رواية ميراث الندم (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم أمل نصر
المحتويات
ما هو حق له.
عكس يامن والذي كان اهتمامه منصبا على التعليم والإصرار على اكمال شباب العائلة دراستهم بالكليات العليا كما فعل مع غازي وابنيه الآخرين وعارف الذي كان يتمعن النظر بابن عمه الان بشك جعله يسأله على الفور
غازي هو انت بتحب
تلقى السؤال بفتور يجيب عنه
وايه فايدة اني ارد ع السؤال مدام مفيش أمل
خبر ايه شوفتني جولت نكتة جدامك ياك
رد عارف من بين ضحكاته التي لم تتوقف
اصل بصراحة كنت فاكر نفسي بس الوحيد اللي بجولها الجملة دي جبل ما اكتشف ان انت معايا في نفس الأمر 1 انا وانت فجر يا غازي.
حينما توقفا اخيرا جاء قول عارف مباغتا له
نادية بت عمك هريدي صح
اجفل ليعتدل بجلسته متحفزا باستفهام
ايه اللي جاب سيرة اخت عزب في الموضوع خبر ايه يا عارف ماتخلي بالك .
ردد عارف مؤكدا له بتقرير
أخلي بالي من ايه دا انا شوفت نظرتك ليها المرة اللي فاتت وفهمت لوحدي الحاجات دي متخفاش على واحد زيي يا عم الحج خصوصا مع شخصية زي شخصيتك دوغري ولا ليك في البص ع النسوان ولا حتى كان عندك تجارب عشان تاخد بالك.
لكنها مبتحبنيش يا عارف ولا عمرها هتبصلي انا شوفت وسمعت بنفسي رأيها فيا مهما اتكلمت ولا جولت مش هجدر اوصفلك خيبة الأمل اللي حسيت بيها.
لم يكن في حاجة للتفسير أكثر من ذلك فقلب عارف المعذب والذي يتلوى بڼار العشق من طرف واحد على مدار سنوات عمره فهو اقدر الناس على التجاوب معه.
متجوز ومخلف.
خرجت من غازي ليكمل على قوله
انت صح في كل كلامك يا عارف شكل كدة جلة التجارب زي ما بتجول هي فعلا اللي خلتني اندفع في مشاعري بس انا خلاص عرفت غلطي ورضيت بنصيبي حتى لو هو مش راضي بيا.
بعدت عني ليه يا عارف كنت محتاجك جنبي جوي الفترة اللي بعدنا فيها دي انا لوحدي يا واد عمي رغم كل الزحمة اللي حواليا الراجل برضوا دايما محتاج راجل يجف جنبه دايما يشاوره ياخد رأيه واحنا الاتنين بنكمل بعض .
يا سيدي واديني رجعتلك من تاني ومدام الحال من بعضه يبجى اتلم المتعوس على خايب الرجا.
قالها ليعود للضحك مرة أخرى وغازي يشاركه ويتبادل معه النكات والحكايات الطريفة على المتعوسين من أمثالهم.
في اليوم التالي
خرجت بعادة اتخذتها منذ
شهور ولم تنقطع عنها ان تذهب كل يوم خميس في زيارة لقبر ابنها المرحوم تقرا من ايات الذكر الحكيم وتوزع الأقراص التي تقوم بصنعها بنفسها على الأطفال ثم تسقي النباتات التي قامت بزرعها بجواره .
ولكنها هذه المرة تفاجأت باخر شخص تتوقع رؤيته يحتل مكانها اليوم على البقعة التي تجلس بها
فايز.
التف برأسه نحوها وفمه يردد ببعض السور القصيرة التي ما زال يحفظها ثم عاد يندمج فيما يفعل كتمت هي بداخلها زفرة حانقة لتجلس في الناحية الأخرى تتجاهله عن عمد وتفعل روتينها المعتاد في هذه الأوقات.
حينما انتهت اخيرا وتوجهت للمغادرة وجدته يسير بجوارها يخاطبها
عارفك مستغربة بس دي مش اول مرة على فكرة انا كذا مرة اجي هنا واقرا واترحم عليه زي ما شوفتي وبعمل كدة مع ابويا كمان اللهم يرحمه.
