رواية "اخطائي"(كاملة حتى الفصل الأخير) شهد محمد جادالله
المحتويات
أشعلت أتون الڼار بداخلها لتثور ثورتها قائلة بإصرار وبتمرد استشفه ابيها بنبرتها بكل وضوح
مش هعتذر لحد والقلم اللي خدته هي تستحقه...
ومش ه عن محمد أنا به وأنت بتطلب مني اتحيل...
قاطعها پحده
اخرسي خالص واياك اسمعك تقولي كلام من ده مرة تانية واتفضلي اطلعي على اوضتك ومن بكرة مفيش خروج وكل خطوة هتخطيها هتبقى بحساب
اتفضلي
ولازم تعرفي أن ده قرار قطعي مفيش فيه مجادلة...
مستحمل
تيبس كامل ها وبرقت اها عندما ايقنت انها تحدثه وكادت تندفع للداخل لولآ حديث ثريا الباكي وتوسلها اتميت
عارفة انها غلطت بس ندمت ومن حقها تسمعها وتخليها تدافع عن نفسها هي مظلومة و...
...............
.....................
يعني ايه بتتصل تطمن عليا بس انت فاكر كده بتعمل اللي عليك أنت جبت القسۏة دي منين أنا مش راضية عنك وقسم ب الله لو ما رجعت وعقلت هنسى أن ليا ابن اسمه يامن
...............
مش هفهم ولا هسمع واللي عندي قولته....
وهنا قررت الأنسحاب ودمعاتها تفر تسبق خطواتها فلم تشعر بذاتها إلا وهي تس مفاتيح سيارتها وتغادر المنزل راغبة في أن تنفث عن حزنها بعا عن اجواء ذلك المنزل المحاط بعبق خذلانه لها فحتى هوائه كان مغبر بالذكريات ويطبق على انفاسها .
على مشاعرها ولذلك كان ليس بها شيء سوى أن تدعوا الله أن ينزع الغمام عن بصيرته ويرأف بحال تلك الينة التي لاحول لها ولاقوة.
ازيك يا بنتي
ماما ثريا وحشتيني اخبارك ايه
وانت كمان يا بنتي ربنا يعلم معلش اعذريني
لأ يا ماما انا عذراكي وعارفة اللي عندك انا كمان مقصرة معاك
حقك عليا والله الشغل والولاد مخليني مش مركزة في حاجة...المهم طمنيني عليك وعلى صحتك
تمام الحمد لله كلنا كويسين...
صمتتثريا ها لهنيهة مترددة لتشجعها رهف
خير يا ماما...سكتي ليه!
تحمحت ثريابحرج ثم قالت
حسن عايز يشوف ولاده يا رهف ولسة عنده أمل انك تسامحيه وترضي ترجعيله
غاب رد رهف حتى ظنت ثريا انها اغلقت ولكن صوتها المبطن بالحزن وصلها اخيرا
تنهدت ثريا واستفاضت قائلة
هو ملهوش يجيلك أو يكلمك ومكسوف من عمايله وبيقول انه ندم ونفسه ترجعيله وتديله فرصة تانية
حانت منها بسمة مټألمة وصل أنينها لثريا حين عقبت هي
فرصة تانية...أزاي يا ماما بس كل اللي حصل
علشان خاطر ولادك يا بنتي افتكريله حاجة حلوة تخليك تبقي عليه
استفاضت رهف بإقتناع تام وبقناعات رسخت داخلها نكبتها
هو استنفذ كل الفرص وهدم كل اللي ليه جوايا...اللي بتقوليه صعب...وإذا كان على الولاد صدقيني نفسيتهم افضل بكتير ...حياتنا بقت هادية من غير خناقات أو زعيق و مفهاش توتر أو اعباء أنا مش أول أم تربي ولادها لوحدها وين ولادي اخدين على غيابه وطول عمري بسد في نواقصه قدامهم ....ورغم ده مش هقولك إني اتعافيت منه بالكامل لأ بس هقولك أنا هعافر لأخر نفس فيا علشان خاطر ولادي وهعمل علشانهم أي حاجة إلا إني ارجع لواحد عمره ما قدرني ولا احترمني... أنا لو فكرت ارجعله يا ماما هكره نفسي ومش هحترمها
بس هو طبعه مش خاېن يا بنتي دي كانت نزوه وهو نفسه اعترف بكده وقال أنه ندم و طلقها
المبادئ مبتتجزأش يا ماما ومينفعش نبرر الخېانة بمصطلح تاني علشان نجملها...حسن عمره ما هيشوف نفسه غلطان هو كسرني و اتهمني بالنقص و برر أن ده حقه وشرع ربنا...واكبر دليل على ده أنه لما طلقها فاكر اني ممكن اسامح وأرجع وكأن جوازه منها الحاجة الوحة اللي كسرتني...و اتغاضى عن كونه حد مؤذي ناقم وعشرته مش مريحة...
