رواية "اخطائي"(كاملة حتى الفصل الأخير) شهد محمد جادالله

موقع أيام نيوز


بتقوليه ده معناه ايه
عارفة...وبقولك الحياة مش هتقف...ويمكن ربنا جمع بينكم علشان يعوضك وانت بنفسك قولتيلي أنه ذوق اوي معاك و وقف جنبك اكتر من مرة ده غير انه شهم وجدع وتصرفاته كلها سوية يبقى ايه المشكلة
زفرت هي حانقة وقالت بنبرة مخټنقة بسبب انين قلبها 
المشكلة فيا أنا ياسعاد حتى لو زي ما انت بتقولي بس انا معنديش استعداد اخوض تجربة تانية...حاسة إني متلغبطة وضايعة ومعنديش طاقة لأي حاجة غير لولادي ولنفسي وشغلي وبس

المشكلة مش فيك يا رهف أنت كنت الحد الصح مع الشخص الغلط... ونضال حد كويس ومفيش مقارنة بينه وبين حسن
لتتنهد وتعبر عن هشاشتها التي تخالف تلك القوة التي لطالما تتحلى بها أمام الجميع 
بس حسن استنفذ كل حاجة جوايا يا سعاد انا حاسة أن جوايا فراغ ومعنديش مشاعر ولا حاجة أقدر اقدمها لحد.
رهف علشان خاطري حاولي تدي لنفسك فرصة تانية الوقت كفيل يغير كل حاجة
تفتكري ممكن يا سعاد
اه ممكن والله انا متفائلة بس أنت فكيها كده وخلي الراجل يتلحلح ويتكلم ...عارفة والله انا عذراه تلقيه مړعوپ منك هو اللي عملتيه فيه شوية ده انت كنت قليلة الذوق بشكل والله ما عارفة جاب طولة باله عليك دي أزاي...
ابتسمت رهفوردت وهي تقلب اها وتشعر بالخزي من عجرفتها السابقة
سعاد اقفلي انا غلطانة إني كلمتك
خلاص خلاص حقك عليا هقفل بس اوعديني أنك متخليش بمعاهدة السلام اللي بينك وبينه وهتخليك على حياد ومش هتخسريه
حاضر يا سعاد هحاول
خلي بالك من نفسك ومن الولاد 
حاضر
طرقات صاخبة على باب شقتها جعلتها تهرول قائلة
يوه ما براحة ياللي على الباب هي الدنيا طارت
اه طارت يا شهد وطار عقلي معاها بسبب اخوك
قالتها ميرال ما فتحت الباب لها لتعقب شهد على حديثها
والنعمة انتو جوز مجانين وهتجننوني معاكم
يا شهد هو اللي مش عايز يريحني
وهنا قالت شهد بصراحة متناهية 
انا اه بك وادافع عنك برقبتي بس هو معاه حق ...صاتك واطمنتي على جوزها وأجلتي مرة بسببهم...وين هي بنفسها قالتلك افرحي يبقى ايه لزمتها
ما انا جاية علشان اقوله إني اقتنعت ومعنديش مانع
بس انا عندي
قالها وهو يخرج من غرفته ويجلس بسأم على أحد مقاعد السفرة امامها لتشهق هي پخوف وتهرول له متسائلة
هو ايه اللي عندك!
اجابها وهو يكبت بسمته بصعوبة بالغة على خۏفها وعي الڠضب 
مانع يا ميرال...عندي مانع ومش موافق
فرت الډماء من ها وتلعثمت وهي على حافة البكاء
محمد انت بتقول ايه
نكزته شهد به ووبخته
بس يا خويا اقعد كده...قال مش موافق قال ده انت ھتموت عليها ...وين اتلم ومتخلنيش اسيحلك واجرصك عندها
ابتسم هو بلا فائدة لتربت هي على ظهر ميرال وتطمئنها
ك منه ده بينغشك
بجد!
قلد صوتها وكرر قولها ببسة مشاكسة وهو يهز رأسه
بجد...اه بجد...انا عارف مش هسلك معاك وشهد في صفك
عقبت شهددون مجاملة 
اه ياخويا في صفها وعلى أد ي ليك على أد ما بها
امتنت ميرال لها
ربنا يخليك ليا يا شهد...انت الوحة اللي مش بهون عليك
هنا عاتبها هو ب ضيقة 
هي بس اللي مش بيهون عليها تزعلك مش كده
اه ما انا هونت عليك
تنهد بعمق وقال بنبرة صادقة 
عمرك ما تهوني يا ميرال انا بجد مقدر اللي حصل ومقدر شعورك ناحية صاتك...ومش قاصد ازعلك وعلشان كده سبتك براحتك أنت اللي تقرري
طب انا قررت واستأذنت بابي ومعندهوش مانع نكتب الكتاب بكرة
تنهد بأرتياح وقال مرا
ولا انا عندي مانع
اتسعت بسمتها وهللت فرحة
طيب حيث كده بقى انا وب احضر نفسي ومحتاجة اشتري شوية حاجات من المول وعايزة شهد معايا
عقبت شهد بعفوية على طلبها
معاك فين انا مفهمش في شرى المولات بتاعكم ده وين البت طمطم عند حماتي وكنت

