رواية "قلوب صماء"(كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم فاطمة الالفي
المحتويات
متمسك بقراره واختياره
فى منزل الحاج قاسم
لم ينم طوال الليل ويشعر بالإرهاق كان أثر السهر والتعب مرسوم بملامح وجه وعيناه مرهقه فلم يغمض له جفن طوال الليل وهو مازال بغرفته
سمع طرقات علي الباب وبعد ثواني دلفت شقيقته الصغري لتيقظه ليتناول وجبه الافطار معهم بالأسفل
مالك بحزن ماليش نفس
ماريا جدو قال لازم تنزل هو عاوز يتكلم معاك
نهض بضيق من فراشه ودلف إلى المرحاض ليغتسل وبعد لحظات ترك غرفته وهبط الى اسفل
مالك صباح الخير
رد الجميع يسعد صباحك يا ولدي
رحيم طيب انا رايح الغيط توامرني بحاجه يا جدي
جلس لارضاء جده ونظرت إليه والدته بحزن بسبب حالته ومحمود وماريا اللذين يفتقدو أيضا لوجود جميله بينهم كل منهم يشعر بالحزن بسبب حاله شقيقهم بعد ان تاكد الجميع من حبه لها هل تكون هذه النهايه
ماريا جدو هو انا ممكن ازور جميله
مها طب ايه رائيك نروح كلنا نزورهم يا عمي ونسلم على اخو جميله
قاسم عين العجل دى الواجب برضك
مالك باستغراب عادي يعني
قاسم وها وفيها ايه يا ولدي مش نسايبنا عاد
مالك بابتسامه طب انا هنزل اتمشي شويا فى البلد عاوز اجبلي لبس
مالك طب يلا يا أخويا
توجه مالك بصحبه شقيقه لشراء بعض الثياب وهو في طريقه رن هاتفه
مالك أسر ازيك عامله ايه معلش يا أسر انا عارف ان الشغل كله فوق دماغك انا نازل بكرة علطول
على الجانب الآخر كان أسر بالمصنع يباشر العمل يا بني هو انا اشتكتلك المهم انتو الامور تمام
أسر ماشي يا بوص تيجو بالسلامه
فى منزل الحاج واصف
استيقظت كارلا وقررت أن ترتدي ثياب محترمه لتلفت انتباه والده يزيد وأن تعامل الجميع بأدب احترام وبعد أن استعدت وهي بكامل اناقتها هبطت الدرج وبحثت عن والده يزيد وجدتها بالمطبخ ومعها اثنان اخرين يعدو الطعام اقتربت منها بابتسامة
دارت إليها نوراة صباح الورد يا بتي نمتي زين
كارلا أيوة نمت كويس ممكن اساعدك يا طنط
نوراه لاع يا بتي مايصوحش انتي ضيفتنا نشيلك فوج روسنا عاد امال ايه
كارلا خلاص هنقل انا الأكل
نوراه ربنا يسترك يا بتي
ابتسمت كارلا وحملت بعض من الاطباق توجهت إلى غرفه الطعام لتضعهم علي المائدة
كان يجلس الجد واولاده وأحفاده
تفاجئ يزيد بقدوم كارلا وهو يرمقها بسخط ولكن هى لن تبالي واتمت ما كانت تفعله
كارلا صباح الخير
الجميع اصباح النور
واصف تعابه حالك ليه يا بتي الدوار مليان حريم انتي ضيفتنا مايصوحش
نوراة جولتلها اكيده بس هى ما رضيتش
واصف بحنيه اجدعي يا بتي اوفطري امعانا
جلست كارلا بالمقعد الذي بجانب يزيد وذلك المقعد يخص جميله
شعر بالضيق ولكن فضل الصمت وفجأة وجد طفلته تاتي وتقبل جدها وعمها علي وجلست بمقابل كارلا وهى تبتسم لها اعترض يزيد
من اولها كدة نسيتينى
نهضت من مقعده وقبلته بوجتته وهو بادلها القبله وعادت إلى مكانها
حاولت كارلا ان تغهم سر علاقتهم القويه وقررت التقرب الى جميله لتفوز بقلب يزيد
وبعد الانتهاء من الافطار رحل الجميع إلى أعمالهم فى الحقل الارض
