رواية "قلوب صماء"(كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم فاطمة الالفي
المحتويات
داخل قلبه
أبدل ملابسها وخرجت من المرحاضدلف هو ليحضر نفسه وخلال نصف ساعه كان انهى من ارتداء ملابسه وكان يرتدى بنطال جينز اسود وقميص ابيض ورفع شعره ونثر عطرة المفضل وحمل متلعلقاته الشخصيه وارتدى نظارته الشمسيه وهبط الدرج ليتقابل مع عائلته
مالك صباح الخير جاهزين نتحرك
محمود ماريا يتبادل النظرات بينهم فى استغراب
خرج الجميع من الفيلا واستلق مالك سيارته أمام مقعد الوقود
ودلفت مها فى الخلف لتعطى فرصه لجميله بالجلوس جانبه
غمز محمود لشقيقته وهمس لها حاسه إللى انا حاسه
ماريا خاېفه اقولك تروح تقوله وتبق نشره فى الجو كله
محمود ههههه خفه يا بت
كانت تهم بالمكوث بجانب مها ولكن ماريا ومحمود اسرع الاثنان
عندما استمع مالك لحديث والدته شعر بالفرحه داخله فلاول مرة يتذوق حلاوة اللقب زوجك
نظر مالك اليها من اسفل عدسات النظاره وحمرة الخجل ظهرت على بشرتها البيضاء الصافية
وجلس الأشقاء بجانب والدتهم بالمقعد الخلفي وجميله بجانب زوجها وانطلق مالك بالسيارة يخطى طريقه إلى الصعيد
قلوب صماء
بقلم فاطمة الألفي
بعد مرور عده ساعات السفر من الاسكندريه إلى قنا كان يشعر بالارهاق من قيادته للسياره متواصلة نظر فى المقعد الخلفي وجد الجميع يغط فى نوم عميق ونظر جانبه وجدها متكئه براسها على مقعدها فى وضع غير مريح ابتسم واوقف السياره قليلا وقرب اليها ليجذبها ويريح من وضعها على كتفه وقبل جبينها برقه واكمل قيادته مرة اخرى لاكتمال طريقه
كان الجميع يعمل بهمه ونشاط على تجهيزات العرس فاليوم سوف تزف حفيده الحاج قاسم إلى بيت زوجها
قاسم رحيم يا ولدى مافيش اخبار عن ود عمك لسه ماوصلش
رحيم زمانته على وصول يا جدى اطمني الغايب حجته معه
قاسم بحزن ربنا يفج ديجته ربنا يفق ديقته
رحيم ليه هو حوصل حاجه يا جدى نفسي اعرف بتجيب اخبار ود عمي من وين
رحيم ربنا يديك طولت العمر يا جدي انت عمود العيله وليها جيمه بحسك وسطينا يا جدي
قاسم طب خوش شوف الحريم خلصت وكل الرجالة ولا هتفضلو مجوعين الناس اكيده
رحيم ودي تيجي يا حج جاسم يا عسل دى كلهاتنا عيشين من خيرك
حضر عز من القاهرة ليقضي ما تبقي من اجازته ورحب به الجميع واطمئن الجد عليه
عز بحزن جدي مافيش اخبار عن جميله
واصف وها اتحشم عاد وكفياك تخبيص فى الحديت جميله كيف خيتك دلوك
عز پانكسار وانا عايز اطمن على اختي
هنيه اتوحشتك يا ولدي اطلع بارك لخيك كرم ربنا رزجه بت كيف البدر المنور
عز حاضر يا امي امال ابويا وعمي فين
هنيه هيكون فين يا ولدي فى الارض
عز هشوف كرم عن اذنكم
صعد إلى غرفه شقيقه واطرق الباب وانتظره
كرم بفرحه عز اتوحشتك يا ولد ابوي
عانقه عز واحتضنه بشده مبروك تتربي فى عزك وسمتها ايه بقي
كرم بفرحه جميله
عز بفرحه بجد جميله
كرم بضحكه وها ومالك اتخلعت اكيده انت خابر غلاوة جميله عندنا كلهاتنا كيف وجدك جال لازمن تسمي جميله عشان لم جميله تركتنا جميله الازغيرة نورت وهي كيف عمتها جميله
عز بلهفه طب هاتها اشوفها وسلملي على بنت عمي
كرم حاضر يا خوي عبجال مااشيل عوضك يارب
