رواية الشيطان شاهين ((كاملة حتي الفصل الاخير)) بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
غرفتها البسيطة ذات الاثاث
المتهالك التي أجبرها أيهم على المكوث بها
طيلة
الاسبوع الماضي جلست على السرير
الصغير ثم ضغطت بأصابع مرتعشة على
الهاتف لتهاتف زوجة عمها و التي تمثل
الأمل الوحيد لإنقاذها بعد ثوان قليلة
أجابتها الو
ليليان باندفاع أيوا يا طنط انا ليليان
كاريمان بفزع ليليان ليليان إنت فين
يا بنتي و أيهم عمل فيكي إيه إنت كويسة
إنت فين
ليليان طنط ارجوكي سيبيني اتكلم
عشان معنديش وقت كثير انا تعبانة اوي
و مش كويسة ولو فضلت هنا يومين كمان
يمكن اخسر إبني أرجوكي يا طنط
في فيلا شاهين الألفي صاحبه إسألي محمد
هو يعرفها بس متجيش لوحدك قولي
لشاهين هو الوحيد اللي حيقدر
يخرجني من هنا أرجوكي يا طنط داه
مشغلي خدامة هنا متتاخريش انا حقفل
دلوقتي و متتصليش بالرقم داه ثاني
كاريمان بصړاخ ليليان ليليان
أنهت ليليان المكالمة ثم تسللت
نحو الخارج متجهة نحو المطبخ
تنهدت بارتياح عندما وجدت
نانا جالسة في مكانها تاكل و أمامها طبق
من الفواكه المشكلة
مدت لها الهاتف و هي تقول خبيه بسرعة
عشان محدش يشوفه و إبقي حاولي
تخليلي رقمك عشان اتصل بيكي لما اخرج
في نفس الوقت في فيلا البحيري
حكت كريمان لزوجها ما حدث بالتفصيل
ثم تركته ليغير ملابسه متجهة نحو غرفة
محمد الذي هاتف شاهين ليسأله
على
عنوان الفيلا ليقرر هذا الأخير
مرافقتهم فهو أكثر شخص يعلم بعناد
صديقه
دلف أيهم المطبخ بخطى مستعجلة
و هو يرمق نانا باشمئزاز و ڠضب
قبل أن ېصرخ في وجهها بتعملي
إيه هنا مش قلتلك متخرجيش من الأوضة
غير بإذني
وقفت نانا من الكرسي و هي ترتعش من
الخۏف بعد أن شدها أيهم من ذراعها
ليجبرها على الوقوف لتهتف بتلعثم
أنا كنت عطشانة فنزلت عشان اشرب
أيهم بغطرسة و هو يدفعها كان لازم تتديني
بيتك عشان تتفسحي فيه زي ما إنت
عاوزة يلا إطلعي فوق فورا و حسك
عينك الاقي رحتي هنا و إلا هناك يلا
إهتز جسدها لصراخه قبل أن تهرول
مسرعة إلى الخارج و هي تكاد تتعثر
العالي الذي كانت تتحرك به بصعوبة
حول أيهم نظره ليليان التي كانت
تراقب مايدور حولها ببرود غير
قائلا بنبرة آمرة حضريلنا الأكل بسرعة
و طلعيه فوق
اخذت ليليان نفسا عميقا لتستجمع
بقية قواها قائلة أنا حامل
صمتت قليلا قبل أن تضيف بنبرة منكسرة
حاولت إخفائها لكنها لم تستطع أنا تحملت إهاناتك و قسوتك طول الفترة اللي فات
البيبي ميتأذيش لكن لحد كدا و كفاية
تخدعني و تكذب عليا عشان تخطفني
و تجيبني لمكان ژبالة زي داه و تسجني
فيه و قلت ماشي مش جديدة عليك
ما إنت عملتها قبل كده و تعاملني
زي الخدامة و حاططني في أوضة
صغيرة و
باردة زي الزنزانة مفيهاش
غير سرير صغير قديم لو نطيت فوقه حيقع
و عبايتين مقطعين لما ألبس واحدة لازم
اغسل الثانية عشان مفيش غيرهم
قلت مش مهم فترة و حتعدي بس وصلت
بيك الدناءة إنك تجيبلي عشيقتك
هنا عشان اخدمها
ضړبت الطاولة بيديها بقوة لتهتز الأطباق
محدثة ضجيجا عال و تقف ليليان
من مكانها لتقترب من أيهم الذي
كان مصډوما من كلامها دفعته بيدها
إلى الوراء ليتراجع قليلا بسبب
عدم إنتباهه و هي تكمل حديثها پبكاء قلي
عاوز إيه مني عملتلك إيه أنا عشان
تكرهني في حياتي كده دا أنا حتى
مليش حد في الدنيا لا ام تحن عليا لا اب
يراعيني و لا أخ يكون سند ليا حتكون
إنت و الزمن عليا ليه قلي ليه داه
أنا عمري ما خنتك و لابصيت لراجل غيرك
كنت صاينة إسمك و شرفك من يوم
ما لبست دبلتك في إيدي من سبع
سنين رغم إنك واحد حقېر و متستاهلش
بس عمري ما عملت حاجة غلط
في حقك بس عارف انا يمكن كنت
ژبالة زيك مكانش حيحصل فيا
كل داه
مسحت دموعها بيدها و باليد الاخرى
كانت تستند بها على طرف الطاولة
لإحساسها بالتعب طب قلي
أعمل إيه عشان ارتاح و اريحك مني
مش انا عبئ عليك و مش من مستواك
و ما استاهلش أكون مع واحد زي حضرتك
طيب قلي إنت بس أعمل إيه و انا حعمله
أقتل نفسي للأسف مقدرش عشان
في روح ثانية جوايا مقدرش أذيها
سقط أيهم جالسا على الكرسي ينظر أمامه
پصدمة متذكرا كل مامرا به من أحداث
طوال الايام الفارطة تذكر كيف كان
يعملها بمنتهى التعجرف و القسۏة
و رغم ملاحظته لتعبها و إنهاكها
إلا أنه لم يشفق عليها بل كان يتعمد
رمي الطعام على أرضية المطبخ
و تكسير الأواني مدعيا عدم إعجابه
بطهوها او إجبارها على الصعود بالاواني إلى
الطابق العلوي عدة مرات في اليوم بحجة
رغبته في تناول الطعام في غرفته
تمتم بذهول و هو ېصفع نفسه
داخليا كيف لم يمر إحتمال حملها
في باله رغم انه طبيب حامل من إمتى
و ليه مقلتيليش
نظرت له ليليان باستهزاء قبل أن
تجيبه بقالي شهر و نص و مكنتش
ناوية اقلك بس مجبرة عشان خلاص
ما بقيتش مستحملة اللي بيحصل
بس هانت كلها دقائق و حخلص
منك
لم يفهم أيهم ما تقصده و لم يهتم بذلك
فكل ماكان يشغله هو خبر حملها الذي
لم يعلم به إلا الآن سمعا دقات
عڼيفة
على باب الفيلا لتبتسم ليليان بارتياح
و هي ترمق أيهم بنظرات ذات معنى
قفز أيهم من مكانه متجها نحو الباب
نظر نحو الشاشة ليجد صديقه شاهين
يقف أمام الباب واضعا يديه في
متابعة القراءة