رواية "لحن الحياة"(كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم سهام صادق
المحتويات
شعور غريب اقتحمها وهي بين ذراعيه فيبدو ان هذا هو شعور الأمان الذي أخبرتها به ورد
انا مش موافق علي شغلك في محل البقاله
وعندما شعر بتملصها منه .. ابتسم
اسمعي كلامي للأخر
فأستكانت علي صدره تشم رائحة عطره بخمول واغمضت عيناها وهي مستمتعه بضمھ إليها
إي شغل شريف فهو بالنسبالي قمة الفخر ..بس ده لو انتي محتاجه يامهرة
بتحاول تقنعني
فضحك وهو مستمع بتلك اللحظه متعجبا من سكونها الذي يعلم أنه هينتهي بلداعة لسانها
اكيد بحاول اقنعك بالعقل يامهرة ..انا معنديش مشكله انك تحققي طموحك في المحاماه ..تعملي دراسات بالعكس هشجعك
فوجدها ترفع عيناها نحو غير مصدقه
بجد
فتمتم بمرح
لاء بهزر يامهرة
نجاحك من نجاحي .. انا ديكتاتور اه زي اي راجل شرقي في حاجات معينه بس في حاجات تانيه لاء
لتتسأل وهي غائبة معه في تلك اللحظه ... الي الآن تظن انها تحلم فهل هذا حقا جاسم الشرقاوي الرجل الذي عاشرته من خلال عملها معه
زي ايه
فطالعها مستفهما وعيناه مركزه علي عينيها التي تلمع بوميض عجيب.
فعادت تستكين بوداعة بين ذراعيه مما اثار دهشته.
ايه اللي حاجات اللي هتقف معايا فيها ومش هتكون ديكتاتور
فأبتسم وهو يضع بذقنه علي قمة رأسها
زي أحلامك يامهرة ...طموحك .. رأيك مدام صح مش مجرد عند وتمرد
فأتسعت ابتسامته أكثر وقد شعرت انها تريد ات تغفو
فسمعها وهي تتثاوب
مهرة انتي هتنامي
أنت ازاي حضنتني
فأنفجر ضاحكا
ده علي اساس ان حضڼي مكنش عجبك
لترتبك من حديثه ونظراته .. تلوم نفسها علي ضعفها وأشاحت عيناها بعيدا عنه عائدة إلي نفس السؤال
هشتغل في المكتب بتاعي ..وهسيب محل البقالة لشيكا
فرفع حاجبيه بتعجب
مين شيكا ده
شيكا جارنا في المنطقه ..هبقي أعرفك عليه
شعر باليأس منها .. وتنهد بضيق متذكرا حسين
مدام عايزه تشتغلي تعالي امسكي الشئون القانونية عندي
لتهتف بصياح
شغل تاني معاك لاء ..انت راجل ديكتاتور في شغلك
وكأن اليوم هو يوم الضحك ..فأشار علي نفسه
انا ديكتاتور يامهرة
فحركت كتفيها بلامبالاة
فتهكم وهو يتذكر مكتبها الذي يعد حجرة ضيقها صغيره ويعلم أن موكلينها في القضايا ما هم الا اهل منطقتها البسطاء
مكتبك اللي شبه جحر الفار ده عمل حر
وحرك رأسه بيأس ..لتتجمد عيناها بضيق من سخريته
بتتريق عليا .. علي العموم نفذ وعدك ومتقفش قدام أحلامي وطموحاتي
وبدء رنين هاتفه يعلو ..
