رواية "اخطائي"(كاملة حتى الفصل الأخير) شهد محمد جادالله
مازال يسيطر عليها
صباح الخير يا يبي
حانت منه بسمة حانية وأجاب وهو يجلس يتأملها كعادة ملازمة له منذ زمن
اصحي خلي شمسي تطلع بنور عنيك
رفرفت بأهدابها واتسعت بسمتها ثم اعتدلت بنومتها وهي تفرك اها وإن انتهت وجدت فستان أبيض معلق أمام سريرها انتفضت من نومتها واخذت تتأمله بنظرات حالمة فكان مطرز تطريز بسيط من خامة الستان المتداخل
ايه ده يا يامن
فستان عايزك تلبسيه بليل علشان هنخرج نتعشى مع بعض معلش أنت عارفة أد ايه كنت مشغول الفترة اللي فاتت ومكنتش بعرف اخرجك
هزت رأسها وقالت وهي تتعلق
يبي أنا عذراك وين حتى لو مقصر انا راضية المهم أنك معايا
تنهد وبينه وبين ذاته مازال مؤنب رغم رفضها
نفت من جد برأسها واخبرته بإقتناع تام
أنت كفاية عندي مش عايزة حاجة تانية
ابتسموا معا ولكن ظل السؤال يطن في رأسها ونطقت به
هو ليه جبته ابيض مش أي لون تاني!
اجابها بنظرات معاتبة ذات مغزى تخص رفضها لاقامة حفل زفاف
عايز اشوفك بالأبيض ولا دي كمان هتعارضيني فيها
لأ مش هعارضك يا يبي حاضر
لتصوب نظراتها للفستان وتستأنف بإعجاب
الفستان حلو اوي وذوقك يجنن بس يارب يجي مقاسي الكرش
قالتها ببسمة حالمة
مش مصدق أن في حتتين مني جواك انا بحمد ربنا على نعمته و هديته التانية والتالتة ليا
مررت ها بخصلاته رأسه التي تستقر على بطنها وسألته مستغربة
اجابها وهو يرفع ناعستيه التي تفيض بمكنون قلبه المولع بها
ايوة هديتي الاولى كانت انت يا نادين
أنت اللي كتير عليا
اوي يا يامن ربنا يخليك أنت واشيائك ليا
تقصد ابنائها ثم مطت فمها وكأن الأمر لاح في عقلها لتوه
بس انا خاېفة البت غالية لما تيجي تاخد الدلع مني
ابتسم وشاكسها
طب ما انا كمان خاېف لما الواد برعي
شهقت من ذلك الأسم الذي يتعمد ان يثير چنونها به
مش هسميه برعي بطل رخامةايه برعي دي انت عايز تعقد الولد حرام عليك
قهقه على چنونها وسايرها قائلا
خلاص بلاش برعي هنسميه حموكشة
خلاص متزعليش انا مش فارق معايا الاسامي المهم أنه ميخدكيش مني
ابتسمت ومطت فمها بدلال يه
مفيش حد يقدر ياخدني منك يارخم
ادخلك اخر كشف يا دكتور
قالتها الممرضة التي تعمل معه بعيادته كي تنتشله بها من شروده
فقد أعاد وضع ما به بالدرج كما كان واغلقه قائلا
هو لسه في حد تاني انا مش قولتلك متخديش حالات تانية وتعتذري وتبلغيهم إن العيادة هتتقفل
حصل يا دكتور بس الحالة صممت تقابلك وتكشف عليها
زفر أنفاسه وقال بعملية
طيب دخليها
حاضر يا دكتور
ليتنهد وينزع نظارته ويغمض اه وأخذ يمسد موضعها على أنفه بأبهامه وسبابته لحين اتاه صوتها ليؤكد حدث
اهلا يا بشمهندسة اتفضلي بتشتكي من ايه
تنهدت وسارت بخطوات وئة تجلس في المقعد المواجه لمكتبه وهي لا تعلم ماذا تقول أو من اين تبدأ لت ها وتقول ببسمة متوترة
بتمنى تكون العيادة عجبتك لما استلمتها
سؤالك متأخر تلت شهور يا بشمهندسة ليصمت لهنيهة ويستأنف
على العموم انا بلغت بشمهندسة سارة تبلغك امتناني لمجهودك
ردت ببسمة باهتة وهي تفرك بها
اه قالتلي
هز رأسه بثبات وتسأل بعملية وترتها
طيب قوليلي بتشتكي من ايه يا بشمهندسة علشان اقدر افك
زادت من فرك ها متوترة وتلعثمت قائلة
أنا آسفة
تساءل بثبات انفعالي دوما يفحمها به
على ايه
ارتعش فمها من ة توترها وصدر حديثها متقطع وهي تخبره
انا كنت قليلة الذوق وجرحتك بس أنا
قاطعها ببسمة يبرع دوما في اقتناصها في أ اوقاته بؤسا
وايه الجد ده طبعك يا بشمهندسة وانا اللي أسف أنت عندك حق مكنش في بينا شيء يذكر وحتى لو الموضوع اختلف بالنسبالي أنت ملكيش أي دخل بيه لأن انا الطرف الوح في الحكاية.
