رواية "احبه قلبي"(كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم نهال مصطفى

موقع أيام نيوز


طالعتها شمس بنظرات يحيطها أسوار الحيرة 
مش فاهمة .. أنت مين !
أنا عالية اخت عاصي وتميم .
ثم أكملت ب رقة قلب 
قومي ادخلي أوضتي وآكيد محتاجة تتوضي وتصلي وترتاحي شوية ! 
أ يثمر من الرماد ورد ! تلك كانت نظرات شمس الطائشة لديها فكيف ل بيت يغمره رائحة الخمر يمكن أن تفوح منه رائحة الطهارة ! همست لنفسها باندهاش 
واضح إنه قصر كله ألغاز فعلا من أول البني آدم اللي شوفته الصبح لحد واحدة بتقولي قومي اتوضي عشان تصلي ! 
تابعتها شمس ب صمت تام مستمعة فقدت لزحمة الاسئلة المتراكمة في رأسها والعالم المختلف الذي صادفته منذ صباح اليوم لأخره ! يا ترى ماذا سترى آيضا ! 
جميعنا تعلمنا كيف نركض خلف الأشياء حتى تنقطع أنفاسنا لنحصل عليها ولكن لم يعملنا أحد ماذا نفعل عند فقدانها ! 
تلك الجملة التي حاصرت عالمه منذ أن فارقته حبيبته من خمسة أعوام لهذه اللحظة كان حينها
أول مرة يتذوق علقم الفقد والعجز كان شعوره حينها ك من يترك سيفه لأول مرة ويضعه بجواره ويعلن تحرره من كل أثقال القوة والنضال أغمض عينيه وبسط ذراعيه ووقف في مهب الريح ليقوده إلى ما يشتهي رافعا راية استسلامه ورضاه التام عن كل ما يأتي به القدر فليس من بعدها حياة يستحق أن يتعب المرء نفسه باحثا عنها . 
تذكر خريطه القدر من قبل قدره الذي جمعها به وحارب لأجلها لتكون قدره .. ولكن عجبا لهذه الحياة عندما تنوي أن تذيق اثنين حلاوتها ومرارتها في آن واحد تنصب لهما فخ الحب وقد كان قدرا جميلا أن تصطاده عيناها وتحاوطه أسوارهم .. وعندما هوى في فخ حبها ذاق الحرية لأول مرة ثم وقع آسيرا لفراق أبدي لا يرممه أحد بعدها ! 
تنهد معاتبا يشكوها للقدر 
كان عليك أن تحتضنين ظلام أيامي أكثر من ذلك تقلبين كل بقعة في قلبي قد لوثتها الأيام قبلك أن تمررين يديك على كتف قد أثقلته السوداوية فبات عاجزا أن يستند على حائط زمن خاليا منك كنت تعلمين كل هذا ولكن وجودك كان قصيرا كغيمة صيف لا تعلم متى ظهرت ومتى ذابت في حضڼ السماء !
كان عليك إنقاذي لا إلقائي في الظلام مجددا! 
مش هتصالحني وكفاية كدا ! 
ألقى زجاجة الخمر بالماء وسحب يده بهدوء وعاد إلى مجلسه وهو يشير لأحد عاملينه برفع أصوات الموسيقى وتقديم عرض يتكون من ست فتيات بالرقص أمامه حتى يختم ليلته مع إحداهن . 
زفرت سارة التي ترتدي فستانا أسود يفضح أكثر ما يغطي پاختناق وهي تلقي سېجارة بفمها وتشعلها لتفش بها ڠضبها شرع عاصي في بدء ليلته والانسجام مع الفتيات حتى أشار ليسري أن يأتي إليه وبمجرد ما جلس بجواره سأله 
سارة بتعمل أيه هنا مش قلت لك مش عايز أشوف وشها ! 
تلجلج يسري موضحا
أنا قلت يعني يمكن المية ترجع لمجاريها . 
تجرع عاصي كأس النبيذ رشفة واحدة 
متعملش حاجة من دماغك تاني ! 
أوامر معاليك ! 
ثم تفحص العرض جيدا وركزت أعينه القناصة على أحد الفتيات ومال على أذان يسري آمرا 
اللي لابسه فستان أحمر خليها تستناني تحت ! 
مش طالبة ۏجع دماغ الشيخة عالية ! 
ظلت أعينه تراقب الشيء بتمعن حتى بدت له الرؤية واضحة تدريجيا وإذا بفتاة تطفو على سطح الماء . 
بدون تردد عقد لسانه عن إلقاء عريضة أوامره على أحد رجاله ورمي نفسه في البحر ببنطاله بدون تفكير احتشد الجميع حوله وحول فعلته المريبة فلم يعرف عنه إنه من هواة نزول البحر ليلا .
لحق به اثنين من رجاله ليعاونوه في رفع جسد الفتاة المغيبة على ظهر السفينة وبعد دقائق مسروقة من الزمن انقلب فيها حال كل الموجودين والتفوا حول الفتاة التي قڈفها البحر عليهم . 
نجح عاصي بمساعدة رجاله ببسط جسد الفتاة ولكن لازال شعرها الطويل يداعبه موج البحر شرع عاصي في محاولات إفاقتها .. ضغط كثيرا على بطنها وعلى صدرها محاولا انعاشها ولكن بدون أي فائدة لم يتحرك إنش بجسد الفتاة . 
خيمت نظرات اليأس والحزن على الجميع حتى تلفظت سارة قائلة 
دي م يتة ! 
لا زال عاصي يتحسس نبضها ولم يتوقف عن المحاولات فتدخل يسري ناصحا 
معاليك دي قاطعة النفس وزي ما قالت سارة متورطش نفسك بيها ! 
التقط عاصي انفاسه بتعب وأومأ موافقا ولازال صدره يعلو ويهبط إثر تكرار محاولات إنعاشها حتى قال مدركا 
فعلا خلاص ارموها ف المية . 
يتبع

تم نسخ الرابط