رواية متى تخضعين لقلبي (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم شيماء يوسف
شجعتها انه ابدا لن يعارض على استخدامها لها ورغم ذلك قررت الدخول فقط للبحث عن شئ ما تقرأه ثم الخروج فورا
كانت رائحته المميزه تملئ المكان هذا اول شئ خطړ ببال حياة بمجرد دخولها قبل ان تقع عينيها على محتويات الغرفه فتحت عينيها بأنبهار فالغرفه تجسيد حى للكمال والدفء بخشبها باهظ الثمن مع مكتب عصرى ومقعد جلدى مريح ووثير مع الكثير من التحف العتيقه والاكسسورات الثمينة اما ما جعل حياة تشهق بأعجاب هى تلك المكتبه التى كانت تحتل أركان الغرفه وتحاوط المكتب بنافذته وتمتد حتى السقف وتحتوى على مئات بل الالاف من الكتب المنظمه على حسب حقبتها الزمنيه ونوعها وتراثها تحركت حياة اول شئ نحو رف الادب العالمي فوجدته يحتوى على كثير من الكتب الفرنسيه زمت شفتيها معا للأمام بتفكير وهى تلتقط احدى الكتب بتغليفها الجلدى العتيق بين يديها وتتأمله اذا لقد اتقن الفرنسيه فعلا لقد كانت تتذكر كم تذمر فريد من كرهه لتلك اللغه وعدم قدرته على استيعابها وكم من خلافات نشبت بينه وبين والده بسبب ذلك الامر ولكن غريب كان دائما يجبره على تلقى الدروس بحجه ان جميع تعاملاتهم مع شركات فرنسية وعلى ولى عهده ان يتقنها تمام الاتقان حتى يستطيع التعامل معهم فى المستقبل عند توليه اداره الشركات
صمتت قليلا ثم اجابته بحرص
طبعا طبعا .. ان شاء هيسافر لحضرتك قريب ..
انهت المكالمه وأغلقت هاتفها ثم قفزت عده مرات بسعاده وفرح فاخيرا استطاعت التحصل على فرصه خارج البلاد لأخيها بمعاونه صديقتها فى الخارج التى ما ان علمت بالتحول الذى حدث فى حياتها وزواجها من شخص ثرى حتى أسرعت فى مساعدتها على الفور ..
فى تلك الأثناء كان فريد يجلس فى مكتبه بمقرعمله وشئ وحيد يستحوذ على تفكيره حياة خاصته لقد اشتاق إليها كثيرا فمنذ حديثهم الاخير سويا وهو يتعمد عدم مواجهتها
قاطع تفكيره دخول والده العاصف لغرفته لوى فريد فمه متشدقا قبل ان يقول بسخريه واضحه
مادام دخلت عليا ډخله المخبرين
دى يبقى فى مصېبه .. قول اللى عندك ..
حدقه والده بنظره غيظ قبل ان يقول بحنق واضح
لوى فريد فمه متأففا قبل ان يجيبه بتهكم مرير
معلش اصل محدش ربانى وانت عارف .. امى ماټت وانا صغير ومرات ابويا كان كل همها ازاى احصلها ..
ارتبكت ملامح غريب من تلميحات فريد قبل ان يجيبه بنفاذ صبر هاربا من الصدام مع ابنه الوحيد
خلاص خلاص .. مش هى دى مشكلتنا دلوقتى .. انت ايه اللى عملته ده مع عيله الجنيدي ..
اجابه فريد بغرور وهو يعود بجسده إلى ظهر مقعده ليجلس فى تعالى واضح ويضع ساق فوق الاخرى
عملت اللى المفروض يتعمل معاهم من زمان ..
هز غريب راسه عده مرات بأسف قبل ان يقول پغضب جلى
انت بتستعبببط !!! مش هيسبوك بعد اللى عملته فيهم !! انت مش خاېف على نفسك
اجابه فريد وهو مازال محافظا على نبرته الواثقه وهدوئه
اعلى ما فى خيلهم يركبوه .. يبقوا يورونى يقدروا على ايه وروحهم فى ايدى دلوقتى ..
