رواية ميراث الندم (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم أمل نصر
المحتويات
معانا وانتي عارفة طبعا رأيهم ساعتها هيبقى مع مين
.... يتبع
الفصل الواحد والثلاثون
دلفت اليه داخل الغرفة وقد كان جالسا متربع القدمين على الفراش يشاهد بتركيز شديد بالشاشة العملاقة الملعقة امامه على الحائط إحدى مباريات المصارعة الحرة قبل ان تجذب انتابهه بقولها الساخر
اخيييييه ع الجرف ولا الريحة المعفنة خبر ايه يا ناجي هو انت اتسبحت في الطين بجلبيتك اياك ييييي.
ردد مقلدا نبرة صوتها بسخرية وحنق يتسائل
ييييييي! ولما انتي جرفانة جوي كدة سحبتيها ليه من سلة الغسيل وجاية ماسكاها بطرف يدك ايه اللي غاصبك
يعني دي جزاتي يا واد ابوي اني عايز اطمن واعرف ايه اللي حصل وخلاك تتبهدل كدة اتكعبلت في حوض مروي جديد من غير ما تاخد بالك يعني ولا اتزحلجت في زيطة في الشارع ولا ديب طلع عليك ومرضغك.....
ديب لما ياكلك ويكسر عضمك کسير ما تغوري يا فتنة انا دماغي بتاكلني من الصبح ونفسي الاجي حد افش غلي فيه غوري بغتاتك دي.
مالك يا ناجي بتزعج ليه وانتي ايه الجلبية الزوبطة اللي مسكاها في يدك دي يا بت
توجهت بالاخيرة نحو فتنة بالإشارة على الجلباب الذي تمسكه بيداها ليسبقها ناجي في الرد
بتك بتستهزأ بيا ياما جاي تتمسخر على جلبيتي اللي اتربرت في الطين لما كنت بجري على شوية عيال حرامية
وه يا واد ابوي كل ده حصلك انا مسكت الجلبية وجيت اهزر معاك لكن مكنتش اعرف ان كل دا حصلك دا انت على كدة بطل.
رمقها بسخط فرائحة السخرية المبطنة في كلماتها تجعله يود القفز من محله حتى يهجم عليها ويخرسها بالقبضة القاټلة كما يرى الان أبطاله المفضلين على شاشة التلفاز ولكنه اضطر للسكوت معطيا الدفة لوالدته في توبيخها والتي وللعجب تقبلته صامتة بأدب القرود مما زاد من دهشته حتى فاجئته بقولها فور خروج والدته حاملة معها الجلباب من أجل تنظيفه
اديكي جولتي كلاب.
اوقعته بلسانه لتضحك مغيظة له بملئ فمها لتضاعف من إغاظته بقولها
وكان عليك من دا كله بإيه بس بتصدر عربيتك جدامها وتوجفها زي العيال التلامزة في نص الطريج طب بذمتك دي عمايل كبار بتوجف حالك من الجواز وتجيب لنفسك الأذية عشان واحدة زي دي ايه جيمتها دي
وهي دي محتاجة سؤال يا فتنة بتسألي على جيمتها على أساس يعني ان انتي متعرفيش جيمتها وهي عاملة كيف رغيف الرغفان اللي طالع من الفرن حالا ملهلهب كدة ويطلب الاكال العيون الكحيلة الممتوحة لورا بوسعها والرموش الطويلة ولا البياض ولا خدود التفاح اللي تغري الواحد انه
ي.....
ضغط بوقاحته وذكر مميزات الأخرى عنها حتى اجبرها على الصړاخ به كي توقفه
اهدى شوية يا حبيبي وكفياك تريل عليها أحسن تضر نفسك لا اخوها هيعتجك لو سمع كلامك ده ولا الأهطل التاني اللي عاملي فيها حامي الحمى عشان يتجوزها فاكر كدة انه ممكن يغيظني ميعرفش انه بيغيظ نفسه لما يحط واحدة زيها في مكاني اناا
ولا اجولك على فكرة احسن انتي اسأليها زي اللي في القصة المعروفة دي وجوليلها يا مرايتي يا مراية مين أحلى واحدة في الكون أنا ولا بنت هريدي واجعدي كرري كدة كتير لحد ما يطلعلك اللهم يحفظنا وياخدك معاه.
