رواية بغرامها متيم (كاملة حتى الفصل الاخير) بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
لم تستطيع السيطرة على حالها في إصراره على وجود تلك الشمس ثم قامت على الفور كي ترتدي ملابسها كي تذهب لمقابلته فهو من المؤكد إن لم تذهب له سوف يجئ الى هنا وينصب لها المحكمة ووالدتها الآن في ضياع بسبب عمران وسكون ومن الممكن قت لها على عنادها
صعدت إلى الأعلى وارتدت بنطالا من اللون الكافيه ويعتليه كنزة باللون الأبيض وبليزر باللون النبيذي يصل إلى منتصف فخذها ورفعت أكمامه قليلا وارتدت حجابا بنفس لون البليزر فحقا كانت مبهرة فهي قد انتقت ذاك المظهر بالتحديد كي تثيره ثم ارتدت حذاء ذو كعب رفيع سليبر يليق بأناقتها ووضعت بعض مساحيق التجميل الخفيفة في وجهها كي يراها جميلة وان فراقه لها لم يؤثر في نضارتها وهذا ما أوصله لها عقلها ولم تعرف أنها الآن تلعب في عداد عمرها مع ذلك الماهر
وصلت أخيرا إلى المطعم الذي انتقاه فقد أرسلت إليه رسالة قبل وصولها كي تعرف مكانه ولكنها وجدته يقف متنحيا بجانب باب المطعم ينتظرها وما إن رأى قدومها حتى جحظت عينيه من رؤية هيئتها فجعلت الډماء تفور في جسده منها وثار داخله متوهج كالبركان فأسرع بخطواته على الفور حتى وصل إليها وقبل أن تغلق سيارتها أمسكها من كتفها ودفعها إلى الداخل بطريقة آلامتها وهو يردد بفحيح بعدما جن جنونه من هيئتها
كاد أن يكمل لذاعه لها إلا أنها تأوهت وشعرت بالمهانة من حركته تلك وهدرت به بحدة
ايه الھمجية دي انت اټجننت إزاي تزقني بالطريقة داي ! هو انت مفكر نفسك مين بالظبط
جوزك ياهانم جوزك المغفل اللي اتجرأتي ومعملتيلهوش حساب وخرجتي من بيتك بمنظرك ده ! قالها ماهر بفم غليظ مملوء بالڠضب والفظاظة من أفعالها التى أوصلته إلى قمة العصبية
اممم.. ماله شكلي يعني شايفني لابسة بدلة رقص وخارجة بيها.
كادت أن تكمل حديثها إلا أنه هدر بها أرعبها وهو ينظر لها پغضب
ثم مد يده وشد حجابها على جبهتها وهو يداري خصلاتها الناعمة والتي قصدت أن إظهارها ظنا منها أنها ستثيره بهيئتها وجمالها ذلك مما جعلها تتوجع من حدته
ثم نظر إلى أكمامها المرفوعة قليلا وقد أظهرت نصف ذراعها وجذب الأكمام بنفس الحدة حتى دارى ذراعها بالكامل وأكمل بنفس غضبه
والله اني مش فاهم انت خرجتي من بيت أبوكي وأخوكي بالمنظر دي كيف وانت عاملة البلاوي داي كلاتها
في هيئتها يغار عليها أن يرى أحدهم خصلة واحدة من شعرها يغار عليها من أن تظهر شيئا بسيطا من جسدها ولن يسمح لها أن تستفزه بتلك الطريقة مرة أخرى ثم هتف وهو يجز على أسنانه پغضب مما جعل الخۏف منه يدق على جسدها دقا
إنت اكيد عايزة تجننيني أو تجيبي لي الضغط والسكر انت عايزة توصلي لإيه بالظبط يارحمة
إبتلعت لعابها وتحدثت بصوت منخفض مما جعله ثار أكثر من ذي قبل
ياسلام اشمعنا أني اللي هتتعصب عليها قووي اكده مالبرنسيسة اللي هتقعدها في بيتك وهي سبب المشاكل كلاتها بيني وبينك بتلبس عريان واني جمبيها من أولياء الله .
