الفصل العشرون من رواية أنا لها شمس بقلمي روز أمين حصري بمدونة أيام نيوز

موقع أيام نيوز


عليها لتقول مشفقة على حالتها 
إيه اللي صحاك! 
سمعت صوتك قولت أكيد بتجهزي أكل...قالتها بهدوء لتسترسل وهي تحثها على التحرك استعدادا للوقوف بمحلها 
إقعدي وأنا هسخن الاكل فيه حد من إخواتك جه معاك
انسحبت لتجلس فوق المقعد لتشبك يديها ببعضيهما قبل أن تضعهما على سطح الطاولة وهي تقول بصوت واهن 

أيهم معايا دخل ياخد شاور في الحمام اللي في أوضتي
قطع حديثهما صدوح صوت هاتفها الجوال الموضوع على الرخامة المجاورة للموقد لتمد عزة يدها تلتقطه كي تعطيها إياها وأثناء تطلعها عليه لمحت نقش اسم المستشار فؤاد علام لتسألها بجبين مقطب 
إنت فكيتي له البلوك إمتى ده كمان 
اخرجت تنهيدة حارة لتنطق بإبانة 
جه زار بابا النهاردة وطلب مني افكه علشان يطمن عليه
وإنت طبعا ماصدقتي...قالتها بابتسامة خبيثة لتقابلها الاخرى برمقة حاړقة وصوت حاد 
عزةالموضوع ده مفيهوش هزار
قالت بتبرير 
ومين قال لك إني بهزرالراجل عرف غلطه وندم وداير وراكي وهيتجنن علشان تصالحيه متسوقيش إنت فيها قوي كده
بملامح وجه تحمل الكثير من الهموم تحدثت 
عزةأنا فيا اللي مكفيني عاوزة أكل لقمة وادخل أنام علشان أقدر أكمل
طب مش هتردي على الجدع وتريحي قلبه...قالتها بعدما صدح صوت الهاتف مرة اخرى لتتنهد الاخرى بضيق وهي تتبادل النظرات بين الهاتف وعزة التي قالت بتشجيع 
روحي البلكونة ردي عليه على ما الاكل يسخن
أخذت نفسا عميقا لتنسحب إلى الشرفة وتجيب قبل أن ينقطع الإتصال 
ألو
أخيرا...نطقها ذاك الجالس خلف مكتب والده المتواجد بالطابق الارضي لتجيبه بصوت يحمل بعض الأسف 
آسفةكنت بجهز العشا ل أيهم أخويا
بنبرة حنون أبلغها 
يا حبيبي إنت تعملي كل اللي يحلالك في أي وقتوأنا مستعد أستناك العمر كله
أغمضت عينيها بعدما سأمت واستحقرت حالتها وانتفاضة قلبها تأثرا بحديثه المعسوللتلوم حالها وتسبهاأخذت نفسا عميقا لتتمالك من حالها قبل أن تنطق بنبرة جاهدت لإخراجها حازمة 
أرجوك يا سيادة المستشارمش معنى إني فكيت البلوك إني هسمح لنفسي قبل منك أسمع كلامك المعسول ده مرة تانية
بس ده مش كلام معسول زي ما بتقولي يا إيثار...قالها معترضا ليتابع بما زلزل جدار قلبها 
ده صوت قلبي ومشاعري اللي بتترجم وڠصب عني بتطلع على هيأة كلمات
تنفس لينطق بصوت يكاد أن ېصرخ بكل ما فيه ليخبر العالم أجمع بعشقه لتلك العنيدة الشرسة 
ليه مش قادرة تقتنعي إني دوبت في غرامك وانتهى الأمر
أرجوك...نطقتها بنبرة متوسلة لتتابع مسترسلة 
لا الوقت ولا الظروف تسمح لي بإني أتناقش معاك في مواضيع زي دي
خلاص يا حبيبيإهدي...نطقها بحنو ليحثها على الهدوء لكنه وعلى العكس قد أثار حنقها لتهتف بنبرة حادة عندما جال بخاطرها أنه سيعيد ما حدث ويقوم بتكراره 
ياريت تبطل كلمة حبيبي ده لو حابب نرجع نتكلم تاني بس ك أصدقاء
موافق يا حبيبي...نطقها قاصدا استفزازها لتصيح بحدة وزمجرة 
فؤاد
عيونه...قالها بكثيرا من الهيام لتبتلع لعابها بصوت عالي وصل إليه عبر السماعة ليكظم ضحكاته ويسترسل بنبرة جاهد لتخرج جادة 
خلاص يا إيثارأوعدك مش هقول لك أي كلام يضايقك تاني بس ده لفترة معينة
ليستطرد بتصميم 
لحد ما الاقي فرصة نتكلم فيها من القلب ونخرج كل اللي جوانا
تنهيدة حارة شقت صدرها وهي تخرج لتقول بصوت يملؤه الإحباط 
الفرصة جت لك لحد عندك وبأديك ضيعتهاوللأسف يا سيادة المستشارأنا بدي للي قدامي فرصة واحدة يثبت لي فيها حسن نيتهوبعدها بقفل الملف وللأبد
نطقت كلماتها بذات مغزى لتسترسل بإيضاح بصوت صارم مقصود 
تجاربي علمتني إن مفيش حاجة إسمها فرصة تانية الفرصة التانية غباء وإهدار للوقت وصدقني كله في الأخر بيودي على طريق واحد وهو الفشل بس المرة التانية بتكون القاضية لأن الفشل بيكون أعمق وبيدمر في طريقة أي أمل ويسيبنا بنفوس متدمرة
كان يستمع لها بقلب
 

تم نسخ الرابط