رواية عزلاء أمام سطوة ماله (كاملة حتى الفصل الاخير) بقلم مريم غريب
و مراد إلي الطابق الرابع حيث جناح صالح المترف يقع هناك
ينقر عثمان علي الباب نقرتين متتاليتن ثم يدير المقبض و يدفعه
كانت هالة تجلس بجوار شقيقها عندما دخل إبن عمها و صديقه و قد إتخذت مكان صفية التي ذهبت إلي المنزل لتنول لتقسطا من الراحة
أهلا عثمان إزيك قالتها هالة بإبتسامة خاصة لعثمان وحده ليرد عليها بإبتسامة عادية
كويسة
أهلا أهلا بإبن عمي الندل لسا فاكر تيجي تطمن عليا قالها صالح مبتسما بصعوبة
فضحك عثمان و هو يقترب ليجلس في كرسي أخر مجاور لسريره ثم قال بلطافة
عامل إيه يا واد تمام و لا خلاص بركت زي الجمل !
بتتريق يا خويا ! ما أنا لو بركت زي الجمل هتبقي إنت السبب مش كنت سايق عربيتك ثم نظر إلي مراد و صاح
مراد بإبتسامة
إزيك يا صالح ألف سلامة عليك
الله يسلمك يا سيدي تعالي أقعد ثم طلب من هالة
لو سمحتي يا هالة قومي خلي مراد يقعد
مراد يرفض
لأ تقوم إزاي ! خليكي يا هالة أنا مستريح كده
هالة بإبتسامتها الرقيقة
تعالي يا مراد أقعد مكاني أنا أصلا تعبت من القعدة هروح أجيب قهوة من البوفيه تحت و هجيب كرسي كمان و أنا جاية تحبوا أجيبلكوا قهوة معايا
أه يا ريت !
رمقتهم بإبتسامة أخيرة ثم خرجت
إيه يا عم مراد جاي إقامة و لا زيارة قال صالح بتساؤل ليجيب مراد
جاي إقامة يا صاحبي نويت إستقر هنا خلاص بس و الله ما كنت مخطط أرجع اليومين دول أصلا أنا نزلت بسرعة عشانك لما قريت الخبر حجزت تذكرة تاني يوم علطول
فيك الخير طمرت فيك العشرة ياض
عثمان بجدية
المهم قولي إنت كويس حاسس إنك تمام يعني
صالح بوساطة
يعني ! مش قادر أتحرك خالص و جسمي كله بيوجعني خصوصا ضهري بس تمام أكيد كل ده هيتعالج بسرعة إن شاء الله
عثمان و هو يربت بلطف علي كتفه
إن شاء الله ثم قال بصوته العميق
رشاد الحداد كان قاصدني أنا بس جت فيك للآسف ماعرفتش أثبت عليه حاجة بس قولي يا صالح إنت حاطط الموضوع في دماغك لو شايلها في نفسك قولي و أنا أساويهولك بالأرض مش هيهمني حد و إنت عارف
خلاص يا عثمان سيبه إحنا مش ناقصين مشاكل تاني و أنا قريب هقوم علي رجلي بإذن الله
عثمان بإلحاح ممزوج بالڠضب
مش إحنا إللي عملنا المشاكل و كمان أنا مش عايز أسيب حقك يعني أنا لو كنت مكانك كنت هتقف ساكت
صالح بدون تردد
لأ طبعا ! ثم أكمل و هو ينظر إلي مراد
مراد موافقا
صالح بيتكلم صح يا عثمان أي حاجة ممكن تعملها ممكن تتقلب ضدك و كمان مافيش حاجة هترجع إللي فات تقدر تقولي لو إتعرضتله بالآذي هتستفيد إيه !
عثمان بشراسة
هبقي رديت إعتباري و إعتبار عيلتي كلها و فهمته كويس أنا مين عشان يفكر ألف مرة بعد كده قبل ما يحاول يآذيني
هو خلاص هيحرم يتعرض لأي واحد فيكوا تاتي متنساش رقبته تحت رجلك و لسا الڤيديو بتاع بنته معاك المهم ماتتهورش و عديها المرة دي علي خير !
