رواية "ليلة تغير فيها القدر" ( الفصل السبعمائة والعاشر 710 إلى الفصل 712 ) بقلم مجهول

موقع أيام نيوز

لرؤية جده الأكبر.
احترم اصلان رغباتها مدركا أنها لم تكن تحب حفيدها بل كانت تحبه كثيرا. أومأت أميرة برأسها متفهمة أيضا. في تلك اللحظة تسارعت أنفاس هنادي ونهض اصلان على عجل واستدعى الطبيب.
وبما أن هنادي كانت بحاجة إلى الراحة ذهب الجميع إلى الصالة. وبينما جلست أميرة ناولها أحدهم بلطف قطعة منديل. وعندما رفعت رأسها ورأت أنها صفية ألقت عليها نظرة امتنان.
بعد فترة ليست طويلة وصل نديم مسرعا وكانت عيناه مليئة بالحزن وهو يجلس بجانب اصلان. تبادل ابنا العم النظرات ولم ينبس أي منهما ببنت شفة. ثم طلبت أميرة من صفية العودة أولا لأنهما سيبقيان في المستشفى لمرافقة هنادي في لحظاتها الأخيرة. وعندما حان وقت اصطحاب جاسر في فترة ما بعد الظهر أرسل اصلان حراسه الشخصيين وطلب من نديم اصطحابه إلى المنزل أثناء بقائهم في المستشفى.
في نفس الوقت سمع أفراد عائلة البشير الآخرون الخبر أيضا وشعروا أنهم يستطيعون أخيرا أن يتنهدوا بارتياح كبير. أخيرا كانت هنادي التي كانت الأكثر نفوذا تغادر واعتقدوا أن التعامل مع أميرة التي تمت ترقيتها حديثا كان أسهل كثيرا. كانوا جميعا ينتظرون أن تلفظ هنادي أنفاسها الأخيرة وفي نفس الوقت تم إرسال العديد من الشيوخ أيضا إلى المستشفى لزيارتها. ومع ذلك رفضهم جميعا اصلان. نظرا لأن هنادي لم يتبق لها الكثير من الوقت فقد أمل ألا يكون آخر الأشخاص الذين سيبقون بجانبها هم أولئك المليئين بالمخططات بل فقط أولئك الذين أحبوها.
كانت تلك الليلة طويلة بشكل استثنائي وفي ممر المستشفى الهادئ حتى الممرضات كن يحرصن على اتباع خطوات خفيفة. وبعد أن نامت هنادي استمرت حالتها في التدهور وكأن الوقت قد حان لإطفاء شمعتها.
وعندما اقترب الفجر استيقظت وأمسكت فريدة بيدها وهي تنادي بصوت خاڤت أمي!
لقد استنفدت هنادي قدرا هائلا من الطاقة لتتمكن من التحدث فقالت بصوت أجش لقد أشرقت الشمس. لقد حان وقت رحيلي.
أمي لا تذهبي. لم تتمالك فريدة نفسها من البكاء.
اندفع اصلان وأميرة من الخارج أيضا. وبينما كانا يستمعان إلى صوت فريدة وهي تبكي امتلأت عينا أميرة الحمراوان بالدموع. بدت هنادي أكثر نحافة وضعفا.
أنتم جميعا هنا... نظرت هنادي إلى الأشخاص من حولها وكانت عيناها دامعة ومترددة لكنها ما زالت تغمض عينيها دون ندم.
وفي النهاية سقطت اليد التي كانت تمسك بيد ابنتها فجأة.
في لحظة امتلأت الغرفة بأكملها بصړاخ فريدة وأميرة وجودي. ورغم أن الرجال كتموا مشاعرهم إلا أنهم شعروا بالحزن في الداخل. وقف مدير المستشفى بجانب السرير في صمت مع المسؤولين التنفيذيين في المستشفى مودعين النبيلة هنادي في رحلتها الأخيرة.
في الصباح عندما أرسل نديم جاسر إلى المدرسة لم يستطع السيطرة على نفسه في النهاية وانهمرت الدموع من عينيه وقال للصغير جاسر يجب أن تتذكر دائما كيف تبدو جدتك
الكبرى أليس كذلك
الفصل
تم نسخ الرابط