وطلب واصف من يزيد ان سير سويا بالبلد يريد أن يتحدث معه وانصاغ يزيد لاوامر جده
وقررت كارلا ان تتثامر مع هذة الجميله لتتقرب منها
سعدت جميله بوجود هذة الفتاه وجلست معها لتعلم عنها كل ما تريد أن تبوح به
فى بيت العروس
حاول محمد التقرب الى زوجته مرة اخرى ولكن هي ترفضه وتمتنع عن حقه الشرعي
محمد مش اكيدة يا بت عمي الوضع اكيده ماصوحش الناس تأكل وشي مش عارف ادخل على مرتي
عنبر بعند اياك تجرب مني تاني بجولك مش ريداك مش حباك مابتفهمش يا بجم
اقترب منها پغضب انا بجم يا بت عمي انا صابر وساكت عليكي لأجل خاطر عضم التوربه لكن يمين بالله ان مااتعدلتي لهتشوفي مني وش تاني بجالنا ياما قرين فاتحنا وانتي مش بتديني ريج حلو كنت بجول معلش تلقاها مستحيه بكرة نجوز ويتجفل علينا باب واحد تكون طوعك لكن تتعوجي عليه اجطعلك رجبتك خابرة
ارادت ان تغضبه أكثر ليتعارك معها وتترك المنزل كما خططت لذلك
عنبر پحده لاع مش خابره وريني وشك التاني انا عاوزة اشوفه انت فاكر نفسك راجل صوح وعاوز تمد يدك عليه اياك أوعاك فاكرني هسكتلك
محمد اجفلي خاشمك واتجي شړي مش اني اللي اخاد مرتي ڠصب بس هربيكي يا عنبر من اول وجديد
عنبر انت تربينى انى يا شملول
انقض عليها وصفعها بوجهها تثمرت مكانها مصدومه أثر تلك الصفعه وبقوة منها ارادت ان ترد له الصفعه امسك يدها بأحكام وهو ينظر لعيناها بقوة اياكى خابره ان حرمه تمد يدها عليا وانتي مش تلزمينى يا بت عمي وعشان تعرفي اني راجل صوح ولا لاع انتى طالج يا عنبر
وتركها ورحل من الغرفه بضيق وحزن وقلب منكسر فهى حب حياته ولكن كرامته فوق حبه فهى تبغضه ولا تريد أن تصبح زوجته لذلك لن يتحمل ان يراها امامه تركها بعد ان اهانته واهانت رجولته ولكن هو رد كرامته وهى من جلبت لنفسها العاړ فى طلاقها من ثالث يوم زواج
ليس من شأن الحياه ان تضع للحب نهاية سعيدة
فلقد ميزنا الله عن المخلوقات الاخري
بعقولنا الناضجه
لا تجعلو الحظ شماعه لاخطاء قلوبكم
استعد الحاج قاسم ومالك ووالدته فقط الذهاب إلى بيت الحاج واصف وقاد مالك سيارته متوجه الى طريقه المنشود كاد قلبه ان ينطق باسمها من شده لهفته للقاءها
كان يجلس مع جده فى بهو المنزل فجده لم يستطيع الحركه الكثيره فقرر الجلوس فى بهو المنزل يريد أن يختلي به ليتحدث معه بامر شقيقته
يزيد باهتمام خير يا جدي
واصف لساك راكب رأسك يا ضاكتور رايد تفرج بين خيتك وزوجها طب لو كلهتنا غلطنا وجوزناها من غير علمك تعاود تخرب على خيتك هى دي الاصول يا ولد الغالي تكسر فرحت خيتك وهي لستاها عروسه مش هامك الناس وعيلتك يبج يهمك خيتك ومصلحتها وجميله رايدة جوزها وفرحانه كمان يا ولدي مالك رايد خيتك صوح وحتي لو الزواج كان بالغصبنيه بس دلوك غير هو دلوك بيعزها ويحبها ويريدها مش شوفته اياك وهو سيبها وماشي والله الدمعه كانت هتفر من اعنيه يا ولدي الشيبه والعكاز اللي بيدي يخليني اعرف معدن الناس انت لستاك ازغير وحمجي كيف المرحوم بوك فضلت اجوله همل المطريد أوعاك تدله عندهم لكن هو اجول الله بجي الله يرحمو
يزيد يقبل يد جده انا اسف يا جدي كنت متعصب امبارح ومش عارف صوتي علي ازاي على حضرتك بس اعذرني من صدمني والله