عادت هالة في هذه اللحظة حاملة طقم القهوة بين يديها لينقطع حديثهم الحاد و يتطوع مراد بالإبتسام عن صديقيه الصامتين الواجمين
صباح يوم جديد تستيقظ سمر باكرا و تهم من فراشها بنشاط
إستغلت إستغراق ملك في النوم و ذهبت لتؤدي بعض الواجبات المنزلية
نظفت الشقة سريعا أحضرت الفطور إيقظت فادي كي لا يتأخر علي جامعته ثم إتجهت إلي الحمام
إغتسلت و توضأت ثم خرجت و أدت سنة الضحى
إنتهت من صلاتها و قامت لتبدل ملابسها
كانت تثبت ربطة حجابها عندما إستيقظت ملك في هذه الأثناء و كالعادة باكية هرولت سمر إليها و حملتها من سريرها الصغير
ضمتها إلي صدرها بحنان و هي تتمتم مغنية بعذوبة في أذنها
هدأت ملك نسبيا بينما أخذتها سمر إلي فادي حيث كان يجلس هناك بالصالة و يتناول فطوره
أقبلت عليه سمر و هي تتحسس جبين أختها و تقول بقلق
فادي ! شكل ملك تعبت تاني و لا إيه !
ترك فادي طعامه في الحال و مد يده و إحتوي وجهها الصغير بكفه الكبير
فادي بإبتسامة هادئة
لأ مافيهاش حاجة
أومال أنا حاسة إن حرارتها عليت ليه
إنتي بتقلقي عليها دايما يا سمر إطمني مافيهاش حاجة
سمر و هي ټحتضنها بقوة
يا رب ربنا يشفيكي يا حبيبتي !
فادي و هو يلتقط حقيبة ظهره من فوق الطاولة و قال
يلا
بقي أنا لازم أمشي دلوقتي عشان ورايا إمتحان بعد ربع ساعة يدوب يعني مسافة سكة ثم سألها بإهتمام
إنتي هتعملي إيه دلوقتي
و لا حاجة هخلي ملك عند الحاجة زينب زي إمبارح و بعدين هروح علي شغلي
فادي بضيق
تاني الحاجة زينب !
سمر بلوم
إسكت بقي مش كفاية إللي عملته إمبارح يا رب بس ماتكونش زعلت منك أوي ثم قالت مقترحة
بقولك إيه ! ماتنزل معايا و إعتذرلها
فادي برعونة خفيفة
نعم يا ماما أنا مابعتذرش لحد و إنتي كمان إياكي تفتحي الموضوع سامعة يلا أنا ماشي
و غادر فادي بينما جمعت سمر أغراض ملك ثم أخذتها و هبطت إلي شقة السيدة زينب
طرقت بابها و إنتظرت لثوان فتحت لها السيدة و رحبت بها
زينب ببشاشة
أهلا أهلا ببناتي الحلوين إزيك سمر إزيك يا ملوووكة
و مدت ذراعيها لتتلقي ملك
فناولتها سمر الصغيرة و هي تقول بإبتسامة
الحمدلله يا ماما زينب كويسة إنتي إزي حضرتك
في نعمة يابنتي نشكر ربنا تعالي إدخلي واقفة عالباب ليه !
ولجت سمر و تبعت السيدة إلي حجرة الجلوس
جلست قبالتها و هي تبحث عن الكلمات المناسبة لتبدأ بها حديثها
سمر بإرتباك و حيرة
ماما زينب أنآاا إحم أنا كنت عايزة كنت عايزة أقول يعني آاا
زينب بضحك
في إيه بس يابنتي علي مهلك عايزة تقولي إيه !
سمر بشجاعة
كنت عايزة أقولك يعني ماتزعليش من فادي هو مايقصدش يزعلك و الله ده حتي كان عايز ينزل معايا يعتذرلك بس إتكسف منك !
