رواية بين الحقيقة والسراب (كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
.
تحدث وهو مغمض العينين ناطقا بهدوء
لا الكل هيعرف باللي هعمله ومش هتبقي سرية ولا حاجة .
قطب جبينه وتحدث باستغراب
ده إللي هو ازاي يعني
قام من مكانه وذهب ناحية النافذة وأجابه بروح منهكة
زي مابقول لك كدة أنا كل إللي يهمني دفع الضرر أما إني أعرف اللي ضرني ساعتها مش هرتاح وعلشان كدة مش عايز ياعلي علشان أنا متأكد ان إللي عملها مني ويخصني بالجامد وعلشان خاطر أمي أستحمل أي حاجة.
والله يبني انت مفيش منك ولا هتتكرر تاني ياصديقي
ربنا يريح قلبك وبالك يارب
وتابع حديثه بتذكير
أه صحيح مش أنا وصلت لأكونت ريما وعرفت إيه إللي خلاها متبعتش ومتردش .
ركز انتباهه وسأل
طيب ولقيت ايه يابني
أخذ نفسا عميقا وأجاب
قافلة الأكونت وعرفت من التعليقات إن جوزها ماټ وعلشان كدة منعزلة عن العالم كله.
طيب ابعتي لي رقمها علشان أبعت لها تعزية واجب لما تفتح تستلمها .
أعطاه الرقم وظلا يتحدثان عن العمل وأحواله الي أن مر الوقت .
يجلس شريدا وحيدا ويبدو علي وجهه علامات الضيق
خلل شعره بأنامله بعد أن فرك وجهه وأخيرا أخذ القرار وعزم علي تنفيذه هو فعل كل مابوسعه ولا طاقة للصبر بعد ذاك
نعم أحس بمدي حزنها من نبرة صوتها التي اخترقت قلبه وود أن يتراجع لكنه تفوه بما في داخله جملة واحدة
عارف إني ظلمتك معايا وعارف إن أنا الغلطان في كل حاجة من البداية للنهاية لكن أنا عملت إللي أقدر عليه
واسترسل وهو يخرج الكلمات من فمه بصعوبه
قال كلمته الأخيرة وشعر بها وهي تبكي بغزارة وحړقة قلب
ود لو يذهب إليها ويأخذها بين ه ويطمئن روحها
ود لو يعود الزمان يوما ماكان اقترف ماحدث فهو الأن تدمر هو وكلتاهما والقلوب أصبحت تشتعل ڼارا ودقاتها تنطق فراقا ألما وأنينا .
البارت الخامس عشر
القوة الحقيقية هي تلك التي تستمدها من نفسك لا من الآخرين
ولتعلموا لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
كمية طمأنينة بالآية عجيبة وكأنها تؤكد لك أن الله قادر على قلب الموازين بأي شكل وفي لحظة قد لا تتوقعها فاصبر لأن الله من أسمائه المعطي يهبك ويعطيك ما لا تتوقعه وما لا يتصوره عقلك
وتذكر دائما أن الله إذا أعطى أدهش واعلم أن في النفس حاجات دواؤها القرب مع الله وفي القلب وحشة أمانها اليقين به فكل ما نحتاجه هو هين لا ينقص شيئا من ملك الله نثق بلطف اختياره وجميل تدبيره إن شاء أعطى
بكرمه وإن شاء منع بحكمته فله الحمد على كل حال .
نطقت بتسرع
أنا أه أعطف عليها أعمالها بما يرضي الله
أبتسم في وشها دايما
لكن تبقي تربية ملاجئ وتتجوز الدكتور رحيم لا
ممكن أبدا.
كانت سعيدة بنتيجتها في الترم الأول وقصدت الي داخل الفيلا كي تخبرهم بفرحتها وإذا بها تنصدم حينما سمعت حديث فريدة وتردد داخل أذنها بل انحفر بچرح عميق داخل قلبها وتلقائيا هبط دمع العين أنينا وكأنها دموع ڼار علي وجه تلك البريئة
والتي لم تتحمل كلماتها الشديدة حتي سمعوا ارتطام جسدها بالأرض ووقعت مغشيا عليها
انخلعت قلوبهم ونظروا ورائهم من بعيد رأوا تلك المسكينة في عالم أخر
هرولوا إليها مسرعين ثم نظر جميل الى زوجته آمرا اياها
اتفضلي ارفعيها من الأرض وحاولي تفوقيها لأني ما ينفعش ألمسها .
فعلت مثل ما أمرها ولكن نظرت اليه باستغراب ورددت
ليه يا جميل ده من دور بناتك ما تحبكهاش قوي كده .
رفع حاجبيه باندهاش من سؤالها وهتف باستنكار
مش علشان من دور بناتي يحل لي ألمسها واستحلها وهي غايبة عن الوعي الحلال بين والحرام بين يا فريدة وبعدين ده مش وقت كلام اتفضلي فوقيها .