لينظر في ساعته غير مصدقا ان حديثهم طال لتلك الدرجه فتنهد بتعب وهو يكتم صوت رنين الهاتف
اه شوفي لأول مره بسببك هتأخر علي إجتماع
ومسح وجهه بأرهاق من مجادلتها والسير مع طريقة تفكيرها وطالعها بهدوء
مدام رافضه الشغل معايا .. ادربي مع أستاذ فؤاد في المكتب بتاعه وبعدها هفتحلك مكتب كبير في اي مكان تشاوري عليه
اغراه اقتراحها حتي ان عيناها قد لمعت بسعاده ولكن تذكرت هدفها السامي من مهنتها هي لا تريد المال ولا الشهرة هي تريد ان تساعد الناس ومن كانت تحي وسطهم .. تقف بجانب المظلوم الضائع حقه وسط عالم ملئ بالحيتان ... وإذا ذهبت لعالم جاسم لن تحقق كل ماحلمت به
انا موافقه ادرب مع أستاذ فؤاد بس هفتح مكتبي اللي تريقة عليه وسميته حجر الفار
وضغطت علي عباراتها الاخيره وهي تحدق به بتمرد
ليزفر جاسم أنفاسه متنهدا بقوه
وانا موافق يامهرة .. وواثق فيكي
لم تفهم معني عباراته الأخيره .. رغم ان مغزاها كان واضح وهو حبها لحسين الذي مازال مقيما مع والديه ولم يسافر بعد
وأتسعت عيناه ثم ضحك وهو يسمعها تهتف بحماس
والله انت راجل عسل .. وهبدء اغير وجهت نظري عنك
ليرحل جاسم من أمامها قبل ان ينفذ مخزون صبره منها
الصبر يارب
لتحدق في خطاه متمته
انا قولت حاجه غلط
وألتفت نحو المائدة التي تحتوي علي فطار صحي ولذيذ كانت تظنه انه في المسلسلات فقط.. وتذوقت المربي هاتفة
المربي بتاعتهم طعمها غريب ..اكيد مستورده
كانت ريم تحمل الكثير من الملفات وتسير بها نحو أحد الأقسام
لا تعلم لما مديرتها غليظة معها في التعامل منذ ان انضمت للقسم الخاص بالمحاسبه والمعاملات المالية بالشركة ... زملائها يتعجبون من هيئتها البسيطه ومن دخولها للعمل في شركة ضخمة دون ان تكون مؤهله فهي من وجهة نظرهم لا تستحق هذا العمل ...وكأن الأرزاق توزع علي مؤهلاتك او هيئتك
وسقط منها ملف لتنحي لتجلبه ولحظها العثر سقطوا باقية الملفات ..لتلتقطهم سريعا ونظرات بعض الموظفين تخترقها ..واكمل حظها اليوم
ان يمر كل من جاسم وياسر من جانبها فهذا الدور
ليقف جاسم ينظر لها بجمود فترتبك من نظراته وانصرف...ليطالعها ياسر ببرود
بتمشي في الشركه اما تخبطي في حد او توقعي حاجه
وتقدم نحو جاسم الذي سأله عن هويتها واي قسم كي ينذر مديرها لتنتبه فيما بعد
مش عارف بصراحه .. بس تقريبا الملفات كانت محاسبات مالية ممكن تكون موظفه جديده في الحسابات
فوقف جاسم أمام المصعد وهو يحرك رأسه بتفهم
اتجهت إليه في وقت استراحة العمل ..لتجده جالس بأسترخاء يضحك علي حديث مشيرة التي ما ان انفتح باب الغرفة ابتسمت بمكر
المدام باين عليها بتحبك اوي يابشمهندس
ليبتسم كريم لزوجته التي وقفت تحدق بهم بجمود ...وارخت ملامحها سريعا حتي لا تفسر مشيرة انها تخشاها ..فمن نصايح مهرة لها التي لا تعلم من اين تأتي بالنصائح تلك ..ان لا تجعل زوجها يشك بنوايا مشيرة الحقيقية اتجاهه .. حتي لا تفتح عيناه علي أبواب طريق هي في غني عنها
ورسمت ابتسامه هادئة علي شفتيها عكس مابداخلها
أكيد يامدام مشيرة مقدرش استغني عنه