سمر يا حبيبتي إنتي أكيد عارفة غلاوتكوا عندي أنا ست طول عمري عايشة مع جوزي لوحدي ربنا مارزقنيش بالولاد بس رزقني بيكوا أنا ربيتكوا مع أمكوا الله يرحمها ثم قالت و هي تداعب ملك بتحبب
و إن شاء الله ربنا يديني العمر و أربي الصغننة دي كمان
سمر بإبتسامة
يا رب ربنا يديكي الصحة
أنا عمري ما أزعل منكوا و ماكنش قصدي أضايق أخوكي و الله يابنتي فكرت الموضوع ممكن يكون لمصلحتك خميس إبن المعلم رجب كسيب و حياته حلوه و مبسوط
أيوه يا ماما زينب بس إنتي عارفة سمعته و سمعة عيلته كلها عاملة إزاي !
و الله يابنتي أنا ما إتكلمت إلا عشان مصلحتك و علي رأي المثل الراجل مايعبوش إلا جيبه و الجدع باينه شاريكي هو إللي إتكلم عليكي بنفسه
تنفست سمر بعمق ثم قالت
يلا مافيش نصيب يا ماما زينب ربنا يوفقه مع واحدة أحسن ثم أكملت و تقوم عن المقعد
أنا همشي بقي عشان ماتأخرش علي الشغل عايزة مني حاجة قبل ما أمشي
ماتحرمش يا حبيبتي طريق السلامة !
في قصر آل بحيري علي مائدة الفطور إجتمع الجميع
تنهي صفية طعامها بسرعة لتنتبه إليها فريال و تسألها بإستغراب
في إيه صافي بتاكلي بسرعة كده ليه علي مهلك !
صفية بصوت شبه واضح بسبب كمية الطعام التي تملأ فمها
عايزة أخلص بسرعة يا مامي عشان ماتأخرش علي صالح
ثم ران صمت قصير بعد ذلك قطعته هالة بسؤال متوتر
هو هو عثمان لسا نايم و لا إيه !
أجابتها فريال مبتسمة و هي تعلم تماما ماهية سؤالها
لأ يا حبيبتي عثمان صحي من بدري و راح علي شركته لسا ماشي من ساعة تقريبا
ياااه مشي بدري أوي
أه ما إنتي عارفة بقي شركته لسا جديدة و لازم يظبط كل حاجة بنفسه في الأيام الأولي
أومأت هالة بتفهم بينما تحدث يحيى إلي رفعت
يحيى بنبرة هادئة
رفعت ! كمان شوية هروح أبص علي المجموعة تيجي معايا بقالك كتير ماروحتش
لم يرفع رفعت إليه بصرا ما زال غاضبا منه
لكنه قال ببساطة
مرة تانية أبقي أروح مش معقول هسيب إبني و أروح أبص علي الشغل إبني أهم
إزدرد يحيى برودة أخيه معه و قال بلطف
إحنا مش هنطول هناك هنروح بسرعة و بعد كده نبقي نطلع أنا و إنت علي المستشفي إيه رأيك
رفعت بعد تفكير
ماشي قالها بإقتضاب
لينظر يحيى نحو زوجته وجدها تبتسم له برضا بدالها بإبتسامة حب و من دون أن يراه أحد أرسل إليها قبلة في الهواء
توردت فريال خجلا و خفضت رأسها بسرعة و هي تزم شفتيها مقاومة تلك البسمة الواسعة
في مؤسسة البحيري للتسويق و التجارة تجلس سمر في المكان المخصص لها
تقوم بطباعة بعض الرسائل المرسلة إلي الشركة من الخارج ثم تجمعها كلها و تضعها بملف خاص لتسلمها الآن لمديرها كما طلب منذ قليل
كادت تنهض لولا رنين هاتفهها الذي أعادها لتجلس ثانية
كانت السيدة زينب هي من تتصل بها عبست سمر بقلق لكنها ردت
آلو ! أيوه يا ماما زينب في حاجة ثم صاحات بهلع
بتقولي إييييييه !!!!!
يتبع