رواية ميراث الندم (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز


بس ياخدله كاسين وهتلاجيه نسي حتى نفسه.
اخفت شربات بصعوبة تأيدها لكلماته لتبدي استياء واهي
عيب عليك يا مالك دا مهما كان برضوا يا ولدي يعني مينفعش تزعج ولا تهب فيه زي ما حصل وعملتها.
افتر فاهاه بابتسامة جانبية ساخرة لا يبتلع قولها
بلاش الكلام ده ياما معايا وجولت أب واخ ولا الكلام الفاضي ده خليه لغيرنا.
امتقعت ملامحها


ترمقه بمقت فقد اصبح حديثه يحمل تلميحات مبطنة لا تعجبها فتابع يحسم ترددها
جومي ياما وخليني اكمل نوم عشان لو جعدتي معايا لبكرة حتى برضوا مش هتحرك من مكاني وكفاية جوي عليا اني سمعتك ولا اجولك روحي ابلفيه انتي بكلمتين أحسن جومي جومي إنتي أكيد مش هتغلبي.
قالها وسرعان ما استلقي جانبها جاذبا الغطاء حتى رأسه لا يبالي تركها بجواره او حتى انصرافها ولا بتأثير كلماته عليها مما اضطرها ان تنهض متمتمة بحنق
جلبك بجى جاسي وغليض جوي يا ولد بطني وانا اللي كنت فاكراك محروج عليا وبتدافع عني وانت أتاريك بتعمل كدة بس عشان تتحداه وتبين جوتك جدامه.
وكأن الكلمات لم تخترق اذنه تجاهل ليعود لغفوته غير ابها بأي شيء
وفي داخل غرفته.
دلفت اليه لتصطدم بنظراته القاتمة نحوها واجما يعتلي الهم قسماته ليزيده كبرا فوق سنوات عمره وكأنه تعدى السبعون ربيعا انفاسه الهادرة تبدوا واضحة إليها بقوة بصعود والهبوط السريع بصدره تقدمت نحوه ترسم ابتسامة أجادتها
إنت رجعت يا سبعي دا انا افتكرت واحدة من البنتة جات من الدرس لما سمعت صوت الباب
خطت لتتخذ مقعدها جواره سائلة
جيت بدري من الشغل يعني.
ظل على صمته لتتابع قاصدة فك جموده
تحب احضرلك غدا ولا اجهز الحمام تسبح وتريح جسمك من التعب انت أكيد هلكان.
أرفقت كلماتها الأخيرة بالمسح بكفيها الناعمتين على عظام صدره والذراعين ليدنو بأبصاره نحو ما تفعله من حركات مكشوفة شبع منها وحفظها وغزت ابتسامة ساخرة شفتيه تحولت بعد ذلك لضحكة صاخبة استعجبت لها لتناظره مبهوتة حتى توقف يصعقها بقوله
انتي جاية تبلفيني زي ما جالك ولدك يا شربات.
على الفور اشاحت بوجهها عنه تعوج شفتيها على زاوية واحدة وقد تأكدت بسماع حديثها مع ابنهما مالك دار ذهنها سريعا لتتذكر ان كانت أخطأت هي الأخرى أم لا حتى تأكدت من سلامة موقفها لتعود اليه سريعا بتبرير
متخداتش عليه يا خوي ولدك فاير والسن ده اللي بيجولوا في التليفزيون سن الخطړ هو من حرجته عليك وع اللي جرالك معرفش يعبر .
مال بوجهه نحوها مرددا بملامح مشتدة وقد ذهب عن وجهه الهزل
يعني هو يجل ادبه عليا عشان معرفش يعبر يا شربات بذمتك انتي مصدجاها دي طب حتى جولي بحاجة تدخل العجل.
على الفور تلبست ثوب المسكنة لتوجه الحديث نحو الوجهة التي تريدها.
لا يا خوي مش هكدب عشان هو ده اللي حازز في نفس الواد ومدمره من جواه انت فين حدك يعني لما عيل كدة طالع على وش الدنيا يلاجي ابوه مش عارف يجيب حجه من ناس حاطة يدها عليه وهو زي العاجز ومش عارف يلاجي صرفة.
عرفت جيدا انها وصلت لهدفها حينما رأت الوجوم الذي کسى ملامحه مع هذه النظرة التي تعرفها جيدا منه لتزيد عليه قائلة
معلش عاد اهو نصيبه كدة.
قالتها لتنهض من جواره وقد نجحت في صرف حقده عن ابنها بعد أن وجهته للجهة الأخرى التي تريدها.
على المائدة الكبيرة والتي ارتصت عليها العديد من أصناف الطعام تجمعوا جميعا لتناول وجبة الغداء التي أعدتها روح مع باقي العاملات في المنزل بطاقة عالية من النشاط ابتهاجا بحضور رفيقة لها وقد عزمت داخلها أن تزيد من صلة القرب بينهما.
كلي يا نادية وسيبي الواد طبجك جاعد زي ما هو مجربتيش عليه يا بت.
هتفت بها تضع قطع أخرى من اللحم امامها لتزيد من خجل الأخرى والتي تخضب وجهها بالحمرة الشديدة بعد أن كشفتها وهي اللي اتخذت إطعام ابنها حجة.
انتبهت عليها جليلة تتدخل بينهم
هاتيه منها يا روح هي طول ما هي جاعدة توكل الواد مش هتعرف تاكل.
رفضت الأخيرة ترفع الطفل من والدته
وانا روحت فين يا خالة 
قالتها تضحك موجهه نظرتها بمرح نحو نادية بعد ان اجفلتها بخطڤ الصغير منها تأمرها بحزم محبب قبل أن تجلس وتضعه بحجرها
كلي يا بت كلي.
حاولت أن تتجاوب معها بابتسامة ظهرت وقد غلبها خجلها لتهمس لها بنظرة محذرة
خلاص يا روح.
زادت الأخيرة بمشاكساتها
معندناش خلاص احنا والكلام الفاضي ده اسمعي الكلام بجولك.
تدخلت الجدة بحزم هي الأخرى
ما تاكلي يا بتي خلي البت دي تهمد على حيلها دا اكنها اتجنت بجيتك النهاردة.
ضحك الجميع على مزحة الجدة إلا فتنة فقد اجبرت نفسها على الابتسام بصعوبة وڼار ټحرقها برؤية ما يحدث امامها يعيدها لنفس العادة القديمة بخطڤ الانظار نحوها والتسابق للإهتمام بها ضغطت ټلعن زوجها فقد كان ينقصها إعادة احقاد الماضي الان.
أما هو فقد كان في عالم اخر يدعي الحديث مع عزب ويوزع اهتمامه بالصغيرات يخطف النظرات نحوها كل دقيقة وقد وضعت همها بالطعام حتى تتخلص من إلحاح شقيقته وورود الوجنتين نتيجة حيائها الشديد تدعو المتيم لقطافها تفتح الشهية برؤيتها يشعر بلذة الطعام بحلقه وكأنه يتذوقه لأول مرة
مساء الخير عليكم. 
اغمض عينيه وقد علق الطعام بوسط حلقه بمعرفة جيدة لصاحب الصوت تلتقط اسماعه حركة تقدمه نحوهم

