رواية "عشقها المستحيل"(كاملة حتى الفصل الأخير)للكاتبة زينب مصطفي
المحتويات
يقول
اسمعي أنا مش
ليقطع كلامه صوت طرقات على باب الغرفة
ليرد سليم وعليا بانفعال وڠضب في صوت واحد
مين !
ليقول لها سليم بغيظ
ممكن تسكتي لحد ماشوف مين على الباب
لتشير عليا للباب وهي ترفع أنفها بتكبر
إتفضل هو أنا مسكاك
ليقول سليم بتهكم
اتفضلي انتي اداري والا هيسألوا انتي لسه ليه لحد دلوقتي بفستان الفرح وده مش حلو لسمعتي كراجل
يعني ايه إيه دخل فستاني بسمعتك !
إحترم نفسك إيه الكلام ده عيب عليك على فكره
لينفجر سليم ضاحكآ حتى أدمعت عيناه لتتوقف عليا عن الكلام
ويفتح الباب قليلا ليجد الحاجة رابحه بالباب ومعها خادمة تحمل صنيه مملوئه بأشهى أنواع الطعام
لتقول له رابحة
عليا كويسه خد بالك منها
ليطمئنها سليم
متخفيش على عليا دي مراتي وفى عينيا
ليرفع صوته في الجملة الآخيره حتى تسمعه الخادمة التي ابتسمت بخجل
وهي تناوله صينية الطعام لتنظر له الحاجة رابحة بشكر ثم تغادر
ليدخل سليم الطعام للغرفة وهو يقوم بخلع رداء الاستحمام المرتديه فوق ملابسه وهو يقول
ليرفع الغطاء عن الطعام وهو يبتسم ويقول
مش فاهم والدتك جايبه كميات الأكل دي كلها ليه
ليتفاجئ بعدم وجود عليا بالغرفة
ليجدها تخرج من الحمام الملحق بالغرفة وهي ترتدي البيجاما الخاصه به والكبيره جدا عليها وهي تحاول ان تثني أرجل البنطلون لتناسبها فتفشل ثم تحاول ثني اكمام القميص فتفشل ايضا لتتأفف وهي تقول
ليرد سليم وهو ينظر اليها بتعجب
مقاسها كبير علشان مش بتاعتك ايه اللي خلاكي تلبسي بيجامتي ايه معندكيش هدوم مثلآ
لترد عليا وهي مازالت تحاول ثني أكمام البيجاما
الهدوم كلها في الشنط علشان هنسافر بكره
ومفيش هدوم برا الشنط الا بيجامتك فاضطريت ألبسها
عاوزه تفهميني انهم مش سايبين ليكي هدوم علشان تلبسيهايعني
لاء هما سايبين ليا طبعا هدوم بس بس
ليرد سليم وهو يبتسم مستمتعآ بخجلها
هتبسبسي كتير لما هما محضرين هدوم ليكي ملبستهاش ليه
لترد عليا وقد إزداد إحمرار وجهها
لينفجر سليم في الضحك وهو لايستطيع التوقف خصوصآ عندما رأها ټضرب الأرض بقدميها كالأطفال
لتقول وهي تشعر بالغيظ من ضحكه المستمر عليها
ليقول سليم وهو يجاهد لايقاف ضحكاته
لترفع عليا رأسها بطريقة مضحكه وهي تقول
مين اللي كان بيخبط على الباب
ليشير سليم للطعام
الحاجه رابحه كانت بتطمن عليكي وجابت العشا
لتهتف عليا وهي تتجه لصنية الطعام
يا حبيبتي ياماما اكيد كانت قلقانه وعاوزه تطمن عليا
لتجلس امام صنية الطعام وتبدأ في تناول الطعام بشهيه مفتوحة
لينظر لها سليم بدهشة ليقول