ختم بضحكات سمجة زادت باشتعالها لتصرخ به ساخطة
دمك تجيل يا ناجي حتى هزار مش عارف تهزر
كان يهبط من طابقه الثاني واصوات الضحك والمزاح مع صغيراته تصل لخارج المنزل وقد باتوا ليلتهم السابقة معه بعدما بعث اليهم فور ان حطت قدميه داخل المنزل بعد عودته من القاهرة يحمل أصغرهم والاثنتان الأخرتان تعلقن بجلبابه كالعادة كان مندمجا بمداعباته لهم حتى أجفلته بعض الاصوات الصادرة في الأسفل ليفاجأ بها جالسة بجوار جدته على الاريكة
يا صباح الجمال.
غمغم بها داخله كم ود ان يتفوه بها امامها معبرا عن امتنانه لها ان يلتقي بوجهها الحسن على بكرة الصباح لهو شيء يستحق الاحتفال
صباح الخير يا جماعة.
القي بالتحية بصوت عالي على أسماعها واسماع جدته والتي ردت على الفور بابتسامتها السعيدة بحضوره وحنانه نحو صغيراته
صباح الفل يا عين جدتك صاحي بدري اكيد بسبب مضاريب الډم التلاتة طب مش كنت خدت راحتك في النوم يا ولدي
يا ستي انا راحتي بلجاها معاهم ما هي الراحة مش نوم وبس.
قالها قبل ان يجلس بهم على إحدى الارائك القريبة ثم توجه بخطابه نحو تلك الصامتة بوجوم تقلم اظافر جدته تتخذها حجة للإنشغال عن النظر اليه
ازيك يا ناادية عاملة ايه
خطفت نحوه نظره سريعة من عيون الريم لتجيبه باقتضاب
حمد لله زينة تشكر.
تشكر!
غمغم بالكلمة داخله يتمعن النظر بملامحها الشفافة والتي تحمل ڠضبا مستترا منه يعلم سببه جيدا ليتابع محاولاته في فك جمودها منه
انا شايف ان نادية خدت المهمة من روح حتى جصجيص الضوافر يا فاطنة مش كفاية المحشي والوكل الزين بتاعها.
وكأنها ليست المقصودة بالكلمات لم تتأثر او حتى ترفع بصرها نحوه تتابع ما تفعله بتركيز شديد مع المرأة والتي راقها الوصف لترد ضاحكة
طب ما هي صح في مكانة روح يا واد يعني تعملي اللي عايزاه وتاجي وجت اما اطلبها حتى لو بالأمر صح ولا يا به
توجهت بالاخيرة نحوها لتجبرها على الابتسام مرددة بطاعة
صح طبعا يا جدتي وانا اجدر برضوا ارفضلك أمر.
لا طبعا متجدريش ولا حتى امك كمان تجدر.
امال الواد معتز فين مش شايفه يعني
تكفلت فاطمة بالرد
معتز بيلعب برا مع بسيوني دا كمان عجله أصغر منه اللي يشوف الجتة الكبيرة ما يشوف المخ الصغير .
وماله يا جدة ياريت بس كل اللي عجلهم صغير طيبين زيه.
عقب بها ضاحكا خلفها قبل ان ينتبه على مطلب اكبر صغيراته
انا كمان ضوافري كبيرة يا ابوي وعايزة اجصها
تطلع نحو كفي صغيرته التي فردتهم امامه ليعلق بمكر
خلاص شوفي خالتك ناادية ان كانت ترضى ولو مجبلتش اجصهم انااا.
استفزها بقوله لتردد باستهجان من خلفه
كيف مجبلش يعني تعالي يا اية اجصهم ولو عايزة منكير امكرهم كمان.
هللت الأخيرة لتركض نحوها على الفور مما اثار الغيرة بقلب الوسطى لتردف هي الأخرى
طب وانا يا خالة نادية
تعالي انتي كمان يا شروق
الووو... ايوة يا يوسف.
يوسف مين يا حبيبي توك ما افتكرت ترد على يوسف انت تعرف حد أساسا اسمه يوسف من امبارح ارن ومتعبرنيش لدرجة اني روحتلك شقتك وملاقتكش اختفيت فين يا غازي ها رد عليا
صوت صياحه العالي اجبر غازي لإبعاد الهاتف عن أسماعه قليلا قبل ان يعود لمهادنة العاصفة الهوجاء لهذا الأحمق عليه
يا بني اديني فرصة ارد عليك انا عارف اني اختفيت واكيد جلجتلك لما مردتش ع التليفون اللي انا اساسا مكنتش واخد بالي انه على وضع الصامت لما نزلت من الشغل على مشمي وركبت عربيتي ونزلت البلد......