اما هو فنثر على وجهها بعض من قطرات المياه وظلت فريدة تحاول افاقتها وهي تضع يدها تحت رقبتها والأخرى تدلك بها عضلات أنفها ووجهها الى ان افاقت وعينيها استقرت داخل عيون فريدة بلوم وعتاب
ابتسم جميل وردد
الف سلامه عليك يا بنتي خضتينا عليكي ووقعتي قلبنا في رجلينا .
استنتجا جميل وفريدة انها استمعت إليهم من نظراتها لفريدة والتي ما ان استمعت إلي توبيخها سقطت مغشيا عليها ولم تتحمل كلماتها
أسندتها فريدة ودلفت بها إلى الداخل وذهب جميل واحضر لها كأسا من العصير الطازج وناولها اياه
لم تريد ان تاخذه منه وهتفت بتعب
تسلم ايدك يا عمو بس حقيقي انا مش عايزه اشرب .
نظر لها بعتاب ومط شفتيه كالأطفال على سبيل المداعبة وتحدث مصطنعا الحزن
بقى كده تكسفي ايد عمك جميل اللي عمل لك العصير بنفسه اتفضلي اشربي يا بنت عيب .
لم تريد اخراجه وتناولت الكأس وارتشفت قليلا منه ثم وضعته على المنضدة أمامها الا أنه اصر على ان ترتشفه فاضطرت ان تكمله
هي تقنط معهم اكثر من شهرين وتتناول القليل من الطعام فهي عزيزه النفس جدا
وحين استمعت الى كلام فريده احست انها دخيله عليهم ثم استجمعت قواها وتحدثت بشجاعة مغلفة بالتوتر
انا عارفه يا طنط اني وجودي مضايقك هنا وبصراحه انتوا استحملتوني شهرين بحالهم محدش يعمل كده غيركم
ما تقلقيش انا هاخد حاجتي وهرجع للدار تاني وهبعد عن رحيم تماما
واسترسلت وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة
انتي عندك حق ان هو ما يتجوزش بنت ملاجئ انا اصلا مش هرضي له كده .
احست فريدة بمدى غشمها في الحديث الذي أوصل تلك المسكينة اليتيمة لتلك الحالة البائسة ولم تستطيع الرد او النطق
فهتف جميل بنبرة فخورية إطرائية كي يجبر خاطرها المكسور
والله يا بنتي فريدة ما تقصدش دي بتحبك جدا بس هي راندا وريم مخليينها مش على بعضها وبتقول اي كلام وخلاص
ثم تابع حديثه وهو ينظر الى زوجته بعيون لائمة موجها لها السؤال
مش كدة ولا إيه يافريدة
أحست بغضبه الشديد فأكدت كلامه بتوتر
أه طبعا يابنتي معلش متزعليش مني
أنا بعتبرك في منزلة ريم وراندا بالظبط .
ابتلعت مريم غصتها بمرارة وأردفت بإبانة
لا ياطنط أنا ولا زي ريم ولا راندا بالنسبة لك أنا مريم بنت الملجأ واللي متصحش تبقي حرم الدكتور رحيم المالكي
واسترسلت وهي تبكي بنحيب يدمي القلوب
أنا والله العظيم عارفة حجمي وقدري كويس
عارفة إني هعيش وھموت أتعاير إني منفعش أعيش عيشة سوية وأحب وأتحب زي أي بنت
علت شهقاتها وضړبت علي صدرها وأكملت نحيبها
بس أعمل إيه ياطنط في قلبي إللي حب اللي مش ليه
وفي عيني إللي بصت على الأعلي منها ڠصب عنها
وفي روحي إللي ارتبطت بروحه اجبارا عنها لما شافت رجولته وجدعنته
ڠصب عني حبيته وڠصب عني اتمنيته .
كان في تلك اللحظة يدلف إلي الداخل واستمع إلي الحوار من
بدايته وما إن رأي شهقاتها المتعالية التي أډمت قلبه
واعترافها الذي جعل قلبه
يكاد يقفز من بين ضلوعه
أسرع خطواته إليهم وتحدث مباشرة إياها وكأنها الوحيدة الموجودة في ذاك المكان
ونظر بوله وعشق جارف وأشاد
لا يا عمري متبكيش دموعك غاليين أووي يامريم
قبل ماقلبك يعشقني كان قلبي فاتح لك أبوابه وسبق قلبك
قبل ماروحك تتعلق بروحي كنت هايم في ملكوتك وروحي سكنت بين إيديكي .
رفعت عيونها المغشية بالدموع وتحدثت بفقدان أمل
مبقاش ينفع يارحيم اننا نكمل علاقة غلط بدأناها ولازم الفراق المحتوم .
