رواية نبضات بين الوجدان "شعيب"( كاملة حتى الفصل الاخير ) بقلم" شيماء عصمت

موقع أيام نيوز


الحفلة روح أنت والبنات مفيش حاجة ألبسها
شعيب ببساطة وماله متنزليش
ارتسمت الصدمة على ملامحها فأكمل بهدوء بس أنت بصيتي على العلبة اللي هناك دي!!
تطلعت حيث أشار بإبهامه فرأت صندوق من اللون الأبيض مزين كالهدية اقتربت منه بسعادة طفلة بثياب العيد تتفحصه بلهفة وتستكشف محتواه شهقت بأنبهار وهي ترى ثوب من اللون البيچ ضيق من الصدر ويتسع من بداية الخصر بأكمام طويلة رائعة كان ثوب محتشم بسيط وجميل

نظرت إلى شعيب بامتنان قائلة بسعادة شكرا ياشعيب حقيقي الفستان جميل جدا تسلم إيدك بجد أنا مبسوطة أووي
إبتسم لسعادتها قائلا بحنان إن شاء الله دايما مبسوطة يا لوليتا
تسارعت دقات قلبها من تدليله لها هذا الرجل لم تر مثله من قبل ولن تر كيف كانت تخشاه سابقا أي غباء هذا!1
قطع شرودها شعيب قائلا يلا أدخلي ألبسي وأنا هشوف البنات وهلبس وأرجعلك
أومأت موافقة فخرج شعيب من غرفتها قاصدا غرفة بناته 
سيراها اليوم لا محالة سيطلب منها السماح سيرجوها أن