انتي بتعملي إيه فهو مندهش من طريقتها السلسه والعاديه في تناول الطعام امامه ولم يستطع مقاومه مقارنتها بالعديد من النساء الذين يتناولون لا شئ تقريبآ واخرهم جومانه الفتاه التي يعتبر مرتبط بها فهي تعيش على الماء والسلطه ولايتذكر انه رأها مرة تتناول غيرهم
لتجاوبه عليا وهي تستمر في تناول الطعام
باكل أصل جعانه جدا ومكلتش حاجه من الصبح تعال كل انت كمان الأكل حلو ونضيف جدا ده من إيد ماما على فكره
ليرد سليم بامتعاض
هو انتي متعرفيش تقولي كلمتين على بعض من غير ما تحدفي طوب انا عارف ان الاكل حلو وعارف ان الأكل نضيف كمان وانه من ايد الحاجه رابحه اللي بحبها وبحب الاكل من إيديها بس كل الحكايه ان انا شبعان ومليش نفس للاكل
خلصي بسرعه واقفلي النور علشان اعرف انام
لتجلس عليا مكانها مره اخرى بصمت
لتتلفت حولها ولا تجد مكان تستطيع النوم فيه الا الارض والسرير الذي يحتله سليم بمنتهى الراحه لتشعر بالغيظ من سليم النائم براحه على السرير الكبير الذي يتوسط الغرفه
لتقرر ان توقظه لينام هو على الارض فقواعد الزوق تقول ذلك فمن غير المعقول ان تنام هي على الارض وينام هو علي السرير
لتقف بجانب االسرير وتنادي عليه بصوت منخفض
سليم سليم
ولكنه لايستجيب لتنادي بصوت اقوى
سليمسليييم قوم
ليجيبها وهو مازال مغلق العينين
عاوزه ايه
لترد عليا بتأفف
عاوزه أنام
ليفتح سليم عينيه وهويقول بخبث
ما تنامي هو انا حايشك
لترد عليا بضيق
انام فين مفيش مكان غير السرير
ليرد سليم بخبث
اه ماتقولي كده عاوزه تنامي علي السرير
ليقوم بالتحرك قليلا ليترك لعليا مكان بجانبه على السرير
لتشهق عليا وهي تقول
انت اټجننت فاكرني هنام جنبك علي السرير انا كان قصدي تسيب السرير وافرشلك الارض تنام عليها
ليرد سليم بتهكم وهو ينقلب بضهره على السرير في وضع اكثر راحة
انتي اللي اټجننتي لو فكرتي ان سليم بيه المنشاوي ممكن ينام على الأرض لو عاوزه تنامي ع السرير اتفضلي انا مش مانعك السرير كبير ممكن ياخدنا احنا الاتنين مع اني مش متعود انام جنب حد بس هتنازل واخليكي تنامي جنبي لو مش عاجبك الأرض واسعه نامي عليها
وتتركه لتجهيز الارض لتنام عليها
لتنام على الارض وقبل ان تستسلم للنعاس سمعت سليم ينادي عليها
عليا
لترد بتأفف
نعم
لتسمعه يقول بهدوء
انتي غلطتي كتير في الكلام معايا وانا سكت بس علشان اليوم ده صعب عليكي بس بعد كده كلام زي اللي قولتيه انت اټجننت وقليل الزوق لو قولتيه تاني هيكون فيه عقاپ كبير محبش انك تجربيه
لتشعر عليا بالخۏف
ولكنها تظاهرت بالشجاعة وهي تقول
علي فكره انا مبخفش من الټهديد
ليرد سليم بهدوء
وانا مبهددش انا بنصحك تصبحي على خير
كانت عليا التي تشعر بالحزن لمفارقتها والدتها الحبيبه لتترقرق الدموع في عينيها وهي تتذكر كلامات والدتها وتوصياتها لها
الحاجه رابحه وهي تبكي وتحتضن عليا
