رواية بغرامها متيم (كاملة حتى الفصل الاخير) بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
واصل
ضحكت زينب لاعتراض ولدها وقبلته بصدر رحب على عكس سلطان وحديثه عنه ثم أكدت له
ولو دخلت عند أم علي وأم جمال وأم حسين جيراننا ونص بيوت مصر هتلاقيهم متنحين اكده قدام المسلسل وهيتفرجوا عليه وابتسامتهم من الودن داي للودن داي أصله عامل اكده زي الجبنة المش مهما كلنا منها بنشتاق وكانها البتاعة اللي هتسموها نوتيلا داي .
إذا كان اكده ماشي يا أم عمران ربنا يسعدك ويفرح قلبك وطالما متولي هيخليكي مبسوطة ويضيع الوقت الفاضي حداكي اتفرجي عليه همشي أني بقى هروح أصلي العشا في الجامع وهقابل محمد صاحبي .
نظرت إلى الأعلى بانتصار فحان وقت التحدث مع سكون في ذاك الموضوع الذي يؤرق صدرها ويتسبب لها في عدم نومها ليلا ونهارا فهو ابنها الوحيد وتشعر بالقهر لأجل حرمانه من نعمة البنون ثم نظرت إليه هاتفة بدعاء
وأكملت برجاء لرب العباد
ربنا يجبر بخاطرك ويديك على قد حنيتك وطيبة قلبك ورضاك ليا دايما يابن قلبي وعمري.
أمن على دعائها بقلب مطمئن ثم ودعها وغادر المكان فقد بدأ المؤذن تكبيراته لآذان العشاء وفور تيقنها لخروجه وتأكدها من خلو المنزل غيرها هي وسكون صعدت إليها وهي تنتوي أن تتحدث معها كي يستريح قلبها ويهدأ داخلها لأجل ولدها
اتفضلي ياماما الحاجة دي احنا زارنا النور .
انتهي_البارت
بغرامها_متيم
الجزء_الثاني
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
بسم_الله_الرحمن_الرحيم
لاإله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ_قدير
البارت_العاشر
بغرامها_متيم
الجزء_الثاني
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
وصلت إلى شقته ثم دقت على الباب دقات هادئة وانتظرت حتى فتحت لها سكون الباب والذي ما إن رأتها حتى شعرت الارتياب والخۏف لأول مرة وهوى قلبها بين قدميها ثم أشارت بيديها إليها أن تدلف بلسان يرجف
خطت زينب إلى الداخل بأقدام واثقة ثم ربات على ظهر سكون
تعيشي يابت الأصول يامرت الغالي .
أشارت إليها سكون أن تجلس بترحاب
ارتاحي هنا يا ماما هتلاقي رجلك ۏجعتك من السلم.
جلست زينب على الأريكة ثم نظرت أمامها وجدت المسلسل التي كانت تشاهده معروضا علي شاشة التلفاز فسألتها وكأنها لم تكن تعرف
ابتسمت سكون وهي توجه أنظارها لشاشة الهاتف
اه أصل أني بحبه قوووي وبالنسبة لي المسلسل المفضل هو و عبدالغفور البرعي بعشقهم قووي وأكيد إنتي كمان .
حركت رأسها للأمام بابتسامة عريضة
قوووي بحس فيهم ريحة ايام زمان لما كنت عيلة صغيرة بضافير بس وقتها لما كان بيتعرض ليه ذكرى وحشة معاي ابوي خلاني خدت الاعدادية ومرضيش يخليني أكمل .
ربتت سكون على ظهرها بحنو وهي تردد بفخر لها
بس والله ياماما الحاجة عقلك ماشاء الله كبير وحكيمة جدااا وبتوزني الأمور بميزان العقل أحسن من اللي معاهم شهادات وعلام عالي .
أحست زينب بالفخر من كلمات سكون ثم شكرتها بامتنان وأن رأيها عنها في ذاك الوقت أتى بموعده
منحرمش من لسانك الزين يابتي طمنيني عنك كيفك وصحتك عاملة ايه دلوك
تحمحمت سكون من استفسارها عن صحتها ثم أجابتها باختصار
اممم .. زينة الحمد لله
ثم غيرت مجرى الحديث سريعا وانتصبت واقفة وهي تسألها
تحبي تشربي ايه ولا أعمل لك قهوة باللبن معاي
تحدثت زينب بمغزى
يستاهل الحمد يا غالية ماشي هشرب قهوة معاكي بس سكر بسيط علشان البتاع دي اللي اسمه الرجيم اللي هعمله مينفعش معاه سكر كتير .
