رواية متى تخضعين لقلبي (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم شيماء يوسف
يدفع الثمن حياته لخطئ معه صړخ بالطرف الاخر قائلا. بعصبيه
انا مش قلتلك تنفذ من يومين !!..اهو ابن ال ده فضحنى فى كل حته .. عايزك تنفذ النهارده ودلوقتى فاهمنمنى !!!!!
صمت قليلا يحرك رأسه پشراسه وعيونه تلمع بغل قائلا بنشوه
بليل هستنى منك تطمنى انك خلصت عليه وزى ما اتفقنا مراته قبله ..
لم تلتقى حياة بفريد خلال ما تبقى من يوم عملهم الا بعد انتهاءه فتح باب غرفتها بهدوء ثم سألها بجمود مباشرة
جاهزه نتحرك !..
اومأت له رأسها بأليه شديده دون النظر نحوه وهى تسحب حقيبتها متجهه نحو الخارج وهى تسير بجواره بعبوس شديد وصلا إلى السلالم الخارجيه للشركه فانتفض الحراس الخارجيين فى وقفتهم فى انتظار وصول سيارته الخاصه وأثناء تلك الدقيقه اندس رجل بملابس رثه وجسد هزيل بينهم يغمغم بتوسل وهو يحاول شق طريقه نحو فريد لأعطائه اى أموال اندفع حوالى ٣ حراس من حوله ليقوموا بأبعاد ذلك الرجل الدخيل من بينهم فتفاجئوا به يقاومهم پحده مما جعل الحراس الباقيين يشتركون معه فى شجار خفيف عقد فريد حاجبيه بأنزعاج شاعرا بوجود خطأ ما وخاصة بعد انشغال جميع حراسه عنهم رفع رأسه ينظر حوله بتركيز شديد وذراعه تمتد تلقائيا لمحاوطه حياة التى رمقته بنظرات حانقه وهى تحاول الابتعاد عنه التقط فريد بنظره الثاقب ظل رجل ما يحمل شيئا بيده ويتحرك بهدوء شديد امام احدى نافذات البنايه المقابله له ضيق عينيه فوقه محاولا التأكد مما يراه !! هل تلك فوهه مسډس ام انه يهيأ له ذلك !!
فريد !! ..
همس امامها بصوت متقطع خفيض
بحبك ..
أبعدت كفها قليلا لتنظر به فوجدت الډماء هتفت اسمه بړعب ممزوج بتوسل شديد وقد بدء جسده ينزلق من بين يديها بعد ارتخائه بالكامل غائبا عن الوعى ليسقط جسده وتسقط هى معه فوق الارضيه صاړخه بكل ما أوتيت من قوه حتى انقطع صوتها
فريد .. لااااااا .. فرييييييييييييييد ..
متى تخضعين لقلبى
الفصل العشرون ..
ظلت حياة جالسه فوق الارضيه الرخاميه امام البوابه المطله على الشارع الرئيسى وهى محتضنه جسده المصاپ بين ذراعيها ومانعه اى احد من الاقتراب منه او تفقده حتى والده الذى هرول فزعا نحو الخارج بعد انتشار خبر اصابه وريثه الوحيد بطلق نارى امام مدخل المقر الرئيسى لمجموعه شركاتهم صړخت به بكل
هتبقى كويس .. لازم تبقى كويس .. مش هسمحلك تسبنى .. كفايه بعدت زمان مش هسمحلك تانى !!..
فى تلك اللحظات وصلت سياره الاسعاف وقفز من داخلها طبيب مختص من مشفاه الخاص أرسلته المشفى على الفور بمجرد معرفتهم بما اصاب اكبر مساهميها دفعت حياة الطبيب بيدها فى بادئ الامر لمنعه من لمسه ولم تسمح له بالاقتراب الا عندما اخبرها انه الطبيب المعالج جلس الطبيب فوق ركبه واحده قبالتها مادا يده فوق عنقه مستشعرا بأنامله النبض قبل اعطاء الامر لمرافقيه بحمله برفق حيث عربه الاسعاف
جوزى وانا مش هسيبه !! ..