خدي بالك من نفسك
يا حبيبتي واصبري أكيد ربنا شايلك الخير كله
لتنظر في وجه عليا الذي تغرقه الدموع و تقول لها بهمس
مش عوزاكي ټعيطي عوزاكي تبقي شاطره وتقدري تاخدي من الدنيا الي انتي عاوزاه
لتشد على يد عليا بقوه لتكمل كلامها بصوت ضعيف حزين
أنا عارفه انك بتحبي سليم من زمان وانك مكنش عندك أمل ولا فرصه انك تخليه هو كمان يحبك و ده اللي شجعني ان اطلب منه انه يتجوزك دي فرصتك متضيعهاش ولو ربنا كاتبه ليكي هيسهلك الصعب وهيكون ليكي ولو مش مكتوبلك يبقى ترضي بقسمتك يا بنتي
لتتفاجئ عليا بكلمات والدتها لتحاول النفي الا أن والدتها إبتسمت في وجهها علامة علي معرفتها بالأمر
لترتفع حمرة الخجل لتغطي وجه عليا
لټحتضنها الحاجه رابحه بشده وهي تقول
كان نفسي أشتريلك جهازك كله زي أي عروسه أو حتى على الاقل أشتريلك لبس جديد لكن عتمان الله يسامحه
ربنا ينتقم منه عتمان الخير ده كله بتاعك وحرمك منه بس هانت كلها سنه والحق يرجع لأصحابه
لتقوم بمسح دموع عليا وهي تقول
أنا عارفه يا حبيبتي انك شاطره وبميت راجل بس علشان خاطري لو بتحبيني ريحيني وخوديهم
لتفتح الحاجه رابحه حقيبة عليا الشخصيه وتضع بهم المال لتبتسم وهي تقول
ربنا يكتبلك الخير كله يا حبيبتي ويطمني عليكي
لتأخذها في مره أخرى
استفاقت عليا من ذكرياتها لتحتضن حقيبتها بشكل لا إرادي
وتنظر من نافذة السياره للطريق لتلاحظ دخولهم الى حي سكني راقي تحيطه الحراسه من كل جانب
لتنظر بدهشه الى سليم المستغرق في العمل
ايه الحراسة دي كلها احنا داخلين معسكر جيش و لا ايه !
ليرد سليم وهو يغلق حاسوبه وينظر الى عليا بجديه
الكامبوند ده بيسكن فيه أكبر رجال الاعمال في البلد وطبيعي تكون عليه حراسه مشدده
لترد عليا وهي تنظر من نافذة السياره وهي تدعي إنها تفهم حديثه
اااااه بس مش فاهمه برضه هما عاوزين حراسه ليه هو حد هيخطفهم
ليرد سليم عليها بتهكم
مش عارف انتي إيه رأيك يا نابغة عصرك
لترد عليا بتكبر و هي تتجه ببصرها إليه
أنا أقولك اكيد منظره فارغة كل واحد منهم ماشي ووراه تلاته اربعه بودي جارد زي الحيطه وموقف حراسه قدام بيته علشان يعمل نفسه الشخصيه المهمه الي مفيش زيها
لتشير بيدها الي فيلا كبيره بيضاء اللون تتوسط حدائق واسعه تبدو كالقصر لها بوابه كبيره من الحديد المشغول ويقع على كل جانب منها غرفه للحراسه مملؤه بالحرس المدججين
لتقول بطريقة العالمة بجميع الامور
عندك الفيلا دي مثلا شوف صاحبها حاطط حراس قد إيه زي مايكون اللي عايش فيها ملياردير وهو تلاقيه كل فلوسه قروض من البنوك وعامل الشويتين دول علشان يرسم نفسه عقدة نقص يعني
ليرد عليها سليم بسخريه وهو يرفع حاجبيه بتهكم
ودي بقى معلومات ولا استنتاج بزكائك العظيم