يا نهارك اسود يعني انت نزلت البلد من غيري نزلت البلد من غيري يا غازي
صړخ بها مرددا بمقاطعة ليجبر الاخر على الرد بعدم انتباه
يا يوسف انا نزلت على حاجة مهمة يعني نسيت ما ابلغك فيها ايه يعني!
طبعا يا حبيبي تنساني ما انا لو في دايرة اهتمامك مكنتش نستني مكنتش نستني يا غازي.
ېخرب مطنك هو انت مرتي خبر ايه يا جزين ما تعجل كدة
هو انت خليت فيها عقل يا غازي انا مش منبه عليك تديني فكرة عشان انزل معاك المشروع والحاجات اللي منتظرين نحققها في جناين الفاكهة كل ده مالوش قيمة عندك
كل ده.
ېخرب بيتك انا مش فاكر أساسا اي شيء من اللي جولتها....
كمان نسيت كمان نسيت يا غازي طب اقفل السكة اقفل السكة عشان منخسرش بعض او اقفل انا احسن سلام يا غازي..
قالها ينهي المكالمة على الفور ليغمغم غازي بذهول
ېخرب بيت جنانك يا شيخ كل الصړاخ والزعيج ده وبرضوا مفهمتش حاجة رابح جاي يجولي اللي اتفقنا عليه طب انا نفسي مش فاكر على ايه اتفقنا ولا فاكر
كان جالي ايه بالظبط
صدح صوت زغروطة الفرح الكبيرة من إجلال فور ان اطمأنت من ابنتها ورأت بعينيها ما أثلج صدرها لتضمها اليها بعد ذلك بفخر مرددة بعبارات التهليل والابتهاج
يا الف هنا يا الف نهار مبروك ايوة كدة ريحتي جلبي دا ابوكي هيفرح جوي لما يعرف.
ابويا كمان هيعرف
قالتها بازبهلال اضحك والدتها والتي أكدت لها بضرورة اخباره من أجل أن يرفع رأسه بحسن تربيته لها وقد ظهر دليل عفتها كانت تردد بلهفة قبل ان تنتبه على التغير الذي بدا واضحا لحال ابنتها لتشاكسها بالمزاح كالعادة
انت مالك كدة يا به لحجتي تسرحي ومخك يروح لبعيد بس ليك عذرك برضوا.
قالتها ثم انطلقت بالضحك وحدها وقد شاركتها الأخرى بابتسامة بسيطة لفتت انتباه الام لتعقب بمرح ما ذهب به عقلها
لاه دا انتي مش معايا خالص ايه العجل اللي هب عليكي فجأة كدة لا دا باين عمر سره باتع.
مين اللي جاب سيرة عمر
تفوه يقتحم الغرفة على الاثنتان لترد إجلال بمزاحها
بتشكر فيك يا سيدي لحست عجل البت من يوم واحد
تبسم بزهو يرد بالمزاح هو الأخر ينقل بأنظاره كل لحظة نحو تلك التي ظلت على وجومها رغم مشاركتها الابتسام على تعليقاتهم تدعي الاندماج حتى دلفت جميلة تسحب جارتها مغادرتان ويخلو المكان الا منهما
ايه انت لسة واجفة مكانك متسمرة
هتف بها يخاطبها فور ان دلف الغرفة معها بعد توصيله للمرأتان حتى باب المنزل واقترب حتى حاوطها بذراعه وقد ارتفعت يده الأخرى ليداعب الوجنتين الناعمتين يخاطبها بمزاج رائق
ايييه فوجي كدة وصحصحي معايا حتى امك خدت بالها.
ختم ضاحكا فخرج صوتها في الرد له
انت جولتلي امبارح خافي مني وانا فعلا خاېفة منك دلوك
اطلق ضحكة جلجلت في قلب الغرفة ليعقب بمرح
وانتي بتسمعي الكلام جوي يا هدير اما شغل عيال صح زي ما بيجولوا..... دا انا شكل ايامي معاكي فل.
تفوه الأخيرة بصوت متحشرج قبل يأخذها اليه وينهل منها ما يخدر به عقله ويطفئ رغبته بها.
خرجت من غرفة السيدة فاطمة بعدما ساعدتها ختى وصلت لتختها لتتسطح عليه تشعل لها التلفاز حتى تغفى لاستراحة القيلولة.
قطعت طريقها بالطرقة
متابعة القراءة