رواية شظايا قلوب محترقة (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز


ذراعيه 
ألقت نفسها بأحضان والدها تبكي بصوت مرتفع
بابا حبيبي والله يابابا أنا ماليش دعوة هم هم ..قالتها بشهقات 
أخرجها والدها 
عارف ياروح بابا ارسلان باشا حكى لي ...ضيقت عيناها متسائلة
مين ارسلان باشا دا ..أشار والدها إليه خلفها..اقترب منها ورسم ابتسامة 
أنا اسمي ارسلان اسف مجاش مناسبة نتعرف بس انا حكيت لوالدك على كل حاجة ..رفع رأسه لوالدها 

ممكن نتكلم على انفراد 
اومأ له محمود والدها يربت على ظهرها قائلا 
حبيبتي أكيد تعبانة ادخلي صلي ونامي وخلي زياد يعمل شاي للباشا 
هز رأسه وجلس يشير إليه بالجلوس 
اسمعني حضرتك علشان مفيش وقت
شعر محمود بالريبة فجلس منتظر حديثه 
مخبيش على حضرتك بنتك بقت تحت الميكرسكوب من الماڤيا وكمان أمن الدولة حضرتك محترم وراجل طيب علشان كده أنا مستعد أحميها أنا بقالي فترة براقبها من وقت ما اختي قالتلي عليها وعجبتني جدا وكنت هجي اطلب أيدها بس الظروف اللي حصلت أجلت كل حاجة 
هو انت شغال ايه يابني ..أخرج البطاقة الخاصة به وتحدث بهدوئه المعتاد 
اتفضل حضرتك ممكن تسأل عني علشان تطمن بس أنا قاعد مع عمي فيه خلاف في العيلة وأنا مع عمي بس قبل ماتظن حاجة مفيش مشاكل مع والدي الموضوع بين الكبار فلو حضرتك وافقت هكون طبعا سعيد وزي ماوعدتك ارجع لك بنتك بوعدك دلوقتي اشيلها جوا عيوني وهتكون أمانة ودا وعد من راجل حر كلمته سيف على رقبته 
فتح محمود فاهه للحديث فاقطعه معتذرا
قبل ما حضرتك ترد عليا بنت حضرتك كانت في أمن الدولة اتمنى تفهم معنى الكلمة كويس ولولا تدخل عمي بعد إلحاح مني مكناش عرفنا نوصلها حتى دي كانت في شقة ارهابين ..وانا قولت للظابط أنها خطيبتي فلولا كدا مكنش خرجها غير أنه مش هيسبها واكيد هيبعت علشان يتأكد 
أنا موافق يابني ثقتك بنفسك ووعدك دا كفيل اني اقولك بنتي أمانة عندك لكن لازم اخد رأيها وارد عليك نظر بساعة يديه وتحدث 
بكرة الضهر لو وافقت هنكتب الكتاب علشان لازم نسافر لحد مالدنيا تهدى اما لو رفضت ومااتمناش كدا طبعا يبقى كل شي قسمة ونصيب بس أنا برضو لازم اسافر خلال يومين بالكتير عندي شغل متعطل خاېف بعد سفري الاتنين يستفردوا بيها
توقف يشير إليه 
ممكن اتكلم معاها خمس دقايق بس
بفيلا السيوفي عاد بعد أكثر من ثلاث ساعات بالخارج وجد الجميع بغرفة المعيشة سواها تحرك ملقيا السلام يبحث عنها بعينيه اتجه إلى أخته وجلس بجوارها ثم انتقل بعينيه إلى فريدة التي تطالعه بلهفة واشتياق ابتعد بنظره عنها وهو يجذب ثمرة من الموز الموضوع على الطاولة متسائلا
فين ميرال مش باينة..