تعود إليه وسيفعل المستحيل حتى تغفر له
وقف عماد أمام شقة والديه يشعر بالخۏف من أن ينبذ ولكنه سيتحمل سيسعى لمغفرة الجميع له وعلى رأسهم لتين! 
طرق عدة طرقات على باب الشقة حتى فتحت له نورا تجهمت ملامحه وأرتسم الإجرام جليا على ملامحه قائلا بقسۏة أنت!!
تراجعت نورا بړعب وكأنها ترى شيطانا وليس أخاها رغم مرور بضعة أيام ليست بقليلة ولكن جسدها مازال يأن من ضرباته كيف استحملت لتين العيش معه لأربع سنوات كيف لاتزال حية من الأساس
قاطع شرودها عماد قائلا بشراسة وشك ال ده مش عايز أشوفه طول ما أنا هنا سامعة!
أومأت بالموافقة دون تفكير وفرت هاربة
إلى حجرتها تحتمي بها منه
أما الأخير فزفر پغضب رؤيته لنورا تشعل دمائه بهمجية أن ترك العنان لها لقټلها في التو والحال زفر بحنق ثم اتجه لغرفة مازن أخيه الصغير
طرق على الباب بخفوت ودلف مسرعا وجد والدته و والده بجوار مازن و ران الصمت بعد دخوله
قطعته شهقة بكاء وفاء التي ألقت نفسها داخل صدره تتشبث به وتردد إسمه بلوعة
أحتضنها عماد بحنان لكم اشتاقها واشتاق حنانها
وفاء پبكاء وحشتني يا عماد وحشتني أوي ياحبيبي ليه عملت في نفسك كدة
هتف عماد بتأثر وأنت كمان وحشتيني يا أمي حقك عليا يا غالية ثم نظر إلى والده بثقة قائلاإن شاء الله كل حاجة هتتصلح وكل اللي غلط عملته مستعد أدفع تمنه أهم حاجة أنتوا تسامحوني
إبتعدت وفاء عنه قائلة إحنا مسامحينك ربنا يهديك ياحبيبي يلا ياتوفيق نسيب العيال لوحدهم وتعال ننزل نشوف الحاج والحاجة
أومأ توفيق بموافقة وخرج معها وهو يشعر بالسعادة فيبدوا أن الله عز وجل إستجاب لدعواته وعاد عماد لرشده
بعد خروج وفاء و توفيق هتف عماد يقطع الصمت المحيط مش هتقولي حمدلله على سلامتك أو حتى ترحب بيا ولا أنا مش وحشتك
أجابه مازن بثبات وحشتني فعلا يا عماد بس وحشني عماد بتاع زمان مش عماد اللي بيأذي أقرب ما ليه
تشنج صدغ الأخير قبل أن يقول كلنا بنغلط يا مازن ولا أيه
هتف مازن بثقة أكيد كلنا بنغلط بس المهم منستمرش في الغلط ولا أنت إيه رأيك
أبتسم عماد بهدوء عندك حق المهم إننا منستمرش في الغلط وأنا الحمدلله فوقت لنفسي فيا ترى هترحب بيا ولا هتاخد صف شعيب كالعادة ما أنت بتحبه أكتر مني!
عقد مازن حاجبيه بإستياء قبل أن يقول بتوضيح شعيب ابن عمي ومثلي الأعلى في حاجات كتير بس أكيد مش هحبه قدك أنت أخويا ياعماد أخويا اللي نفسي أشوفه أحسن الناس أنت بتسرعك بتخسر أقرب ما ليك! أنت بس لو تهدى! لو تفكر قبل ماتنفذ هتلاقي مشاكلك كلها إتحلت أنا عارف إنك بتغير من شعيب يمكن ده شعور أنت ملكش دخل فيه بس على الأقل كان ممكن تتحكم فيه ومتخليهوش يتملك منك كان ممكن تستفيد منه بإنك تكون الأحسن ومتبصش تحت رجليك مكنش لازم تقلده في حاجة كنت أعمل كيان لنفسك بعيد
عنه بس مهما تعمل هتفضل أخويا الكبير اللي بحبه
إبتسم عماد بشحوب ف مازن محق في كل شيء قائلا عندك حق يا مازن لازم أبني كيان لنفسي المهم مبروك ياعريس
إحتضنه مازن بفرحة الله يبارك فيك ياحبيبي وعقبالك
إنفجر عماد ضاحكا وماله اللهم آمين
هتفت الجدة صباح بتساؤل مالك يامهران قلقان ليه ياحج
زفر مهران بتوتر قائلا النهاردة عماد جاي وخاېف يشد مع شعيب أصلا أنا قلقان من شعيب نفسه ربنا يستر بقى
ضحكت صباح ببشاشة قائلة لا متقلقش شعيب ناصح وبيقدر يسيطر على أعصابه أي نعم هو بيغير بطريقة وحشة بس مش هيدي لعماد أي إهتمام على الأقل قدامنا
هتف مهران بإعتراض شوفتي آخر مرة قال لعماد أيه لمجرد أنه بص بس للتين!! ده غير إنه راح لعماد ضربه في قلب شقته هو فاكرني مش عارف بس أنا الأخبار بتوصلني أول بأول
صباح متقلقش ياحج إن شاء الله اليوم هيعدي على خير وشعيب أكيد مش هيبوظ ليلة أخته ولا هيسمح لحد يبوظها
أومأ مهران بصمت وعقله يفكر بلا إنقطاع
إنتهى شعيب من إرتداء ملابسه وأرسل الفتاتين إلى شقة والديه التي ستقام بها الحفل ثم توجه لغرفة لتين
كانت لتين قد انتهت من إرتداء ثوبها كانت تبدو رائعة ولكن سعادتها كانت ناقصة تطلعت لخصلاتها القصيرة بإمتعاض لطالما تمنت إرتداء الحجاب أن تتقرب إلى الله أكثر فأكثر ولكن عماد كان يمنعها يخبرها بأنها أجمل من دونه! وتخشى أن يكن لشعيب نفس الرأي وتخشى أيضا أن يعتقد أنها أتخذت تلك الخطوة لأنها تبغض شعرها القصير ولكنها لا تهتم إن كان طويلا أم قصيرا لم تك مهووسة بشعرها من قبل لتحزن عليه الآن!!
لا تريد لأحد أن ير منها شيئا لا تريد أن تظهره وخاصة عماد!!!
أفاقت من شرودها على صوت شعيب يطلب إذنها للدخول إليها تنفست بعمق قبل أن تسمح له
دلف شعيب وهو متأنق ببدلة رجالية سوداء مزدوجة الصدر 