اجابه غريب متوسلا
يابنى لو انت مش خاېف على نفسك انا خاېف عليك .. بلاش عند مع ناس زى دى!!..
قفز فريد من مقعده پغضب ثم توجهه نحو والده يقف امامه بشموخ وهو يضع يديه فى جيوب بنطاله قائلا پشراسه
خلى خۏفك لنفسك . وبعدين انا حلفت برحمه اغلى حاجه عندى انى ادفعه تمن اللى عمله قديم وجديد .. كفايه ان حسابه اتاخر لدلوقتى بسببك ..
انهى جملته ثم الټفت بجسده يتجه نحو النافذه لينظر منها بجسد متصلب سمع صوت والده يتنهد بيأس قبل ان يقول منهيا ذلك الحديث
خلاص اللى انت تشوفه اعمله .. بس ع الاقل زود عدد الحراسه معاك شويه.. اه واعمل حسابك الاسبوع الجاى حفله التجديد السنوى مع الشركه الفرنسيه .. والحفله هتكون على شرفك انت ومراتك عشان يتعرفوا عليها ..
ادار فريد جسده نحو والده بهدوء ثم رفع احدى حاجبيه مستنكرا قبل ان يجيبه ببرود
لا مش عايز ..
صاح به غريب وقد سأم من تصرفات ابنه تجاهه الامباليه
هو ايه اللى مش عايز !!!! ده شغل ومستقبل شركات انت المسئول عنها !! الخميس الجاى الحفله فى الفيلا تكون موجود انت ومراتك ومش عايز اعتراض ..
انهى جملته ثم تركه وانصرف صافقا الباب خلفه بقوه ..
انتظرت حياة حتى المساء وعوده اخيها للمنزل حتى يكون بكامل تركيزه قبل ان تقرر الاتصال به جلست فى غرفتها وعلى حافه فراشها ثم أمسكت هاتفها وانتظرت ان يأتيها الرد من الطرف الاخر كانت على وشك خوض كافه التفاصيل معه عندما سمعت وقع خطوات كثيره فى الخارج فلم تود المجازفة بأى حديث قد يفسد مخططها لذلك اثرت الحرص على حماسها فقالت لاخيها بنبره منخفضة
بص الكلام مش هينفع فى التليفون انا لازم اشوفك بكره .. فضى نفسك وقابلنى فى البيت ..
فى
تلك اللحظه فتح باب غرفتها بقوه ورأته يقف امامها يسألها بوجهه عابس وعيون مكفهره
انتى بتكلمى مين !..
انتفضت هى على صوت اقتحامه لغرفتها ثم وضعت يدها فوق قلبها بړعب قبل ان تمد يدها الممسكه بالهاتف نحوه وهى تقول بړعب
محمد اخويا .. خد اتاكد بنفسك ..
ارتبكت نظرته قليلا وظهر التوتر على قسمات جسده قبل ان تلين نظرته ويدير جسده المتصلب لها خارجا من غرفتها .
تنفست الصعداء بعد خروجه واغلقت الهاتف مع اخيها بتعجل ثم اخذت تذرع الغرفه ذهابا وايابا بتوتر هزت رأسها عده مرات بتصميم لتشجع نفسها داخليا ستذهب لتخبره ولن تتهاون فى حريتها فعهد تحكم والدها انتهى وابدا لن تعيد تلك التجربه معه فوالدها كان يمنعها من الخروج بمفردها الا من اجل الدراسه والعمل بالطبع بسبب العائد المادى للأخير حتى يرتاح من طلباتها اما عن خروجها مثل مثيلتها من الفتيات كان ممنوعا عليها منعا باتا ففى منطقه ان البنت ذات الدين والخلق الجيد مكانها فقط فى المنزل !!!
على كلا انها شاكره لسماحه لها باكمال دراستها دون تعنتات ولكن كل ذلك انتهى الان ولن تسمح لأحد اخر التحكم فى حياتها
بعد قليل هبطت إلى الطابق الارضى بعدما استجمعت شجاعتها واستعدت لمواجهته تبحث بعينيها عنه فى الاسفل لمحت بعينيها مدبره منزله تخرج من غرفه مكتبه ممسكه بفنجان قهوه فارغ فعلمت انه بداخلها لذلك توجهت على الفور تجاه الغرفه ثم توقف امامها تسالها بهدوء قائله
فريد جوه !!!..