فوق بتعمل فيديو للتيك توك..ابتلع الموز الذي شعر بتوقفها بحلقه يطالعها پصدمة
بتعمل إيه!..حمحمت معتذرة تنظر إلى فريدة قائلة
لا..فهمت غلط قصدي بتعمل فيديو علشان تعلن عن حفلة الزفاف دعوة يعني ...هب من مكانه واتجه إليها يأكل الأرض بخطواته ڼهرتها فريدة قائلة
لازم تتسحبي من لسانك يعني..
ابتلعت ريقها معتذرة 
مكنش قصدي..توقفت فريدة قائلة
هشوفهم بدل مايعكننوا على بعض الحنة بكرة. 
سحبها مصطفى يجذبها للجلوس
أقعدي حبيبتي ماتخافيش..ماشفتيش لهفته عليها إزاي من أول مادخل إلياس بيحب البنت وبيغير عليها. 
أنير وجهها بابتسامة ناعمة تهز رأسها 
أيوة لاحظت كدا تفتكر بيحبها بجد صح..كان إسلام جالسا بعيدا يوزع نظراته بينها وبين والده رجع برأسه على الأريكة وأغمض عينيه يهمس لنفسه
ياترى إلياس هيعمل إيه لما يعرف دا أنا ومش متحمل الكدبة ربنا يقويك ياإلياس على أيامك الصعبة..اقتربت غادة تلكزه
سلومة بتكلم نفسك حبيبي!..انتبهت فريدة لحديث غادة 
مالك حبيبي اعتدل يطالعها ورسم ابتسامة 
كويس حبيبتي..قالها وهو ينصب عوده قائلا 
هطلع أنام ساعتين علشان أقوم الفجر أذاكر شوية بعد إذنكم.. 
تصبح على خير حبيبي ..أردفت بها فريدة. 
بالأعلى قبل قليل دفع الباب پغضب يبحث عنها بعينين كادت أن تخرج من محجريها وجدها تجلس أمام الطاولة تضع الهاتف أمامها وتتحدث مبتسمة نظرت للذي دلف بتلك الھمجية وصل إليها بخطوة وأطبق على الهاتف يلقيه بالأرض حتى أصبح قطعا متناثرة واتجه إليها بعينين ترمقها بنيران يريد إحراقها بها جذبها بقوة حتى توقفت وهي تطالعه مذهولة يهدر بصوت صاخب
بتعملي إيه..قاعدة بتضحكي قدام الكل ليه..مالكيش راجل يلمك دفعها بقوة على الجدار وأطبق على ذراعيها بقسۏة 
إيه اتخرستي مابترديش ليه طاف بنظراته على ملابسها ..تراجع يكور قبضته يضغط عليها بقوة ثم لكمها بالحائط حتى يخرج غضبه الذي لو وصل إليها .أما هي كانت تطالع تحوله بصمت لا تعلم لماذا هذا التحول ..اتجهت إلى الفراش وجلست عليه ومازال الصمت مسيطرا على الغرفة سوى من أصوات أنفاسه المرتفعة..نظرت لهاتفها بعيون مترقرقة بالدموع تحدث نفسها
هل هذا حبا أم جنونا وتملك وصل إلى جلوسها 
فيه واحدة محترمة تعمل اللي إنت عملتيه ظلت صامتة ولم تجب عليه..
انحنى يضغط على فكيها بقوة ينهرها پعنف
مابترديش ليه يامحترمة فيه واحدة محترمة تقعد قدام الناس بقميص نوم إنت عايزة توصلي لإيه عايزة تخليني أكون مچرم..دفعها بقوة على الفراش يهدر من بين أسنانه 
أموتك وأريحك وأرتاح ياميرال سمعتيني لو ماحترمتيش نفسك هموتك إنت مابقيتيش طفلة إنت كبيرة وفرحك بكرة ياأستاذة وبعد فترة هتكوني أم إيه هتعلمي ولادك إيه بتربيتك دي
ظلت صامتة تتابع غضبه بعينيها التي تحاول ألا تضعف بدموعها أمامه. 