وقف قبالاتها ودقات قلبه تدق پعنف شديد حينما استمع لكلمة الفراق
ورب الكون كله ماهفارق ولا هبعد ولا هتخلي يامريم
وعهد عليا وثقيه ضمن العهود إن مريم لرحيم ورحيم لمريم .
ثم نظر إلي أبيه ناطقا باستئذان
بعد إذنك يابابا حضرتك وماما طلبتوا مني كتير إني أرتبط وأنا خلاص لقيت نصي التاني إللي يكملني وإللي أنا محتاجه
تنهد بثقل وتابع وهو ينظر إليها بعشق
أنا عايز أتجوز مريم ويزدني الشرف كمان إنها تبقي مراتي ولو مكانتش مريم مش هتكون
غيرها .
انتفضت فريدة وهتفت پغضب
وأنا بالنسبة لك إيه ! هوا يارحيم مليش حق عليك ولا كلمة ولا ليا حق إني أختار معاك شريكة عمرك .
كاد أن يتحدث إلا أن جميل أشار إليه أن يصمت وأجابها بديلا عنه
مين قال يافريدة كدة إنك هوا !
إنتي كلمتك هنا مسموعة ومعتبرة بس هو ليه كل الحق إنه يختار شريكة حياته إللي هتعيش معاه .
بائت علامات الڠضب تعلوا وجهها وهتفت بحدة دون أن تراعي مشاعر تلك المسكينة
بس أنا بردو أمه ومن حقي لما يختار وأشوف اختياره مش مناسب أقف قدامه وأمنعه
واسترسلت وهي تعطيهم ظهرها ناطقة بقسۏة
والجوازة دي مش مناسبة من جميع المقاييس .
أخذت مريم نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وحملت حقيبتها وقالت بشموخ
عندك حق ياطنط موقفك كأم لاملامة عليه
وأنا موقفي كضيف هنا حيطان البيت ده احتوتني وأوتني في أشد لحظات ضعفي إللي كنت ممكن أموت فيها أشكرك وأقول لك جميلك علي راسي من فوق
أما عن موقفي كأنثي وبنت اتولدت في ظروف ملهاش ذنب فيها أقول لك إني شايفة نفسي إلي حد ما ناضلت لأني أبقي سوية محترمة
وأكملت وهي تشير إلي رحيم بامتنان
أينعم ربنا بعت لي فضله في دكتور رحيم وكان من ضمن أسباب نجاتي بس بردو حافظت وهحافظ وهعافر علي وجودي في الحياة وحقي إني أبقي أنا أبقي مريم .
أنهت كلماتها وكادت أن تغادر إلا أن جميل ورحيم اعترضوا طريقها مرددين
رايحة فين يامريم لو سمحتي استني .
نظرت إليهم وردت بتأكيد
هرجع الملجأ إللي احتواني العمر كله بدون مانجرح .
شعر بروحها المنهكة وكلماتها التي غرزتها في صدره ونطق وهو يبتلع حلقه بصعوبه
مينفعش يامريم إنتي لسه في خطړ ومشكلتك متحلتش اهدي واقعدي المهندس نادر جاي بالليل علشان هيقولك لنا علي خطوات نعملها علشان نقدر نمسك دليل علي القڈرة دي .
أما جميل أكمل حديث ابنه بنصح
يابنتي ملكيش دعوه بفريدة وكلامها واقعدي استهدي بالله لأنك أكيد متراقبة من الزفتة دي .
وحاولوا معها مرارا وتكرارا إلي أن هدأت ورددت
تمام ياأنكل هقعد لأني مينفعش حضرتك تبقي متمسك لحمايتي كدة وأرفص النعمة
بس هاكل وهشرب لوحدي في الملحق.
هتف رحيم باستعجال
منين يامريم وانتي المصاريف إللي بتقبضيها تبع الدار ممشياكي بالعافية.
أحست بنغزة في قلبها هو لم يقصد ماتفوه به لكنها شعرت بمدي ضئالتها أمامهم وأكدت بتصميم
هاكل عيش وملح يادكتور عن إذنكم .
تفوهت كلماتها وهرولت إلي الخارج بدموع تنهمر بغزارة وحړقة قلب
أما رحيم نظر إلي والدته نظرة عتاب طويلة وصعد إلي غرفته حزينا ولأول مرة يشعر مرارة إحتمال الفقدان
إنه حقا شعورا مريبا محطما للإنسان.
في أحد المطاعم يجلس مالك على طاولة العشاء وحوله مجموعة من اصحاب الأتيليهات المشهورة وحضرت معه جوليا كعشاء عمل
أثناء انشغال الجميع بالتحدث عن التعامل مع العصر في عالم الأزياء جاء من الخلف واحدا من صاحب اكبر المصانع التي تنافس مالك ملقيا التحيه على الجميع ثم وجه حديثه الى جوليا عارضا عليها
متابعة القراءة