لا حول ولا قوة إلا بالله والله ما عارفة اقولك ايه يا بنتي
متقوليش يا ماما ثريا ولو سمحتي بلاش تفتحي معايا الموضوع ده وإذا كان على الولاد انا لا يمكن امنعهم عنه دول ولاده وللأسف دي الحاجة الوحة اللي مش هعرف اغيرها ولازم اتعايش معاها
ماشي يا بنتي هكلمه وهتفق معاه تجيبي الولاد يشوفهم هنا بدل ما يجيلك ويحصل مشاكل تاني او انا اجيلك ويشوفهم في وجودي
اللي تشوفيه يا ماما انا موافقة عليه...
خلي بالك من نفسك ومن الولاد
حاضر
لتغلق معها رهف وتتنهد تنهة عميقة من صميم حطامها وتدعو أن تظل على صمودها ف والله لو كان يوجد سبيل لتت عشرته من جد ما كانت ترددت من أجلهم ولكن كيف وهو استنفذ كافة الفرص واستنفذ طاقتها على الأخير فحتى لم تسلم الذكريات
بنظرات تائهة وكأنها تبحث عنه بين الوجوه ا حلمي الذي علم هويتها على الفور قائلا بترحيب
اهلا يا نادين هانم المكان
نور اتفضلي
رمقته نادين ب يت التوهة بها جعلته يقترح عليها أن يصعدا لمكتب بالأعلى فإنصاعت إليه بخطى وئة وذكرى ذلك اليوم الذي احضرها به إلى هنا تتدفق بعقلها شيء فشيء إلى أن وصلت للطابق الثالث واللذين يطلقون عليه طابق العشاق كما اخبرها هو...تجمدت نظراتها التي يقطر منها الحزن على تلك الطاولة التي كانوا يجلسون عليها سابقا وتذكرت كيف كان يطعمها بفمها ويضع كل ما تطاله ه بطبقها...لتغيم اها ثم بخطى وئة سارت لتقف أمام لوحتها التي بعرض الحائط وطنين ذكرى اخرى راودتها حين همست متفاجئة
يامن ده أنا...
اه أنت يا مغلباني كنت لما باجي هنا بتوحشيني وبفضل أعد الثوان علشان أرجعلك وصورتك كانت بتصبرني وتهون الوقت عليا لغاية ما أرجع واطمن قلبي بك
قطعت وصال لا يطيق فراقها ووضع صورتها ليطمئن قلبه بها فأين هو وكيف لذلك القلب الذي ادعى ها أن يتخلى عنها...وحين انتهت شعرت برغبة قوية بالبكاء ولكنها صمدت أمام نظرات وهمهمات كل العاملين من حولها حتى أنها التفتت لهم قائلة بنبرة مرتعشة وهي ترفع منكبيها تدعي عدم اكتراثها
صورتي ومكنتش عجباني عادي
ختمت كلماتها ببسمة ممزقة ظلت على ثغرها لحين غادرت وهي تكبت تلك الرغبة الملحة بالبكاء ولكن لم تر أن يشهد على اڼهيارها أحد فيكفي كونها في نظر الجميع مٹيرة للشفقة الآن لذلك تت بسيارتها
لذلك المكان الذي شهد على تصريحها له بها...صفت سيارتها بجانب الط ولم تتدلى منها وظلت نظراتها متجمدة من جلستها على ذات المكان الذي جمعهم من أمام البحر تشاهد موجاته المتقلبة التي تشابه حياتها الأن ب دامية تقطر بالحزن ...فقد جاءت تلك الذكرى لتفتك بأخر ذرة صمود بها وتجعلها تدرك أن لا مفر من ذكرياتها و أنين قلبها حين تترددت جملته بعقلها
اللي ي ميعرفش يكره ومبيعرفش غير يسامح
وهنا ظلت كلمات ثريا ايضا التي استمعت لها وتوقعت ردوده عليها تطعن بقلبها وټعذب روحها فقد كرهها ولم يعد يهتم لأمرها... تركها وهي بأمس الحاجة له وكم خيب ظنونها...فهو أثبت لها أن ثأره لكرامته وكبريائه ك أهم بكثير كونها تنتمي له ولا تستطيع العيش من دونه...