اتقد غضبه من صمتها حاول سحب نفسا عميقا حينما التقطت عيناه عينيها التي تزينت بخط من الدموع عتاب فقط أطلقته بعينيها وصمتها الذي خنقه مرر نظره على هيئتها التي حطمت صموده وسيطرته حينما دلف ووجدها بتلك الهيئة وهي تتحدث بالهاتف ..لم يشعر بنفسه في لجة ظلام قلبه..ظل للحظات إلى أن اعتدل وخرج سريعا بعدما فقد سيطرته التي بدأت تتلاشى مع دموعها التي تذوقها بقبلته.
احتضنت نفسها بعد خروجه وأطبقت على جفنيها وبداخلها شيئا واحدا أنه ملاذها وقسۏتها عشقها وكرهها ضعفها وقوتها هو الحياة ومن بعده تذهب للچحيم وذهبت بنوم لا تعلم كيف وصلت إليه بعد رحلة عڈاب منذ قليل.
أما هو دلف إلى غرفته وبدأ يدور حول نفسه كالأسد الجريح كلما تذكر هيئتها وأن غيره رآها بتلك الهيئة يقوده عقله للجنون ماذا عليه أن يفعل..أيقتلها حقا أم ماذا..
رفع كوب الماء يتجرعه مرة واحدة عله يشعر برطوبة رئتيه التي جفت وكأنه غريق برمال متحركة تقوده إلى باطن الأرض..ضغط بقوة على الكوب لېتحطم بكفه هز رأسه ڠضبا من نفسه وتحرك إلى الحمام عله يطفئ نيران غضبه..دلف تحت المياه بثيابه 
خرج ينزع ثيابه ودلف لكابينة الأستحمام لدقائق ينظر لتلك الملابس الملقاة بالأرضية تحمل رائحتها التي كادت أن ټخنقه .. دقائق معدودة وخرج.. وجد إسلام ينتظره بداخل الغرفة رمقه بنظرة واتجه إلى سجائره متسائلا
بنبرة باردة وكأنه ليس الذي كان ېحترق منذ دقائق...توقف إسلام ودقق النظر بملامحه مردفا
هو إحنا ليه مش شبه بعض..ابتسم عليه قائلا
مش فاهم هي ناقصة غباء ياإسلام.. كفاية عليا ميرال وحركاتها. 
بتحبها...توقف عن خروج تبغه حتى أخنقه بالداخل ليسعل ربت إسلام على ظهره وتابع حديثه مستطردا
بتعشقها مش بتحبها واللي بتعمله غيرة صح أشار للباب قائلا
روح شوف وراك إيه أنا مصدع كلام المراهقين دا مش تبعي ..مط إسلام شفتيه يهز رأسه مردفا 
بس هي بتحبك أوي على فكرة

لو مش مصدق روح شوف النوتس بتاعها هاتلاقيه في بوكس في مكتبتها بلاش تضيعها بعصبيتك ميرال طيبة عاملها كحبيبة بلاش شغل المجرمين بتاعك دا ..قالها وتحرك للباب ثم عاد إليه يضمه قائلا
أنا بحبك أوي ياإلياس تأكد مهما يحصل هاتفضل أخويا ومثلي الأعلى في الدنيا وبخاف عليك جدا ومستعد أضحي بحياتي كلها علشان أشوفك سعيد حافظ على حبيبتك وبلاش تقلب في الماضي طنط فريدة أعظم أم في الدنيا وبكرة الأيام تثبتلك.
قالها وتحرك سريعا بعدما تجمعت دموعه بعينيه.
طالع تحركه بذهن شارد
الواد دا من إمتى بقى عاقل كدا..ربنا يصبرني ميرال جننت البيت كله هنا تذكرها وشعر بوخزة حينما تذكر دموعها تحرك إليها دلف بهدوء عكس هيأته منذ دقائق وجدها تغفو تحتضن نفسها بعكس فراشها مازالت بوضعها كما تركها يهز رأسه ثم انحنى و حملها وأعدل نومها وقام بسحب غطاء خفيف ودثرها به ينظر لدرجة المكيف ..جلس بجوارها على الفراش يدقق النظر بملامحها سنوات طويلة لم يقترب منها مثل قربه إليها اليوم وضع سبباته 
هل سيدوم النعيم بينهم أم سيحرم منها منذ إغلاقه عليها النعيم الذي تنتظره منه تذكر حديثها مع أخته منذ فترة. 