دون أن يلتف إليه ولو برأسه ولا حتى يجيب التحية التي ردد بها معظمهم ليفاجأ بفعل زوجته التي نهضت عن مقعدها تدعوه بلهفة
تعالى يا ناجي تعالى كل معانا دا انت باين حماتك هتحبك.
تقبل دعوتها ممازحا
شالله يارب يسمع منك يا فتنة يا اختي انا فعلا والله جعان.
قالها ليجلس على الكرسي الذي اشارت نحوه بحركة كشفتها امام زوجها الذي امتقع وجهه يناظر سماجة الاخر والذي قصد ان يجلس امامها ويخاطبها بالحديث مباشرة
وانا اجول السرايا منورة ليه عاملة ايه يا نادية 
أومات رأسها تجيبه بصوت خفيض خرج على مضص
زينة والحمد لله تشكر .
واصل بالحديث متلهفا وكأنه قاصدا قفل شهيتها
تشكريني على ايه بس والواد معتز جاعد على حجر روح عامل ايه يا واد طلعت عينيا باللف واحنا ندور عليك امبارح رجالتك لجيوه فين يا غازي
تمالك بصعوبة الا يسبه فخرج صوته على مضض
ما تاكل يا ناجي مش وجت حكاوي دلوك كل .
اه والله عندك حج.
تفوه بها ليهجم على الطعام يتناول قطع اللحم بنهم وابصاره منصبة نحوها بشكل اثار استيائها وغازي يكتم بداخله كم لا حصر له من السباب والكلمات البذيئة
في المساء 
وقد مر اليوم الكارثي اخيرا لتنعم بالهدوء في المكان الجديد لها الان تستعيد الخصوصية التي افتقدتها طوال الساعات الماضبة بدلت ترتدي ملابس عادية مريحة قبل أن تجلس بجوار والدتها التي كانت تعدل معتز في تخته الجديد بعد أن غطس في غفوة نومه العميق.
نام ياما .
تمتمت تجيبها بخفوت وهي تعتدل في جلستها لها
نام يا بتي والحمد لله اللي خلاه يجعد لحد دلوك ويتأخر على ميعاد نومه هو اللعب مع البنات.
اومأت لها برأسها وقد انشغلت في تناول حقيبة يدها الكبيرة تخرج منها بعض الأشياء اللتي أتت بها من منزلها حتى ردت بدون تركيز
اهو فرح بيهم عشان مجربين من سنه ربنا يستر وما يغدروش بيه.
سمعت منها جليلة لتخبط على صدرها بجزع مرددة لها باستنكار
ليه يا بتي بتجولي كدة اكفنا الشړ
توقفت عما تفعله تزم شفتيها بسأم قبل ان تجيبها مصححة
ياما انا جصدي ع الغيرة العادية بتاعة العيال يعني واحدة تزجه واحدة تضربه والنعمة لو حد جرب منه ما هسكت انا جاية هنا اساسا مڠصوبة وعلى اخري .
زفرت جليلة بغيظ منها ومن رأسها اليابس
مفيش فايدة فيكي راسك مركوب جديم وانا اللي جولت الست سليمة قنعتك بكلامها لحد ما وافجتي اتاريكي بتهاودي وبس.
تابعت بتحذير مشددة
بلاش التلكيك من اولها يا نادية الناس مرحبة وفاتحين درعاتهم دا غير الامان ولدك لو هيرمح بحصان هنا هيلاجي اللي يحرسه.
عبست بوجهها لتنهض من جوارها نحو خزانتها ترتب بعض الاشياء الخاصة من ملابس حتى قالت
برضك مش مكاني ياما مهما تجولي ولا تحاولي تقنعيني