ارتسمت على شفتاي سكون ابتسامة هادئة ثم رددت بطاعة مصاحبة للدعابة
عاش ياحاجة زينب عندك إرادة قمرر هدخل اعملها بقى بسرعة وجيالك .
دلفت سكون الى المطبخ بينما تابعت هي المسلسل بتيهة وهي تفرك مكانها ولا تعرف كيف البدأ معها في الحديث جال عقلها كثيرا وكثيرا وكل الطرق تؤدي إلى الطريق المباشر في الاستفسار ظلت الأفكار والسنريوهات تتهافت على مخيلتها حتى أرهقتها ولكن صممت على ان تطمئن على ولدها فداخلها يتآكل يرتعب عليه ولم يشعر أحدا بتآكلها بالتأكيد هي مؤمنة بإرادة الله ولكن رب العباد بذاته وهبنا من الحلول كثيرا فماذا عن عدله أننكره ! ماذا عن عطاؤه لعباده في حل معضلاتهم أنرميها عرض ظهورنا ولم نضعها كحل منصف يرضي نفوسنا جميعا !
أما عند سكون في المطبخ كانت تقف بأقدام واهية تكاد تكون كالهلام على الأرض من شدة خۏفها من استفسار زينب فقد قرأت بعينيها الإصرار ومن نبرتها التغير ومن كلامها أنها ستستفرد بها الآن ويبدوا أن معركتها معها أشد من معركة صلاح الدين الأيوبي قاهر الصلبيين بذاتها معركة حياتها عشقها الوحيد غرامها المتيمة به لا هي قادرة على الفراق ولا قادرة على أن تشاركها فيه غيرها
نظرت إلى السماء وهي تقلب الإناء الموضوع على الن ار بعقل غائب عنه وهي تناجى ربها بقلب يئن ألما ورهبة شديدة
قل لي ربي ماذا انا بفاعلة بأمري مالي بغيرك راجية وأتمنى الحصاد بعد سنوات العجاف
ما لي غيرك أشكو وأدعوا وأطلب وأبتهل في دعائي كي تجبرني فانا غير قادرة على الفراق
فاللهم يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد ويا منجز الوعيد ويا من هو كل يوم فى أمر جديد أخرجني من حلق الضيق الى أوسع الطريق فبك أدفع ما لا أطيق
تلك الابتهالات التي نادت بها ربها المنصف لها دائما ولم يتركها فدوما يرعاها ولم تيأس أبدا
فاقت من شرودها على صوت قدح القهوة فحملت الإناء سريعا قبل أن يفسد صنعها وصبته في الأكواب المخصصة له وقبل أن تخرج أمسكت بالوعاء الذي يحمل الأكواب بإحدى يديها ثم وضعت يدها الأخرى على صدرها في حركة عفوية منها تحاول بها تهدئة صدرها المولع بالخۏف من هدم أمانها
استطاعت بقدر الإمكان كبت خۏفها داخلها ثم خطت بساقيها المرتعشتين إلي الخارج حتى وصلت إليها وهي جاهدة في رسم البسمة على شفاها ناولتها الكوب بتأدب مصاحب للذوق الرفيع التي تربت عليه ويليق بخلقها
اتفضلي ياماما دوقي عمايل ايديا هتعجبك قووي وهتظبط لك دماغك .
تناولت الكوب منها ثم ارتشفت منه بتلذذ لصنيعها وشكرتها بامتنان
تسلم عمايل يدك يابتي زينة ومظبوطة زي ما قال الكتاب
واسترسلت حديثها وهي تتحدث عن رحمة ابنتها بسخرية
مش شكل اللي كانت رحمة اللي تنزغد عاملاها لي من يومين كانت شبه وشها العكر .
ضحكت سكون بشدة على طريقة زينب في الحديث عن رحمة ثم هتفت بتبرير بعدما هدأت من ضحكاتها
طب والله لو زي وشها بحق توبقى قمرررر يا أم عمران داي رحمة اللهم بارك حلوة وكيف البدر .
استطاعت زينب إخراج سكون من حالة الړعب التي قرأتها في عينيها من أول وهلة طلت عليها منذ دقائق وهذا ماكانت تسعى إليه فهي تتميز بالحنكة والدهاء وتعرف كيف تغزل خيوط الحديث بذكاء كي لايفتل منها ثم أكملت طريقتها الدعابية
والله انتوا هتاخدوا في البت داي مقلب واللي هتتجوزوا كمان يومين دي هيشيل هم تقييل وبدل ما تعمله الزين كلاته هتوكله وتشربه عجن دي ان عرفت تعمل العجن كماني مش المحروق والشايط.
