رواية عزلاء أمام سطوة ماله (كاملة حتى الفصل الاخير) بقلم مريم غريب
المحتويات
بحذر
إيه إللي حصل بس يا عثمان ده إنتوا إتجوزتوا !!!
ما زال علي صمته فتنهد مراد بثقل و حاول مرة أخري
مراد بلهجة هادئة
عثمان إحكيلي يا صاحبي طول عمرنا بنحكي لبعض قولي بس ليه طلقتها ليلة جوازكوا شفت عليها حاجة !
خاېنة ! قالها عثمان پغضب شديد ليرتد مراد متمتما
خاېنة إنت إنت إتأكدت كويس طيب مش يمكن تكون بريئة مش يمكن إنت ماخدتش بالك من حاجة !
هو أنا تلميذ و لا إيه ثم أردف بعدم إهتمام
و بعدين أنا مالمستهاش أصلا
مراد بدهشة
الله ! طب بناءا علي إيه بتقول خاېنة !!
نظر إليه عثمان في صمت لبعض الوقت ثم بدأ يسرد عليه كافة التفاصيل
في قصر آل بحيري يصلا كلا من يحيى و فريال إلي المنزل أخيرا و بمفردهما
يعبرا البوابة الضخمة بتلك السيارة الفارهة يصفها يحيى بإهمال وسط الساحة الداخلية ليأتي البستاني و يأخذ مكانه ليدخلها إلي الكراچ
إنتي كده بتزويدها أوي يا فريال مش شايفة إنك مكبرة الموضوع
فريال بجفاء و هي تحاول أن تخلص ذراعها من قبضته
الموضوع كبير يا يحيى إنت فعلا مش مهتم بإللي حصل لإبن أخوك و فوق كده رايح تشد معاه في المستشفي إنهاردة
عايزاني أعمل يعني ما أنا علي إيدك روحت قابلت رئيس النيابة عشان أقدم بلاغ في رشاد بس قالي طالما مافيش دليل يبقي ماينفعش يتوجهله إتهام عشان عضو زفت مجلس شعب
بردو إنت مش عايز تتعب نفسك في الموضوع و مش مقدر إن صالح فدا إبننا يعني لو ماكنش هو إللي أخد العربية و طلع بيها في الليلة دي كان عثمان هو إللي ركبها و كان زمانه مكانه دلوقتي الله لا يقدر طبعا !
أنا مابقتش عارف أرضي مين و لا مين في البيت ده مهما بعمل محدش فيكوا بيحس بفضل أصلح في غلط كل واحد و في الأخر كلكوا بتضغطوا علي أعصابي بطريقة مستفزة !
و كاد يتجازوها إلي الداخل فأمسكت بيده قائلة
خلاص خلاص يا يحيى أنا آسفة
أغمض عيناه لبرهة و هو يتنفس بعمق ثم إستدار إليها و قال بهدوء
عثمان و صفية بالظبط رفعت بس إللي طول عمره واخد مني موقف و لا مرة قدرت أفهمه !
إبتسمت فريال بخفة ثم وضعت كفها علي وجهه و قالت
أنا عارفة إن مافيش في الدنيا قلب أطيب من قلبك عشان كده حبيتك يا يحيى ماتزعلش مني
يحيى مبتسما بحب
أنا مش ممكن أزعل منك يا فريال إنتي حبيبتي و أنا إللي مقدرش أزعلك أبدا
يانهار أزرق ! قالها مراد بصيحة ذاهلة و تابع
عثمان و هو يشعل سيكارة بحاجبين معكوفين
أبدا في الفترة الأخيرة لاقيت أحوالها معايا مش متظبطة مابتقابلنيش كتير مابتتصلش بيا و الكبيرة بقي !
مراد بإصغاء
إيه
عثمان و هو ينفث الدخان من فمه بترو ثم قال
كنا بنتعشا مع بعض برا و إحنا بنتكلم فجأة إتلغبطت و قالت إسمه بدل إسمي
مراد بتركيز
ها و بعدين !
و لا حاجة بقي عملت فيها عبيط و فوتها بس تاني يوم كنت مكلف واحد يراقبهالي 24 ساعة هما يومين و كان جايبلي الڤيديو الجميل بتاعها قال جملته الأخيرة بتهكم مرير و أكمل
ماخلتهاش تحس بأي حاجة بالعكس إتصرفت عااادي جدا و زودت إهتمامي بيها كمان مثلت كويس يعني لحد ليلة الفرح
أه أكيد إدتها العلقة التمام
عثمان بسخرية مرحة
إنت تعرف عني كده يابني أنا مابحبش العڼف كل حاجة بتيجي معايا بالحب
ضحك مراد من قلبه ثم قال
ماشي يا حكيم عصرك طب عملت إيه قولي
عثمان و هو يتأمل وهج السيكارة بين إصبعيه
ماعملتش حاجة مضيتها بس علي تنازل
تنازل عن إيه !
