رواية العميل السري(الجزء الثاني)"للكاتبة أجاثا كريستي"

موقع أيام نيوز


البلاد .. 
أمتأكد أنت 
نعم ان اليوم الرابع هو يوم الغزو أما هذه الغارات المتتالية فما هي الا اختبار استحكاماتنا ومقدرتنا على المقاومة.. 
ولكن ما دمتم تعملون هذا كله .. 
اننا نعلم ان يوم الغزو قد تحدد .. كما نعلم على وجه التقريب في أي مكان سيقع.. ونحن على أتم استعداد لهم.. ولكن ما يقض مضاجعنا هو القصة القديمة قصة الحصان طروادة والرجال الذين يعيشون في جوفه فهؤلاء هم الخطړ الاكبر اذ انهم يعرفون ما نعرف من اسرار الدولة الحړبية وهم الذي يستطيعون تسليم العدو مفاتيح القلعة.. ويكفي ان عشرة منهم يوزعون في مراكز هامة لتحطيم كل تنظيماتنا وكشفها للألمان ومن ثم ترين أن ما نحتاج إليه هو الكشف عنهم .. 

ما أقسى احساسي بعجزي وعدم خبرتي!
لا عليك.. فلدينا كثير من الخبراء يعملون ما وسعهم العمل ولكن الخونة الذين يندسون وسطهم يجعلوننا لا ندري فيمن نثق وفيمن لا نثق.. 
ألا تستطيعون تعيين بعضهم لمراقبة مسز برينا 
لقد قمنا بذلك فعلا وعلمنا أن لها نزعة نازية ولكن لم نصل بعد الى ما يثبت ادانتها فأرجو أن تستمري في عملك بأقصى ما تستطيعين من حذق وحيطة .. 
تبقى نحو أسبوع على ذلك الموعد.. أعني اليوم الرابع .. 
نعم .. اسبوع بالضبط..
العميل السري
الفصل 12
بدأ تومي يحس كأنما كرة نازية تسبح في عينيه بعد أن كان قد فقد الوعي مدة لم يستطع حسبانها وتجمع الألم مجسما في مركز تلك الكرة وأخذت تسبح ببطء ثم أحس فجأة أن نواة ذلك الألم هو رأسه المحطم..
وأخذ يستفيق شيئا فشيئا ويعي بعض ما هو فيه فأدرك ان اطرافه قد تثلجت وأنه جائع وانه غير قادر على تحريك شفتيه .. 
ان رأسه ملقى على أرض .. أرض جامدة .. أقرب الاشياء الى صخر صلد . . وبدأت ذاكرته تعود إليه شيئا فشيئا.. فتذكر هايدوك.. وجهاز اللاسلكي .. والساقي الألماني ودخوله من أبواب سان سوسي .. ثم ما حدث بعد ذلك .. 
وعاد يقول لنفسه .. هايدوك .. لقد عاد هايدوك الى استراحة المهربين أمامي وأغلق الباب خلفه .. ترى كيف رتب الامور بحيث يسبقه الى سان سوسي وينتظره هناك.. ان ذلك أمر مستحيل.. فلم يره في الطريق .. اذن .. لا بد أن يكون الساقي ..
ولكن لا .. لقد رآه ينظم المائدة استعدادا لإفطار سيدة في صباح اليوم التالي .. وعلى كل .. فان ذلك لا أهمية له .. انما المهم ان يعلم أين هو الآن .. كانت عيناه قد اعتادتا الظلام فرأى بصيصا من نور ينبعث من نافذة صغيرة في أعلى المكان الذي كان فيه وأدرك انه ملقى في قبو و أن يديه قد قيدا وكذلك رجليه وأنه قد كمم بإحكام بحيث لا يسمع له صوت .. وقد بدأ
 

تم نسخ الرابط