اومأ له الطبيب بتركها فهو يعلم جيدا مكانتها منذ حاډثه تسممها والتى قلبت المشفى رأسا على عقب وقتها بسبب خوف فريد الشديد عليها .
توقفت عربه الاسعاف امام مدخل المشفى فى وقت قياسى وكان الجميع يقف على قدما وساق منتظرا وصوله فى اى لحظه وعلى رأسهم رئيس الأطباء الذى ركض خارجا يستقبل رب عمله ويطمئن على حالته الصحيه هاتفا فى الجميع بالإسراع به إلى غرفه العمليات مباشرة ركضت خلفه حياة حيث مدخل العمليات وهناك اوقفها رئيس الأطباء طالبا منها بهدوء الانتظار فى الخارج وبعد لحظات قليله وصل خلفهم غريب رسلان بمجموعه حراسته وحراسه ابنه المصاپ مطوقين الطابق والممرات ومانعين اى شخص غريب من التحرك بداخله إلا بعد التأكد من هويته .
اما عن حياة فقد اصابتها حاله من الهستيريا الشديده والتى جعلتها تصرخ فى كل من يقابلها رافضه الاستماع إلى اى شخصا كان حتى عندما خرج الطبيب الجراح بعد فتره لا بأس بها مطالبا بأحضار اكياس من الډماء اصرت هى على التبرع له مؤكده ان
فصيله ډمها وعليه يستطيع اخذ ما يشاء منها فهى لن تسمح لاى احد اخر بأعطاء ډم لزوجها طالما هى على قيد الحياة .
وبعد ما يقارب الساعه كانت جدته السيدة سعاد قد وصلت إلى المشفى بعدما أخبرتها عفاف بهذا الخبر المشؤم ركضت مسرعه نحو غريب بعدما ترك لها الحراس المجال للوصول تسأله بلهفه بصوت باك
طمنى على ابن بنتى ابوس ايديك ..
اجابها غريب بأنكسار ان الاصاپة على مسافه قريبه جدا من القلب ولكن الطبيب أكد له ان حالته حتى الان مستقره رغم فقده الكثير من الډم
تحركت حياة من مقعدها بعد انتهائها من التبرع پالدم رافضه كل توسلات الممرضه والطبيب بالاستلقاء قليلا او تناول اى مشروب لتعويضها عن كميه الډم التى فقدتها فهى ابدا لن تجلس فى تلك الغرفه البائسة المعزوله لا
تعلم عنه شئ وتتركه هو بمفرده
داخل غرفه العمليات البارده دون الاطمئنان عليه فحتى ان لم تكن بجانبه يكفيها ان تظل امام الغرفه حتى خروجه
تحركت بجسد متعب حتى بدايه الممر وقد بدءت علامات الشحوب تظهر جليه فوق ملامحها ركضت الجده سعاد فى اتجاهها بمجرد رؤيتها قادمه وتسير ببطء فى اتجاههم وكفها بملابسها مغطاه بالډماء شهقت بړعب وهى تتقدم منها تلتقط كفها وتساعدها على السير فى بدء الامر قاومتها حياة رافضه المساعده منها او من اى احد فمن يحتاج للمساعده حقا ملقى بالداخل حتى الان لم تسمع منه خبر يهدء ارتجافه قلبها الذى على وشك الخروج من مكانه من شده ذعره ولكن ذلك الدوار الذى داهمها جعلها تتكأ على كفها مرغمه حتى وصلت إلى احد الكراسى الموضوعه امام الغرفه الجراحيه تجلس عليه بجسد مرتجف وقلب لم يتوقف ثانيه عن الدعاء والرجاء
مدت كفها الملطخ بالډماء تنظر بړعب إلى اثار دمائه الجافه فوقها وقد بدءت تشعر بالاختناق يعيق حركه تنفسها مالت بجزعها إلى الامام فى محاوله بائسه منها لايصال الهواء إلى رئتيها فحتى ذلك الفعل البسيط يؤلمها إلى اقصى درجه ممكنه فكرت بۏجع وهى تجاهد لسحب نفسها هل يمكن للمرء ان يشعر بكل ذلك الكم من الالم دون ان يكون مصاپ بمرض عضوى !! ان يشعر بأنسحاب روحه ثم عودتها فى كل نفس يسحبه !.. رفعت كفها المتكور تضغط بقوه فوق صدرها حيث موضع الالم عله يهدء قليلا فهى تشعر كما لو ان شخص ما قام بشقه نصفين بمنشار حاد دون رحمه
اما عن قلبها فوجعه نقرة اخرى فتلك الړصاصه لم تخترق صدره فقط بل تشعر انها تجاوزته واستقرت بداخل قلبها هى .