واصف يرتب على ظهره خابر يا ولدي ومش هحاسبك على اللي حوصل لكن هحاسبك على اللي جاي
يزيد بجديه جدي لو جميله ومالك انجبرو على انهم يتجوزو ودلوقتي لو عايزين يكملو براضا الاتنين من غير اجبار تاني ولا ڠصب ولا كلام الناس يبق بالاصول
واصف كيف عاد مش خابر
يزيد تسمحلي اتصرف واوعدك مش هتندم كل حاجه هتم بموافقه جميله انت عارف لا يمكن اغصبها على حاجه والقرار اللي هي هتاخده انا معاها ومحدش يقدر يلومني
واصف امعاك يا ولدي بس خبرني عاد ولا تعتبر جدك كبر وخرف ومالوهش عازة
يزيد كيف اتجول اكيدة يا جدي ماعاش ولا كان يا ابو الغالي اديني الأمان الأول ههه
واصف اديتك الأمان
يزيد انا بس هعمل
___
وصل بسيارته أمام منزل الحاج واصف ترجل مالك وهو يساعد جده علي النزول من السياره
وسار ثلاثتهم فى اتجاة مجلس الحاج واصف وبصحبه يزيد
الحاج قاسم سلامو عليكو
واصف وعليكم السلام والرحمه يامورحب يا مورحب
وقف يزيد احتراما لذلك الشيخ العجوز وصافحه باحترام
قاسم حمدلله على سلامتك يا ولدي
يزيد الله يسلمك
مها بابتسامه تصافحه حمدلله على سلامتك يا دكتور تعرف ان جميله شبهك اوى انا ابق حماتها هي فين
يزيد بابتسامة اهلا وسهلا بيكي اتفضلي ادخليلها
صافح مالك الجد بحراره ونظر إلى يزيد يخشي ان يصافحه ويمد يده ويحدث مثل ما حدث بالأمس
يزيد ببرود ممكن تفضل نقعد جوة فى كلام كتير محتاج اسمعه
شعر مالك بالضيق ولكن توجه معه إلى الداخل
جلس يزيد بغرفه المنضرة وأغلق الباب خلفه
يزيد اتفضل يا باشمهندس استريح
جلس مالك هو يشعر بالتوتر رغم كونه هو الاكبر ولكن يقلق من ذلك الشاب الذي يصغره بأربعة أعوام ويشعر نفسه أمام محكمه عليه خوض الاعترفات
بعد صمت دام لدقائق معدودة تحدث يزيد بهدوء عكس ما داخله من ڠضب يحمله لذلك المتمرد المتعجرف المغرور
يزيد من غير لف ولا دوران انا بطلب منك نصلح الوضع اللي اهلي واهلك اجبروك على جوازك من اختي وتنفصلو بكل هدوء
شعر بدلو ماء بارد انسكب عليه فجاه وداخله
مالك وهو يقف يعني ايه ننفصل بهدوء
يزيد يعني زى ماكنت مجبر خلاص انا بحلك من الأجبار ومن حق كل واحد فيكم يختار حياته شوف حياتك وجميله كمان نشوف حياتها ومايهمكش كلام حد من اهلنا ولا حتي كلام الناس انا هاخد جميله ونعيش فى القاهرة واستلم شغلي هناك
مالك پصدمه يعني ايه جميله مواقفه على الكلام ده
يزيد هي الجوازة من البدايه غلط ولازم نصلح الغلط دة
مالك بانفعال وانا مش هطلق انا عايز مراتي
يزيد بضيق دلوقتي افتكرت مراتك كانت فين حنيتك دي لم كسرت فرحتها وذلتها وجرحت كرامتها وكمان شكيت فيها كانت فين مراتك انطق كنت لسه مش عايزها وكان عادى جدا وسهل عليك تدوسها بجذمتك دلوقتي بقي عندك قلب واحساس بيحس بيها وعايزها انت ولا حاجه انت اتسببت فى دموعها وۏجعها عارف يعني ايه تكسرها وتجرحها وبعد شويا تطبطب تفكتر كدة الچرح لم وكسرت القلب مابقاش ليها اي أثر خلاص بق سهل عليك ټجرح انسان عادي وترجع تقول ما خلاص هينسي چرح القلب مابيلمش ولا بيداوي وچرح الكرامه صعب وبيسب أثر جوانا
مالك
متابعة القراءة