فلمعت عين كريم بسعاده وتقدم منها .. لتنهض مشيرة من مقعدها بأستياء
نتكلم في مشروعنا مره تانيه يابشمهندس
وحملت حقيبتها لتسير بخطوات هادئة من أمامهم
وفور ان انصرفت... تحركت مرام نحو المقعد وجلست عليه ثم نهضت تتحرك مثلها بغنق
لينفجر كريم ضاحكا وهو يراها كيف تقلدها
وجذبها نحو بحب
قولي انك بتغيري
فهمست وهي تحرك يديها علي وجهه
مبحبش مشيرة ديه ياكريم
فضمھا إليه بعشق
ولا انا بستلطفها بس ده شغل يامرام والشغل مفيهوش بحب او اكره
فأبتسمت بسعاده فتصريحه قد اراحها
وقفت تفرك يديها بتوتر وهي تستمع لتوبيخ مديرتها لها
الاهمال ده ميتكررش تاني ..مش علي آخر الزمن واحده زيك بسببها اخد لفت انتباه من جاسم الشرقاوي
فطأطأت ريم رأسها بخزي
مش هتتكرر تاني اوعدك
لتنظر لها مديرتها والتي تدعي جيهان بضيق
اتفضلي علي شغلك
ثم هتفت قبل ان تنصرف
ياريت تهتمي شويه بكورسات اللغه والمحاسبه زي زمايلك علطوول بيطوروا نفسهم ولا عايزه تفضلي زي ما انتي كده ولا حاجه ..الانجليزي بتاعك سئ للاسف
فحركت رأسها بصمت وغادرت وهي لا تعلم من اين ستدفع مصاريف تلك الدورات المكلفه ... فراتبها يكفي معيشتها ودراسة أخيها وعلاج والديها
الهم أصبح مثقل علي اكتافها منذ ۏفاة شقيقها...
وتنهدت بآلم وهي تتذكر ذهابها اليوم لمهرة ...
أغلقت الهاتف بسعاده بعد ان اخبرتها رقية بأنها ستأتي إليها لتتحدث معها ... لتنظر إلي فوزية اللي كانت تقص عليها مغامراتها مع جارتها ..فمغامرات فوزية لم تتوقف مع زوجها فحسب
وضربتيها بالشبشب يافوزيه
فتمتت فوزية بضيق
وكان خسارة فيها و الله ياست مهرة
وتابعت وهي تضغط علي أسنانها بغل
يعني يرضيكي تضحك عليا في فلوس الجمعية .. اه كل ما أفتكر الفلوس اللي راحت قلبي يوجعني... لاء انا هروح اضړبها علقة كمان
فضحكت مهرة ...ثم نظرت إلى هاتفها الذي دق برقم غير مسجل لديها وتمتمت بسعاده وهي تسمع صوت ريم وهي تخبرها بهويتها ثم استأذنت منها لتأتي لزيارتها كي تبارك لها علي زواجها ..ونظرت هدي نحوها بتسأل
في حد جاي تاني من أصدقائك
فحركت مهرة رأسها ... وهي تنظر لفوزيه
نوقف النهارده مغامراتك اللي هتوحشني لما ارجع الشغل
فضحكت فوزيه كما ضحكت هدي ..لتتجه مهرة نحو الخارج متذكرة ان عليها أخبار جاسم بالأمر ففي النهايه هذا منزله
وهاتفته وهو ينهي اجتماعه ..ليجيب عليها بهدوء
خير يامهرة
وتنهد بهدوء وهو يستمع لها
في ضيوف جايلي .. اقابلهم هنا ولا بره ..لو هنضايقك بلاش
قاټل بحنق من تصرفاتها
السؤال ده ميتسألش تاني ..ده بيتك انتي كمان وضيفي اللي تحبيه فيه
انتبه ابتسامتها
شكرا... انا موافقه ادرب مع أستاذ فؤاد وبرضوه هفتح المكتب بتاعي
ليزفر جاسم أنفاسه وهو يطالع ياسر الذي مازال يجلس معه في غرفة الاجتماعات بمفردهما
لما ارجع نبقي نتكلم .. سلام
وأغلق الهاتف ..لتنظر لهاتفها
سلام
نظرت ورد للمياه بفرحه وكلما لامست قدماها الماء ابتعدت ..ليضحك كنان علي أفعالها حاملا أيها بين ذراعيه
سنعوم ورد
لتنظر ورد حولها فالمكان كان خالي من الناس
لا كنان أرجوك ..