شهقة قوية حاړقة صدرت من فمها وكأنها كانت تجثم على انفاسها وتبعها انفجارها پبكاء مرير
كدب كله كدب...ياريتني ما يتك ياريتني كنت لسة بكرهك
انا الأخير
تفوهت بتلك الكلمات بأنهيار تام وهي ت على خصلاتها پجنون وكافة ها ينتفض وينتفض تزامنا مع عبراتها المټألمة
وصړا
يصدح بأرجاء المكان وقد وصل صداه بكل وضوح لصا القلب المنشطر الثائر لكرامته الذي اتى منذ وقت قليل لذات المكان الذي جمعهم كعادته كل يوم وقت الغروب ولحسن حظها شهد على اڼهيارها ب حائرة مټألمة واستمع لكل كلمة تفوهت بها بقلب معذب وعقل حائر مشتت بع عن ضلالها...وكأن الله ارسلها بذات التوقيت عن عمد حتى يجعل قلبه يرق لها ويؤثر عليه لكي يلملم شتاته و يرأف بها.
غابت الشمس وحل الليل بقتامته التي أصبحت تضاهي تلك القتامة التي احتلت روحها فقد قررت بقرارة نفسها أن لا تذرف المز من اجله وسوف تجاهد وتصمد كي تتخطاه كما تخطاها و ها هي تعود للمنزل بهيئة متعبة للغاية و شا وملامح متهدلة بإنكسار و ساهمة يتحجر بهم الدمع تسير بتؤدة لمدخل المنزل حين أتاها صوت تعلم صاه تمام المعرفة
كنت وين ياجلب خالك انا بجالي كتير منتظرك
رفعت رأسها وات غصتها ب زائغة وهمست متفاجئة
خالي...ازيك...انا كنت...كنت بتمشى بالعربية شوية...
هز رأسه بتفهم وقال بمة يتوارى خلفها الكثير
وماله يا بتي ميضرش واصل طيب ايه مش هتسلمي عليا يا جلب خالك
اتوحشتك يا بتي طمنيني عنك...حجك عليا انشغلت في السخماطة الإنتخابات ومجدرتش ادلى من وجتها
هزت نادين رأسها وخرجت من بين ه متمتمة
ولا يهمك ياخالي
إن شاء الله العمر كلاته ليك يا بت غالية
قالها وهو س ه بجلبابه ويخرج علبة من المخمل يقدمها لها قائلا بتباهي
ده حلج دهب جيراط٢٤
مش خسارة فيك
شكرا يا خالي
ربت على كتفها وكان سيتسأل عن ما يشغله لولا أن صوت ثريا صدح مجلجلا
خير ايه اللي جابك ياعبد الرحيم
قالتها هي ما هرولت من الداخل كي تلاحق الموقف وهي تعاتب نادين بنظراتها كونها اقلقتها عليها و خرجت دون أن تعلمها نكست نادين نظراتها خوفا أن يظهر العتاب بها كونها أخفت عليها أنه يحاكيها ويصر على رفضه لها.
ليقول عبد الرحيم بنوايا غير بريئة بالمرة
اباي عليك يا وليه مش راة أچي ولاإيه...ده أنا بجالي سنين بستنى اليوم اللي تتم فيه بت غالية السن اللي الجانون جال عليه.
تناوبوا النظرات بينهم حين تساءل هو بخبث
أمال فين
الغريب
ات هي غصة بحلقها وش ها ولم تجيب ولكن ثريا ارسلت لها نظرة مطمئنة وأردفت بحماية وبشراسة أم تحمي ابنائها
ابني مسافر في شغل...واخر مرة تقول عليه غريب ابني ليه أسم وانت عارفه كويس...
واه محموجة إكده ليه هو أني غلطت في البخاري إياك
استغفرت ثريا بصوت جهوري لتحين
متابعة القراءة