عن حقوقها و عن حصتها في الشركة دي ما أنت عارف أبوها ډخلها شريكة معايا بس أهو أديها ماطلتش قشاية و أنا خرجت منها كسبان و عوضت فلوس الفرح إللي عملتهولها
مراد بإعجاب
معلم يا صاحبي معلم و منك نتعلم شيطان بجد !
عثمان بضحك
جري إيه ياعم ! كلكوا ماعندكوش إلا الكلمة دي حتي صالح ماسكلي فيها
آاااه صاالح ! كنت هتنسيني تاني هو عامل إيه دلوقتي أنا قريت الخبر من يومين !
عثمان بجدية
أهو كويس الحمدلله إتصلت بأبويا من شوية و قالي إنه فاق إنهاردة الصبح إن شاء الله هخلص شغل و هروح المستشفي أشوفه
طيب هروح معاك بقي لازم أزوره و أطمن عليه
أووك شوية كده و هنقوم نروحله سوا ثم سأله
إنت لسا جاي إنهاردة صح
أنا جاي من عالمطار عليك علطول
طيب أكيد جعان بقي و أنا كمان مافطرطش أصلا دلوقتي معاد ال يجي و هخلي سمر تطلبنا غدا
مراد بإستفسار و هو يشير بإصبعه نحو الباب
سمر دي السكرتيرة إللي قاعدة برا !
عثمان عابسا بإستغراب
آه بتسأل ليه !
أصلي بصراحة أول ما شوفتها إتصدمت !
إتصدمت ليه !
مش تيبك يعني جايبلي بنت محجبة و لبسها واسع و مقعدها برا حسيت إني داخل محل عبايات في التوحيد و النور و ضحك إثر جملته الأخيرة
بينما رد عثمان في لامبالاه
هنا مكان شغل يا مراد مش Night Club هاجيب نسوان حلوة ليه أنا جاي أشتغل مش جاي أعمل حاجة تانية
مراد بجدية
لأ يا عثمان بصراحة البت حلوة أوووي و Babyface كده أومال أنا ليه قلت مش تيبك إنت متعود عالبجحين إنما دي شكلها غير رغم إنها كانت نازلة حب في التليفون برا مع واحد بس شكلها بردو آا
نازلة حب مع واحد ! قاطعه عثمان بتساؤل ليرد
أه و أنا داخل عليها سمعتها بتكلم واحد و نازلة فيه حب شكله خطيبها !
عثمان بوجوم
لأ مش مخطوبة
و إنت إيش عرفك
عثمان بعد صمت قصير
مافيش دبلة في إيديها ثم تنفس بعمق و قال مغيرا مجري الحديث
المهم ماقولتليش أمك و أبوك عاملين إيه
مراد و هو يهز كتفاه بخفة
كويسين مارضيوش يجوا معايا قالوا قاعدين هناك !
إنتهي الدوام أخيرا و عادت سمر إلي بيتها
لم يكن يومها شاق ربما لأنه أول يوم
دخلت سمر إلي البيت و بدأت في صعود الدرج لتسمع صوت جلبة آتية من الطابق الثاني حيث يقطن العم صابر و زوجته السيدة زينب
صعدت سمر الدرجات المتبقية بسرعة حتي وصلت إلي الطابق المنشود
توجهت صوب هذه الشقة المفتوحة لتري أخيها واقفا هناك في الداخل
عرفته من ظهره و من صوته العال
لو سمحتي يا حجة زينب دي حاجة تخصني أنا أنا مش موافق أنا حر قالها فادي بهتاف حاد و قد كان يحمل ملك علي ذراعه
إقتربت سمر في اللحظة التالية و تساءلت بقلق
في إيه يا جماعة في إيه يا فادي بتزعق كده ليه
إلتفت إليها و قال پغضب
إطلعي إنتي فوق دلوقتي !
سمر بإستغراب
حصل إيه طي
و ما كادت تكمل جملتها لېصرخ بوجهها
قولتلك إطلعي فوق و خدي ملك معاكي
و ناولها الصغيرة و عيناه تشعان ڼارا
أخذت سمر أختها و صعدت إلي شقتها حين أدركت أنه لا مناص من إطاعة فادي
تركت الباب مفتوح و جلست بالصالون المقابل في إنتظار مجيئ أخيها
لم يغيب طويلا حضر فادي بعد دقيقة تقريبا
كانت ملك مستيقظة و لكنها هادئة فتركتها سمر علي الآريكة ثم مشت نحو شقيقها
إيه إللي حصل تساءلت سمر متجهمة
كنت بتزعق للحاجة زينب ليه
فادي پغضب مضاعف و قد أحمر وجهه أكثر
جايبالك عريس !!!