ولكن كنان كان يستمتع بتشبثها به القوي
لا تخافي ورد ... لو كان جواد هنا لضحك عليكي
فأبتسمت ورد بحنين إلى جواد الذي اعجبته الاقامه مع أبناء عمه
وبدأت رحلة تعليمه لها التي كان يملئها الضحك والمرح
تنهدت رقية بأسى وهي تقص لمهرة عن لقاء مراد بالعروس المختارة من خالتها وزوجها .. وكيف كانت هي الوسيط بينهم .. اوجعها ماعاشته رقية لتضمها لها بحنان
بكره هيحس بحبك ...بس هو للاسف لسا شايفك البنت الصغيره اللي كبرت قدام عينه
ونظرت نحو ريم التي تجلس بخجل
وانتي ياريم عامله ايه في شغلك
فرفعت ريم عيناها نحوها ..وهي تشرد في معاناتها مع مديرتها
الحمدلله
فأبتسمت مهرة وهي تحذرها
اي حد يضايقك قوليلي
فداعبتها رقية وهي تمسح دموعها
دلوقتي بقت قوة عظمي
لتضحك مهرة ووكظة رقية في ذراعها
لاء مش هستخدم سلطتي ..انا هستخدم معاهم القانون
لتتسع عين رقية
هترفعي على شركات جوزك قضية
فأبتسمت بزهو
اه لو ظالم هعمل كده
لتأتي هدي إليها تخبرها
الغدا جاهز
ورغم اعتراض ريم وخۏفها من التأخير علي والديها الا ان مهرة قد ارغمتها بل وحادثت والدتها ..اما رقية اتجهت لتناول الطعام وهي تمسح على معدتها بجوع
كانت جالسة ممتعه يملئها الضحك وكل منهم نست ما يشغل بالها
وانصرفت ريم مع رقية التي اصرت على توصيلها بسيارتها
انتهي اليوم بسلام وصعدت نحو غرفتها وهي تتذكر إنها الي الآن لم تنعم بحمام الجاكوزي الذي كل يوم تنوي عليه ولكن لعدم تعودها على هذه الأشياء كانت تنسي الأمر وتكتفي بأستحمامها الذي اعتادت عليه
وواعدت كل شئ وهي تهتف بحماس
انا فعلا محتاجاك النهارده ... اما نجرب الجاكوزي اللي قرفنا بيه في المسلسلات
ومدت ساقيها ثم كان كامل جسدها أسفل المياه المعطرة بأرقي أنواع الزيوت العطرية وأبتسمت بسعاده وهي تري المياه كيف تتدفق
لاء انا كده ممكن انام فيه
ومر الوقت وهي تشعر بالأسترخاء ومستمتعه بوجودها حتي أنها بدأت تدندن مع نفسها
دلف جاسم بأرهاق للغرفة متعجبا من عدم وجودها فهدي اخبرته أنها صعدت منذ مدة لأعلي
وأسترقي السمع...لترتسم علي شفتيه ابتسامة خبيثة وهو يستمع لغنائها
ياطالعة من باب الحمام وكل خد عليه خوخه
يامهرة
وحرك مقبض الباب وعيناه تلمع بوميض من المكر.
يتبع
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
الفصل السابع والعشرون.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
أنتهت من دندنتها وهي تسترخي أكثر في
متابعة القراءة