رواية بين الحقيقة والسراب (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


.
ثم غادرت وتركته ينظر إلى الأموال بعيون زائغة عاشقة وكأنها الأكسير المحبب إلي قلبه وظل يردد مع حاله وهو يعد المبلغ بابتسامة عريضة
دننانير و بلانكو
و فلوس بالكوم في البانكو
و مليش في كلامكو
و مقامي خمسين في تمامكو
فا بلاش علشانكو
عشان انتو سحبتوا ركنتوا
يوروهات دولارات و فرانكو
دنانير وبلانكو
وفلوس بالكوم في البانكو 

جماعة إيه رأيكم في سيد كلينتون كتبته حلو 
في مجموعة مالك الجوهري
يجلس مالك على مكتبه وامامه صديقه علي
يتحدثون في الأمور العامة للتصميمات فرفع مالك انظاره الى علي وردد بتساؤل 
الا قول لي يا علي لسه ريما ستور ما بعتتش التصميمات اللي كانت متفقه عليها معانا 
استمع علي الى سؤاله بتركيز وتبدلت ملامح وجهه وأجابه بعدم معرفه وهو يشير بيده بالنفي قائلا 
والله يا باشا بقى لي أكتر من 10 ايام بحاول اوصل لها وهي تليفونها مقفول والواتس كمان ببعت الرسايل وهي مش بتستلمها مش عارف بقى هي غيرت الرقم ولا ايه اللي حصل 
اندهش مالك لما سمعه وأعاد الكلام في ذهنه ثم ردد بتساؤل واستغراب
ازاي يعني ما بتردش عليك دي عمرها ما عملتها !
غيرت رقمها مثلا 
بس لو غيرت رقمها المفروض كانت تبعت لنا من على الرقم الجديد
واسترسل حديثه وهو يحك ذقنه مستنتجا بتساؤل
ولا يكونش اشتغلت مع حد تاني عرض عليها اكتر وانسحبت من وسط مجموعة مالك الجوهري 
حرك علي رأسه بنفي واجابه بإبانة وتأكيد 
لا ياه مالك ريما عمرها ما تعمل كده هي اكيد عندها ظروف منعتها انها تبعت لنا دي بقى لها سنين شغاله معانا وكانت قالت لي كذا مره إن جالها كذا عرض وهي رفضت 
مش معقول يعني اللي ماشية بالمبدأ ده هتغير رايها عشان خاطر الفلوس
دي عمرها ما اتكلمت معانا في فلوس ولا غيره ولا حسينا من ناحيتها انها مش مقتنعه بالمبلغ اللي احنا متفقين عليه معاها 
واسترسل حديثه بتأكيد على كلامه 
وبعدين يعني هي لو راحت لحد تاني وقبلت اي عرض ما هتبلغنا انها خلاص مش عايزه تشتغل معانا عشان تنهي العقد او ان ده اخر عقد هيبقى بينا مثلا
يعني خيالها مش هيوصلها انها تقفل التليفون عشان ما نعرفش نوصل لها ولا ترد علينا ما اعتقدش ان واحده زي ريما تعمل كده 
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا 
الله امال ايه الحكايه بقى!
انت لازم تقب وتغطس يا علي وتشوف لي الحوار ده ايه
لا يكون جرى لها حاجه واحنا قاعدين هنا نضرب اخماس في اسداس .
انتصب علي واقفا وانتوى المغادره وتحدث قائلا
تمام هحاول اوصل للأكونت بتاعها علي الفيس وربنا يساهل متقلقش نفسك إنت.
ثم اتكأ علي كرسيه للخلف وهو يدلك جبينه بإرهاق وهو مغمض العينين في حالة استرخاء لكي يستعيد توازنه من إرهاق العمل 
وإذا به استمع إلي صوت لن ينساه طيلة حياته يردد بهمس 
الله عليك وإنت راسي وفي حالة استرخاء بتفكرني بأحلي أيام قضيناها مع بعض 
كنت لما بتبقي تعبان من ضغط الدراسة مع الشغل تسند علي الكرسي براسك وتبقي بنفس الشكل وانا كنت أتأمل فيك وفي هدوئك وفي ملامحك إللي كانت بتظهر الرجولة منها .
لم يتحرك من مكانه وظل يستمع إلي حديثها ولم يفتح
عينيه وتحدث ببرود قاټل 
إيه إللي دخلك المكتب من غير استئذان 
إزاي الست هانم إللي قاعده برة تدخل اي موظف عندي هنا من غير استئذان 
ادعت التأثر والزعل من حديثه الجامد وأجابته بعتاب 
بقي كده يامالك دي مقابله تقابلها لهنا وهي جايالك مكتبك والشوق ضناها والخصام دوبها 
انت ما كنتش كده كنت حنين جدا عليا وعمرك ما عاملتني بجفا ولا اديت ضهرك ليا ابدا .
اعتدل في جلسته ونظر اليها واجابها بكل هدوء وثبات 
كنت مغشوش فيكي ما كنتش شايفك على حقيقتك 
كنت

بالنسبه لي حبيبتي وصاحبتي وبنتي واختي ومستقبلي وكياني اللي بشتغل وبنحت في الصخر وانا بدرس علشان خاطر نتجوز وتبقي ليا
واسترسل حديثه بندم 
بس كنت غلطان لما افتكرت ان مهما اديتك الحب ووعدتك بالمستقبل والأمان كنت برده هتسيبي العز والمال والجاه اللي بعتيني بالرخيص علشانهم !
كنت غبي وغلطان بس الحمد لله ربنا مش بيعمل حاجه وحشه وكشف لي حقيقتك قبل
 

تم نسخ الرابط