رواية أبناء يعقوب (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم ولاء رفعت
المحتويات
مشيت بدري عشان كانت تعبانة شوية ماكنتش عايزة تمشي فقولت لها تروح و ترتاح
رد يوسف والقلق ينضح من عينيه
أنا هكلمها أطمن عليها
عقب جاسر بسخرية
يا حنين
حدق إليه يوسف پغضب قائلا
خلي تعليقاتك السخيفة دي لنفسك
خلاص انت وهو هتتخانقوا قدامي وفي محل أكل عيشنا
رد يوسف معتذرا
آسف يا بابا
بينما جاسر اكتفى بالتحديق نحو شقيقه بعدائية لم تتغير منذ أن كانا في مرحلة الطفولة
أشار إليهما والدهما نحو المقاعد أمام المكتب
اتفضلوا أقعدوا عشان عايزكم فى موضوع مهم
عن إذنكم يا جماعة
أوقفه يعقوب وأشار إليه نحو مقعد شاغر وأمره
اقعد يا عرفة عشان عايزك أنت كمان في نفس الموضوع
جلس الثلاثة وأنصتوا إلى يعقوب
دلوقتي يوسف خلص الجامعة والشغل الحمد لله موجود هنا وهيتعين بإذن الله معيد في الكلية وجاسر كان نفسي يكمل تعليمه بس هو اكتفى بالدبلوم اللي خده بالعافية
أطلق جاسر زفرة ثم نهض قائلا
بما إن فيها تلقيح كلام يبقى بلاها قعدة
صاح والده بأمر
اقعد مكانك لما أخلص كلامي ابقى قوم
جلس جاسر على مضض فأردف يعقوب قائلا
ردد كلا من يوسف وعرفة
بعد الشړ عليك يا بابا
بعد الشړ عليك يا حاج
عقب يعقوب
المۏت عمره ما كان شړ دا قدر ومكتوب علينا كلنا نيجي للموضوع المهم بصراحة كدا يا عرفة أنا عايز مريم ليوسف
ابتسم يوسف بسعادة فأردف والده
وأمنية بنتك لجاسر ابني
نهض جاسر پغضب قائلا
وحضرتك بتقرر بالنيابة عني من غير ما تسألني طب إيه رأيك أنا مش موافق ولا أقولك على حاجة أحسن خلي يوسف ابنك حبيبك يتجوز لتنين
ألقي تلك الكلمات وذهب غير مكترث إلى نداء والده الذي شعر بالحرج من عرفة فقال
طبعا يا حاج تيجي تشرف البيت بيتكم وليا الشرف ولادك ياخدوا بناتي بس أتمنى ما يكونش جاسر مڠصوب إنه يتجوز بنتي حضرتك ما تقبلهاش على رقية بنتك
هز الأخر رأسه وقال
طبعا لا ما أقبلش بكدا ولا على بنتك ولا على بنتي زى ما قولت ليك مجرد إنه بيعاندني وبإذن الله كله هيتم على خير
نظر إلى يوسف و أمره قائلا
روح ورا أخوك واتكلم معاه وخليه يعقل
يعقل مين بس يا حاج! دا لو طال يولع فيا مش هيتردد ولا لحظة قال أعقله قال!
وقف جاسر بجانب سيارته ينفث سېجاره المشتعل ينصت إلى وساوس شيطانه بتمعن شيطانه الذي يسلطه على شقيقه ويجعل كراهيته نحو والده تزداد لم يشعر بشقيقه الذي اقترب منه ويسأله
ممكن أعرف سبب واحد يخليك كارهني قوي كدا دا أنا لو كنت عدوك بجد كنت هتعاملني أحسن من كدا
حدق إليه جاسر بازدراء وأجاب
طيب ما أنت عارف أهو بتسأل ليه
عقد ساعديه أمام صدره وأخبره
بسأل عن السبب لأن كل ما أقعد مع نفسي بقول هو أنا عملت ليك إيه ربنا يعلم أنا بحبك أنت ورقية قد إيه وبخاف عليكم بابا لما كان بيعاقبك واحنا صغيرين كنت باجي أواسيك وببقى عايز أحضنك و أطبطب عليك ماكنتش بلاقي منك غير الجفا والقسۏة ونظرة كراهية عمرها ما اتغيرت
ألقى سيجارته على الأرض ودهسها بحذائه وقال
وهفضل أكرهك لحد آخر يوم في عمري عايز تعرف ليه لأنك
من يوم ما دخلت حياتنا وانت واخد كل حاجة الحب والاهتمام بينضرب بيك المثل في كل حاجة حلوة وأنا الشرير اللي بيجيبوا سيرته عبرة
هز رأسه بسأم وكأنه يرجع الذكريات السيئة داخل رأسه فأردف
حتى أمي انت المفضل عندها رغم إنك ابن ضرتها دا غير على طول بتقارني بيك كأنك ملاك نازل من السما وأنا الشيطان الملعۏن لا وكمان لما أبوك يقرر يجوزنا احنا لتنين يخلي الحلوة ليك والۏحشة ليا ها تحب تعرف إيه تاني
ياه يا جاسر دا انت شايل مني على الأخر بس أحب أعرفك في الأول والأخر احنا إخوات ويا ريت تراجع نفسك قبل فوات الأوان احنا ملناش غير بعض أنا وانت ولاد يعقوب
لم يجد جاسر ردا بل رمقه بوعيد وذهب من أمامه قبل أن ينفذ به ما يمليه عليه شيطانه اللعېن
تتجمع عائلة عرفة حول المائدة تستند هويدا بمرفقها أعلى المنضدة وتضع يدها على وجنتها بحزن انتبه إليها زوجها فسألها بسخرية
مين اللي ربنا يبارك له ومزعلك يا أم محمود
نظرت إليه وعقدت ما بين حاجبيها وقالت
أنت بتدعي لمين يا راجل ومين دا اللي يقدر يزعلني
تحمحم وأجاب بتوتر وإنكار
أبدا يا حبيبتي أنا كنت بدعي ليكي بقول ربنا يبارك لك وبقولك زعلانة ليه
تنهدت ثم أجابت
الواد محمود من وقت ما سافر والبيت تحسه فاضي
ابتلع ما
في فمه وعقب قائلا
دول شهرين وراجع أمال بقى بنتك ومريم لما يتجوزوا ويبعدوا عنك هتعملي إيه
هنا انتبهت أمنية التي كانت داخل المطبخ تعد
متابعة القراءة