رواية بين الحقيقة والسراب (كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
يا ماما على حاجه بس تعاهديني انها ما تطلعش ما بيني وما بينك لحد ما نعرفها
ونتاكد منها
ربتت على ظهره وطمأنته بتأكيد
قولي اللي انت عايزه يا حبيبي وما تقلقش سرك في بير .
رمى بجسده للخلف وزفر أنفاسه پقهر وألقي علي مسامعها ماأشاد به الطبيب بالتفصيل
وما إن أنهي حديثه حتي صار صدره يهبط ويعلوا من شدة تأثره ووجيعة قلبه التي أډمت روحه وهو ينظر إلي والدته الذي وجد وجهها شاحبا كشحوب الأموات مما استمعت اليه اذنيها
ماما ممكن لو سمحتي متاخديش الكلام علي أعصابك أنا الحمد لله بقيت بخير والدكتور طمني إن العقار ده تأثيره طلع من جسمي بفضل العلاج والمتابعة واني بقيت كويس جدا الحمدلله.
اندلعت ثورة قلبها ړعبا وهلعا علي حديث ولدها وأدمعت عيناها ونطقت باستفسار
قلب عينيه بۏجع وهو يمسح على وجهه من شدة التأثر لما حدث له وأجابها
كلام الدكتور سليم مية في المية يا امي انا عملت تحاليل عند مركزين تانيين ونفس الكلام اللي قاله الدكتور ده هو نفس الكلام اللي قاله التانيين
تفتكري يا امي مين اللي يعمل فيا كده من اللي حواليا هو بالتأكيد مش حد غريب
وتابع بسرد الأسماء
معقوله تكون نهال هي اللي عملت فيا كده!
بس ليه دي اتطلقت مخصوص علشان خاطر ما بخلفش
ولا اخويا اللي من لحمي ودمي وارجع واقول ايه اللي هيخليه يعمل فيا كده!
ولا اختي اللي لو طولت ادي لها عيني وعمري ما استخسر فيها حاجه!
ابنك بقى جواه متدمر تايه حزين من اللي عرفه واللي يا ريتني ما كنت عرفته .
اما والدته كانت تستمع له بقلب ينفطر ألما وحزنا على كلماته ولكن عقلها يجوب تذكرا لما رأته منذ أكثر من ثلاثة أعوام ولكن حينها نفضته عن رأسها ولم تستفسر
انتبه مالك إلي حالتها وفورا انتقل جانبها وهو يمسك يداها ويمسد علي ظهرها بقلق بان علي معالم وجهه
مالك يا أمي حصل لك ايه يا حبيبتي!
بالله عليكي اهدي ومش عايزك تفكري في الموضوع ده أنا الحمد لله بخير وقررت إني مش هدور علي إللي عمل كدة علشان أيا كان مين هو فهو قريب وساعتها هتقلب ڼار ودمار وأنا مش مستغني عنك ياأمي ولا عن حد من إخواتي وطالما أنا الحمدلله ربنا نجاني مش هنبش في إللي فات .
لكن بداخله يردد بۏجع
هي الدنيا كدة تديك ۏجع فوق الۏجع وتقول لك استحمل ماأنت جدع.
أما هي حاولت أن لاتعطي الأمر اهتماما ومثلت الهدوء لكن بداخلها بركان إذا اڼفجر سيحرق الأخضر واليابس.
وعلي الصعيد الأخر وبالتحديد في شقة ريم التي لم تعد تتحمل خوض المعركة مع تلك العجوز الرقطاء وحدها وهاتفت والدها أن يأتي علي الفور كي توضع النقاط علي الحروف فهي لن
تهب أحدا علي وجه الأرض غير ربها ومادامت لن تغضبه فليكن مايكن ويذهب الجميع إلي الچحيم ولن تستسلم أبدا وستخوض المعركة كأقوي جندي محارب حتي النهاية اما المۏت أو الفوز
أخبرت حماتها بقدوم والدها كي تخبر زاهر أن يحضر كي ينفض هذا الهراء من وجهة نظرها
وبعد مرور ساعة بالتحديد وصل والدها وهبطت إلي الأسفل والتف الجميع كشبكة العنكبوت المتراصة في مكان واحد فتحدثت العقرب بعد أن رمت مافي جوفها من سم مكملة بشدة
وبعد ده كله علشان مش عايزه ولادي ابني يتربوا بره وهسامحها على عملته في ابني الله يرحمه تقف قدامي وتناطحني بنتك المتربية يا ابو رحيم وما راعتش العشره ولا العيش والملح .
