رواية رحم الخېانة(كاملة جميع الفصول) بقلم ميمي عوالي

موقع أيام نيوز

الشركات الكبرى للمقاولات والتى اثبتت كفاءتها بعملها بها من الشهور الاولى وحصرت حياتها ما بين عملها وابنائها ولكنها كانت تشعر بفراغ هائل كلما جلست بمفردها وكانت تشعر باشتياق كبير لحديثها مع مأمون 
فقد ظنت فى بادئ الامر انها تؤيد سفر مأمون حتى تساعده على ترميم قلبه ولكنها لم تعلم بأن بعد مأمون عنها سيحفر بداخلها نفقا مظلما ملئ بالرطوبة والۏحشة 
و كانت كلما قررت الاتصال به عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى او الهاتف تعود لتقاوم نفسها وتوبخها طويلا وتتهم ذاتها بالانانية حتى جاء يوما لم تستطع ان تقهر رغبتها كالعادة وبعثت لمأمون رسالة على بريده الالكترونى لم تكن تحتوى على اكثر من كلمة واحدة محتاجالك
لم تكن تعلم وقع تلك الكلمة على قلب مأمون او عقله عندما رآها بل عندما علم ان الرسالة منها من قبل ان يعرف محتواها 
فقد ظل ينظر للرسالة مدة طويلة قد تخطت الساعة وهو شارد يتذكر وداعهما الاخير فى صالة المسافرين قبل موعد طائرته بساعة واحدة فقد صممت على رؤيته وعندما رأته ذهبت اليه مسرعة وهى تقول بحزن كبير يرتسم على معالم وجهها هتوحشنى يا مأمون هتوحشنى اوى 
مأمون بابتسامة حزينة وانتى كمان يا فريدة مصر هتوحشنى فيكى 
فريدة رغم انى مش فاهمة لحد دلوقتى سبب قرارك ده ورغم انى مش عارفة ازاى هعيش فى البلد وانت مش فيها ولا انى لما هحتاجك مش هلاقيك لكن من جوايا مأيداك مأيداك لانى عارفة ان دايما
بتبقى نيتك خير وعشان كده بتمنى لك كل خير يا مأمون عيش حياتك وان شاء الله تقدر تلاقى السعادة اللى بتتمناها
مأمون انا كمان يا فريدة بتمنالك السعادة دى لكن لازم تفضلى عارفة انك وقت ماهتحتاجينى هتلاقينى قدامك
ليعود مأمون الى واقعه مرة اخرى ويقرر عدم الرد على رسالة فريدة والعودة الى مصر فى اجازة للمرة الاولى منذ بدأ العمل فى اسرع وقت
و بعد ثلاثة ايام كانت فريدة فى عملها حين هاتفها سالم داعيا اياها على العشاء بالخارج والسهر معا وعرض عليها اما ان تترك ابنائها مع المربية التى تقيم لديها باستمرار بعد انفصالها عن مراد واما ان يصطحبهم سالم للمبيت مع ابنه احمد فى منزله ولكنها فضلت تركهم للمربية واتفقا على اللقاء فى احد المطاعم المعروفة لكليهما 
و فى الموعد المتفق عليه وصلت فريدة لتدخل الى صالة المطعم لتجد مأمون جالسا بابهى حلة وينظر اليها بابتسامة اشتياق لتسرع اليه فريدة بلهفة وسعادة قائلة مأمون انت فى مصر من امتى 
مأمون وهو يقدم لها باقة صغيرة من زهور الاوركيد من حوالى ست ساعات دلوقتى 
لتجلس امامه بسرعة قائلة تسلم ايدك جميلة بس ليه ما كلمتنيش
مأمون حبيت اعملهالك مفاجأة 
لتتلفت حولها قائلة هو انت اللى عازمنى واللا سالم 
مأمون لا يا ستى انا اللى عازمك حبيت اشوفك واتكلم معاكى واسمعك
فريدة وليه ماجيتش البيت ده الولاد كانوا هيفرحوا بيك اوى ما تتصورش وحشتهم اد ايه
مأمون باسف انتى عارفة ان ماكانش ينفع اجيلك من غير سالم وفى نفس الوقت كنت عاوز اقعد معاكى لوحدنا
فريدة حمدالله على السلامه
مأمون احكيلى مالك 
فريدة لوحدى يا مأمون
مأمون وليه انتى اشتغلتى ونجحتى واكيد كونتى صداقات كتير 
فريدة باستغراب وعرفت منين الكلام ده
مأمون من سالم كنت دايما بتطمن عليكى منه
فريدة طب وليه ماكنتش بتكلمنى انت زعلان منى 
مأمون لا يا فريدة مش زعلان منك بس حبيت اديكى مساحتك كاملة عشان تفكرى كويس وتقررى صح
فريدة افكر فى ايه 
مأمون فى مراد وان كان يستحق فرصة تانية واللا لا عشان ولادكم
