رواية "جوازة ابريل"(كامله حتى الفصل الاخير) بقلم نورهان محسن
المحتويات
شكلها مخبو لة اكيد
تحدت ابريل نظراته الممتعضة بمثلها فهو صار الآن بين أمواجها الثائرة وستلقنه درسا لعل جم ڠضبها تخمد من كل ما يزعجها لتتمتم من بين أسنانها انا اللي مخبو لة يا عد يم الضمير
أضافت أبريل بنبرة هادئة إلى حد ما محذرة إياها وهي تلف ذراعها حول صدرها تحوطه بالأخرى بيد مرتجفة لعلمك باين من شكلك انك علي نياتك .. النوعية دي وات ية وكداب ة واست غلالية .. هيضحك عليكي بكلمتين لحد مايسحب منك القرشين ويقولك باي باي ويشوفلو واحدة غيرك يرمي شباكه عليها
انتي زودتيها جامد .. انا همر مط بيكي بلاط المكان دا بالكلمتين الخا يبين بتوعك .. بس الأول شكلك عايزة قلمين عشان تتربي يا لمامة انتي
باسم !! عشان خاطري ماتتهور ش .. الناس بتتفرج علينا .. مش معقولة هتمد ايدك علي بنت!!
أقبلت أميرة من خلفهما لتقف بجانب الفتاتين وفركت يديها معا ورسمت ابتسامة مترددة على فمها اتسعت تدريجيا بدهشة وهتفت بترحيب حار ازي حضرتك يا استاذ باسم .. حضرتك اول مرة تشرفنا..!!
أكملت رضوى بلهفة مش معقول حضرتك مشرف ومنور المطعم كله!!
جحظت عينا أبريل وهي تنظر إليهما كأن على رؤوسهن الطير ثم تساءلت بتوجس انتي بتقولي ايه انتي وهي !! مش هو يعني ايه!! اومال حازم دا فين .. وانتو تعرفوه
ارتفع حاجبيها في حالة صدمة ولم تمهلها رضوى الوقت للرد حيث استدارت وقالت بإعجاب كبير محدقة فيه بابتسامة بلهاء كادت أبريل لكمها حتى تختفى عن وجهها دا شرف عظيم والله العظيم انك تيجي لحد هنا اهلا وسهلا بيك
هزت أميرة رأسها مؤكدة كلام صديقتها والحماس واضح في صوتها الناعم ايوه احنا محظوظين جدا بوجودك عندنا والله العظيم .. ولو ممكن صورة مع حضرتك لو مافيش ازعاج!
فغرت أبريل فاهها ببلاهة من تحول حالة أميرة التي ترى ابتسامتها العريضة تكاد تشق وجنتيها بسعادة وانقشعت غيمة الحزن عن وجهها تماما لتفيق من أفكارها على صوته المتهكم وهو يتجاهل تماما ما قالته الآخرى ما هو باين من استقبالكم الحار اوي ليا .. بس انا هعملكم فضي حة في كل حتة و هقفل المخر وبة دي
وأضاف باسم بسخرية واضحة وهو يميل رأسه إلى الجانب مم دفعها تحبس أنفاسها سخطا دون أن ترفع نظرها نحوه وهي متأكدة من أنها المقصودة بهذا الكلام ايه ما تسمعينا صوت .. ولا اتقطع لسانك دلوقتي!
سألتها رضوى بحيرة هو انتي عملتي ايه
زفرت ابريل الهواء بقوة من حدته حدثت إنقباضات في صدرها مم جعلها تسعل بالاختناق لتغمغم بأنفاس متقطعة بهدلت .. الدنيا
ربتت رضوى على ظهرها برفق وتهامست بجزع هار اسوح طيب سيبيني احاول اعالج الموقف المهبب دا
استدارت رضوى برأسها ترسم ابتسامة على وجهها بتوتر تجاه باسم الذي كان ينظر إليهما بضجر ففركت يديها معا لتتحدث بلهجة حاولت أن تجعلها لبقة استاذ باسم احنا بنعتذرلك يا فندم والله اللي مايعرفك يجهلك .. اللي حصل دا اقسم بالله كان سوء تفاهم مش اكتر احنا اسفين اوي
إستلمت أميرة دفة الحديث منها بنبرة لطيفة هادئة على أمل أن تعالج هذا الموقف أيضا حضرتك ابريل دي والله في منتهي الذوق والاحترام اللي في الدنيا .. هي ماكنتش تقصد حضرتك خالص .. هي قصدت حد تاني خالص
همهمت رزان مؤكدة بهدوء فعلا واضح كدا .. لانها قالت حاجات مش منطقية خالص..
قطع باسم جملتها هاتفا بإستنكار استني يا روز انتي بتبرريلها بتاع ايه اصلا!!
أشار باسم بإحدى يديه لتجلس مكانها ثم تتبعها يجلس على كرسيه مسلطا أنظاره عليها معقبا بصلابة هي اللي غلطت وهي للي لازم تعتذر
تلفتت أميرة حولها بقلق خائڤة من أن يأتي المدير وتحدث عواقب وخيمة لا تحمد عقباها ثم أمسكت بمرفق أبريل وتمتمت بصوت
راجى معلش يا توته عشان خاطري .. انا كدا هيتقطع عيشي والله .. دا ممكن بكلمة منه صاحب المكان هيطر دنا انا ورضوى واحنا علينا اقسا ط انتي عارفة ..