عز بتنهيده مافتكرش هيحصل
دلف كرم لغرفته وتوجه إلى الفراش ليحمل طفلته وعندما شعرت به زوجته
عنود وها واخد البت ورايح فين يا كرم
كرم عمها عز عاود من مصر ورايد يشوف جميله الازغيره نامي انتي ارتاحي عشان چرحك
عنود بحزن ربنا يسعدها جميله يارب ويرزج عز بالزوجه الصالحه إللى تعمر بيته
كرم يسمع منك ربنا
غادر الغرفه واعطاها لشقيقه الذي حملها برفق وطبع قبله على وجنتها الرقيقه وتوجه بها إلى غرفته
كرم وها واخد بتي وين
عز وهو يغلق الباب ايه يا عم كرم هتنام معايا
كرم واجول ايه لبت عمك
عز وها انت مش بتشكم مرتك ليه
كرم بغيظ إنى خيك الكبير عيب اكيدة
عز سنه مش فرقت يعني
كرم ولو جميله بكيت
عز وهو يقبل يدها استحاله تبكي معايا
كرم عشان ترضع يا ابو مخ ضلم
عز لو جاعت هجبالك غور خليك جنب مراتك ودلف غرفته وهو يحمل الصغيرة واغلق الباب بقدمه وضعها بفراشه وهو ينظر لها بفرحه
وتوجه إلى المرحاض ابدل ملابسه وعاد إلى جميلته الصغيرة ونام جانبها وهو يمسك بكف يدها الرقيق
عز بتنهيدة حارقه تخرج من بين ضلوعه تعبر عن الم قلبه
تعرفي انك شبه عمتك ولا خالتك ههه لم تكبري هتقوليلها ايه كان نفسي تقولي مرات عمي المهم احنا هنعمل اتفاق انتي هتكوني بنتي انا وحبيبتي انا وسيبك من ابو مخ ضلم كرم دة انتي جيتي فى عز ضيقتي وخنقتي فرحتي قلبي بضحكتك الحلوة وشكلك إللى زى القمر ماغلطتش جدي لم سماكي جميله عشان انتي فعلا جميله وأنا هاهتم بيكي اقولك علي سر بس اوع حد غيرنا يعرفه انا طول ما انا جاي حاسس ان هشوف جميلتي تفتكري تكون هنا فى البلد وقلبي حاسس بيها بس اوعي تقولي لحد ولم أحب اتكلم عن جميلتي هتكلم معاكي انتي يا سكرتي انتي ربنا يحلي ايامك يا رب
واغمض عيناه ليشعر بالقليل من الراحه
وصل مالك إلى بيت العائله
واستيقظت مها وايقظت ابنائها وترجلت من السياره
مالك محمود ادخل انت مع ماما وماريا وانا هركن العربيه وهدخل مع جميله
محمود امرك يا كبير
دلفت مها للداخل ولم يحملو اى حقائب لان مالك طلب منهم العودة غدا فلا داعي للثياب من أجل قضاء ليله واحده
مازالت تتكئه برأسها على كتفه لمس وجهها برفق لكى تستيقظ فتحت عيناها وجدته مقابل لوجهها عادت إلى الخلف وتتطلعت حولها
ترجل من السيارة وفتح لها باب وترجلت أيضا وهو يمسك بيدها
ودلف إلى الداخل ورحب بهم الجميع
واقبل عليه الجد وهو يبتسم له واحتضنه ويرتب على ظهرها بحنان
وقبل جبينها نورتي يا بتى
ابتسمت جميله له
واحتضنه رحيم واحتضن محمود أيضا
قاسم رحيم وينها مرتك تتدخل مرت عمك والبنته عند الحريم
رحيم يا ام جاسم تعالي دخلي مرت عمى عنديكم
قاسم اجعدو اهنيه مع الرجاله زمناتهم جاين عشان العروسه
دلفت جميله بصحبه ماريا ومها إلى غرفه العروسه
كان الجميع ملتف حولها منهم من يصفق ويزغرد ومنهم من يرقص فرحا بهذة الزيجه
وتنظر لها عنبر نظرات حقد وكرة دفين كما لو أنها خطفت زوجها
شعرت جميله بنظرات الحقد التي تكنها اليها وتحاشت النظر عنها
وايضا منتهي التى رمقتها بنظرات ناريه وظلت تهمس فى آذن السيدة التى تجلس بجانبها وتتهامس على جميله وعندما استرقت مها السمع شعرت بالحزن واصطحبت جميله من يد والاخرى بيد ماريا وتركت الغرفه بضيق