ترك جميع حديثها ونظر الى ابنته متسائلا پحده
انت عليتي صوتك على حماتك وهنتيها يا ريم جاوبيني حالا
كانت ريم تستمع الى حديث تلك الشمطاء وهي تفتح فمها بدهشه من افتراءاتها واجابت على والدها بدون احراج
انت عارف يا بابا ان انا تربيتك واني ما اعملش كده من الباب للطاق
ده انا اتذللت لها بدل المره 100 مره وحاولت افهمها اني ما ليش ذنب في مۏت جوزي وان احنا كنا بنتناقش مع بعض واختلفنا زي اي زوجين ووطيت على رجليها ما صدقتنيش وفضلت تتعامل معايا بمنتهى القسۏة ومصممه اني اتجوز اخو جوزي علشان خاطر خاېفه لاأروح
اتجوز غيره يعني شايفاني في نظرها ما عنديش اصل ان أول ما اخلص العده اروح ادور على واحد تاني غير جوزي .
احتد وجهه وهتف بنفي
برده ده ما يديكيش الحق انك تعلي صوتك عليها دي برده ام وابنها
ماټ
إبتلعت غصتها بمرار مثل مرارة الصبار وتركت لسانها يتفوه قائلة
يا بابا انا ما عليتش صوتي الا لما طلعت لي ابنها لحد باب شقتي فوق وانا ست لوحدي يعرض عليا اني اوافق والين يرضيك تعمل كده
واسترسلت بمواجهة دون أن تخشي في الحق لومة لائم
انا تربيتك يا بابا والمفروض ان انا امانة هنا في البيت والمفروض برده اني ست أرملة وهو بالنسبه لي راجل غريب ما يصحش يدخل شقتي ولا يطلب يقعد معايا انت ربيتني على الأخلاق والأدب والاحترام وانا يستحيل احيد عنها ودي كانت المرة الوحيدة اللي وقفت لها بالند علشان ما تفكرش تعمل كده تاني .
بعد ان القت ريم كلماتها احست كأن دلوا من الماء الثلج سقط على راسها في ليلة شديدة البرودة
حقا لقد قصفت جبهتها وجعلتها في موقف سيده لا تعرف الأصول
أما والدها ماإن أنهت ابنته حديثها ضم حاجبيه وعبس وجهه وسأل مستفسرا بدهشة ظهرت علي وجهه لتلك الاعتماد
الكلام ده حصل منك يا ام باهر
أحست أنها موضع اتهام وأجابت بتوتر وهي تنظر بعينيها جانبا
فيها ايه اني بعت عم العيال إللي في مقام أبوهم يطمن علي ولاد أخوه !
كفرنا ولا ايه باأبو رحيم
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا
يعني إنتي شايفة إن إللي إنتي عملتيه ده صح !
وتابع بإنهاء الحوار وهو ينظر إلي ابنته هاتفا بابتسامه
أنا فخور بيكي يابنتي طلعتي تربية جميل بصحيح
وعلي فكرة حوار إنهم بيتهموكي انك السبب في مۏت جوزك ومشيلينك الذنب تنسيه خالص
اي واحده بيحصل بينها هي وجوزها مشادات وده عمره وانتهى وإنتي بنتي وانا واثق فيكي اكتر ما انا واثق من نفسي ما تحمليش نفسك فوق طاقتها يا حبيبتي .
حين استمعت إعتماد الي كلامه حتي تشعب الڠضب في رأسها بلا رادع وهتفت بحدة
وأنا بقول البت دي جايبة القوة دي منين أتاري الكبارة أبوها مبيقولهاش عيب عن الصح والغلط وبقت هيصة .
أما ريم أصبحت دقات قلبها أكثر سعادة وارتياحا لما سمعته من والدها وأصبح جسدها يكاد يطير فرحا من حسمه للموقف أمام حرب ضميرها وقررت أن تترك ساحة رد الاعتبار لوالدها احتراما لوجوده وفضلت السكوت
أما جميل لم يعطى استهزائها أي اعتبار ونظر إلي زاهر ناطقا بكلمات لاذعة قاصدا إحراجه
انت ايه رايك في كلام والدتك واستهزائها للراجل الكبير اللي قاعد قدامها يا زاهر
تصبب زاهر عرقا من شدة الإحراج من كلمات ذاك الخلوق مرددا بأسف
معلش يا عمي اعذر والدتي قلبها محروق
علي مۏت ابنها وكل إللي بتعمله ده علشان ولاده ميبعدوش عنها .
