رواية قطة فى عرين الأسد (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم بنوتة اسمرة
المحتويات
وأنا هتفق معاها على كدة
صمت مراد قليلا ثم قال
مع انى شايف ان الأحسن هى تجيلك وممكن أبعتلها العربية بالسواق يجيبها لحد هنا ويوصلها تانى .. أقصد عشان تكونى أعدة براحتك معاها .. وأساسا أنا طول اليوم مش موجود يعني محدش فى البيت الا ماما والبنات
ثم قال وهو ينظر اليها بحنان
عشان أكون مطمن عليكي
شعرت مريم بخفقات قلبها تتسارع وهى تتطلع الى تلك النظرة الحانية فى عينيه .. وجدت الخۏف يتسلل الى قلبها .. نهضت مسرعة وقالت
غادرت الغرفة ونظرات مراد تتابعها .. لم تشعر برغبة فى النوم .. فوقفت فى الشرفة شاردة وهى تشعر بالضيق من نفسها ومن تلك المشاعر التى تعتريها بين الحين والآخر .. توجه مراد الى مكتبه وهو يفكر فى مريم وفى ردود أفعالها تجاهه .. حانت منه التفاته الى الدرج الذى يحوى قسيمة الزواج .. فتحه وأخرج القسيمة وفتحها وهو شادرا وأخذ يتطلع اليها لأول مرة منذ أن استلمها من المأذون .. كانت عيناه تمر على الكلمات فى تكاسل .. وفجأة اتسعت عيناه وتجمدت ملامحه وأخت دقات قلبه تتعالى بسرعة .. مرر عينيه على أحد السطور مرات ومرات الى أن تأكد بأن تلك الكلمات مكتوبة بالفعل وليس محض تهيآت .. هب من مقعده فجأة توجه الى غرفته وأغلق الباب خلفه پعنف .. كانت مريم لا تزال فى الشرفة دخلت
فى ايه
نظر اليها مراد بحدة شديدة ورفع الورقه أمام عينيها دون أن يتفوه بكلمه .. قالت مريم بدهشة
ايه ده
قال مراد بصوت يشوبه الڠضب
قسيمة جوازنا
شعرت مريم بالخۏف الشديد .. أيقنت بأنه اكتشف حقيقة كونها كانت زوجة لأخيه .. اقترب منها وعيناه تلمع ڠضبا .. رجعت للخلف فى خوف فقال بصوت هادر
صمتت وهى لا تدرى ما تقول فصاح پغضب
انطقى .. انتى كنتى عارفة ان ماجد أخويا
أومأت برأسها ايجابا فازداد اشتعال الڼار فى عينيه وصړخ قائلا
وليه ما قولتليش من الأول انك كنتى مراته
قالت مريم بإضطراب شديد وهى على وشك البكاء من شدة الخۏف
أخذ مراد يتطلع الى القسيمة مرة أخرى .. وكأنه لا يصدق ما يرى .. ولا يصدق ما يسمع .. قالت مريم بصوت خاڤت
أنا مش فاهمة هى ليه قالتلى مجبلكش سيرة .. بس حسيت ان فى حاجه خطېرة فى الموضوع وعشان كدة متكلمتش
انت كنت تعرف ان عندك أخ
نظر اليها مراد پحده وقال پعنف
أيوة كنت عارف ان عندى أخ
صمت قليلا ثم قال بجمود
بس اللى أعرفه انه ماټ من زمان .. من واحنا صغيرين
نظرت اليه مريم بدهشة وقالت
مين قالك كده .. مين قالك انه ماټ وهو صغير
قال مراد بحيرة مشوبة بالحدة
بابا اللى قالى كده .. وعمتى كمان قالتلى كده .. اللى أعرفه ان عندى أخ وماټ واحنا صغيرين
كان عايش مع مين طول السنين اللى فاتت
شعرت مريم بالتوتر .. ترى أتخبره الحقيقة أم لا .. أتخبره بأمر أم ماجد الموجودة حاليا فى دار المسنين أم تخبره بالسر الأكبر والذى لم تطلع عليه أحد حتى الآن .. ترى لماذا أخفوا عليه أمر أخوه .. لماذا أخبروه بأنه ماټ وهو صغير .. لماذا تجاهلوا وجوده وكأنه لم يولد أصلا .. ألهذا الأمر علاقة بوالدها .. قالت فى نفسها لا