حثتها رضوى بهمس خاڤت ايوه يا ابريل .. اعتذريله مش هيخس عليكي حاجة .. انتي كدا كدا مش هتشتغلي هنا تاني
صرت إبريل على أسنانها وهي ترى جانب فمه يرتفع بابتسامة استفزا زية فتمنت إزالتها بس ك حاد مشو هة هذا الوجه الوسيم لتطرد تلك الأفكار من رأسها مغمغمة بصوت منخفض هو انتو مش شايفين انه عايش في الدور ومصدق نفسه اوي ازاي ..!!
سعلت ابريل بخفة تنقى حلقها ورتبت كلامها المبعثر فى عقلها ثم عاودت التحديق إليه قائلة على مضض بعتذر عن اللي حصل .. واسفة جدا علي الازعاج عشان اتسرعت في كلامي .. بليز اعذروني حقكو عليا
توسعت الابتسامة على شفتي رزان لتخبرها بلطف حصل خير .. انتي كنتي فاهمة غلط ودلوقتي فهمتي الصح .. مفيش داعي تقولي حاجة تاني ولا ايه يا باسم
تجاهل باسم سؤالها ورفع رأسه ووجه بصره نحو أبريل بنظرة غامضة ليقول بهدوء افتحي دي
نظرت إبريل إليه بذهول وحاجبيها معقودين وعيناها مفتوحتان على وسعهما في محاولة لإستيعاب النبرة الآمرة التي نطق بها كلماته بينما كان يشير إلى المشروب الغازى فسارعت رزان تقول بهدوء متعجب خلاص يا باسم ماتحرجهاش .. حصل خير
لوح باسم بيده إليها للتوقف عن الكلام عازما على تلقينها درسا حتى لا تنسى أبدا مرة أخرى أنها مجرد نادلة ثم غمغم بنبرة ذات مغزى لو سمحتي يا رزان .. يلا افتحيها
إلتمعت عينا أبريل بحيرة وعقدت ذراعيها أمام صدرها لتسأل بوجوم وحضرتك ماتفتحهاش ليه
رمقها باسم بنظرات متحدية تلاها قوله الساخر محسساني اني بطلب منك طلب غريب .. دا من ضمن تخصصات شغلك .. ودا الاعتذار الوحيد اللي هقبله غير كدا هيكون في كلام تاني
أخيرا ابريل فهمت مبتغاه من هذه الحركة وكانت على وشك الانفجار فى وجهه لكن ردعها نظرات أميرة المرجية وهي تضع يدها خلف ظهرها تحثها لتتحكم فى رد فعلها وبالكاد كبحت ڠضبها من هذا الشخص المتغطر س وأخذت نفسا عميقا وهي تخطو خطوتين إلى الأمام ثم خفضت عينيها إلى العبوة بنوع من القلق والتوتر فهذه هي المرة الأولى التي تفتح فيها زجاجة غازية لأنها لم تتذوق طعمه من قبل بسبب مرضها ومنذ الصغر كانت تتجنب اشتهاءها حتى لا تتأذى منه وتجعل أجدادها يقلقون عليها ويهرولون بها إلى المستشفيات.
ازدردت لعابها بصعوبة وحملته بين يديها المرتعشتين بتوتر وشرعت تفتحه لتجد صعوبة في فتحه أو بالأحرى كانت تخشى أن تفتحه فإختلست نظرة خاطفة عليه لتراه يحدق بها وعيناه تتألقان بسخرية مم جعل شعور الاغتياظ يعلو فى دمائها واندفع الادرينالين فى أوردتها فأعادت الكره بقوة أكبر فأصدرت العلبة صوتا أخافها لتشهق هلعا وهي تميل إلى الأمام مم جعل السائل يتطاير بقوة الدفع وانسكب على وجهه وقميصه الأزرق الباهت.
وضعت رزان يديها على فمها تكتم شهقتها پصدمة لا تقل عن صدمة باسم وذعر أبريل التى كادت تذوب من الحرج وتراجعت إلى الخلف محاولة إرغام لسانها المعقود على النطق لتخرج حروفها متلعثمة اا انا .. انا...
تلألأت رماديتيه بوميض شړ س بعد أن جعلته أضحوكة أمام الجميع وقاطعها هادرا پغضب من بين أسنانه انتي فعلا بت غب ية ومابتفهميش .. ازاي صحاب مطعم محترم زي دا يشغلوا عندهم بهيم ة زيك انتي!!
أنهى باسم كلماته نظر
إليها بنظرات مليئة بالاحتقار ففغرت أبريل فاهها پصدمة ولم تستطع السيطرة على لسانها هاتفة بحدة مهتزة احترم نفسك وماتغلطش
مدت رزان يدها لسحب عدة مناديل من أمامهم على الطاولة ث
متابعة القراءة