تنهدت واخبرته بنفاذ صبر أن فشلت فشل ذريع في أن تترجم ما بداخلها
نضال متصعبش الموضوع عليا اكتر من كده أنا معرفش انا جيتلك ليه كل اللي أعرفه إني مش عيزاك تسافر لتصمت لبرهة وتستأنف موضحة
قابلت مامتك وقالتلي
اعتلى حاجبيه وباغتها بسؤاله
ليه مش عيزاني اسافر محتاج اجابة واضحة وصريحة لأسبابك
اغمضت اها بقوة وقالت وهي تمرر ها بخصلاتها
مفيش اسباب غير أن عايزاك جنبي
ابتسم بسخرية مريرة وهز رأسه قائلا وهو يسند جانب ه بة ه
استبن يعني مش كده
اغتاظت بة من ثباته وسخريته فما كان منها غير أن تهب من جلستها وتنوي المغادرة قائلة
لأ مش كده ويظهر غلطت لما جتلك عن اذنك
مش هك تهربي ما تكوني واضحة وصريحة مع نفسك مني
اجابته متلعثمة وهي تس ها و تشيح بنظراتها وتتقهقر بخطواتها
الفترة اللي ت فيها كنت حاسة أني مضايقة ومكنتش فاهمة ليه طالما ده اختياري لكن لما مامتك قالتلي أنك هتسافر حسيت بأحساس غريب مش عارفه افسره ولا فيه مصطلح يتماشى معاه بالنسبالي غير إنك حد مريح و برتاح معاه
تنهد وبصيص الأمل يلوح بداخله ثم تسأل متلهف لجوابها
عايزاني افضل جنبك بأي صفة!
نظرت لكل شيء عداه واجابته
سميها زي ما ت بس علشان خاطري خليك ومتسافرش
تنهد وقال بتفهم استغربته
انا مقدر خۏفك يا رهف ومستعد مسافرش ومستعد استنى الباقي من عمري بس اديني أمل
تقدم لمقعدها ثم جثى مقابل لها يحفزها بنظراته
قولتلك ي ليك هيقويك انا مستحيل اخليه يعمل كده أنا عارف أن الحضانة هتسقط لو اتجوزتيني بس في قواضي كتير في المحاكم ويمكن مش كلها اللي بتقدر الأم تحتفظ بالحضانة بس أنا وانت مش هنيأس لو حكمت هروح لغاية عنده وهنفذله أي طلب يطلبه علشان ميحرمكيش منهم وهخليه يتأكد بنفسه إني هبقى أمين عليهم وهقدرهم ولادي اللي ربنا ما اردش يرزقني بيهم انا هعرف اقدر النعمة كويس يا رهف علشان جربت ۏجع إني اتحرمت منها
قال آخر جملة ب غائمة تنم عن صدق حديثه الذي رغم انها استشعرته إلا أنها تخوفت قائلة
طيب وافرض
قاطع سيل مخاوفها وطمئنها بتفاؤل و
بإيمان قوي
يها على ربنا ومتقدريش البلا وقوعه وخليك متأكده و واثقة فيا أن مهما حصل مستحيل هتخلى عنك او عن ولادك
هزت رأسها باقتناع ومنحته الأمل ببسمة هادئة لفحت قلبه وجمدت انفاسه من روعة ربيعها لتتسع بسمته شيء فشيء ويتنهد تنهات متتالية تدل على فرحة ذلك القلب الذي لطالما مال لها وأخذ دفعة للأمام بطها ورغم تلك التعثرات التي تنتظره يقسم أنه سيصمد وسيفعل اتحيل من اجلها ومن اجل ابنائها فلن يفوت تلك الفرصة الذهبية الأخيرة دون أن يحظى بقلبها ها.
أصر أن ترتدي ذلك الثوب الذي جلبه لها يتناسب مع ها ومع ذلك البروز الطفيف ببطنها و وعدها أن يصطها بسهرة لن تنسى وكما توقعت
توقف بسيارته أمام مطعمه وماإن ت من السيارة الټفت لبابها وقام بفتحه لها بطة
مسرحية مادد ه لها وكأنه أمير هارب من احد اساطير القديمة ويص اميرته لتتويجها فكانت تبتسم باتساع وهي تضع ها بين راحته وتنزل بتأني من السيارة لينحني هو ونظراته متعلقة بها ومن ثم يعلقها به ويتقدم بها وحين وقفت على خطوات من ساحة مطعمه الخارجية و استغربت تلك البالونات البيضاء التى تغطي أرضها بالكامل معادا ذلك الممر الطويل المزين بالورود ويحاوطه من كل جانب شموع مشټعلة وممتدة لمرمى بصرها
جعدت حاجبيها متسائلة
ايه ده يا يامن انت عملت كده علشاني
غمز لها وحمسها قائلا
تعالي بس ده انا لسه هبهرك
ايه ده دول كلهم هنا!
