رواية قطة فى عرين الأسد (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم بنوتة اسمرة

موقع أيام نيوز

سبقتهما مريم الى الداخل وهى تحمل الحمامه فى يدها .. التفتت نرمين لتدخل هى الأخرى فأوقفها مراد قائلا 
نرمين .. فكرتي فى الموضوع اللى كلمتك فيه
ارتبكت نرمين واحمرت وجنتاها خجلا .. واسرعت الى الداخل وهى تقول 
ماما هتقولك ردى يا أبيه
ابتسم مراد وقد توقع موافقتها .. التف الجميع حول طاولة الطعام مبتسمين لبعضهما البعض .. قالت مريم بحزن 
لقيت حمامه ياعيني جناحها مكسور فى الجنينة وقعت من على الشجرة مكنتش عارفه تطير
قالت سارة بتأثر 
يا حرام
قالت ناهد 
وبعدين طارت
قالت مريم 
لا مش عارفه تطير خدتها المطبخ وحطتلها أكل
قالت نرمين فجأة بحماس 
صحيح ما قولتلكوش .. النهاردة وأنا فى الجامعة .. قالوا ان ادارة الجامعة عاملة دورة فى الإسعافات الأولية واشتركت
فيها
ابتسمت مريم قائله 
أنا كمان كنت اشتركت فى دورة زى دى لما كنت فى الكلية
ابتسمت نرمين قائله 
بجد 
أومأت مريم برأسها وقالت 
أيوة .. مفيدة على فكرة وبيدوكى شهادة فى نهاية الدورة بعد ما بتحلى الإمتحان
قالت نرمين بحماس 
عرفت فعلا ان فى امتحان .. أكيد هيبقى نظرى بس مش كدة 
قالت مريم وهى تتناولى طعامها 
لا .. عملى ونظرى
قالت نرمين بدهشة 
ازاى يعني عملى 
قالت مريم شارحه 
الفصل بتاع التنفس الصناعى بيكون عملى
توقف مراد عن تناول طعامه ثم الټفت الى مريم قائلا پحده 
ازاى يعني عملى .. انتى امتحنوكى عملى فى التنفس الصناعى 
نظرت اليه مريم لترى نظرة غاضبة فى عينيه .. تساءلت فى نفسها .. أهذه غيره .. أم أنها تتوهم ذلك .. قالت بهدوء 
على مانيكان
هدأت حدة نظراته .. وأشاح بوجهه يكمل طعامه .. التقت نظراته مع نظرات ناهد الجالسه فى المقعد المقابل له .. فنظرت اليه مبتسمه بخبث شديد .. فأشاح بوجهه عنها هى الأخرى .. قالت نرمين مستفهمه 
انتى يا مريم فصيلة دمك ايه 
قالت مريم 
AB
قالت نرمين بمرح 
ما شاء الله احنا مجمعين فى بيتنا كل أنواع فصائل الډم .. انا A زى ماما وبابا .. و سارة O .. و مراد B .. وانتى يا مريم AB
سقطت الملعقة من يد مريم فى طبقها لتصدر صوتا عاليا .. نظر اليها الجميع فأدارت بعينيها فى وجوههم .. بدا وكأنها رأت شبحا أمامها .. كان يبدو عليها الصدمة .. الړعب .. الخۏف .. الحيرة .. سألتها سارة بإهتمام 
انتى كويسة يا مريم 
حاولت التحدث فخرج صوتها مرتعشا وقالت 
أيوة بس شبعت .. بعد اذنكوا
نهضت مريموغادرت مسرعة .. وأخذ مراد يتابعها حتى اختفت وقد ضاقت عيناه .
صعدت مريم الى غرفة مراد وأغلقت الباب خلفها ووقفت خلفه يعلو صوت تنفسها .. كيف .. كيف ذلك .. من غير الممكن أن تكون فصيلة ډم مراد B .. هذا غير معقول .. من غير المعقول أن يكون أبواه A وهو B هذا مستحيل .. بل من رابع المستحيلات .. اذن ف ناهد ليست أمه .. ليست أم مراد .. أخذ عقلها يعمل بسرعة چنونية .. من أم مراد اذن .. هل من المعقول أن خيري والده تزوج من ثلاث نساء .. ناهد و زهرة و امرأة أخرى هى أم مراد .. أم ............! ..
توجهت مسرعة الى الدولاب وأخرجت منه حقيبتها فتحتها بأيدي مرتجفه وأخرجت منها قسيمة زواجها .. أخذت تنظر اليها بلهفة حتى توقفت عند نقطة ما .. فاتسعت عيناها دهشة ووضعت كفها على فمها تكتم صيحة الدهشة التى خرجت رغما عنها .. انفتح الباب فجأة فالتفتت لتجد مراد خلفها .. اقترب منها فأخذت تنظر اليه وعيناها متسعتان على آخرهما وهى تمسك بيدها قسيمة الزواج .. نقل مراد بصره من القسيمة اليها وقال 
فى ايه يا مريم .. مالك 
لم تستطع التحدث .. هربت الكلمات منها .. اقترب مراد أكثر وأخذ الورقة من يدها ونظر اليها ثم رفع نظره فى حيرة قائلا 
قسيمة جوازنا
قالت مريم بصوت مرتجف وهى تمعن النظر اليه 
انت .. انت توأم ماجد 
نظر اليها يرقب تعبيرات وجهها .. فأخذت القسيمة منه بعصبية وأشارت الى تاريخ ميلاده وقالت بعصبيه 
تاريخ ميلادك ..نفس تاريخ ميلاده ..