لاحظت الجده سعاد والتى تحركت تجلس بجوارها ارتجافه جسدها وتنهبت انها لا ترتدى سوى بلوزه بيضاء خفيفه تلطخت أكمامها بالډماء فى ذلك الجو البارد لذلك تحركت مسرعه تطلب من احد الحراس امر السائق بالذهاب للمنزل واحضار ملابس ثقيله من اجلها بعد الاتصال بعفاف تطلب منها ترتيب عده أشياء وإرسالها مع السائق الخاص به والذى كان يرابط فى الاسفل منتظر اشاره منهم ثم عادت تجلس بجوارها مره اخرى وهى تنظر نحوها بأشفاق شديد فالاعياء يبدو جليا على ملامحها رغم ادعائها المستمر بغير ذلك
بعد مرور ساعه ثقيله تكاد تجزم انها كالدهر تقدم احد الحراس وبيده حقيبه وضعها امامهم ثم انصرف بهدوء اقتربت الجده سعاد تحاوط كتفيها بكلتا ذراعيها وهى تغمغم لها بحنان
حياة يابنتى قومى معايا اغسلى وشك وايديك والبسى حاجه بدل هدومك الخفيفه اللى كلها ډم دى ..
حركت حياة رأسها تنظر نحوها ثم حركت رأسها نافيه بأصرار زفرت الجده بأحباط ثم اردفت قائله بأقناع
يابنتى الهدوم دى خفيفه عليكى والجو برد كده هيجيلك برد !!..
طلت حياة تنظر نحوها دون تعقيب فأستطردت السيده سعاد قائله بخبث
طيب تمام .. بس انتى عارفه ان لو جالك برد هيمنعوكى تشوفيه عشان العدوى ..
انتبهت حياة لحديثها بكامل حواسها فشعرت الجده انها أتمت مهمه إقناعها على اكمل وجهه وبالفعل تحركت حياة بخطوات بطيئه نحو المرحاض الواقع بأخر الرواق وبجوارها تسير الجده سعاد لمساعدتها
دلفت للداخل وقامت بغسل يدها وذراعها بأليه شديده ثم نزعت تلك البلوزه المغطاة بدمائه وارتدت بدلا عنها كنزه صوفيه ثقيله ثم قامت بغسل وجهها ومسح شعرها ثم عادت يدها مره اخرى تحتضن بلوزتها والتى كانت مغطاه بدمائه ثم رفعتها نحو فمها تقبلها بحب مسحت السيده
سعاد فوق شعرها بحنان وهى تغمغم بدهشه قائله
للدرجه دى بتحبيه يا حياة !!..
حركت حياة راسها تنظر فى اتجاهها قبل ان ترتمى داخل أحضانها وټنفجر فى البكاء وقد عرفت الدموع اخيرا الطريق لمقلتيها ظلت تشهق پقهر حتى جفت دموعها ولم يعد بمقدارها ذرف المزيد فابتعدت عن الجده وقامت بغسل وجهها مره اخرى ثم تحركت نحو الخارج عل وعسى تسمع خبر ما يريح قلبها ولو قليلا
خرجت من المرحاض فى نفس الوقت الذى اندفع به باب غرفه العمليات خارجا منه كبير الأطباء وخلفه جسد فريد ممدد فوق السرير المدولب الترولى دون حراك ركضت حياة بمجرد رؤيته غير عابئه بذلك الدوار القوى الذى اجتاحها حتى وصلت إليه هالها رؤيته على هذا الوضع فلم تشعر بجسدها الا وهو يسقط مغشيا عليه بجواره
افاقت حياة على صوت والدتها القلق