اجابتها عزه بجفاء قائله
اها فريد بيه فى المكتب ..
هزت حياة راسها عده مرات وتركيزها منصب على مواجهتهم وهى ترفع راسها بتحدى ممسكه بقبضه الباب وتهم برفع يدها الاخرى لتطرقه اوقفها صوت عزه مره اخرى قائله بنبره خاليه
فريد بيه طلب محدش يزعجه !!! ..
نظرت إليها حياة من فوق كتفها وهى لازالت ممسكه بقبضه الباب ثم رفعت احدى حاجبيها لها بتحدى قبل ان تدير مقبض الباب وتدلف إلى الغرفه دون استئذان وهى توجه إليها ابتسامه مغيظه قبل ان تصفق الباب فى وجهها
كان فريد يجلس خلف مكتبه عاقد حاجبيه معا بشده وهو ينظر بتركيز فى شاشه كمبيوتره المحمول عندما سمع باب غرفته يفتح ويغلق دون استئذان انتفض من مقعده وهو يصيح قائلا
مين اللى بي...
انهى جملته بمجرد وقوع نظره على الباب ورؤيته لها تدلف الغرفه بتوجس لانت ملامحه المتجهمة قبل ان يتحرك فى اتجاهها يسألها بقلق
حياة !! فى حاجه حصلت !...
اخذت نفسا عميقا قبل ان تبرر دخولها الهمجى ذلك قائله
مفيش وانا عارفه انى دخلت من غير ما اخبط ع الباب .. بس هما قالولى بره انك مش عايز حد يزعجك .. وانا كنت هقولك حاجه واطلع على طول ..
تبدلت ملامحه على الفور ثم اضاف بنبره حانيه وهو يتأمل نظرتها المرتبكة رغم حركات جسدها المتصلبة
حياة .. انا قصدى محدش يزعجنى منهم ..
اطرقت براسها للأسفل فى محاوله منها لكتم ابتسامه خفيفه كانت تهدد بالظهور على شفتيها من اثر ذلك الانتصار الصغير ولكنها سيطرت عليها بالاخير ثم تنحنحت عده مرات قبل ان تقول بنبره هجوميه استعدادا لما هو ات
انا عايزه اروح لماما بكره أزورها .. وعلى فكره ده مش ....
قاطعها فريد قبل ان تكمل جملتها بنبره هادئه
مفيش مشكله شوفى عايزه تنزلى الساعه كام وبلغى السواق قبلها ..
فتحت فمها بأندهاش فقد كانت تعد نفسها لرفضه فسألته بأستنكار
ايه ده يعنى انت موافق انى
اروح بسهوله كده !!...
ابتسم لها بأعجاب من سؤالها الطفولى ثم أجابها قائلا
مفيش مشكله زى ما قلتلك السواق هيوصلك وقت ما تحبى وانا بليل بنفسى هاجى اوصلك ..
عقدت حاجبيها معا ثم اجابته معترضه
بس انا مش عايزه حد يوصلنى !! انا بعرف امشى على فكره ولوحدى !! ..
وضع فريد يديه فى جيوب بنطاله قائلا بلا مبالاته المعتاده وهو يرمقها بنظره محذره
حياااة !! مش عايز مناقشه كتير ده اخر
كلام عندى !!! والقرار قرارك يا حد يكون معاكى يا لاء
!! اختارى !! .
الټفت بجسدها واتجهت نحو الباب وهى ټضرب الارض بقدمها من شده الغيظ وتتمتم بكلمات حانقه لم تلتقط أذنه منها شئ ولكنه ابتسم لاارادايا من مظهرها الطفولى الغاضب تنحنح محاوله
تنقيه حلقه
ثم تحدت بنبره آمره وهى على اعتاب الخروج قائلا
اعملى حسابك الخميس الجاى فى حفله للشركه على شرفنا .. حضرى نفسك ..
الټفت تنظر له بعيون غاضبه قبل ان ترفع راسها بتحدى قائله
مش هروح .. اتفضل احضرها مع نفسك !!..
رأت