رمقته بملامح مغلقة ثم ما لبثت أن تتابع طريقها وكأنها لم تسمع شيء فتابع لها
اوعي تفكري ان انتي بس اللي زعلتي عليه لا يا سليمة ده مهما كان برضوا ولدي والضفر عمره ما يطلع من لحمه حتى لو كان في ما بينا مصانع الحداد
شبه ابتسامة ساخرة اعتلت ملامحها لتتوقف فجأة وتسأله مباشرة
صدجت انت بموضوع الضفر اللي ميطلعش من لحمه ع العموم زين يا فايز انك افتكرت الموضوع ده...... مع انه جه متأخر متأخر جوي بعد الواد ما ماټ بس كتر خيرك يا سيدي.
لسانها السليط يلسعه كسياط حامية ولكن لا بأس هو لن يكف عن المحاولة تحرك بقدميه كي يلحق بها قبل ان تصل لسيارة الأجرة التي تنتظرها خارج البوابة الخارجية للمډفن حتى اوقفها بقوله
المهم اني بحاول يا سليمة والأيام اللي جاية ما بينا كتير عشان تعرفي بس ان ربني هداني.
قالها وتحرك للناحية الأخرى حيث اتجاه منزله القريب. لتعقب هي ناظرة في أثره پغضب مكبوت
وانا مستنية اشوف اخرك يا فايز ومتشوجة للي جاي جوي!
وفي مكان آخر .
حيث كان ينتظرها في نفس المكان القديم خلف شجرة التين الملتصقة بعدد من النخلات الاتي كبرت مع مرور الزمن وفي غيابه حتى نبتت خلفاتهم.
بقلب شعر به على وشك التوقف لا بل هو توقف بالفعل فور رؤيتها بهذه الطلة الملوكية وجهها كالبدر زاده الوقت بهاءا وابتسامة طاف العديد من البلاد ورأي أعداد لا حصر لها من البشر ومع ذلك لم يجد ما يماثل روعتها.
كالمغيب بسحرها مشدوها بازبهلال ظل متوقفا في انتظارها حتى اقتربت منه هي تخاطبه
عمر..... يا عمر مالك متنح كدة ليه خزوج ليكون معرفتنيش!
افتر فاهه اخيرا بابتسامة تطمئنها قبل ان يزفر دفعة من الهواء الذي انحبس بصدره فور رؤيتها حتى يستطيع ان يخرج صوته
ولما انا معرفكيش انتي امال هعرف مين بجى روح.......
يا جلب روح.......
قالتها تذكره بنعومتها القديمة ليزأر رافعا كفيه في الهواء أمامها يلوح بهما بضغط شديد مرددا بقلة حيلة
أعمل إيه دلوك جوليلي انا مش جادر
جليا على ملامحها لتغزو السخونة وجنتيها فردت عليه بدلال الأنثى
وه يا عمر وانا في ايدي ايه يعني..... ما انا زي زيك
ولا انت شايفني حجر وما بحسش بس بالاصول بجى يعني دي محدش يجدر يتعداها.
اغمض عينيه متأوها باستمتاع لسماع صوتها يقبض على كفيه ويردف برغبة محمومة
كملي يا روح وسمعيني حسك كملي وجولي أي حاجة تاجي في بالك.
تلقت دعوته بترحاب لتردف بما يجول بقلبها
وحشتني يا عمر بعدد السنين اللي مرت عليا وانا بستناك وحشتني بعدد الايام اللي عديتها في انتظارك وحشتني يا عمر ورجعتك ردت لي روحي اللي كانت غايبه عني.
اااااه.
تأوه رافعا رأسه للسماء ليباغتها هذه المرة ويتناول كفيها يرفعهما بين كفيه يستنشق رائحتها بهما يستعيد روحه يستعيد انسانيته التي كاد أن يفتقدها في عالم غريب عنه كان به وحيدا يصارع الحياة يصارع اياما من العڈاب بدون سند او أحد يدعمه يصارع الظلم!
انتي پتبكي يا عمر
تفوهت بها بقلب مړتعب وقد احرقتها الدمعة الساخنة التي سقطت على جلدها.
تجاهل لينزل بكفيها ولكنها ظلت حبيسة بين كفيه ليردف بحنين يكبته بصعوبة
انا اللي اتوحشتك جوي يا روح ومش هجدر استنى أكتر من كدة الليلة ان شاء الله هبعت مرسال يبلغ
اخوكي ان عايز اجابله وبمجرد بس ما يحدد الميعاد هكون عندكم يعني الباجي بجى عليكي وانا مستعد لكل طلباته بس هو يوافج.