لن أخبره بأننى أعرف مكان أم ماجد ولن أخبره عن سرى الذى أحتفظ به لنفسى الى أن أفهم جيدا ما يدور حولى .. أخشى أن أخبره بكل ما أعرف فتنقلب الطاولة ضدى وأنا لا أفهم شيئا مما يحدث .. لماذا كل هذه الأسرار .. لابد من وجود سبب .. سبب جعل عمته تشدد عليها ألا تخبر مراد بنفسها عن أمر أخيه .. يجب أن أسبر أغوار الحقيقة وأصل اليها .. يجب أن أكشف كل تلك الأسرار التى تحيط ب مراد و عائلته .. قالت بتوتر وهى تتحاشى النظر الى عينيه
معرفش كان عايش مع مين وهو صغير .. بس لما عرفته كان عايش لوحده
أومأ مراد برأسه وأشاح بوجهه عنها .. بدا وكأنه لا يستطيع النظر اليها .. غادر الغرفة .. وغادر المنزل كله .. ركب سيارته وهو يشعر بالإختناق .. يشعر بشئ ثقيل يجثم على صدره .. الفتاة التى تزوجها هى زوجة أخيه الراحل .. أخيه الذى ظن أنه ماټ وهو صغير .. لماذا أخفوا عنه أنه مازال على قيد الحياة .. لماذا يشعر بأن مريم مازالت تخفى عنه الكثير .. لماذا شعر وهو ينظر فى عينيها بأن هناك سر خطېر تخفيه .. سر أكبر من أمر أخوه الذى لم يعلم عنه شيئا طول تلك السنوات التى ظن فيها أنه مېت .. يجب أن يكتشف الحقيقة .. يجب أن يرغم مريم على اخباره بكل ما تعرفه .
أوقف مراد سيارته أمام النيل ولم يشعر بنفسه الا وآذان الفجر يصل الى مسامعه .. صلى الفجر وتوجه الى البيت .. كان الجميع نيام .. هم بالصعود الى غرفته لكنه أحجم عن ذلك توجه الى غرفة المكتب وافترش الأريكة ونام فوقها .. فى الصباح التف الجميع حول طاولة الطعام .. كان مراد يتحاشى النظر الى مريم الجالسه بجواره ويبدو على وجهه علامات الضيق .. أخذت مريم تختلس النظر اليه الى أن قام فجأة وقال
أنا ماشى
فى المكتب شعر الجميع بتوتر مراد وعصبيته فى القاء الأوامر على الموظفين .. حتى طارق لم يسلم من تلك العصبية .. صاح مراد
يعي ايه الشحنة تتأخر فى الجمارك .. أمال بس فالح سافر يا مراد وأنا فى الشركة بدايلك يا مراد
قال طارق بهدوء
انا مليش ذنب يا مراد وبعدين راجلنا اللى فى الجمارك بيقول ان التأخير
على الكل
صاح مراد پغضب وهو يلقى بأحد الملفات على المكتب بعصبيه
وراجلنا ده مش قادر يتصرف .. وهى دى أول مرة نشحن فيها .. عمرنا ما اتأخرنا كده .. هو لو مش عارف يعمل شغله يقول واحنا نشوف حد غيره يعرف يمشى الشغل
نظر اليه طارق قائلا
مراد انت مالك فى ايه بتشاكل دبان وشك ليه .. الراجل مغلطش وقولتلك التأخير على الكل
صمت مراد قليلا ثم أخذ مفاتيحه وهاتفه وغادر المكتب فى عصبيه .. توجه الى سيارته ومشى بها على غير هدى .. كان يسير بسرعة عالية وهو يشق طريقه بين السيارات .. كان يشعر پغضب وضيق كبير بداخله .. شعر بأنه ناقم على مريم بشدة .. لأنها لم تخبره بأمر زواجها من أخيه .. وتركته ي .....! حرك رأسه لينفض تلك الأفكار منه .. ظل يردد لنفسه .. هى كغيرها لا تساوى عندى شيئا .. لا فرق عندى بينها وبين أى فتاة أخرى .. لم ولن اشعر باى شئ تجاهها .. قلبي كما هو لم يمسسه أحد .. ولن يستطيع أحد اقټحام أسواره
مرت عدة أيام كان يتحاشى فيها مراد ملاقاة مريم أو الحديث معها أو حتى النظر اليها .. وذات مساء عاد مراد الى البيت ودخل غرفة المكتب وأغلق الباب خلفه .. قالت ناهد بدهشة