كان يبدو كأحد نجوم هوليوود هذا ما فكرت به لتين وهي تراه مقبل عليها احمرت وجنتيها وهي تدرك إشتعال نظراته المصوبة عليها
هذا ما فكرت به لتين وهي تراه مقبل عليها احمرت وجنتيها وهي تدرك إشتعال نظراته المصوبة عليها 
دون مقدمات أقترب شعيب منها يعانقها عناق رقيق كلمسات فراشة ناعمة
ذابت وانصهرت بين ذراعيه شعيب يشعرها بمشاعر لم تحيها قبله لمساته بها شيء مختلف ليست شھوانية ولكن رقيقة مراعية حنونة شغوفة
أبتعد عنها قائلا ډمرت روحها يزرع بساتين من ورد في أرض جافة قاحلة يحيها بعد أن ماټت طويلا
هتفت لتين بإبتهاج وأنت كمان شكلك حلو أوي يا شعيب وكأنك أنت العريس
ضحك شعيب بسرور قائلا ما أنا فعلا عريس ومعايا أحلى عروسة وهتبقى أحلى لو
صمت قليلا فقالت لو أيه
أبتسم بحلاوة قائلا لو أتحجبتي يا لتين أنا أكيد مش هجبرك على حاجة أنت مش عايزاها دي علاقتك الخاصة مع ربنا أنا حبيت أعرفك بأمنيتي أنت ما شاء الله قريبة من ربنا جدا مش بتفوتي فرض وكل يوم بسمعك بتقرأي الورد اليومي من القرآن الكريم أتمنى أن ملك وعائشة يكونوا زيك لما يكبروا
وأكمل وهو يخرج من جيب سترته علبه مخملية وبما أني مصمم حلي قد الدنيا فمكنش ينفع مصممش حاجة مخصوص لزوجتي العزيزة وعلى فكرة بقبل النقد بكل صدر رحب مع أن شغلي لا يعلى عليه قالها في غرور مصطنع
مدت أناملها تستكشف محتواها وأتسعت عيناها بإنبهار كان سلسال به دلاية مخطوط عليها أسمها ومزينة بأنواع كثيرة من الحلوى!! سلسال رقيق رائع التصميم لم تر له مثيل
هتفت بأنبهار أيه ده
أجابها ببساطة إسمك ومعناه
طالعته بذهول فقال بشجن لتين يعني كثرة الجمال أو الحلو بشكل زائد
لتين بتأثر شعيب أنا أنا
شعيب أنت أيه
هدرت بصوت ساحر أنا عايزة أتحجب
الفصل السابع عشر
بعدما أدلت بموافقتها على إرتداء الحجاب أسرع شعيب يأتي بأحد الأوشحة الذي يتطابق مع لون ثوبها وكأنه كان يثق بموافقتها الفورية!!
وقفت أمام المرآة ترتديه كيفما اتفق وشعيب يراقبها بعينين لامعتين كنجوم مضيئة وسط سماء معتمة
وأخيرا انتهت ولم يزيدها الحجاب سوى جمال فوق جمالها كانت تشع بهاء
سبحان من خلقك 
إزاي قادرة تكوني دايما جميلة وكأنك محتكرة الجمال وبقى ملكية خاصة ليك ليك وبس يا لوليتا!!5
إنتفض قلبها بين ضلوعها كأرنب مذعور ولكن ذعر محبب يسري في أوردتها هذا الرجل الرائع زوجها!! هذا الرجل يحييها من جديد تمنت وبشدة أن تغلغل أناملها بين طيات شعره الناعم الكثيف ولكن هناك ما يمنعها هناك حاجز غير مرئي تخشى أن تتخطاه
أفاقت من شرودها عندما دنى منها بوجهه وعانقها برقة كادت أن تذيب عظامها
كان يعانقها بنهم وشوق أوجعه يريد أن يتغلغل داخل أوردتها أن تعشقه أكثر مما يفعل كانت لمساته تزداد جرأة فترتجف كورقة في مهب الريح
همست لتين بخجل شعيب كفاية اتأخرنا على الحفلة
إبتعد عنها أخيرا يرمقها بهدوء قبل أن يقول بصوت عميق أوضح مشاعرة الجياشة لازم ننزل حالا بس بعد الحفلة لينا كلام تاني
ارتجفت من نظراته العميقة التي تثير مشاعر عدة بداخلها نظراته المفعمة بالحنان والثقة وثوران مشاعره
أسبلت جفونها بخجل ورهبة من القادم ترى ما ستكون النهاية
في شقة سالم مهران 
كانت حفلة بأجواء عائلية رائعة ورغم السعادة الطاغية إلا أن هناك شحنة كبيرة من التحفز والتوتر
شهقت فوزية بسعادة مما لفت إنتباه الجميع قبل أن تندفع نحو لتين ټحتضنها بحنان قائلة ألف مبروك الحجاب ياحبيبتي طالعة زي القمر ربنا يزيدك ويثبتك يا قلب أمك
ابتسمت لتين بخجل قائلة الله يبارك فيك يا ماما
هنئها الجميع بسعادة والبعض بإستنكار كانت لتين تشعر بالسعادة وهي تتعلق بذراع شعيب كالطفلة الصغيرة حتى رأت من دمر حياتها سابقا بهتت ملامحها وارتجفت بإشمئزاز ونفور تقابلت عيناهم بنظرات نادمة مستعطفة منه وكارهة نافرة منها
انتبه لها شعيب وقد خمن سبب تبدل حالها فرمقها بدفء يبث الطمأنينة في طيات قلبها المذعور قائلا بثقه تجاهليه ولا كأنه موجود وأنا جانبك ركزي معايا وبس أنا وبس يا لتين
نبرته ونظراته وآه من نظراته تلك النظرات التي تشع دفء وينبثق منها الأمان
ابتسمت باهتزاز فبادلها الإبتسام بتشجيع
مر الوقت بسعادة ومرح حتى هتف مازن پغضب مصطنع أيه يا جماعة هو إحنا مش هنلبس الدبل ولا أيه ولا أنتوا جايين تاكلوا
انفجروا الجميع ضاحكين قبل أن يقول شعيب بخبث وماله نلبس الدبل يلا يا ماما لبسي تقى دبلتها وأنت يا مرات عمي لبسي مازن دبلته
شهق مازن بإستنكار قائلا بحنق أيه ده دا مين اللي قال كده هو حد قالك إني ما عنديش أيد ومش هعرف ألبسهالها
إبتسمت تقى بخجل قبل أن يقترب شعيب من مازن يهمس بغرور
 

تم نسخ الرابط