الله تجنن تجنن تجنن
ربنا يخليك ليا يا يامن انا مبسوطة اوي
ربنا يقدرني وابسطك علطول يا قلب وروح يامن
ويقدرني و اعوضك يا يبي عن كل اللي فات
تنهد كل منهم تنهة حالمة لحين غمز لها كي ينضموا لهم فكانوا الجميع حاضرون وأولهم ثريا ونغم و شهد وطمطم وكاظم وسنا وميرال ومحمد وقمر وحامد وحتى خالها سع وزوجته هانم فقد حضروا جميعهم لمشاركتهم سعادتهم.
وإن قاموا بمباركتها همس محمد بضجر
وهو يميل على أذن ميرال
نص ساعة ونمشي انا عريس جد ومضمنش نفسي قدام الناس اكتر من كده
شهقت ميرال ونكزته برفق وعقبت على جرأته الغريبة منذ زواجها
بقالنا شهور عرسان ياحمود وعلى فكرة الجواز غيرك اوي ارجع مؤدب لو سمحت
ابتسم ساخرا ثم قال متحسرا وهو كف بأخر
مؤدب وماله حاضر هو انا كان قلبي حاسس أن الجوازة دي منظورة من اولها
ابتسمت هي ونهضت ل نادين وتتشارك معها هي ونغم وشهد وقمر الهمسات النسائية التي تعبر عن سعادة كل منهم فقد كانت البسمة طوال الحديث لم تفارق وجوههم.
وفي تلك الأثناء اتى هو برفقة أطفاله وتقدم من يامن مباركا
مبروك يا صاي
الټفت يامن له وهدر بنفس جملته يقصد زيجته الجدة
ومبروك ليك أنت كمان يا صاي
زفر حسن وقال ساخطا وهو يتذكر نكبته التي أوقع ذاته بها
مبروك ايه والنبي متفكرني ده انا بضړب نفسي مېت جزمة بس خلاص مفيش مفر والهانم حامل لأ وكمان قرفاني ومطلعة البلا عليا
قهقه يامن ونكزه قائلا بتشفي نابع من عدم رضاه عن افعالها المخزية
مش خسارة في طيبة قلبك والله ده ذنب رهف
لكزه حسن بكتفه وعقب بغيظ
رغم انك رخم على رأي مراتك بس إن جيت للحق أنا ظلمتها لما قولت عليها قليلة الاصل بصراحة وقفتها معايا بمېت راجل وخلتني أحس أن أد ايه كنت غبي لما خسرتها
تدخلت ثريا هنا وهي ت منهم
من ناحية الغباء فأنت طمعت فيه لوحدك بس هنعمل ايه ربنا يصلح حالك
آمن على دعائها لتر بصغاره ببسمة حانية وهي تعانقهم
وحشتوني ياولاد كويس انكم جيتوا مع ابوكم
اخبرها شريف
مامي هي اللي قالت لنا نيجي مع بابي علشان نشوفك يا تيتة ونطمن على عمو يامن
انحني يامن
ايب عمو يامن انا اصلا كنت هزعل لو مجتوش
لتنظر ثريا ل حسن وتقول ببسمة حانية
ايوة كده ريحوا قلبي وخلوا الشمل يتلم
تنهد حسن وا ثم تحسر بنبرة نادمة لطالما تخص حديثه عنها رغم هدمه بغبائه لكل سبلها
مش هنفترق تاني يا خالتي بس كان نفسي رهف تبقى معانا
تنهدت ثريا واخبرته
كلمتها ومرضتش تيجي علشان متشوفش وش مراتك الجدة
قولي هي مجاتش ليه معاك
زاغت نظراته وتستر على رفض سميرة وتسلط لسانها التي اغدقته به حين ألح عليها أن
ترافقه
اصلها مش بت الدوشة والحمل في اوله و تاعبها ياخالتي
عارف ان اعتذاري اتأخر بس آسف على اللي قولته انا اعصابي كانت بايظة من خۏفي عليه وقتها
لتتدخل ثريا راجية
حقك عليا انا يا بنتي انا عارفة انه غبي ومتسرع وبيحدف دبش بس صدقيني اتكلم كده من خوفه على يامن
رغم أن خالته شتمته لتوها إلا انه رد وكأنه يشعر بالفخر من طباعه المنفرة
والله ما حد فاهمني غيرك يا خالتي.
تنهدت و تناوبت النظرات بينهم لثوان أن تقول
انا هسامحك علشان خاطر ماما ثريا
ربتت ثريا على ظهرها وقالت داعية
ربنا يخليك يا بنتي
ويخليك لينا يا ماما ثريا وميحرمناش منك ابدا