لم تستطيع سكون كتم ضحكاتها وهي تنظر إلى طريقة زينب الفكاهية في التعبير ثم تحدثت من بين ضحكاتها
متهيألك البنت مننا بتدلع في بيت أبوها ووقت ما تروح على بيت جوزها بتطلع أحسن ما عندها علشان تبسط جوزها وتريحه على الآخر ورحمة مهتلاقيش زييها زينة البنات واصل ياماما الحاجة.
الى هنا واكتفت زينب بالفكاهة وأمسكت طرف الخيط من كلمات سكون ورددت بوجه حزين والحزن صادق بالفعل
بس أني نفسي ابني هو كمان ينبسط ياسكون يابتي وأشوف الفرحة في عيونه بدل الحزن اللي طافي ملامحه وروحه اللي هشوفها كاتمة الفرحة جواها طوالي .
انقشعت أخيرا غمامة الصبر تجاه زينب وبدت أولى تفج ير كتمانها لما تشعر به لسكون التي شعرت وكأن دلوا من الماء البارد سكب على وجهها في يوم بارد شديد البرودة في عز وقت الصقيع ثم ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة لتقول باستفسار واهي كشعورها الآن
طب وايه اللي هيطفي فرحة عمران يا ماما اللي هتشوفيها وحدك داي
كانك معرفاش ياداكتورة ولا هتعملي حالك مش واخدة
بالك ! تلك الكلمات التي نطقتها زينب على رأس هذه السكون دون مراعاة لما تشعر به هي الأخرى ولكن هذا ابنها قرة عينيها وما على الأم في خۏفها على وليدها ملام .
تحمحمت سكون وهي تفرك في يدها بتوتر بالغ وهي تأتي بآخر زينب
اممم.. ممكن أفهم تقصدي ايه ياماما الحاجة خلينا نتكلم واضح علشان اني مليش في الكلام الملفلف
أجابتها زينب صريحة وقد فاض الكيل بها
يعني هتعملوا ايه في حوار حبلك يابتي اللي طال وقته بالقووي وعمران ابني سنه مبقاش صغير واني بصراحة اكده أم قلبها م ۏلع على ابنها والوحيد كماني حسوا بيا ياناس
ما إن قالتها صريحة حتى انهمرت الدموع من وجنتاي سكون غزيرة على وجهها من چرح قلبها ومشاعرها
أتعجب عندما أرى الكثير من الأشخاص يتحدثون عن الحب ولكنهم في الحقيقة هم أكثر الأشخاص الذين قاموا پتمزيق الكثير من المشاعر في قلوب غيرهم وكانوا سبب في ألم نفسي لا يمكن علاجه.
فأخطر أنواع الچروح هي چروح المشاعر تلك الچروح التي لا يشعر بها سوى صاحبها تلك الچروح التي لا يقدر أحد أن يداويها بداخل الشخص فقط يكفيه الأنين عند الشعور بها
فالمشاعر مثل ثوب الحرير أي قطع بسيط به لا يمكن علاجه وفي حالة النجاح في علاجه سوف يترك أثر قوي لا يمكن إخفائه
المشاعر هي الخيط الرفيع الذي يحافظ على النفس البشرية ففي حالة انقطاعه سوف تنساب النفس البشرية على الأرض ولن تقوم مرة أخرى وجرحها مثل الچرح المخفي تحت سرج الحصان لا يشعر به أحد سوى الحصان ولا يكتفي سوى بالأنين في صمت والآن سكون أصبحت قاب قوسين أو
أدنى بين ني ران عشقها لزوجها ورفيق دربها وبين ني ران زينب ولهفتها على حفيد فتلك اللهفة تأكدت منها الآن لهفة واحتياج وشوق تضاهيهم قوة لن تقدر عليها تلك المسكينة ثم رددت بصوت خفيض وهي تومئ برأسها بالاسفل
طب وأني ذنبي ايه في قدر ربنا وتدابيره
وأكملت وهي تشهق بشدة تنفطر لها القلوب
يعلم ربنا أني عملت اللي عليا بدل المرة عشرة وحاولت كتير اني أخلي عمران يخليني أمشي لكن مرضيش أبدا وأخر حاجة عرضت حياتي للخطړ علشان أفرحكم كلاتكم لكن ما باليد حيلة ربنا لسه ما أرادش .
ما إن رأت زينب دمعاتها حتى جذبتها إلي أحضانها على الفور وهي تنفى على الفور
متابعة القراءة