يتبع
_ كبرياء ! _
أجفلت في إستغراب ممزوج بالتوتر و رددت
جايبالي عريس ! ثم إنتفضت بعد برهة و هي تكمل بإستنكار حاد
بس بردو ده مش مبرر يخليك تزعق للست كده دي في مقام ماما الله يرحمها و يعتبر مربيانا !
فادي پغضب
في مقام ماما و مربيانا علي عيني و راسي لكن تفتكر نفسها واصية علينا لأ
إنت شوفتها جابت بندقية و هددتك بيها يا توافق يا تقتلك الست عرضت عليك الموضوع و إنت رفضت خلاص خلصنا
فادي بعصبية مفرطة
لأ ماخلصناش لازم الكل هنا يلزم حدوده و محدش يفكر يتدخل فينا
سمر پغضب
عايز تعمل إيه هه هتروح تتخانق معاها تاني بقت دي أخلاقك دلوقتي !
ضغط فادي علي فكيه بحنق شديد و هو يشيح بوجهه عنها بينما تابعت سمر متسائلة
ثم تعالي هنا قولي ! إنت عصبي كده ليه فيها إيه لو جالي عريس ده إنت أكتر واحد متحمس للفكرة و إمبارح بس كنت بتشجعني عليها إيه إللي حصل بقي !!
فادي و قد عاوده الڠضب الشديد مرة أخري
إللي حصل إن الست إللي في مقام ماما و مربيانا زي ما بتقولي كانت عايزة تجوزك خميس إبن المعلم رجب الجزار !
ذهلت سمر في البادئ
و هي تتخيل كلامه !
إذن له الحق نعم له ملء الحق ليغضب إذ أن هذه العائلة كلها أرباب سجون و محبي للمشاكل صيتهم ذائع في كل مكان بأنهم أشد شړا عن غيرهم داخل منطقتهم أو خارجها
طيب قالتها بهدوء غامض ليستوضحها فادي بحدة
طيب إيه !!
طيب خلاص الموضوع إنتهي و لو إني شايفة إننا خسرنا
فادي بإستهجان
نعم ياختي !!
سمر ضاحكة بمزاح
أه و الله خسرنا علي الأقل كنا هناكل لحمة ببلاش
و إستمرت في الضحك ليتحول عبوس فادي إلي تعبيرات منفرجة ثم يقول مقاوما الإبتسام
إنتي بتهرجي صح طيب إسكتي بقي عشان ماتعصبش عليكي !
و إنفجر ضاحكا هو الأخر
تشاركا معا الضحك للحظات قبل أن يصيح فادي بإستذكار
أه صحيح قوليلي عملتي إيه في الشغل أول يوم كان كويس و لا إيه !!
سمر و هي تهز كتفاها بخفة
الحمدلله كان كويس أه
محدش ضايقك يعني
سمر بضحك
مين إللي هيضايقني بس يابني ده مكان شغل حد هناك فاضي للكلام ده بردو !
فادي بشيء من الحدة
أه فاضيين و خدي بالك كويس بالذات من مديرك ده أنا مش مرتاحله أصلا
يابني إنت كنت شوفته قبل كده !!
فادي بعدم إرتياح
مش مرتاحله و خلاص خدي بالك منه و لو حاول يعمل معاكي أي حاجة تسيبي الشغل فورا سامعة
أدارت عيناها معبرة عن ضيقها و هي تقول
اففف حاضر يا فادي لو صدر منه ليا أي حاجة مخلة للآداب هسيبله الشغل علطول
فادي بغيظ
بتتريقي !
ضحكت سمر بخفة ثم إقتربت منه و ربتت علي كتفه قائلة
بس لو تبطل الوساوس بتاعتك دي يا فادي ! إطمن يا حبيبي أنا هبقي كويسة كلنا هنبقي كويسين إن شاء الله و قريب مش هنحتاج لأي حد
و هنا برز صوت نشيج ملك المتقطع لتبتسم سمر و تستدير ماشية صوب الآريكة حيث تجلس أختها ثم تقول
حاضر يا حبيبتي عارفة عارفة إنك جوعتي هحضرلك أحلي أكل دلوقتي !
في المشفي الخاصة بإستقبال النزلاء الأثرياء فقط
يصعد كلا من عثمان
متابعة القراءة