اتسعت عيناه بذهول من تبريرها ثم كور قبضة يديه
وض رب مقود السيارة بغيظ جعلها هلعت وهو يرمقها بنظرات كالن ار المستعرة
يلعن الكفرة على الكفرة على اليهود على شمس على الكل كليلة ياشيخة اني مالي ومالها أصلا هو ربنا هيسألني عنيها ولا هيسألني عنك انت مانا بقيت في نظرك عامل زي القرطاس تعملي اللي كيفك علشان تجننيه وخلاص على الله تكوني مستريحة دلوك وانت موصلاني لقمة الڠضب والعصبية وقفلتيني من الدنيا كلاتها ياشيخة
ثم نظر إلى هيئتها مكملا تهكمه
دي كله كوم والبنطلون اللي محدد تفاصيل كوم تاني والروج الاحمر اللي مهبباه في ده انت عديتي ليفل الۏحش في الجراءة النهاردة يا رحمة هانم.
أشاحت بيدها من رفضه لطريقته في تعبيره عن غيرته وهي تردد بنبرة معترضة
إنت مكبر الموضوع على فكرة قوووي ودي مش طريقة تعبر بيها عن رفضك لحاجة مش عجباك .
هز قدميه بعصبية من ردودها التي تستفزه أكثر
انت بتلعبي في ثوابت دين امرك متخرجيش من بيتك بالمنظر دي ومش عايزاني أتعصب بجد انت بني أدمة مستفزة قووي وقفلتيني منك بسبب عنادك ودماغك الناشفة وعدم اعترافك بغلطك .
بنفس عصبيته أردفت وهي تشعر بالخۏف منه وصوتها على بعض الشئ
يعني إنت عايز ايه دلوك انت شاطر في قلب الترابيزة قووي .
تنهد بضيق وتحدث پغضب أخافها
شكل اليوم دي مش هيعدي على خير النهاردة اتفضلي سوقي العربية وروحي على اقرب محل ملابس حريمى
ثم لاحظ وجود مناديل مبللة فجذبها بحدة وأمسكها من وجهها برفق وهو يمسح شفاها من ذاك الروج التي وضعته بلونه الظاهر وهو يردد بتحذير
توبقى تتكرر تاني حركاتك دي علشان المرة الجاية بإذن الله مخلكيش تعتبي الشارع وابقي افتحي بقك بنص كلمة يارحمة .
كانت صامتة تاركة إياه يفعل بها مايشاء فهي أدركت الآن مدى خطئها وبعد أن أنهى إزالة الميكب من وجهها أمرها أن تسير إلى ذلك المحل وهو ينظر إلى الطريق أمامه وقد وصل الڠضب ذروته من أفعالها
حتى وصلت إلى إحدى المحلات الخاصة بملابس السيدات حتى وقفت بسيارتها وقبل أن تهبط من سيارتها فهي علمت لما جعلها تأتي إلى هنا أمسكها من كف يدها آمرا إياها
تدخلي تشوفي دريس محتشم ميبنش الهوا منك وتخرجي لابساه مينفعش ادخل معاكي في بنات كتييير جوة ومش حابب أحرج حد واني مستنيكي .
تمتمت بطاعة وهي تشعر بأنها أجرمت اليوم من هيئته الغاضبة وبدا عليه التعب من حالة العصبية التي ډخلها بسببها
طيب اني هتأخر في اختيار اللبس وهتقعد كتييير.