صعدت إلى غرفتها وطلبت من ماريا وجميله عدم النزول إلى الأسفل
وهبطت هى الدرج وأرسلت الطفل قاسم ليبحث عن مالك فى المضيقه التى بها رجال العائله
وانتظرت خروج ابنها
اسرع مالك بقلق فى حاجه يا ماما خير
مها كلم جدك واستاذن منه جميله تروح عند اهلها النهاردة
مالك بتضيق حاجبيه ليه مش فاهم
مها خلاص خلي جدك يخرج عايزة اتكلم معاه
مالك مش افهم فى ايه الأول
مها بقولك ايه لو جدك ماخرجش دلوقتي انا هدخل اتكلم معاه بقي وسط الرجاله
مالك بضيق حاضر هبلغه
ودلف مالك لغرفه الضيوف وتهامس فى اذن جده الذى خرج من الغرفه بعد لحظات
قاسم خير يا ام مالك مشيعالي ليه
مها تنظر حولها مش هنعرف نتكلم هنا يا عمي والناس رايحه جايه
قاسم طب همي نتحدتو فى قاعتي
سارت مها خلفه إلى أن دلفت الغرفه وأغلقت الباب خلفها
قاسم حوصل ايه
مها انا بقول بعد اذن حضرتك نخلي جميله تروح تزور اهلها مش دى العادات هنا ان اول زيارة تقعد فى بيت اهلها
قاسم وها ومن مېته بتهتمي بعوايدنا يا مها جولي فى ايه طوالي من غير لف ولا دوران
مها بحزن بصراحه في كلام بيتقال على جميله من كل الستات إللى تحت وعمالين يبوصلها ويضحكو ومنتهي اللي مخرجه الكلام دة وأنا مش راضيه عنه ولا قابله حاجه زي كدة تتقال عن مرات ابني وانا واقفه اتفرج والغلبانه مش حاسه ايه اللي بيحصل حوليها
قاسم پحده كلام ايه عاد
مها بضيق كلام يا عمى تفتكر كلام عن عروسه هيكون ايه وكمان الكلام خارج من بوق مين والناس هنا بتصدق طبعا خصوصا فى حكايه الجوازه إللى بسرعه واهلها كمان
قاسم وها هى حصلت منتهي تطلع من خشمها حاجه زي اكيده اني هتصرف وجميله اهنيه فى دارها ولو حد مسلها على خاطر انى إللى هاحسبه وهتزور اهلها مع جوزها بكره ونخلصو من الفرح وليه حديت تاني امعاها غراب البرك دي و اللي هيتحدت هجطع لسانه من لغلوغه
فى لندن
حجز يزيد تذاكر الطيران وتم العودة إلى المنزل ليرتب اشيائه ويخبر كارلا أيضا بتجهيز حقيبتها للعودة إلى القاهرة فى اليوم التالي
فرحت كارلا بهذا الخبر وتوجهت إلى غرفتها لتعد حقيبتها بهمه ونشاط
ولكن تشعر بالقلق بعض الشئ وحاولت أبعاد هذة الفكرة من رأسها
ويزيد يعد حقيبته والحقيبه التى بها اغراض شقيقته بعد ان وضعتها كارلا بحقيبه خاصه بهم
رتب ثيابه ووضع الحاسوب الشخصي لديه وجميع متعلقاته وبعد أن أغلق الحقيبه تسطح الفراش بسعادة فقد حان موعد العودة إلى موطنه الحبيب واغمض عيناه ليشعر بالاسترخاء وخلال دقائق كان يغط فى ثبات عميق
عودة إلى دوار الحاج قاسم
تجمع العريس المنتظر ليصطحب عروسته من بيت اهلها وتغادر معه إلى بيت الزوجيه وأصوات الزغاريد تتعالي وصوت المزمار واطلاق الاعيره الناريه دليل على فرحتهم
وهم الجميع بمغادره الدوار والذهاب إلى بيت العريس
واتتهي اليوم وهدئت الاجواء فى دوار الحاج قاسم
وتجمعت العائله بعد رحيل جميع الزائرين
كان يجلس قاسم واولاده وأحفاده حوله وهو ينظر للجميع بصمت
وطال الصمت
وفجاءة دق الارض پغضب بالعصاه خاصته ونظر إليه الجميع فى تساؤل واهتمام
قاسم مش عاوز اى حد
متابعة القراءة