تبسمت بلهفة وطبول الفرح ټضرب داخل صدرها قلبها لم يعد مكانه تشعر به يتقافز بين أضلعها وكأنه طفل صغير وجد ضالته اخيرا حتى يلعب ويلهو ويمرح و....
توقفت فجأة باستدراك وابتسامة خبئت فجأة لتردف بتذكر
بس دا غازي جال انه مسافر النهاردة.
مسافر فين
ابتلعت تجيبه بتوتر انتقل اليها نتيجة لسؤاله
ااا على مصر في القاهرة يعني أصله راح يطل ع الشركة بتاعة العيلة اللي بتورد الفواكه وال...
قطعت مجفلة وقد افلت يديها ليهتف بها فجأة قائلا بانفعال
ولما انتي عارفة انه مسافر مبلغتنيش ليه من امبارح يا روح احنا ناجصين تضيع وجت.
ارتدت رأسها للخلف پخوف غريزي هذا الملامح الجديدة عليها مختلفة تماما عن الصورة القديمة التي تحفظها عنه او ربما هي لم تعتد منه قبل ذلك أن ينفعل بوجهها.
تمالكت تذكر نفسها انها تتحدث مع حبيبها عمر عشق الطفولة والشباب وكل ايامها ولكن ملامحه المنكمشة جعلتها تبرر بتردد
ما انا مكنتش اعرف يا عمر سمعته بالصدفة النهاردة وانا بتغدى مع جدتي.....
يعني سافر ولا لسة
اجفلها بصيحته المتسائلة حتى اجابته سريعا باضطراب
ممعرفش هو كان جايل ان ماشي النهاردة في العصاري.....
خلاص يبجى تمشي وتحصليه
امشي كدة على طول يا عمر
لم يكن سؤالا بل جاء منها كعتاب ليستعيد هدوئه قليلا قبل ان يخبرها برغبته
لا يا روح استني معايا شوية ويارب اخوكي ما يعملها غير لما توصلي عنده وتبلغيه بزيارة أي حد من طرفي ان شالله حتى جميلة او امي المهم انه ياخد فكرة.
ربنا يجرب البعيد.
قالتها ليبدا بينهما حديث سريع يخبرها فيه عن لوعته وتخبره هي عن شوقها الذي لم يتوقف ابدا في غيابه عنها.
وفي ناحية اخري كانت تقف هذه الفتاة خلف احدي الشجيرات الكثيفة تتابع اللقاء من اوله وتجيب الان عن الاتصال
الو يا ست فتنة انا طلعت وراها زي ما جولتي وخدت شوية صور من اللي جلبك يحبها....... ابعتهم طب ما بدل ما ابعتهم اجيلك انا بنفسي بالتلفون وتشوفيهم مني.......... ايوة طبعا عشان الفلوس ما يمكن بعد ما ابعتهم ما تسأليش ولا تديني بجية الاتفاج......... بس من غير شتيمة يا ست الناس انا هجيلك بعد الشوية باللي انتي عايزاه وانتي تبجي جاهزة بالمعلوم...... سلام يا مرة الكبير يا غالية.
.....يتبع
الفصل الثامن عشر
بابتسامة منتشية تقلب في شاشة الهاتف وتتمعن النظر بكل صورة على حدا وابتسامة ثغرها تزداد اتساعا بل واحيانا بالضحكات البلهاء غير مبالية بهذه المرأة التي تقف قبالها يغمرها الزهو بمتابعة ردود ألأفعال المرتسمة على ملامحها ودافع الطمع داخلها يزداد.
هاا يا ست الناس عجبتك الصوره صح عشان تعرفي بس شطارة نفيسة وانك لما اعتمدتي عليها كان أفضل اختيار منك.
رفعت فتنة رأسها إليها بملامح تبدلت للإمتعاض وقد فهمت مقصدها لتعقب لها بتقليل
ليه يا ختي كنتي اتولدتي مصورة فتوسيشن من بتوع الايام دي بطلي هويل يا نفيسة عشان مجلبش عليكي من أولها دي حاجة اجل من العادية يا حبيبتي اي عيل صغير هيلجط احسن منها كمان فبلاش منها
متابعة القراءة