شوية وهروح اجيبها
علشان خاطري يا شهد انت عارفة ظروف نادين ونغم مسافرة ومليش حد تاني ينزل معايا
عاتبتها شهد وهي تضع ها في خصرها
ايه مليش حد دي! امال انا ايه وانت فكرك هك ولا هتخلصي مني ده انت
اختي الصغيرة يابت
ربنا يخليك ليا يا شهد وميحرمنيش منك ابدا
ولا منك
شاكسهم هو ما شهد على ما ور بينهم ضارب كف على أخر بقلة حيلة
اتفقتوا ربنا يستر
ماشي أمري لله اخرجوا بس ياريت متتأخروش علشان طمطم 
هزت رأسها بطاعة وبينها وبين نفسها تحمد ربها أنه عوض احتياجها وحرمانها بأنتمائها لهم.
ابتاعوا الكثير من الاشياء حين وقفت هي موهة أمام أحد العارضات الزجاجية لأحد المحلات لتباغتها شهد مستغربة
في ايه مال وشك جاب سبع الوان كده ليه!
أجابتها بخجل وها يتوهج حد الاشتعال
هااابدا أصل
قالتها وهي تشير بنظراتها على أحد المعروضات التي جعلت شهد تعقب على حرجها
اصل ايه! ده لانچري يا موكوسة ايه اول مرة تشوفيه
لأ بس اوي! هو في ناس بتلبس كده !
اه يا ختي الحاجات دي عادي الجواز
شهقت وقالت أن ترفع الكوب البلاستيكي لفمها كي ترتشف جرعة وفيرة من محتوياتها حتى تداوي جفاف حلقها
ازاي بس يا شهد انا
اموت من كسوفي لو لبست حاجة كده
بيتهيئلك وكسوفك ده مش هيبقى ليه لازمة لما تاخدي عليه
هزت ميرال رأسها بشيء من الأقتناع لتتسائل شهد
هو انت مش شايلة حاجات من دي للجواز
نفت برأسها وقالت بحرج وهي تلملم خصلاتها
لأ انا اصلا اتكسف اشتريها.
لوت شهد فمها وعقبت على حرجها
على رأي البت طمطم انت ابيضة
معقول معندكيش خلفية عن حاجة
وانا هعرف منين يا شهد انا طول عمري لوحدي لا عندي اخت ولا أم ولا حتى صاة عاقلة جربت وتفهمني
تنهدت شهد بحزن على حالها وكم شعرت باؤلية تجاهها
انا معاك يابت اعتبريني امك واختك وصاتك ومش هك وكل قشاية في قلب بيتك هجهزها معاك
تهللت اسارير ميرال وشكرتها من قلبها وتسائلت ها
تعرفي إني عمري ما سألتك عن جوزك الله يرحمه
الله يرحمه
احكيلي عنه يا شهد اتجوزتيه عن 
لأ بس كان ابن حلال وطيب ويت ولما اتقدملي حمود ارتحله وقالي انه هيبقى أمين عليا والشهادة لله كان محترم والخلق كلها بتشهد بكده وعمري ما شوفت منه غير كل خير
هو ماټ ازاي
اجابتها بتنهة وبملامح متهدلة
كان صنايعي و وقع من على السقالة وراح وفاتني انا والبت
واستها ميرال وهي تربت على ها انودة على الطاولة
معلش ربنا يرحمه
ابتسمت شهد وامنت على دعوتهاثم قالت
طب مش عايزين نتأخر زي ما قال حمود علشان طمطم عند حماتي
حاضربس شكل حماتك طيبة علشان كده لسه بتوديها لغاية دلوقت
اه طيبة ويتموت فيا وعلطول دعيالي اصل انا مش بها وبتقي ربنا فيها ما انا عندي بت وربنا هيقعدو فيها لتضيف ذلك المثل الشعبي القديم المتوارث 
اصل كل حاجة سلف ودين حتى المشي على الين
قهقهت ميرال بقوة على ذلك المثل العجيب الذي لأول مرة تسمعه وعقبت
انت بتقولي حاجات عجيبة يا شهد
لوحت بها التي تحمل كوب عصير مثلها وقالت بخفة
مش اعجب من الكوكتيل اللي انت طلبهولي ده والنعمة ۏجع بطني 
هو ماله الشاي بالقرنفل على الأقل اعرفه وعمره ما قصر معايا
لتقهقه ميرال من جد وتشاركها هي ضحكاتها حين وصلهم صوته وهو ي منهم
ميرال ايه الصدفة الحلوة دي مقولتيش انك جاية هنا
اندثرت ضحكات شهد ونظرت له نظرة عابرة متوترة في حين قال هو دون مصافحة
ازيك يا مدام شهد 
هزت رأسها بمعنى انها بخيربينما ميرال قالت مرة
اهلا أبيه كاظم بتعمل ايه هنا!
ابدا كنت بحاول اشتري فستان ل سنا لكن فشلت فشل ذريع...هو ينفع تسعدوني في اختياره
اك يا أبيه هنيجي معاك
زجرتها شهد بنظراتها وتها لتهمس بأذنها
نروح معاه فين هنتأخر وحمود هيعلقنا..
ترجتها ميرال بصوت خفيض للغاية لم يصل له
معلش مش هنتأخر هنجيب الفستان بسرعة اصل عيب نكسفه
تنهدت شهد موافقة ونهضت مضطرة معهم وهي تشعر م الراحة فرغم تحفظه وهيبة شخصيته إلا أنها توترت وشعرت انها تحت المجهر بحضرته.
بينما هو كان يشعر بلأمتنان لتلك الصدفة التي قدرها الله كأشارة مبشرة تمهد لمشيئته. 
وني خد مني كل حاجة كل حاجة... ده ذنبها...ذنبها... وذنب ناس كتير انا مش عايزة اعيش وني...
ذلك ما كانت تصرخ به حين حاول أحد الأطباء اعطائها حقنة المهدئ المعتاد الذي وصف لحالتها ذلك الاڼهيار العصبي التي انتابتها فعلته بها فلم تعي على ذاتها إلا وهي بالمشفى ما وجدتها خادمتها والأنكى أنه لم يكتفي بذلك بل سرق كل مالها ومصوغاتها التي جنتهم من خلف سذاجة الرجال وقهر نسائهم فكانت لسوء حظها تحتفظ بكل شيء في منزلها ولم يمر الأمر عليه فهو ليس بذلك الغباء حتى انه لم يترك شيء ينه ومحى أي أثر له ل على دخوله منزلها