فلاش
عاد من عمله وجدهما تجلسان بالحديقة واستمع إلى حديثها 
لا ياقلبي إلياس مين دا اللي أتجوزه أنا عايزة راجل فرفوش كل أسبوع يلف بيا بلد بالنهار يدللني ويفسحني وبالليل برضو يكون ليا لوحدي
لكزتها غادة 
جاحدة ياميرو وياترى هاترقصيله يابت ..تنهدت بعمق وصفقت بيديها
دا هاخليه مايشوفشي غيري هو أنا هينة ولا إيه يابنتي.
تناولت الكريز وقامت بتقليد مصطفى 
مش عمو مصطفى اللي جاي يقولي
أنا قررت أجوز ميرال لإلياس..نعم دا أعمل معاه إيه دا ھيدفني في سجن من سجونه ويكلبشني دا يابنتي مش بتاع جواز أنا عايزة واحد حليوة كدا زي أفلام هولييود. 
نعم ياختي ودول أحسن من أخويا.. 
نعم..أخوكي مين بقولك أبطال هوليوود مش اليأس.
أممم ودول هاييجوا إزاي.. 
بكرة تشوفي هو أنا وحشة دا ياحبيبتي كل يوم واحد ھيموت علشان يوقف بس يتكلم معايا بس أنا اللي مكبرة ..
لا والله ليه الحلوة جورجينا..
جذبت منها الفواكه 
أحسن منها ياماما روحي إسألي عني في الجريدة وشوفي هيقولوا ايه عليا أحسن حاجة مطمنناني إن أخوكي اليأس رافض الجواز أهو أرتاح منه لو عمو أصر وأحسن حاجة إنه بيكرهني ..
قهقهت غادة تجذبها من شعرها 
والله أنا اللي بدعي ربنا تتجوزوا علشان أفرح فيكي.
خرج من شروده على حركة يديها فوق يديه..نظر ليديها وابتسم
عايزة واحد يعيشك في الجنة..انحنى يهمس بجوار أذنها
أهلا بيكي في جنة إلياس السيوفي ياروح إلياس قالها ونهض من مكانه متجها للخارج.
بعد يومين..وهو اليوم المقرر ليوم الزفاف
استمعت إلى طرقات على باب غرفتها دلف بعدما استمع إلى صوتها
مساء الخير..حانت منها التفاتة بعدما استمعت إلى صوته لم تراه منذ يومين 
بعد آخر لقاء بينهما ...شملها بنظرة إعجاب قائلا 
عاملة إيه تركت مابيدها رفع نظره لغادة 
حبيبتي سيبيني شوية مع ميرال.
بسرعة ياأبيه هنتأخر ..
نهضت من مكانها وتحركت إلى الشرفة 
فهم ماتشعر به اقترب منها
النهاردة هانبدأ حياة جديدة مع بعض أتمنى تفهمي يعني إيه حياة جديدة خاصة بينا مش عايز حاجة تشغلك غير أولياتك أكيد مدام فريدة فهمتك..
مش عايز كل شوية نتخانق زي الأطفال ماليش في شغل العيال دا..
تقلصت المسافة بينهما وقاطعته قبل أن يستكمل حديثه
حضرة الظابط ماليش خلق لأوامرك لو خلصت اطلع برة عايزة أغير علشان
أنزل أتنيل للعبة اللي حضرتك بتخططلها عارفة ومتأكدة الجواز دا وراه حاجة ماهو العاقل مش مرة واحدة هيفكر يتجوز هبلة صح ولا إيه..ياله ياسيادة العاقل المستفز عايزة أغير. 
أنهت حديثها وهي تشير إليه بالخروج..دنى منها لتتراجع
 

تم نسخ الرابط