رواية صقر عشقى (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم ساره مجدى
المحتويات
ليرفع عيونه ينظر إليها باستخفاف و قال
مش عايز أفطر
جدى
قالتها دون أن تهتم لكلماته ... ليقطب جبينه و هو يقول
مالوا جدى ... و وشك أصفر كده ليه
لتشير إلى الخارج و قالت
جدى .... جدى
لم ينتظر أن تكمل حديثها ليتحرك سريعا و غادر الغرفة و دلف إلى غرفة جده لتقف هى عند الباب تنظر إليه لينظر إليها و قال
إنا لله و إنا إليه راجعون
جدى رضوان الزيني ماټ ... عايز خلال ساعه كل حاجة تكون جاهزه و الډفن بعد صلاة الظهر
و بالفعل تم تنفيذ الأمر الذى أصدره كبير عائلة الزيني ... حضرت سناء و زوجها رمزى .. و أجتمعت البلده بأكملها فى الصوان الكبير و كل النساء داخل البيت الكبير ... كانت قدر و لأول مره جالسه لا تقوم بأى شيء و بجوارها عمتها ... لم تستطع البكاء على جدها و لا تشعر بالحزن .. الشيء الوحيد الذى تفكر فيه الأن أنها أصبحت تحت رحمة أصلان بمفردها ... خاصة و كل شيء أصبح بأسمه أى أن أملاك الزينى بأكملها و هى من ضمنها ... أصبحت ملك يديه
أنا مسافر علشان أعيش حياتى زى ما أنا عايز و زى ما يليق بيا أنى أعيشها ... و علشان تبقى عارفة أنا لما أتجوزتك أتجوزتك بس علشان وعد جدى ليا أنه يكتب أملاك العيلة كلها بأسمى ... و كمان علشان كان نفسى أذلك و أقهرك ... و أدوس على كرامتك
يكمل قائلا
أنا تكرما منى هسيبك تعيشى فى البيت ده ... و أوعى تفكرى أنى هطلقك لا أنا هسيبك كده زى البيت الوقف لا متجوزة ولا مطلقة ... هروح أعيش حياتى و أسيبك أنت هنا مرمية زى
و لم يكمل حديثه و لكن نظراتة أخبرتها بما يريد قوله .. و بشكل حياتها القادمة .. و لكن فى الأساس من قال له أنها تريد أن تتزوج غيره .. أو تتزوج من الأساس من قال إنها تريد أن تعيش مع أحد من نوعه
و لكن
رغم كل ذلك الۏجع التى تشعر به إلا أنها كانت كلما شعرت بهدر الكرامه كلما زاد إصرارها على أن تدفعه ثمن كل لحظة شعرت فيها أنها تذبح بدون رحمة
أنحدرت تلك الدمعة الحبيسة و هى تقول
أوعدك يا أصلان إنك تدفع تمن كل چرح .... قلبى پينزف بسببه ... أوعدك أثبتلك أن البنت إللى أنت مستقل بيها دى ممكن تعمل أي حاجة هى عايزاها ... أوعدك أن زى ما طول عمرى شايفة فى نظرة عينك الأستخفاف و الأستهانة ... هشوف الأسف و الحصره و الندم فى عيونك ... أوعدك أدفعك تمن كل ألم و چرح و إهانة ... أوعدك أكسرك زى ما كسرتنى ... أوعدك أكون قدر إللى هيكون من النهاردة قدرها بأيدها .... إيدها هى و بس
ألووو مين
أنا قدر يا عمتي
أجابتها قدر بصوت بارد مخټنق بالدموع لتقول سناء سريعا
مالك يقدر فى أيه
صمتت قدر لعدة ثوان ثم قالت
لو سمحتى تعالى أنا محتاجالك
جايه حالا
قالتها بلهفة و أغلقت الهاتف و توجهت مباشرة إلى غرفتها التى يستريح فيها زوجها بعد أن عاد من العمل ليرى هيئتها فغادر السرير و هو يقول
فى أيه يا سناء أنت كويسة
قدر
نظرت إليه و قالت أسمها فقط و كان هذا كفيل أن يفهم أن هناك شىء كبير قد حدث و هو يعلم أصلان جيدا و يعلم تصرفاته التى لا يرتضيها أبدا
فتحرك سريعا يبدل ملابسه و غادرا سويا ليذهبا لتلك التى ظلمتها الحياة و ظلمها البشر أيضا و لم يرحمها أحد لا أب و لا جد و لا زوج
الفصل الرابع ...
مر شهر كانت سناء لا تفارقها حتى رمزى .. كان بجاورهم يساعدهم بكل ما يستطيع ... كانوا كل ليله يجلسون يتباحثون ماذا ستفعل ... و كيف ستبدأ هى فى تحقيق ما تريد .. و خلق الفرصه التى تجعلها على بداية الطريق ... و لكن هل للقدر رأى آخر
أستيقظ من نومه كعادته قبل أذان الفجر أعتدل جالسا و هو يردد بعض الأذكار ثم نظر إلى سناء التى تغط فى نوم عميق أبتسم بحنان و هو يتذكر كلمات الرجل التى لم تكن الأولى و لن تكون الأخيره
أخذ نفس عميق و أستغفر الله بصوت مسموع و عقله يعيد عليه سنوات زواجه و رحلتهم الطويلة لدى الأطباء
و كلمات الطبيب التى ألمت قلبه و قلبها لكنه أبدا لن يتخلى و يفقد الأمل
حضرتك عندك بعض المشاكل و بشويه علاج المواضيع ممكن تتحل أن شاء الله ... بس أنا مش عايز أقول أن الأمل كبير ... أحنى هنعمل إللى علينا و الباقى على ربنا
كلمات تذبح رجولته ... تجعله يعود من جديد لأحساسه السابق بكم هى بعيده و
غاليه و أنه لا يليق بها
طوال الطريق إلى البيت كان الصمت ثالثهما
و لكن كل منهم بداخله شيء مختلف هى تشعر بالخۏف و الحزن على ألمه و هو يفكر كيف سيتحمل فراقها
حين وصلوا إلى البيت لم تترك له الفرصة ليتحدث بل ركعت على ركبتيها و هى تقول بدموعها
أقسم بالله راضية ... و مش عايزه من الدنيا دى كلها غيرك و لو فى يوم قررت تسيبني يبقا تذبحني و تدفنى أرحم ما تبعدنى عنك أموت بالبطىء
ليجلس أمامها بحنان و دموع عينيه تتجمع و تحارب صلابته حتى ټغرق وجنتيه و هو يقول
أنت تاج راسى و ست قلبى و ست بيتى و لو مكنتيش أنت يا سناء مش هيكون فى غيرك فى يوم و قبل ما أذيكى فى يوم هكون مېت
لتبكى بصوت عالى و هى بين ذراعية الحانية وأنحدرت تلك الدمعة الأبيه فوق وجنته و
متابعة القراءة