مش عارفه ماله بقاله كام يوم عصبي جدا ومش طايق حد
قالت نرمين
أنا كمان لاحظت كده
قالت سارة
أكيد مشاكل فى الشغل .. انتوا عارفين مراد أى حاجه تهمه بياخدها على أعصابه
شردت مريم وهى تشعر بالضيق .. ترى لماذا هو غاضب .. أغاضب لأنه لم يكن يعلم بأمر أخيه وبأنه مازال على قيد الحياة .. أم غاضب لأن مريم كانت زوجة أخيه الراحل .. ثم ما شأنه ان كانت زوجة أخيه أم لا .. فزواجها ب مراد مؤقت وليس زواجا حقيقيا .. نهضت مريم وأحضرت حاسوبها كانت تؤجل تلك المحادثة لكن الوقت قد حان ويجب أن تنهى عملها الذى طلبه منها .. طرقت باب غرفة المكتب فظنها والدته فقال
اتفضلى يا ماما
ظهرت الحدة فى نظراته عندما رفع رأسه ليجد مريم واقفه أمامه .. قالت مريم بصوت حاولت أن يبدو ثابتا
انا خلصت الشغل ياريت حضرتك تشوفه قبل ما نوديه المطبعه
مد يده فأعطته الحاسوب وضعه على المكتب أمامه وظل ينظر اليه بعينان بدتا وكأنهما لا تريان ما أمامها ثم قال بقسۏة
زى الزفت
شعرت مريم بالضيق من تعليقه الخالى من الذوق وقالت
وهى تحاول التحكم فى أعصابها
ايه بالظبط اللى مش عاجبك فيه
قال مراد پعنف وهو ينظر اليها
كله .. كله مش عاجبنى
تنهدت مريم وحاولت كظم غيظها وقالت
يعني تحب أغير التصميم كله من أوله لآخره
قال ببرود
أيوة .. واللوجو كمان
نظرت اليه مريم پحده وهى تقول
بس حضرتك قولتلى من كام يوم ان اللوجو ممتاز
قال مريد بعناد
غيرت رأيي .. عيدي كل حاجة تانى
صاحت مريم بحنق
وطالما مكنش عاجبك قولتلى ممتاز ليه كنت قولى انه وحش
قال مراد پحده
انتى مش هتعمليني أقول ايه وما أقولش ايه
قالت مريم بعصبيه وهى تحمل حاسوبها من أمامه
شوفلك ديزاينر غيري
نهض مراد من مكانه وأمسكها من ذراع ها پعنف وصاح پغضب
يعني ايه أشوف ديزاينر غيرك وهو لعب عيال
قالت مريم پغضب مماثل وهى تتطلع الى عينيه
انتى ليه بتتعامل معايا كده .. مش ذنبي انى كنت مراة أخوك
ازدادت قوة قبضته على ذراعها الى أن ظهر الألم على ملامحها .. لحظات وخفف من قبضته ثم أزاحها تمام وتوجه الى مكتبه وجلس عليه وهو يسند رأسه الى قبضتى يده .. قال بحزم
اخرجى لو سمحتى
غادرت مريم المكتب وهى تشعر بالأسى صعدت الى غرفته فما كادت تفتح الشرفة لتقف فيها الا ووجدت سهى تتصل بها وتهتف وهى تبكى بحړقة
أنا ضعت يا مريم
هتفت مريم بدهشة
سهى بتقولى ايه
قالت سهى وشهقات بكائها تتعالى
أنا اتجوزت سامر عرفى
صاحت مريم
يا مصيبتى .. بتقولى ايه .. عرفى يا سهى
قالت سهى
المصېبة انه منفضلى خالص وبيخلى السكرتيرة تقولى انه مش فى المكتب ومسافر مع انى استنيته تحت الشركة وشوفته وهو بيركب العربية
ثم أخذت تصرخ وتصيح وقد بدا أن أعصابها قد اڼهارت تماما
أنا ضعت يا مريم ضعت خلاص .. مش هيرضى يتجوزنى
كانت مريم تشعر بالألم وهى تستمع الى صرخات سهى وبكائها فأخذت العبرات تسقط على وجنتيها وهى تقول
حبيبتى اهدى هيحصلك حاجه
صاحت سهى وهى تصرخ
أنا مش عارفه أعمل ايه .. اعمل ايه دلوقتى .. لو أهلى عرفوا هيموتونى
قالت مريم بأسى
طيب انتى فين
متابعة القراءة