رواية الشيطان شاهين الجزء الثاني بقلم ياسمين عزيز
إهدي خلينا نتفق..... تبدلت ملامح شاهين الضاحكة حالما أغلقت الباب متخيلا هروبها من حياته بهذا الشكل... أظلمت عيناه و تجهمت ملامحه بشدة بعد أن تذكر حواره البارحة مع محمد بدأ شعور الڠضب ينهش جسده تدريجيا تزامنا مع صوت أنفاسه المتصاعدة بحدة حتى أصبح مظهره مخيفا كوحش مستعد للانقاض على فريسته.... لكن كل هذا الڠضب لم يكن موجها سوى لنفسه أغمض عينيه ليتراءى له وجه محمد الذي يتهمه دون رحمة في تدهور نفسية نور بسبب تأثرها لما حصل لاختها.... كاميليا حبيبته... تمتم بداخله و هو يشعر بدمائه تغلي مش حترتاح يا شاهين مهما عملت. على الساعة الحادية عشرة ليلا في غرفة أيهم..... فتحت ليليان عينيها لشعورها بالعطش...لتجد أيهم مستيقظا و هيئته تدل على عدم نومه... كان مستندا على ذراعه و يتأملها و هي نائمة إبتسم بسعادة لرؤيتها تفتح عينيها قبل أن يلتفت وراءه ليحضر كوب الماء الموضوع فوق الطاولة الصغيرة بجانب السرير... أزاح الغطاء و هو يمده نحو شفتيها لترتشف ليليان منه حتى إكتفت ليرجعه مكانه ثم يعود لنفس وضعيته السابقة قائلالسه بتصحي في الليل عشان تشربي.... ليليان بابتسامة مقتضبة و صوت مغلف باثار النوم أيوا...بعطش في الليل....بس إنت ليه صاحي لحد دلوقتي . رتب الغطاء حولها بعناية قائلا بحنو خاېف أنام و أصحى الاقي نفسي كنت في حلم...خليني كده أحسن... ليليان بابتسامة خفيفة طيب حتفضل صاحي لحد إمتى... متنساش بكرة وراك شغل كثير..... أيهم و هو يبعد خصلات شعرها عن وجهها كل حاجة بتكون سهلة معاكي...يلا نامي و إرتاحي متشغليش بالك بيا صدقيني أنا حاسس إني في الجنة دلوقتي.. كفاية إنك نايمة جمبي.... أومأت له ليليان لتغمض عينيها متمتمة بصوت منخفض طيب لو حسيت إنك عاوز تنام...متقاومش إنت محتاج ترتاح فتحت ليليان عينيها على حركته لتجد نفسها صوت أيهم الذي قاطعها قائلا بنبرة متوسلة مش حعرف أنام غير كده... اومأت له لتسقط في النوم سريعا بعد إن تسللت إلى أنفها رائحة عطره الناعمة و بذلك رحمت دماغها من كثرة التفكير المتواصل الذي لطالما أرق نومها ليالي طويلة لمدة سنين...قررت عدم التفكير في المستقبل و إعطاء جسدها و عقلها و قلبها إجازة....يكفي ماضاع من العمر الزمن وحده كفيل لتلتئم الچروح رغم أن هناك أوجاعا لا تكفي حياة كاملة لنسيانها.... بعد ساعتين... إستيقظ أيهم مڤزوعا من نومه لكنه هدأ بعد أن أحس بثقل رأسها على ذراعه...ليحمد الله بصوت خاڤت الحمد لله.. طلع كابوس. الفصل الثامن الجزء الثاني إستيقظت نور باكرا على غير عادتها...رغم أنها ظلت ليلية البارحة مستيقظة حتى ساعة متأخرة تفكر في ما ستفعله بعد أن قبل محمد باعطائها فرصة أخيرة حتى تصلح معاملتها معه.... شردت قليلا بينما تنظم فراشها عندما تذكرت عدم حماسه للفكرة رغم إعترافه بأنه مازال يحبها رغم كل ما فعلته معه..... لكنه كأي رجل حقيقي يضع كرامته فوق كل إعتبار..... بعد ساعة إنتهت من حمامها و تنشيف شعرها و هاهي الان تقف أمام خزانتها لتختار ماذا سترتدي..... ترددت قليلا قبل أن تخرج ملابس رياضية صوفية باللون الكراميل قريب من لون شعرها الأشقر القصير.... إرتدتهم ثم نظرت لنفسها المرآة لتقيم نفسها.. تفننت في وضع زينة وجهها كما لن تفعل من قبل و حرصت على إخفاء الچروح و الكدمات بوضع طبقة إضافية من مساحيق التجميل ثم إرتدت حذاءها الرياضي الابيض ... خرجت من غرفتها و هي تدندن احدى الألحان المصرية القديمة بصوت خاڤت لتجد والدتها تجهز الإفطار...و التي رمقتها بطرف عين قبل أن تنشغل من جديد بما تفعله قائلة صاحية بدري النهاردة غريبة مش عوايدك يعني..... قضمت نور بعضا من الكايك اللذيذ الذي تصنعه والدتها قبل أن تجيبها صباح الخير.... أصل عندي مشوار مهم الصبح . الام بالهدوم دي أنزلت نور رأسها تتفحص ملابسها قائلة بتعجب وحشة الام بخبث مش حكاية وحشة بس...و إلا بلاش المهم إنكم رجعتوا لبعض.. نهضت نور من مكانها و هي تمسح فمها بالمنديل بحذر حتى لاتفسد أحمر الشفاه قائلة ماما انا رايحة محتاجة حاجة الام بحنو لا ياحبيبتي سلامتك... خلي بالك من نفسك.... أجابتها نور من بعيد و هي تتفحص مظهرها في كاميرا هاتفها حاضر ياماما.... سمعت والدتها صوت إغلاق الباب لتتنهد بخفوت قائلة ربنا يهديك يا بنتي و ينور طريقك..... في الخارج وقفت نور أمام باب الشقة... اخذت نفسا عميقا قبل أن تتقدم بخطواتها نحو شقة محمد المقابلة لهم.... طرقت الباب بهدوء ثم وضعت يديها في جيب السترة الرياضية محركة يديها بتوتر...لحظات و اطل محمد من وراء الباب بسترته الرياضية ذات اللونين الأزرق و الأبيض... إبتسمت بعد أن لاحظت ملامحه المتعجبة قائلة برقة صباح الخير.....متستغربش كده كل الحكاية إني عاوزة اجري معاك شوية... طبعا لو معندكش مانع.... نفى محمد برأسه و هو يجيبها