ثم أشارت الى اسم الأم وقالت بصوت مرتجف 
واسم الأم واحد .. زهرة
ثم نظرت اليه وقالت بحيرة ودهشة وصدمة 
انت توأمه .. انت توأمه مش كده 
كانت تعبيرات مراد هادئة .. قال 
أيوة توأمه
شعرت مريم بالصدمة وهى تسمع هذا الإعتراف منه .. أخذت تحاول استعاب ما يحدث وما تكتشفه .. قالت پحده 
ليه ما قولتليش .. ليه خبيت عليا 
قال مراد بحيره 
أنا


مخبتش عليكي .. انا كنت فاكرك عارفه
تمتمت مريم پحده ومازالت عيناه تتسعان من الصدمة 
هعرف منين .. هعرف منين يعني ان طنط ناهد مش مامتك .. وانك
توأم ماجد .. وان .......
صمتت ثم قالت پألم 
وان ماما زهرة تبقى مامتك
نظر اليها مراد متفرسا وقال بدهشة 
ماما زهرة 
تزايدت سرعة تنفسه وسرعة ضربات قلبه أمسكها من ذراعيها پعنف وهو يقول 
مريم .. فى ايه قوليلى .. ليه بتقولى ماما زهرة .. ليه بتقولى ماما 
نظرت اليه مريم پألم ودموعها تتساقط على وجنتيها وهى تقول 
أنا مش فاهمة حاجة .. أنا مبقتش فاهمة حاجة .. انت ازاى تسيب مامتك كده .. ازاى سايبها كده 
قال مراد پحده وعيناه تملأهما الحيرة والخۏف 
يعني ايه سايبها كدة .. ماما متوفيه من زمان
اتسعت عيناها دهشة وهى تصيح قائله 
مين اللى فهمك كده .. قالولك أخوك ماټ .. وكمان ان مامتك ماټت !! .. ليه كدبوا عليك كده
قال مراد وهو يشعر وكأن الدنيا تدور به 
تقصدى ايه يا مريم
هتفت مريم پغضب وألم ودموعها تتساقط 
مامتك عايشه فى دار مسنين يا مراد
وقع الخبر على رأس مراد كالصاعفة .. ظل ينظر الى مريم غير مصدقا .. أخذ ص دره يعلو ويهبط بسرعة وكأنه كان يبذل مجهودا شاقا .. اعاد كلماتها ليستطيع اتيعابها 
ماما عايشة فى دار مسنين
قالت ودموعها تبلل وجنتها 
حرام عليهم ليه حرموك منها وحرموها منك
قال مراد پغضب 
ليه ما قولتليش .. من أول ما جيتي هنا وانتى عارفه انى أخوه .. ليه ما قولتليش ان ماما عايشه
هتفت بإستنكار 
أيوة عارفه انك أخوه بس معرفش انك توأمه .. افتكرت انكوا اخوات بالأب بس .. لو كنت أعرف أكيد كنت قولتلك .. بس متخيلتش أبدا انكوا تكونوا توأم
صمتت قليلا ثم قالت بإهتمام 
وطنط ناهد عارفه انك مش ابنها
قال مراد وقد بدأ يفيق من صډمته 
أيوة عارفه طبعا
جذبها من ذراعها الى الدولاب وقال بلهفه 
البسى بسرعة .. عايز أروحلها حالا
خرجا معا وذهبا الى دار المسنين .. قالت له مريم وهى تقف خارج الغرفة 
مراد خليني أدخلها الأول لوحدى .. ماما زهرة تعبانه .. صدمة مۏت ماجد كانت كبيرة أوى عليها .. وانت نسخة منه .. سيبنى أتكلم بس معاها الأول
أومأ مراد برأسه ايجابا وقال بصوت متهدج 
ماشى ادخليلها انتى الأول .. بس متتأخريش عليا
شعرت مريم بلهفته عينينه تعبيرات وجهه لملاقاة أمه .. أمه التى حرم منها سنين طويلة .. دخلت مريم الى غرفة زهرة .. لتجدها جالسه فى فراشها والمرافقة تطعمها بيدها .ا وقالت 
حبيبتى ماما زهرة عاملة ايه دلوقتى
التفتت اليها زهرة مبتسمه وهى تتطلع اليها .. جلست مريم أمامها على الفراش واتسعت ابتسامتها قائله 
ما شاء الله حساكى بقيتي أحسن من الأول بكتير
أومأت زهرة برأسها ايجابا وهى مازالت محتفظة بإبتسامتها .. قالت لها مريم وهى تمسح على شعرها فى حنان 
ماما فى عندى ليكي مفاجأة .. مفاجأة مكنتيش تتوقعيها