هستناكي لو لحد الصبح اتفضلي يالا.. قالها وهو يستند برأسه على الكرسي مغمض العينين وكأنه يستدعي الهدوء النفسي من حالة الڠضب الشديد التي سببت له ارتفاع ضغط الډم وشعر بالصداع يغزو رأسه وما إن رأت حالته تلك حتى ظلت تلوم حالها بطريقة لاتوصف وعهدت نفسها أن لا تفعلها مرة أخرى وستكن تلك المرة الأخيرة وستنتقي الملابس الفضفاضة المحتشمة في زي راقي أيضا
دلفت إلى المحل وهي تشعر بالاستياء من حالها وعيناها تدور في المكان حتى استقرت على ركن الفساتين كي تنتقى أحدهم ظلت مايقرب من نصف ساعة حتى انتقت ما يناسبها ثم طلبت منهم أن تدفع ثمنه وهي مازالت ترتديه مما أدهش الواقفين في المحل فلأول مرة تفعلها احداهن ثم خرجت وبيدها حقيبة بها ملابسها التي كانت ترتديها
وصلت إليه وجدته يستند برأسه على الكرسي ويبدو أنه تاه في نومه وهو ينتظرها دقت على نافذة السيارة كي يفتح لها الباب ففتح عينيه وهو يدلك جبينه بيده كي يخفف من ألم الصداع ثم أزاح زجاج النافذة وجدها أمامه بفستانها الزهرى المحتشم الفضفاض شملها بنظرة متفحصة من أعلى رأسها إلى أسفل قدميها ثم انحنت قليلا ونظرت داخل عينيه وهي تسأله بنبرة هادئة
اكده تمام يامتر ولا في حاجة مش عاجباك قبل ما نتحرك
أطال النظر داخل عينيها وهي بالقرب منه بتلك الدرجة وأنفاسها تغلغلت داخل رئتيه فأغمض عينيه لوهلة ثم الټفت بوجهه للناحية الأخرى وهو يفتح لها الباب مرددا
تمام اتفضلي يالا علشان نمشي .
تنهدت بحزن من ما وصلا إليه الآن فهي لم تكن تتوقع ثورانه بتلك الدرجة لمجرد أنها ارتدت بنطالا ورفعت أكمام قميصها وأخرجت خصلات من شعرها فهذا ما تفعله أكثر الفتايات تلك الأيام والموضة المنتشرة بشدة والأدهى انها ترى الاستوريهات الخاصة بهم مع خطابهم وأزواجهم وهن بتلك الهيئة لماذا فعل معها هي بالتحديد هكذا فلا يوجد سبب اهتدى به عقلها إليه إلا أنه يتعنت معها ويفرض سيطرته عليها أو أنه يقلب الطاولة عليها كي ينسيها حوار تلك الشمس
استقرت في مكانها وأغلق هو النوافذ التي تجعل من بالخارج يراهم وقام بتشغيل المكيف فهو يشعر بالحرارة الشديدة تغزو جسده ثم استند برأسه على الكرسي مرة أخرى وأغمض عينيه مرة أخرى فهي قد أوصلته لقمة التعصب بأفعالها والصمت أصبح سيد الوقت والمكان وفجأة استمع الى بكائها من ماجعله نفخ بضيق من حالة النكد التي ستكمل على ماتبقى من أعصابه اليوم بسببها
ثم مسح على وجهه بكف يده وهو يستغفر ربه بصوت أسمعها ثم استدار بجسده إليها وهو يحاول استدعاء الهدوء النفسي له والخروج من حالة الڠضب والعصبية التى دلف إليها ثم اقترب منها واحتضن وجنتيها بين كفاي يديه ليقول بصوت أجش خشن
ممكن اعرف ايه سبب العياط دلوك والمفروض ان أني اللي زعلان من عمايلك
حاولت إفلات وجهها من بين يديه ولكنها لم تستطيع فهو كان ممسكا بها بإحكام فرددت بنبرة صوت متحشرجة أثر بكائها
بعد يدك عني اني مخاصماك ومليكش صالح بيا تاني .
ليه هو أني اللي غلطت ووصلتنا للي احنا فيه ولا دماغك اللصغيرة اللي وزتك تعملي اكده
زادت من البكاء فهتف بانعدام صبر
وه هتبكي طول اليوم ليه ومهنعرفش نتحدت واصل
هبكي علشان انت زعقت لي كتيير قووي النهاردة.
مش انت اللي استدعيتي ڠضبي وعملت
اللي واثقة أنه هيضايقني .
هو أني عميلت ايه يعني غير اللي البنات هتعمله خد شوف صورهم أهي ومع خطابهم وأزواجهم كمان وانت اللي كبرت الموضوع قووي واتعصبت عليا.
فتحت الهاتف وأتت
بالصور وما إن وجهت الهاتف إليه حتى استدار بوجهه إلى الناحية الأخرى هاتفا بانزعاج وهو يرفض النظر إلى الصور
مش هشوف حاجة واقفلي الموبايل دي أني مليش صالح بيهم كل راجل حر في التعامل مع اهل بيته اياكش يخرجهم عريانين حتى كل واحد مسؤول
متابعة القراءة