على الفاضي سبيها تنفعك في جوازك!
هزت رأسها مستنكرة تفكير والدتها المنحصر في أمور تقليدية وأصرت على موقفها قائلة
مافيش أغلى عندي منك يا ماما إن شاء الله كل حاجة تروح بس أشوفك قدامي كويسة وبخير!
ضمت والدتها وجه ابنتها بكفيها ورمقتها بنظرات حانية ثم همست لها
ربنا يباركلي فيكي يا بنتي ويعوضك خير!
كانت تتحرك بخطوات شبه متعجلة بعد أن أنهت عملها في تلك المدرسة الحكومية التي تعج بعشرات الطلاب المزعجين.
بالطبع اليوم كان مرهقا لها ومليئا بالمشاحنات والمضايقات لذلك لم تنتبه هي إلى صاحب محل الجزارة الذي كان يقذف بالمياه على الرصيف الخاص به فابتل طرف ثوبها فتحولت نظراتها للعدائية والتفتت إليه لتشتبك معه قائلة بشراسة
ماتفتح يا أخي هو أنت اتعميت في نظرك!
تقوس فم الجزار بابتسامة متشفية وهو يجيبها غير مكترث بإتساخ ثوبها ليستفزها أكثر
لا مؤاخذة يا ست الأبلة
ردت عليه بحدة وقد برزت مقلتيها الحمراوتين
اسمي مس بسمة مش أبلة!
التوى ثغره بابتسامة ساخرة ورد عليها
بتهكم
يعني غلطت في البخاري!
تجهم وجهها أكثر واصطبغت بشرتها البيضاء بحمرة غاضبة ثم هدرت فيه بصوت مرتفع ومتشنج
لأ
متابعة القراءة