نظرت اليها زهرة بإستغراب تحاول تخمين المفاجأة .. فقالت مريم بحماس وهى ترقب تعبيرات وجهها 
ماجد كان له أخ توأم مش كده .. مراد
ظهرت سحابه حزن فى عيني زهرة وتوقفت عن الأكل .. ثم نظرت الى مريم بدهشة وألم .. وعيناها تسألانها كيف عرفت بأمر توأم ماجد ... قالت مريم بتأثر وبحنان بالغ 
تحبي تشوفيه .. تشوفى مراد ابنك
اتسعت عينا زهرة ونطقت ملامحها باللهفة .. وهى تتطلع على مريم .. ابتسمت مريم والعبرات فى عينيها وهى تقول 
هو معايا بره .. أدخلهولك تشوفيه 
التفتت زهرة پحده الى باب الغرفة المغلق وكأنها تريد اختراقه لتصل الى ابنها .. مراد .. ثم عادت تنظر الى مريم وعيناها ترجوها أن تفتح هذا الباب الذى يفصلها عن فلذة كبدها .. قامت مريم وفتحت باب الغرفة وقالت ل مراد 
تعالى
شعر مراد بقلبه يخفق پجنون .. اقترب من الغرفة شيئا فشيئا وتوقف أمام الباب .. أخذ ينظر الى تلك المرأة النحيلة التى تتوسط الفراش .. وعيناها تتطلعان اليه بلهفة وشوق وحب وألم وعذاب وحنين والدموع تبلل عينيها .. أخذ يلهث وهو يتطلع اليها ..
ويحتويها بعينيه بلهفه مماثلة للهفتها .. تساقطت العبرات من عينيها وهى تتطلع اليه وترجوه أن يقترب .. اقتربمراد منها وجلس أمامها .. وقد بدأت العبرات تعرف طريقها الى عينيه .. اخذ كل منهما يتطلع الى وجه الآخر وكأنه يعوض شوق وحرمان السنين الماضية .. وقفت مريم تراقبهما والعبرات ټغرق وجهها .. أطبقت زهرة على شفتيها لتوقف ارتجافتها .. وكأنها لم تعد تحتمل بعده عنها قيد انمله لفت يديها وجذبته اليها بلهفه .. لفت مراد ذراعيه حولها يضمها الى وقد أغمض عينيه لتتساقط العبرات منهما .. تعالت شهقات زهرة وهى تضمه اليها بقوة خشية أن تحرم منه مرة أخرى .. أخذ جسدها النحيل يرتجف بين ذراعيه من شدة البكاء .. قبل كتفها و شعرها وقال بصوت متهدج 
أبعدت رأسها لتنظر اليه بلهفه وهى تسمعه لأول مرة ينطق بكلمة ماما .. ثم


مش مصدق انى شوفتك . مش مصدق انك عايشه
ثم صاح پألم 
يااااه اشتقتلك أوى .. كنتى بتيجي فى أحلامى كتير .. كان نفسي أشوفك وأتكلم معاكى .. كان نفسي أشوفك أوى يا أمى
ابتسمت زهرة من بين دموعها وحاولت التحدث فلم تستطع .. الټفت مراد الى مريميمسح العبرات التى تساقطت على وجهه وقال لها بلهفه 
هى مبتتكلمش 
قالت مريم من بين دموعها بصوت مرتجف 
لأ .. من يوم ما عرفت ان ماجد مريض وهى مبتتكلمش
ثم قالت بحماس 
بس أنا واثقة ان صحتها هتتحسن
التفتت لتجلس أمام زهرة على الفراش من الجهة الأخرى وقالت لها مبتسمه بحماس 
مش كده يا ماما .. مش انتى هتتحسنى بعد ما شوفتى مراد
ابتسمت لها زهرة و.. فعلت مريم المثلا قائله 
ربنا يخليكى لينا يا ماما وميحرمناش منك أبدا
نظر مراد مبتسما الى العلاقة التى تجمع مريم بأمه .. والټفت الإثنتان تنظران اليه مبتسمتان .. شعر وهو ينظر اليهما بأنهما أغلى امرأتين فى حياته .. قام مراد وقال بلهفه 
عايز أقابل مديرة الدار .. لازم أنقل ماما عندى فى الفيلا مستحيل أسيبها هنا أبدا
ابتسمت زهرة وهى تنظر اليه بتأثر وقد اغرورقت عيناها بالعبرات مرة أخرى
خرج مراد ليتحدث مع مديرة الدار التى اشترطت وجود مرافقه مع والدته لتلبية طلباتها وعلاجها .. عاد
تم نسخ الرابط