لترد عليا بثقه وهي تميل للنظر من نافذة السياره
استنتاج بس بكره تقول عليا قالت
لتعقد حاجبيها وهي تنظر لسليم و تقول
هو إحنا داخلين الفيلا بتاعة الحراسه ليه
لتجد سليم ينظر اليها بسخريه وقد عقد دراعيه فوق صدره
تفتكري هندخلها ليه
لتتنحنح عليا بحرج وهي تشير بيدها ناحية الفيلا لتقول باحراج وبصوت متقطع به غصه
هو إنت صاحب الفيلا دي
ليرد سليم عليها بسخرية
أيوه أنا اللي كل فلوسي قروض من البنوك واللي بيعمل الشويتين دول علشان عندي عقدة نقص
لتشعر عليا وكأنها ستموت من الشعور بالأحراج لتقول بتلعثم
أنااااا مقصدش أقصدي يعني
لتصمت وهي لاتجد ماتقوله
ليرد سليم باستهزاء عليها
أخيرآ سكتي ومش لاقيه حاجه تقوليها الحمد لله ياريت تخلي استنتجاتك العبقريه لنفسك ولأخر مره بقولك خدي بالك من كلامك علشان متعرضيش نفسك لعقاپ إنتي مش قده و اعتبري ده أخر تحذير ليكي
لتهمهم عليا بصوت منخفض اعتراضآ على كلامه
أعوذ بالله كل شويه خدي بالك من كلامك لا عقاپ مش عارفه ايه
ليقول سليم پحده ونفاذ صبر
بتقولي إيه بطلي تكلمى نفسك و ارفعي صوتك وإنتي بتتكلمي سمعيني بتقولي إيه
لترد عليا بتأفف
اوففف مبقولش حاجه بكلم نفسي ولا ده كمان ممنوع
ليرد سليم ببرود جليدي وتكبر
أيوه ممنوع ممنوع تكلمي نفسك وانتي معايا مفهوم !
لتنظر عليا للجانب الآخر إعتراضا على كلامه
ليقول بتحذير هادئ وهو يرفع حاجبه
مفهووووم
لترد عليا بتأفف
مفهوم
لتتفاجئ بالسائق يقوم بفتح باب السياره لها وينتظر نزولها لتنظر لسليم بتساؤل
الذي أجاب ببساطه
وصلنا اتفضلي انزلي
لتشعر بالتوتر وهي تنزل من السياره لتجد نفسها أمام الفيلا البيضاء الرائعه التي تشبه القصور في فخامتها وتحيط بها حديقه رائعه كبيره ليشير لها سليم أن تتقدمه
لتصعد عليا السلالم القليله التي
تقود لبوابة الفيلا
دي بقى تبقى تالين أختي الصغيره
لتشعر عليا بالراحه عندما علمت أن من هي أخته وليست حبيبته
ليحاول تعريف عليا لشقيقته
التي اندفعت تجاه عليا ټحتضنها بترحاب
أكيد إنتي عليا بنت عمي صح !
لتبتسم عليا بخجل وهي تقول
أيوه صح
لتقوم تالين بشد عليا للداخل وهي تثرثر
تعالي اعرفك على ماما دي مستنياكي من الصبح
لتجد سيدة جميله أنيقه
تجاوزت الخمسين من عمرها لا يظهر عليها معالم التقدم في السن تتقدم للترحيب بها
أهلا وسهلا يا بنتي نورتينا
لتمد عليا يديها بخجل لتحيتها
ازي حضرتك يا طنط
إلا إنها قامت بتجاهل يد عليا الممدوده لها لتقوم باحتضانها عوضآ عن ذلك وهي تقول
اه طنط دي اسمي قسمت ماما قسمت لو مكنش ده يضايقك
لترد عليا بخجل وهي تشعر إنها على حافة البكاء بسبب ترحيبهم الشديد بها
لاء يضايقني إزاي يا طنط قصدي يا ماما
متابعة القراءة