الټفت إليها تفضي لها عما تشعر به
روح الله يباركلها خففت عني كتير النهاردة وجدتي فاطنة كمان كانها ستي ام ابويا الله يرحمها بس برضوا.... انا كنت حاسة بخنجة في جعدة اللي اسمه
ناجي جصادي ولا لهجة فتنة معايا دي من زمان ما بتحبنيش من أساسه.
بس جوزها سيد الرجال. 
قالتها جليلة تتابع بثقة اختلطت بالانبهار
أديكي شوفتي بنفسك ترحيب واد عمك غازي شديد ولا يمكن يرضى ولو بأي كلمة تزعلك يعني حتى لو فكرت تتعوج معاكي هو هيعدلها على طول .
لوحت بيدها بعدم اهتمام لتعود للترتيب في خزانتها مرة أخرى وقد عقدت العزم الا تتقبل أي شيء يمس كرامتها او كرامة صغيرها لن تنتظر من أحد الانصاف حتى لو كان من كبيرهم نفسه على خاطرها الاخير تذكرت افعاله معها وهذه النظرات التي تتوه في مقصدها معظم الاوقات ثم وقع اسمها الغريب من فمه حين يناديها
نادية.
صدق الله العظيم. 
صدقت تغلق كتاب الذكر الحكيم ثم تسنده على الكمود المجاور لها قبل أن ترفع رأسها للتي جاءت منذ قليل وانتظرت جوارها حتى تنتهي .
تقريه في الحرم ان شاء يا سليمة.
اللهم أمين ربنا يسمع منك يارب ويكرمنا احنا الاتنين.
أمين. 
تمتمت بها هويدا تشيح بعيناها بملامح اعتلاها الضجر مما اضطر سليمة لسؤالها
خير يا هويدا شكل عندك كلام عايزة تجوليه 
وكأنها كانت في انتظار الدعوة لتلتف إليها فجأة بوجه محتقن تخاطبها
بصراحة ايوة يا سليمة بعتي مرة ولدك لبيت الدهشان وكأن الخطړ بجى منينا طب احنا كنا جصرنا معاها مثلا ولا عيالنا مفهمش راجل تتحط في كنفه ويجدر يحميها
بلاش كلامك دا يا هويدا عشان منزعلش 
هتفت بها توقفها قبل ان تسترسل بما يزعجها ثم سحبت دفعه من الهواء بصدرها قبل تطرده حتى تتمالك في الرد
نادية ومعتز جعدتهم هناك احسن محدش عارف اللي جاي ايه ولدك وواد اختك الاتنين مفيش رجالة لكن انا مستريحة في بعدهم عني.
ضاقت عيني الأخرى لتطالعها بارتياب سائلة
جصدك ايه يا سليمة مخبية ايه تاني عني يا بت عمي
هتفت مرددة خلفها

باستنكار
مش محتاجة اخبي عنك يا هويدا لأن انا عارفة ومتأكدة ان اخوكي مش هيسكت لأن لو هو سكت العجربة اللي معاه مش هتسيبه يسكت
صاحت هويدا بانفعال 
يعني هيعمل ايه تاني كمان هو ليه عين
ردت بتسامة ساخرة خلت من أي عبث
دا على اساس انه ببختشي يعني ولا هتغيب عنه الحيلة.... ياللا بجى يعمل ما بداله
اقتربت منه تخطو أطراف اصابعها وقد كان جالسا في نفس المكان الذي اصبح ينفرد به وحده في الحديقة ولكن هذه المرة يدندن بالغناء بمزاج رائق أذهلها حتى استبد بها الفضول تفاجئه من خلفه
جاعد لوحدك بتغني تجول ايه يا عندليب 
بسم الله
 

تم نسخ الرابط