فريدة تصدقنى لو قلتلك انى ما بقيتش افتكره اصلا 
مأمون بفضول وحبك ليه
فريدة بتنهيدة نسيته من وقتها ركبتله الرمانة ورميته فى البحر 
مأمون بس العشرة اللى بينكم ممكن تشفع له عندك فى يوم من الايام 
فريدة تقصد عشرتى اللى باعها 
مأمون افهم من كده ان مهما ان كانت الظروف باب مراد بالنسبة لك اتقفل تماما
فريدة ايوة يا مأمون مراد كانت صفحة فى حياتى وقطعتها خلاص لولا الولاد ما كنتش افتكرته من اصله 
مأمون وهو يتفحص وجها بعناية قولتيلى فى رسالتك انك محتاجانى يا ترى فى ايه 
فريدة رغم انى نسيت كل حاجة حصلت فى حياتى فترة معرفتى بمراد و قطعت صفحتها بالكامل الا انى ما قدرتش اطلعك انت بالذات من حياتى يا مأمون ومهما عرفت واتعرفت على ناس جداد او اصحاب لحد دلوقتى ماعنديش ولا لقيت الصاحب اللى يبقى مرايتى واللى دايما بيشد ايدى للصح ويمنعنى عن الغلط الصاحب اللى اقدر اتكلم معاه بكل حرية وانا عارفة انه هيفهمنى صح فى كل كلمة كنت كل ما اتعرف على حد بدور عليك جواه بس ما كنتش بلاقيك كنت بعرف انى محتاجة شخص واح بس اسمه مأمون نصار قاومت كتير انى ابعتلك بس فى الاخر ماقدرتش اقاوم اكتر من كده
مأمون وكنتى بتقاومى ليه
فريدة ببعض التردد يعنى خفت تكون ابتديت تعيش حياتك واجى انا ابوظهالك بمجرد رسالة 
مأمون بتردد عارفة انا استنيت رسالتك دى اد ايه
فريدة باستغراب كنت مستنى منى انا رسالة 
مأمون ما استنتش رسايل من غيرك اصلا 
فريدة طب ليه
مأمون مستعدة تسمعينى 
فريدة بابتسامة دافية ده انا مشتاقة اسمعك من زمان
مأمون من يوم ما اتعرفت عليكى فى الجامعة وانتى لفتتى نظرى كنتى بالنسبة لى حالة مزيج من الرقة والطيبة البساطة والارستقراطية الطموح والجموح شدتينى وحبيت كل حاجة فيكى وكنت حاسس وقتها ان طريقى لقلبك ممهد وجاهز لاستقبالى لحد اما مراد انضملنا حسيتك انبهرتى بيه وبعد ماكان كل كلمنا عن الطموح والمستقبل بقى كل كلامنا عن مراد لحد ما لقيتك بتحكيلى انتى اد ايه بتحبيه ومتعلقة بيه اڼصدمت فى الاول واتوجعت لكن قررت ادور معاكى على سعادتك حبيت مراد عشان انتى بتحبيه ولما قررت
اعمل المكتب ولقيتك مصممة تشاركينى انتى ومراد فرحت انك هتبقى قريبة منى عشان افضل دايما واخد بالى منك 
دة ببعض التردد انا سمعت كلامك يومها مع مراد لما جيتلكم المكتب اخر مرة 
مأمون وعرفتى ايه
فريدة انه كان عارف انك بتحبنى من قبل ما نتجوز
ليومئ مأمون رأسه بالموافقة قائلا رغم انى كنت دايما شاكك لكن اتفاجئت بيه وهو بيأكدلى ده بنفسه
فريدة انا اسفة 
مأمون على ايه
فريدة انى اتسببت فى وجعك وانى كنت عامية 
مأمون واديكى فتحتى يا فريدة يا ترى عندك استعداد دلوقتى انك تبتدى حياتك من جديد معايا 
فريدة بابتسامة انا محتاجة ابتدى حياتى من جديد معاك
كلمة اخيرة
قد يقوم الكثير بافعال كثيرة محرمة ولكنهم ينكرون اخطائهم طالما انهم لما يصلوا الى النقطة المحظورة من كل فعل او عمل
يعيثون فسادا ويتمادوا فى خېانة دينهم ومبادئهم وذويهم وهم لا يدرون ان النهاية حتما ستأتى من رحم الخېانة وستكون اشد لطمة قد يتلقاها احدهم فى يوم ما 
ينكرون ان الخطأ خطأ بشرى وليس خطأ رجل او خطأ امرأة يدنسون انفسهم بمحض ارادتهم وسرعان ما يتنصلون من الدنس وموصمين به الآخرين دون اى وجه حق 
تتآكل صدورهم بنيران الشك فى كل من حولهم لظنهم بان الخېانة طبع الجميع 
النفس امانة والجسد امانة والعقل والقلب اكبر الامانات التى يجب الحفاظ عليها من
الخېانة حتى لا نهوى الى القاع 
بقلمى ميمى عوالى
تمت

تم نسخ الرابط