من الأساس وأثبتت
التحقيقات التي اجرتها الشرطة فور اتهامها له أنه فر من البلد تاركها تجني ثمار ما جنته يها وتتجرع مرارة القهر التي أذاقته لغيرها.
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير .
قالها المأذون ما انتهى من عقد قرانهم
وفور نطقه لأخر جملة تعالت الزغار والمباركات من حولهم وهاهي انقضاء الحدث السع تصه معها كي تريه ذلك الركن المب لها بالحديقة الخاصة بالقصر حيث زهور الأقحوان...فكانوا يسيرون معا ونظراتهم متشابكة والبسمة لا تفارق هم يتنهدون تنهات مسهدة مفعمة بسعادة قلوبهم 
اخيرا بقيت حلالي يا حلو
حديثها فقد ترك العنان لرغبة قلبه حين
حلو أوي يا حمود
مش بس على فكرة
أنت ازاي حلوة كده حرام عليك
الشړ عليك يا يبي
همست بها بلهفة وخوف أن تطرق رأسها وتعي لزلفة لسانها
لتتسع بسمته ويشاكسها وهو يرفع ها بطرف انامله
قولتي ايه
حمود خلاص بقى متكسفنيش
يخربيت حمود وسنين حمود دي... ده يا سبحان من كان مصبرني على حمود اللي كانت بتطلع منك تقومي تقوليلي يا يبي لأ انا كده مضمنش نفسي بصراحة والشيطان زي ما انت عارفة شاطر
أنت بقيت غريب!
انا مش عرفاك! فين حمود
قهقه هو بكامل صوته الرجولي وطوح رأسه للخلف بطة رفرفت قلبها وجعلتها تتسأل ترى للمرة الكام التي وقعت بها به
لتهدأ ضحكاته ويلتقط نظراتها ثم يقول مشاكسا
متبصليش كده بقى علشان ارجع مؤدب...وبطلي جر شكل انا ماسك نفسي بالعافية 
شهقت متفاجئة من جرأته الغير معهودة ثم دبت الأرض بحذائها وكأنها تود ان تنشق وتها كي تخفي خجلها
أنت غلس وهمشي واك
كادت تخطوا خطوتين بع عنه ولكنه لحق بها وهو بالكاد يخفي بسمته اتمتعة
خلاص ياحلو ... ميبقاش زعلك وحش...
نفت برأسها ليضيف مشاكسا
شكلك عايزة تتصالحي مش كده
قالها بغمزة من ه ذات مغزى تفهمته هي وتوجست خيفة منه و تقهقرت بخطواتها
لأ خلاص انا مش زعلانة...مش زعلانة
قهقه من جد على ردة فعلها ثم عقب يطمئنها
طب خلاص تعالى نرجع و وعد مش هغلس عليك تاني
حانت منها بسمة هادئة وهي ترى نظراته الصادقة وهزت رأسها بموافقة ليختصر هو اافة التي صنعتها 
بصي علشان ابقى صريح هو مش وعد اوي يعني... ويجوز اخل بيه
حمود
يخربيت حمود
قالها وهو يقلب ه بنفاذ صبر وببسمة واسعة وهو يكمل سيره معها وبينه وبين ذاته يحمد الله الذي أتم نعمته عليه على خير.
بينما في الجانب الأخر للقصر
 

تم نسخ الرابط