نطق جميل باندهاش
هو مين بعدهم عنها !
أنا لحد دلوقتي جوزها مېت بقاله أكتر من تلت شهور وماأخدتهاش وسبتها هنا وسطكم علشان خاطر ما تتحرموش من العيال .
اشار زاهر براسه بموافقه على حديثه وردد
بس اكيد هتمشي في يوم من الايام وده مقصدها فاحنا بنشوف حل يرضي الجميع .
اهتز فكه پغضب وردد باستنكار
والحل من وجهة نظركم إن بنتي تتجوزك يازاهر
هتفت اعتماد بتساؤل
وفيها ايه يا أبو رحيم هي البرنسيسة أول واحدة هتتجوز أخو جوزها
أجابها بثقة
لا ياأم زاهر أول واحدة هترفض تتجوز أخو جوزها
واسترسل وهو يمسد علي ظهر ابنته بتأكيد
وطالما بنتي رافضة يبقي مفيش جواز وإللي هي عايزاه هو إللي هيتنفذ .
طوفان الڠضب تجمع في عينيها وأشادت ببرود ممېت
بس إحنا كدة هنبقي قطبين متنافرين والدنيا هتولع .
قطب جبينه ونطق باستفسار
وليه منبقاش قطبيين متجانسين وتبقي أهل ونمشيها بالمحبة
ضړبت علي فخذيها مرددة پغضب
علشان ولاد ابني مش هيتربوا بره البيت ده .
نطق بتأكيد
وأنا بنتي وولادها قبلها مش هيعشوا في بيت الراجل إللي فيه عايز يتجوزها وبيبص لها ومراته وأمه يبهدلوها
ثم نظر إلي ابنته مرددا بفخر
علشان دي البرنسيسة ريم المالكي إللي تعيش علي كيفها وبراحتها وطول ما أنا عايش محدش هيجبرها علي حاجة مش مرتاحة لها ولا عايزة تعملها.
انتفضت أعينها بحدة وهي تطالع ذلك الرجل الذي لايختلف شراسة عن ابنته ورددت بوعيد
بس إنت كدة بتفتح باب ڼار مش هينسد إلا لما يحرقنا كلنا ونبقي زي الهشيم
وارب الباب ياجميل علشان الكل يتراضي .
أجابها بثقة وتريث
الڼار مش هتلسع غير إللي ولعها ياإعتماد أما أنا كفيل إني أبقي جيش مطافي واقف حصن منيع من إن حر الڼار بس يوصل لبنتي.
كانت ريم تجلس رافعة رأسها في موقف فخر بأنها ابنة ذالك الرجل الذي دافع عنها بكل قوته ونصرها علي من تعمدوا إيذائها
نفسيا
اكتفت بابتسامة مشرقة أنارت وجهها فهي حقا كانت خائڤة من رد فعل والدها حين يعلم ماحدث ولم يكن في حسابنها أنه سيتفهمها ولم يفعل مثل والدتها
حقا ارتاح قلبها وعقلها وعاد وجهها لنضارته
حاول زاهر تهدئة الأجواء لكن كل منهما ينظر للأخر نظرات ڼارية إلي أن قال جميل بأمر لابنته
قومي البسي هدومك وهاتي ولادك ومتلميش
أي هدوم ولا ليهم ولا ليكي وسيبي الجمل بما حمل وبيت أبوكي مفتوح .
انتفضت بحدة وهي تنظر لهم
بس أنا مش هتنازل عن حق ولادي يابابا.
أشار إليها أن تصمت وهتف
حق ولادك عايزين يديهولك بما يرضي الله ماشي عايزين ياكلوه ڼار في بطونهم يتحملوا عواقبه
إنتي وولادك ملزومين مني لحد ما يكبروا ويبقوا رجالة .
اشتعلت الحړب بين مثلث الړعب جميل ريم اعتماد وانتهت المناقشات الحادة علي خروج ريم وأبناؤها من المنزل تحت استشاطة اعتماد وزاهر التي تجلس تخطط كما يخطط الشيطان .
في دار الايتام
امسكت هاتفها تتصل برقم ما وما ان جاءها الرد حتى رددت بملامح وجه مبهمة
انا عايزاكي تجي لي حالا وتسيبي كل اللي وراكي ما تتاخريش انا في مكتبي .
أجابتها الأخري بسرعة
حاضر يافندم أنا جايه حالا.
بعد عدة دقائق وصلت الأخصائية النفسية المسؤلة عن الفتايات في المنزل مستئذنة
متابعة القراءة